الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فخَرَجَ المُشرِكونَ فحَمَلوا عَلَينا حَتَّى رأينا خَيلَنا وراءَ ظُهورِنا، وفِى القَومِ رَجُلٌ يَحمِلُ عَلَينا فيَدُقُّنا ويَحطِمُنا، فهَزَمَهُمُ اللهُ عز وجل، وجَعَلَ يُجاءُ بهِم فيُبايِعونَه على الإسلامِ، فقالَ رَجُلٌ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إنَّ علىَّ نَذرًا إن جاءَ اللهُ بالرَّجُلِ الَّذِى كان مُنذُ اليَومِ يَحطِمُنا لأضرِبَنَّ عُنُقَه. فسَكَتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وجِئَ بالرَّجُلِ، فلَمّا رأى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: يا رسولَ اللهِ، تُبتُ إلَى اللهِ. فأمسَكَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يُبايِعُه ليَفِىَ الرَّجُلُ بنَذرِه. قال: فجَعَلَ الرَّجُلُ يَتَصدَّى لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليأمُرَه بقَتلِه، وجَعَلَ يَهابُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يَقتُلَه، فلَمّا رأى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّه لا يَصنَعُ شَيئًا بايَعَه، فقالَ الرَّجُلُ: يا رسولَ اللهِ، نَذرِى. قال:"إنِّى لَم أُمسِكْ عنه مُنذُ اليَومِ إلَّا لِتُوفِىَ بنَذرِكَ". فقالَ: يا رسولَ اللهِ، ألا أومَضتَ إلَىَّ؟ فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّه لَيسَ لِنَبِىٍّ أن يومِضَ"
(1)
.
بابُ مَن ماتَ وعَلَيه نَذرٌ
20172 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أنبأنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارميُّ قال: قَرأتُ على أبى اليَمانِ أن شُعَيبَ بنَ أبى حَمزَةَ أخبَرَه عن الزُّهرِىِّ، أخبرَنِى عُبَيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عُتبَةَ بنٍ مَسعودٍ، أن ابنَ عباسٍ رضي الله عنهما قال: إنَّ سَعدَ بنَ عُبادَةَ
(1)
أبو داود (3194). وأخرجه أحمد (12529) من طريق عبد الوارث به. والترمذى (1034)، وابن ماجه (1494) من طريق أبى غالب نافع به مختصرًا، وقال الترمذي: حسن. وصححه الألباني في صحيح أبى داود (2735)
الأنصارِىَّ استَفتَى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في نَذرٍ كان على أُمِّه وتوُفّيَت قبلَ أن تَقضيَه، فأمَرَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يَقضيَه عَنها، فكانَت سُنَّةً بَعدُ
(1)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن أبى اليَمانِ
(2)
.
20173 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أنبأنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عمرُو بنُ عَونٍ، أنبأنا هُشَيمٌ، عن أبى بشرٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، أن امرأةً رَكِبَتِ البحرَ فنَذَرَت إن نَجّاها اللهُ أن تَصومَ شَهرًا، فنَجّاها اللهُ فلَم تَصُمْ حَتَّى ماتَت، فجاءَت بنتُها أو أُختُها إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأمَرَها أن تَصومَ عَنها
(3)
.
وسائرُ الرِّواياتِ فيه قَد مَضَت في كِتابِ الصّيامِ وكِتابِ الحَجِّ
(4)
، وبِاللهِ التَّوفيقُ.
(1)
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3123) من طريق أبى اليمان به. وتقدم في (8314).
(2)
البخارى (6698).
(3)
أبو داود (3308). وأخرجه أحمد (1861) من طريق هشيم به. والنسائي (3825)، وابن خزيمة (2054) من طريق سعيد بن جبير به. وصححه الألباني في صحيح أبى داود (2829).
(4)
ينظر ما تقدم في (8305 - 8312، 8744).