الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابنُ أبي لَيلَى لا يَقعُدُ لِلقَضاءِ إلا يُؤتَى بقَصعَةٍ فيأكُلُ، ثُمَّ يُؤتَى بغاليَةٍ فيَتَغَلَّفُ
(1)
، وإِذا كان يَومُ النِّساءِ أجلَسَ مَعَه رَجُلًا.
بابُ القاضِي يَقضِي في حالِ غَضَبِه فوافَقَ الحَقَّ
20312 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عباسُ بن الفَضلِ وعُثمانُ بن عُمَرَ الضَّبِّيُّ فرَّقَهُما قالا: حدثنا أبو الوَليدِ، حدثنا لَيثُ بن سَعدٍ (ح) وأخبرَنا أبو الحَسَنِ، أنبأنا أحمدُ ابنُ عُبَيدٍ، حدثنا أحمدُ بن إبراهيمَ بنِ مِلحانَ، حدثنا يَحيَى هو ابنُ بُكَيرٍ، حدثنا اللَّيثُ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُروةَ أنَّه حَدَّثَه أن عبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ حَدَّثَه، أن رَجُلًا مِنَ الأنصارِ خاصَمَ الزُّبَيرَ عِندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في شِراجِ الحَرَّةِ التي يَسقونَ بها النَّخلَ، فقالَ الأنصارِيُّ: سَرِّحِ الماءَ يَمُرُّ. فأبَى عَلَيه، فاختَصَما
(2)
عِندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيرِ:"اسقِ يا زُبَيرُ، ثُمَّ أرسِلْ إلَى جارِكَ". فغَضِبَ الأنصارِيُّ فقالَ: أن كان ابنَ عَمَّتِكَ؟ فتَلَوَّنَ وجهُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قال: "يا زُبَيرُ اسقِ ثُمَّ احبِسْ
(3)
حَتَّى يَرجِعَ إلَى الجَدْرِ" قال: فقالَ الزُّبَيرُ: واللهِ إنِّي لأحسِبُ هذه الآيَةَ نَزَلَت في ذَلِكَ: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآية
(4)
[النساء: 65]. رَواه
(1)
الغالية: طيب معروف، وإنما سميت بذلك لأنها أخلاط تغلى على النار مع بعضها. وتغلف بالغالية تطيب بها. ينظر التاج 24/ 226، 30/ 119 (غ ل ل، غ ل ى).
(2)
في نسخة المصنف، س، م:"اختصموا".
(3)
بعده في م: "الماء".
(4)
أخرجه أبو داود (3637)، وابن حبان (24) من طريق أبي الوليد به. وتقدم في (11975).
البخاريُّ في "الصحيح" عن عبد اللهِ بنِ يوسُفَ، ورَواه مسلمٌ عن قُتَيبَةَ وغَيرِه، كُلُّهُم عن اللَّيثِ
(1)
.
20313 -
وأخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بن عبدِ اللهِ الأديبُ، أنبأنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنِي الحَسَنُ بن سُفيانَ، حدثنا حِبّانُ، أنبأنا عبدُ اللهِ، أنبأنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِيِّ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ قال: خاصَمَ الزُّبَيرَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ في شَرِيجٍ
(2)
مِنَ الحَرَّة، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اسقِ يا زُبَيرُ، ثُمَّ أرسِلِ الماءَ إلَى جارِكَ". فقالَ الأنصارِيُّ: يا رسولَ اللهِ أن كان ابنَ عَمَّتِكَ؟ فتَلَوَّنَ وجهُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قال: "اسقِ يا زُبَيرُ، ثُمَّ احبِسِ الماءَ حَتَّى يَرجِعَ الماءُ إلَى الجَدْر، ثُمَّ أرسِلْ إلَى جارِكَ". قال: واستَوْعَى
(3)
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيرِ حَقَّه في صَريحِ الحُكمِ حينَ أحفَظَه الأنصارِيُّ. قال: وقَد كان أشارَ عَلَيهِما قبلَ ذَلِكَ بأمرٍ كان لَهُما فيه سَعَةٌ. قال الزُّبَيرُ: فما أحسِبُ هذه الآيَةَ نَزَلَت إلا في ذَلِكَ: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} . قال: فسَمِعتُ غَيرَ الزُّهرِيِّ يقولُ: نَظَرنا في قَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ احبِسِ الماءَ حَتَّى يَرجِعَ إلَى الجَدْرِ". فكانَ ذَلِكَ إلَى الكَعبَينِ
(4)
. أخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبدانَ
(1)
البخاري (2359، 2360)، ومسلم (2357/ 129).
(2)
في أصل المصنف، س، م:"شرج".
(3)
في م: "استوعب"، وهما بمعنى.
(4)
تقدم في (11976).