الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شَيئًا؛ لأنّا نَحكُمُ بشاهِدَينِ وبِشاهِدٍ وامرأتَينِ ولا يَمينَ، فإِذا كان شاهِدٌ حَكَمنا بشاهِدٍ ويَمينٍ، ولَيسَ هذا بخِلافِ ظاهِرِ القُرآنِ؛ لأنَّه لَم يُحَرِّمْ أن يَجوزَ أقَلُّ ممّا نَصَّ عَلَيه في كِتابِهِ
(1)
.
قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أعلمُ بمَعنَى ما أرادَ اللهُ عز وجل، وقَد أمَرَنا اللهُ عز وجل أن نأخُذَ ما آتانا ونَنتَهِي عَمّا نَهانا، ونَسألُ اللهَ العِصمَةَ والتَّوفيقَ
(2)
.
20728 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن محمدِ بنِ يوسُفَ البَغدادِيُّ، أنبأنا عثمانُ بن محمدِ بنِ بشرٍ، حدثنا إسماعيلُ القاضِي، حدثنا ابنُ أبي أوَيسٍ وعيسَى بن مِيناءَ قالا: حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بن أبي الزِّنادِ، عن أبيه، عن الفُقَهاءِ الَّذينَ يُنتَهَى إلَى قَولِهِم مِن أهلِ المَدينَةِ كانوا يَقولونَ: لا تَكونُ اليَمينُ مَعَ الشّاهِدِ في الطَّلاقِ ولا العَتاقِ ولا الفُرقَةِ. ولَم يَكونوا يُجيزونَ شَهادَةَ النِّساءِ لا رَجُلَ مَعَهُنَّ إلا فيما لا يَراه إلا النِّساءُ، وكانوا يَقولونَ: مَن شَهِدَ له شاهِدٌ على قَتلِ عبدِه حَلَفَ مَعَ شاهِدِه يَمينًا واحِدَةً، واستَوجَبَ قيمَةَ عبدِهِ.
بابُ تأكيدِ اليَميِن بالمكانِ
20729 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ محمدِ بنِ داودَ الرزازُ قَرأتُ عَلَيه مِن أصلِه ببَغدادَ، حدثنا أبو عمرٍو عثمانُ بن أحمدَ الدَّقّاقُ، حدثنا محمدُ بن عُبَيدِ اللهِ المُنادِي، حدثنا أبو بَدرٍ، حدثنا هاشِمُ بن هاشِمٍ، أخبرَنِي عبدُ اللهِ بن نِسطاسٍ مَولَى كَثيرِ بنِ الصَّلتِ، أن جابِرَ بنَ عبد اللهِ أخبَرَه أنه
(1)
ينظر الأم 7/ 20، 21.
(2)
ينظر الأم 7/ 17.
سَمِعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لا يَحلِفُ أحَدٌ على يَمينٍ آثِمَةٍ عِندَ منبَرِي هذا ولَو على سِواكٍ أخضَرَ إلا تَبَوّأ مَقعَدَه مِنَ النّارِ. أو: وجَبَت له النّارُ"
(1)
.
وكَذَلِكَ قالَه أبو ضَمرَةَ أنَسُ بن عياضٍ عن هاشِمِ بنِ هاشِمٍ عِندَ هذا المِنبَرِ
(2)
.
ورَواه مالكُ بن أنَسٍ كما:
20730 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّي، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أنبأنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أنبأنا الشّافِعِيُّ، أنبأنا مالكٌ، عن هاشِمِ بنِ هاشِمِ بنِ عُتبَةَ بنِ أبي وقّاصٍ، عن عبد اللهِ بنِ نِسطاسٍ، عن جابِرِ بنِ عبد اللهِ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَن حَلَفَ على مِنبَرِي هذا بيَمينٍ آثِمَةٍ تَبَوّأ مَقعَدَه مِنَ النّارِ"
(3)
.
20731 -
أخبرَنا أبو سعيدِ بنُ أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أنبأنا الرَّبيعُ، أنبأنا الشّافِعِيُّ قال: أُخبرْنا، عن الضَّحّاكِ بنِ عثمانَ، عن نَوفَلِ بنِ مُساحِقٍ العامِرِيِّ، عن المُهاجِرِ بنِ أبي أُمَيَّةَ قال: كَتَبَ إلَيَّ أبو بكرٍ الصِّدّيقُ رضي الله عنه: أن ابعَثْ إلَيَّ بقَيسِ بنِ مَكشوحٍ في وَثاقٍ فأُحلِفَه خَمسينَ يَمينًا عِندَ مِنبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ما قَتَلَ داذوَيَّ
(4)
.
(1)
المصنف في الصغرى (4268). وتقدم تخريجه في (15399).
(2)
تقدم تخريجه في (15399).
(3)
المصنف في المعرفة (5927)، وفي الصغرى عقب (4269)، والشافعي 7/ 36، 197. وتقدم في (15398).
(4)
في النسخ: "دادوى" بدالين مهملتين. والمثبت من حاشية الأصل. قال النووي: وهو بدال مهملة =
ورَواه في القَديمِ فقالَ: أخبرَنا مَن نَثِقُ به عن الضَّحّاكِ بنِ عثمانَ، عن المَقبُرِيِّ، عن نَوفَلِ بنِ مُساحِقٍ. فذَكَرَه بمَعناه وأتَمَّ مِنه
(1)
.
20732 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أنبأنا محمدُ بن جَعفَرِ بنِ مَطَرٍ، حدثنا يَحيَى بن محمدٍ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بن مُعاذٍ، حدثنا أبي، حدثنا شُعبَةُ، عن مَنصورٍ، عن الشَّعبِيِّ قال: قُتِلَ رَجُلٌ فأدخَل عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه الحِجرَ مِنَ المُدَّعَى عَلَيهِم خَمسينَ رَجُلًا فأقسَموا. ما قَتَلنا ولا عَلِمنا قاتِلًا
(2)
.
وروّينا عن عَطاءِ بنِ أبي رَباحٍ، أن رَجُلًا قال لِامرأتِه: حَبلُكِ على غارِبِكِ. مِرارًا، فأتَى عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه فاستَحلَفَه بَينَ الرُّكنِ والمَقامِ: ما الَّذِي أرَدتَ بقَولِكَ؟
(3)
وهُما مُرسَلانِ أحَدُهُما يُؤَكِّدُ صاحِبَه فيما اجتَمَعا فيه مِن نَقلِ اليَمينِ إلى المسجِدِ الحَرامِ.
20733 -
أخبرَنا أبو سعيدِ بنُ أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أنبأنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أنبأنا الشّافِعِيُّ قال: وهَذا قَولُ حُكامِ المَكّيّينَ
= في أوله بلا خلاف، وبعد الألف ذال معجمة عند الجمهور، وقيل: مهملة. والصواب الأول. ينظر تهذيب الأسماء واللغات الجزء الأول من القسم الأول ص 179، وفيه داذويه، وكذا في الإصابة 3/ 399، وفي بعض نسخه:"دادويه". والأثر عند المصنف في المعرفة (5929)، والشافعي 7/ 36.
(1)
المصنف في المعرفة عقب (5929).
(2)
تقدم تخريجه في (16527).
(3)
تقدم تخريجه في (15117).
ومُفتيهِم، ومِن حُجَّتِهِم فيه -مَعَ إجماعِهِم- أن مُسلِمًا والقَدّاحَ أخبَرانِي عن ابنِ جُرَيجٍ، عن عِكرِمَةَ بنِ خالِدٍ، أن عبدَ الرَّحمَنِ بنَ عَوفٍ رأى قَومًا يَحلِفونَ بَينَ المَقامِ والبَيتِ فقالَ: أعَلَى دَمٍ؟ فقالوا: لا. قال: فعَلَى عَظيمٍ مِنَ الأموالِ؟ قالوا: لا. قال: لَقَد خَشِيتُ أن يَبْهأَ
(1)
النّاسُ بهَذا المَقامِ. قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: فذَهَبوا إلَى أن العَظيمَ مِنَ الأموالِ ما وصفتُ مِن عِشرينَ دينارًا فصاعِدًا. قال: وقالَ مالكٌ: يَحلِفُ على المِنبَرِ على رُبُعِ دينارٍ
(2)
.
قال الشيخُ رحمه الله: قَولُه: يبهأَ النّاسُ. يَعنِي: يأنَسوا به فتَذهَبَ هَيبَتُه مِن قُلوبِهِم. قال أبو عُبَيدٍ: يُقالُ: بَهَأتُ بالشَّئِ. إذا أنِستَ بهِ
(3)
.
20734 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أنبأنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أنبأنا الشّافِعِيُّ، أنبأنا مالكُ بن أنَسٍ، عن داودَ بنِ الحُصَينِ أنه سَمِعَ أبا غَطَفانَ بنَ طَريفٍ المُرِّيَّ قال: اختَصَمَ زَيدُ بن ثابِتٍ وابنُ مُطيعٍ إلَى مَروانَ بنِ الحَكَمِ في دارٍ، فقَضَى باليَمينِ على زَيدِ بنِ ثابِتٍ على المِنبَر، فقالَ زَيدٌ: أحلِفُ له مَكانِي. قال مَروانُ: لا واللهِ إلا عِندَ مَقاطِعِ الحُقوقِ. فجَعَلَ زَيدٌ يَحلِفُ أن حَقَّه لَحَقٌّ. ويأبَى أن يَحلِفَ على المِنبَرِ، فجَعَلَ مَروانُ يَعجَبُ مِن ذَلِكَ. قال مالكٌ: كَرِهَ زَيدٌ صَبرَ اليَمينِ
(4)
.
(1)
في أصل المصنف: "يبتها"، وفي الحاشية كالمثبت. وفي س:"ينها".
(2)
المصنف في المعرفة (5938)، والأم 7/ 34.
(3)
غريب الحديث لأبي عبيد 4/ 473.
(4)
يمين الصبر: التي يُمْسَك الحكم عليها حتى تحلف، أو هي التي تلزم لصاحبها من جهة الحكم
ويجبر عليها حالفها بأن يحبسه السلطان عليه حتى يحلف بها. التاج 12/ 272 (ص ب ر)، =