المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما يستدل به على أن القضاء وسائر أعمال الولاة مما يكون أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر من فروض الكفايات - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ٢٠

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ السَّبْقِ والرَّمىِ

- ‌بابُ التَّحريضِ على الرَّمىِ

- ‌بابٌ: ارتِباطُ الخَيلِ عُدَّةٌ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابٌ: لا سَبَقَ(1)إلَّا في خُفٍّ أو حافِرٍ أو نَصلٍ

- ‌بابُ ما جاءَ فى المُسابَقَةِ بالعَدوِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى المُصارَعَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى اللَّعِبِ بالحَمامِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى الوالِى يُسَبِّقُ بَيَن الخَيلِ مِن غايَةٍ إلَى غايَةٍ

- ‌بابُ الرَّجُلَيِن يَستَبِقانِ بفَرَسَيهِما ويُخرِجُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما سَبَقًا، ويُدخِلانِ بَينَهُما مُحَلِّلًا على أنَّه إن سَبَقَهُما المُحَلِّلُ كان ما أخرَجا له، وإِن سَبَقَ أحَدُهُما المُحَلِّلَ أحرَزَ مالَه وأخَذَ مالَ صاحِبِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى الرِّهانِ على الخَيلِ وما يَجوزُ مِنه وما لا يَجوزُ

- ‌بابٌ: لا جَلَبَ ولا جَنَبَ فى الرِّهانِ

- ‌بابُ النَّهىِ عن التَّحريشِ بَينَ البَهائمِ

- ‌بابُ كَراهيَةِ إنزاءِ الحُمُرِ علي الخَيلِ

- ‌بابُ كراهيَةِ خِصاءِ البَهائمِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى تَسميَةِ البَهائمِ والدَّوابِّ

- ‌كتابُ الأَيْمانِ

- ‌بابُ الحَلِفِ باللَّهِ عز وجل أو باسمٍ مِن أسماءِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ أسماءِ اللهِ عز وجل ثَناؤُهُ

- ‌بابُ كَراهيَةِ الحَلِفِ بغَيِر اللهِ عز وجل

- ‌بابُ مَن حَلَفَ بغَيِر اللهِ ثُمَّ حَنِثَ، أو حَلَف بالبَراءَةِ مِنَ الإِسلامِ او بمِلَّةٍ غَيرِ الإِسلامِ، أو بالأمانَةِ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ الأيمانَ باللَّهِ إلا فيما كان للهِ طاعَةً

- ‌بابٌ: مَن حَلَفَ على يَمينٍ فرأى خَيًرا مِنها، فليأتِ الَّذِى هو خَيرٌ، وليُكَفِّرْ عن يَمينِهِ

- ‌بابُ شُبهَةِ مَن زَعَمَ أن لا كَفّارَةَ فى اليَميِن إذا كان حِنثُها طاعَةً

- ‌بابُ إبرارِ القَسَمِ إذا كان البِرُّ طاعَةً أو لَم يَكُنِ الحِنثُ خَيرًا مِنَ البِرِّ

- ‌بابُ ما جاءَ فى اليَميِن الغَموسِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى قَولِه: أُقسِمُ أو أقسَمتُ

- ‌بابُ ما جاءَ فى إبرارِ المُقسِمِ

- ‌بابُ مَن قال: لَعَمرُ اللهِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى الحَلِفِ بصِفاتِ اللهِ تَعالَى؛ كالعِزَّةِ، والقُدرَةِ، والجَلالِ، والكِبرياءِ، والعَظَمَةِ، والكَلامِ، والسَّمعِ، ونَحوِ ذَلِكَ

- ‌بابُ مَن قال: اللهِ لأفعَلَنَّ كَذا. أو: لَم أفعَلْ كَذا. يَنوِى به يَمينًا

- ‌بابُ مَن قال: وايْمُ اللهِ

- ‌بابُ مَن قال: علىَّ عَهدُ اللهِ. يُريدُ به يَمينًا

- ‌بابُ مَن قال: علىَّ نَذرٌ. ولَم يُسَمِّ شَيئًا

- ‌بابُ الاستثناءِ فى اليَمينِ

- ‌بابُ صِلَةِ الاستِثناءِ باليَميِن

- ‌بابُ الحالِفِ يَسكُتُ بَينَ يَمينِه واستِثنائه سَكتَةً يَسيرَةً لانقِطاعِ صَوتٍ أو أخذِ نَفسٍ

- ‌بابُ الحالِفِ يَستَثنِى فى نَفسِه

- ‌بابُ لَغوِ اليَمينِ

- ‌بابُ مَن حَلَفَ على شَئٍ وهو يَرَى أنَّه صادِقٌ ثُمَّ وجَدَه كَاذِبًا

- ‌بابٌ: الكَفَّارَةُ بعدَ الحِنثِ

- ‌بابُ الكَفّارَةِ قبلَ الحِنثِ

- ‌بابُ الإطعامِ فى كَفَّارَةِ اليَمينِ

- ‌بابُ مَن حَلَفَ فى الشَّئِ لا يَفعَلُه مِرارًا

- ‌بابُ ما يُجزِئُ مِنَ الكِسوَةِ فى الكَفَّارَةِ

- ‌بابُ ما يَجوزُ فى عِتقِ الكَفَّاراتِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى ولَدِ الزِّنا

- ‌بابُ ما جاءَ فى إعتاقِ ولَدِ الزِّنا

- ‌بابُ التَّخييرِ بَينَ الإطعامِ والكِسوَةِ والعِتقِ، فمَن لَم يَجِدْ فصيامُ ثَلاثَةِ أيّامٍ

- ‌بابُ التَّتابُعِ فى صَومِ الكَفّارَةِ

- ‌جامِعُ الأَيْمانِ

- ‌بابُ مَن حَنِثَ ناسيًا ليَمينِه أو مُكرَهًا عَلَيه

- ‌بابُ ما جاءَ فيمَن حَلَفَ لَيَقضيَنَّ حَقَّه إلَى حينٍ، أو إلىَ زَمانٍ. وما يُستَدَلُّ به على أنَّه لَيسَ له وقتٌ مَعلومٌ

- ‌بابٌ: ما يُقَرِّبُ مِنَ الحِنثِ لا يَكونُ حِنثًا

- ‌بابُ مَن حَلَفَ لا يأكُلُ خُبزًا بأُدُمٍ فأكَلَه بما يُعَدُّ أُدُمًا فى العادَةِ بما يُصطَبَغُ(2)به أولا يُصطَبَغُ

- ‌بابُ مَن حَلَفَ لا يُكَلِّمُ رَجُلًا فأرسَلَ إلَيه رسولًا أو كَتَبَ إلَيه كِتابًا

- ‌بابُ مَن حَلَفَ ما له مالٌ ولَه عَرْضٌ أو عَقارٌ أو حَيَوانٌ

- ‌بابٌ: مَن حَلَفَ لَيَضرِبَنَّ عبدَه مِائَةَ سَوطٍ فجَمَعَها فضَرَبَه بها لَم يَحنَثْ

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أنَّه يُحَلِّلُ يَمينَه بأدنَى ضَربٍ

- ‌بابُ الحَلِفِ على التّأويلِ فيما بَينَه وبَينَ اللهِ تَعالَى

- ‌بابٌ: اليَمينُ على نيَّةِ المُستَحلِفِ فى الحُكوماتِ

- ‌بابُ مَن جَعَلَ شَيئًا مِن مالِه صَدَقَةً أو فى سَبيلِ اللهِ أو فى رِتاجِ الكَعبَةِ على مَعانِى الأيمانِ

- ‌بابُ الخِلافِ فى النَّذرِ الَّذِى يُخرِجُه مُخرَجَ اليَمينِ

- ‌بابُ مَن نَذَرَ نَذرًا فى مَعصيَةِ اللهِ

- ‌بابُ مَن جَعَلَ فيه كَفّارَةَ يَمينٍ

- ‌بابُ ما جاءَ فيمَن نَذَرَ أن يَذبَحَ ابنَه أو نَفسَهُ

- ‌كتابُ النذورِ

- ‌بابُ الوَفاءِ بالنَّذرِ

- ‌بابُ ما يُوفَى به مِنَ النُّذورِ وما لا يُوفَى

- ‌بابُ ما يُوفَى به مِن نُذورِ الجاهِليَّةِ

- ‌بابُ ما يُوفَى به من نَذرِ ما يَكونُ مُباحًا وإِن لَم يَكُنْ طاعَةً

- ‌بابُ كَراهيَةِ النَّذرِ

- ‌بابُ مَن نَذَرَ تَبَرُّرًا أن يَمشِىَ إلَى بَيتِ اللهِ الحَرامِ

- ‌بابُ رُكوبِ مَن لَم يَقدِرْ على المَشىِ

- ‌بابُ المَشىِ فيما قَدَرَ عَلَيه والرُّكوبِ فيما عَجَزَ عَنهُ

- ‌بابُ الهَدىِ فيما رُكِبَ واختلافِ الرواياتِ فيه

- ‌بابُ مَن أمَرَ فيه بالإِعادَةِ، والمَشىِ فيما رَكِبَ والرُّكوبِ فيما مَشَى حَتَّى يأتِىَ به كما نَذَرَهُ

- ‌بابُ مَن قال: يَمشِى مِن ميقاتِه إلَّا أن يَكونَ نَوَى مَكانًا حَتَّى يَصدُرَ

- ‌بابُ مَن نَذَرَ المَشىَ إلَى مَسجِدِ المَدينَةِ أو مَسجِدِ بَيتِ المَقدِسِ

- ‌بابُ مَن لَم يَرَ وُجوبَه بالنَّذرِ، أو أقامَ الأفضَلَ مِن هذه المَساجِدِ الثَّلاثَةِ مَقامَ ما هو أدنَى مِنهُ

- ‌بابُ مَن نَذَرَ أن يَنحَرَ بمَكَّةَ

- ‌بابُ مَن نَذَرَ أن يَنحَرَ بغَيِرها ليَتَصَدَّقَ

- ‌بابُ مَن نَذَرَ هَديًا لَم يُسَمِّهِ

- ‌بابُ مَن قال: للهِ علىَّ أن أصومَ يَومًا سَمّاه فوافَقَ يَومَ فِطرٍ أو أضحًى

- ‌بابُ نَذرِ العُمرَةِ في شَهرٍ مُسَمًّى

- ‌بابُ مَن نَذَرَ ضَربَ عُنُقِ مُشرِكٍ إن ظَفِرَ به، فأسلَمَ

- ‌بابُ مَن ماتَ وعَلَيه نَذرٌ

- ‌كتابُ(1)أدبِ القاضى

- ‌بابُ فضلِ مَنِ ابتُلِىَ بشَئٍ مِنَ الأعمالِ فقامَ فيه بالقِسطِ وقَضَى بالحَقِّ

- ‌بابُ فضلِ المُؤمِنِ القَوِىِّ الَّذِى يَقومُ بأمرِ النّاسِ ويَصبِرُ على أذاهُم

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أن القَضاءَ وسائرَ أعمالِ الوُلاةِ مِمّا يَكونُ أمرًا بمَعروفٍ أو نَهيًا عن مُنكَرٍ مِن فُروضِ الكِفاياتِ

- ‌بابُ كَراهيَةِ الإمارَةِ وكِراهيَةِ تَوَلِّي أعمالِها لمن رأى مِن نَفسِه ضَعفًا أو رأى فرضَها عنه بغَيِره ساقِطًا

- ‌بابُ كَراهيَةِ طَلَبِ الإمارَةِ والقَضاءِ، وما يُكرَهُ مِنَ الحِرصِ عَلَيهِما والتَّسَرُّعِ إلَيهِما، وأنَّه إذا ابتُلِي بهِما عن غَيِر مَسألَةٍ كان الأمرُ أسهَلَ، وإِلَى النَّجاةِ أقرَبَ

- ‌بابُ ما يُستَحَبُّ لِلقاضِي مِن أن يَقضِيَ في مَوضِعٍ بارِزٍ لِلنّاسِ لا يَكونُ دونَه حِجابٌ، وأن يَكونَ مُتَوَسِّطَ المِصرِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في الاحتِجابِ في غَيِر وقتِ القَضاءِ، وفي وقتِ القَضاءِ إذا خَشِي الازدِحامَ عَلَيهِ

- ‌بابُ ما يُستَحَبُّ لِلقاضِي مِن ألَّا يَكونَ قَضاؤُه في المَسجِدِ

- ‌بابُ التَّثَبُّتِ في الحُكمِ

- ‌بابٌ: لا يَقضِي وهو غَضبانُ

- ‌بابٌ: لا يَقضِي القاضِي إلَّا وهو شَبعانُ رَيّانُ

- ‌بابُ القاضِي يَقضِي في حالِ غَضَبِه فوافَقَ الحَقَّ

- ‌بابُ ما يُكرَهُ لِلقاضِي مِنَ الشِّراءِ والبَيعِ والنَّظَرِ في النَّفَقَةِ على أهلِه وفي ضَيعَتِه لِئَلا يَشغَلَ فهمَه

- ‌بابُ ما يُستَحَبُّ لِلقاضِي والوالِي مِن أن يوَلِّي الشِّراءَ له والبَيعَ رَجُلًا مأمونًا غَيرَ مَشهورٍ بأنَّه يَبيعُ له خَوفَ المُحاباةِ

- ‌بابٌ: القاضِي يأتِي الوَليمَةَ إذا دُعِي لها، ويَعودُ المَرضَى، ويَشهَدُ الجَنائزَ

- ‌بابٌ: القاضِي إذا بانَ له مِن أحَدِ الخَصمَيِن اللَّدَدُ(3)نَهاه عَنهُ

- ‌بابُ مُشاوَرَةِ الوالِي والقاضِي في الأمرِ

- ‌بابُ مَوضِعِ المُشاوَرَةِ

- ‌بابُ مَن يُشاوِرُ

- ‌بابُ ما يَقضِي به القاضِي ويُفتِي به المُفتِي، وأنه غَيرُ جائزٍ له أن يُقَلِّدَ أحَدًا مِن أهلِ دَهرِه، ولا أن يَحكُمَ أو يُفتِي بالاِستِحسانِ

- ‌بابُ إثمِ مَن أفتَى أو قَضَى بالجَهلِ

- ‌بابٌ: لا يوَلِّي الوالِي امرأةً ولا فاسِقًا ولا جاهِلًا أمرَ القَضاءِ

- ‌بابُ اجتِهادِ الحاكِمِ فيما يَسوغُ فيه الاجتِهادُ وهو مِن أهلِ الاجتِهادِ

- ‌بابٌ: مَنِ اجتَهَدَ ثُمَّ رأى أن اجتِهادَه خالَفَ نَصًّا أو إجماعًا أو ما في مَعناه رَدَّه على نَفسِه وعَلَى غَيِرهِ

- ‌بابُ مَنِ اجتَهَدَ مِنَ الحُكّامِ ثُمَّ تَغَيَّرَ اجتِهادُه أوِ اجتِهادُ غَيِره فيما يَسوغُ فيه الاجتِهادُ، لَم يُرَدَّ ما قَضَى به

- ‌بابُ وعظِ القاضِي الشُّهودَ وتَخويفِهِم وتَعريفِهِم عِندَ الرّيبَةِ بما في شَهادَةِ الزّورِ مِن كَبيِر الإثمِ وعَظيمِ الوِزرِ

- ‌بابُ مَسألَةِ القاضِي عن أحوالِ الشُّهودِ

- ‌بابُ اعتِمادِ القاضِي على تَزكيةِ المُزَكّينَ وجَرحِهِم

- ‌بابُ عَدَدِ المُزَكّينَ

- ‌بابٌ: لا يُقبَلُ الجَرحُ فيمَن ثَبَتَت عَدالَتُه إلا بأن يَقِفَه على ما يَجرَحُه بهِ

- ‌بابُ ما يقولُ في لَفظِ التَّعديلِ

- ‌بابٌ: مَن يَرجِعُ إلَيه في السُّؤالِ يَجِبُ أن تَكونَ مَعرِفَتُه باطِنَةً مُتَقادِمَةً

- ‌بابُ اتِّخاذِ الكُتّابِ

- ‌بابٌ: لا يَتَّخِذُّ كاتِبًا لأمورِ النَّاسِ حَتَّى يَجمَعَ أنْ يَكونَ عَدلًا عاقِلًا فقيهًا بَعيدًا مِنَ الطَّمَعِ

- ‌بابٌ: لا يَنبَغِي للقاضِي ولا للوالِي أن يَتَّخِذَ كاتِبًا ذِمِّيًّا، ولا يَضَعَ الذِّمِّيَّ في مَوضِعٍ يَتَفَضَّلُ فيه مُسلِمًا

- ‌بابُ كِتابِ القاضِي إلى القاضِي والقاضِي إلى الأميِر والأميِر إلى القاضِي

- ‌بابُ خَتمِ الكِتابِ

- ‌بابُ الاحتياطِ في قِراءَةِ الكِتابِ والإِشهادِ عَلَيه وخَتمِه لِئَلَّا يُزَوَّرَ عَلَيهِ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَبدأُ بنَفسِه في الكِتابِ

- ‌بابُ مَن بَدأ بالمَكْتوبِ إلَيه وكَيفَ يَكتُبُ

- ‌بابُ كَيفَ يَكتُبُ إلَى أهلِ الكِتابِ

- ‌بابُ القاضِي يَحكُمُ بشَئٍ فيَكتُبُ للمَحكومِ له بمَسألَتِه كِتابًا

- ‌بابُ القَاضِي يَحكُمُ بشَيءٍ فَيُشهِدُ عَلى نَفسِه بما حَكَمَ بهِ

- ‌بابُ القِسمَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في أجرِ القُسّامِ

- ‌بابُ ما لا يَحتَمِلُ القِسمَةَ

- ‌جماعُ أبوابِ ما على القاضِي في الخُصومِ والشُّهودِ

- ‌بابُ إنصافِ القاضِي في الحُكم، وما يَجِبُ عَلَيه مِنَ العَدلِ فيه

- ‌بابُ إنصافِ الخَصمَيِن في المَدخَلِ عَلَيه، والاستِماعِ مِنهُما، والإنصاتِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنهُما حَتَّى تَنفَدَ حُجَّتُه، وحُسنِ الإقبالِ عَلَيهِما

- ‌بابٌ: القاضِي لا يَنهَرُ الخَصمَيِن

- ‌بابٌ: القاضِي يَكُفُّ كُلَّ واحِدٍ مِنَ الخَصمَيِن عن عِرضِ صاحِبِهِ

- ‌بابُ ما يقولُ القاضِي إذا جَلَسَ الخَصمانِ بَيَن يَدَيهِ

- ‌بابٌ: لا يَنبَغِي لِلقاضِي أن يُضيفَ الخَصمَ إلّا وخَصمُه مَعَه

- ‌بابٌ: لا يَقبَلُ مِنه هَديَّةً

- ‌بابُ التَّشديد في أخذِ الرِّشوَةِ وفِي إعطائها على إبطَالِ حَقٍّ

- ‌بابُ مَن أعطاها ليَدفَعَ بها عن نَفسِه أو مالِه ظُلمًا أو يأخُد بها حَقًّا

- ‌بابٌ: القاضِي يُقَدِّمُ النّاسَ الأوَّلَ فالأوَّلَ

- ‌بابُ مَن دُعِي إلَى حُكمِ حاكِمٍ

- ‌بابٌ: القاضِي لا يَقبَلُ شَهادَةَ الشَّاهِدِ إلّا بمَحضَرٍ مِنَ الخَصمِ المَشهودِ عَلَيه، ولا يَقضِي على الغائبِ

- ‌بابُ مَن أجازَ القَضاءَ على الغائبِ

- ‌بابُ ما يُفعَلُ بشاهِدِ الزّورِ

- ‌بابُ مَن قال: لِلقاضِي أن يَقضِي بعِلمِهِ

- ‌بابُ مَن قال: لَيسَ لِلقاضِي أن يَقضِي بعِلمِهِ

- ‌بابٌ: القاضِي لا يَحكُمُ لِنَفسِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في التَّحكيمِ

- ‌كتابُ الشهاداتِ

- ‌بابُ الأمرِ بالإِشهادِ

- ‌بابٌ: الاختيارُ في الإشهادِ

- ‌بابُ الشَّهادَةِ في الزِّنا

- ‌بابُ الشَّهادَةِ في الطَّلاقِ والرَّجعَةِ وما في مَعناهُما مِنَ النِّكاحِ والقِصاصِ والحُدودِ

- ‌بابُ الشَّهادَةِ في الدَّينِ وما في مَعناه مِمّا يَكونُ مالًا أو يُقصَدُ به المالُ

- ‌بابٌ: لا يُحيلُ حُكمُ القاضِي على المَقضِيِّ له والمَقضِيِّ عَلَيه، ولا يَجعَلُ الحَلالَ على واحِدٍ مِنهُما حَرامًا، ولا الحَرامَ على واحِدٍ مِنهُما حَلالًا

- ‌بابُ شَهادَةِ النِّساءِ لا رَجُلَ مَعَهُنَّ في الوَلادِ(3)وعُيوبِ النِّساءِ

- ‌بابُ ما جاءَ في عَدَدِهِنِّ

- ‌بابُ شَهادَةِ القاذِفِ

- ‌بابُ مَن قال: لا تُقبلُ شَهادَتُهُ

- ‌بابُ شَهادَةِ المَقطوعِ في السَّرِقَةِ

- ‌بابُ التَّحَفُّظِ في الشَّهادَةِ والعِلمِ بها

- ‌بابُ وُجوهِ العِلمِ بالشَّهادَةِ

- ‌بابُ ما يَجِبُ على المَرءِ مِنَ القيامِ بشَهادَتِه إذا شَهِدَ

- ‌بابُ ما جاءَ في خَيرِ الشُّهَداءِ

- ‌بابُ كَراهيَةِ التَّسارُعِ إلَى الشَّهادَةِ وصاحِبُها بها عالِمٌ حَتَّى يَستَشهِدَهُ

- ‌بابُ ما على مَن دُعِي ليَشهَدَ

- ‌بابُ {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} [البقرة: 282]20636

- ‌بابُ مَن رَدَّ شَهادَةَ العَبيدِ ومَن قَبِلَها

- ‌بابُ مَن رَدَّ شَهادَةَ الصِّبيانِ، ومَن قَبِلَها في الجِراحِ ما لَم يَتَفَرَّقوا

- ‌بابُ مَن رَدَّ شَهادَةَ أهلِ الذِّمَّةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِ اللهِ عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَو آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} [المائدة: 106]20655

- ‌بابٌ: لا يَجوزُ شَهادَةُ غَيِر عَدلٍ

- ‌بابُ مَن تَحَمَّلَ الشَّهادَةَ وهو كافِرٌ أو صَبِيٌّ أو عبدٌ، ثُمَّ أسلَمَ الكافِرُ، وبَلَغَ الصَّبِيُّ، وعَتَقَ العَبدُ، فقاموا بشَهادَتِهِم

- ‌بابُ القَضاءِ باليَميِن مَعَ الشّاهِدِ

- ‌بابُ تأكيدِ اليَميِن بالمكانِ

- ‌بابُ تأكيدِ اليَمينِ بالزَّمانِ والحَلِفِ على المُصحَفِ

- ‌بابُ التَّشديدِ في اليَمينِ الفاجِرَةِ، وما يُستَحَبُّ لِلإِمامِ مِنَ الوَعظِ فيها

- ‌بابُ ما جاءَ في الافتِداءِ عن اليَمينِ، ومَن رَخَّصَ فيها إذا كان مُحِقًّا

- ‌بابُ كَيفَ يَحلِفُ أهلُ الذِّمَّةِ والمُستأمَنونَ

- ‌بابٌ: يَحلِفُ المُدَّعَى عَلَيه في حَقِّ نَفسِه على البَتِّ(2)، وفيما غابَ عنه على نَفي العِلمِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِ اللهِ عز وجل: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} [ص: 20] ومَن رَضِي بحُكمِ اللهِ عز وجل في ذَلِكَ

- ‌بابُ مَن بَدأ فحَلَفَ عِندَ الحاكِمِ أعادَ الحاكِمُ عَلَيه اليَمينَ حَتَّى تَكونَ يَمينُه بعدَ خُروجِ الحُكمِ بها

- ‌بابُ اليَمينِ في الطَّلاقِ والعَتاقِ وغَيرِهِما

- ‌بابُ المُدَّعِي يُستَمهَلُ ليأتِي ببَيِّنَةٍ

- ‌بابٌ: البَيِّنَةُ العادِلَةُ أحَقُّ مِنَ اليَمينِ الفاجِرَةِ

- ‌بابُ النُّكولِ ورَدِّ اليَمينِ

الفصل: ‌باب ما يستدل به على أن القضاء وسائر أعمال الولاة مما يكون أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر من فروض الكفايات

"فلا تَفعَلْه، ولا يَفعَلْه أحَدٌ مِنكُم -قالَها ثَلاثًا- فلَصَبرُ ساعَةٍ في بَعضِ مَواطِنِ المُسلِمينَ خَيرٌ مِن عِبادَةِ أربَعينَ عامًا خاليًا"

(1)

.

‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أن القَضاءَ وسائرَ أعمالِ الوُلاةِ مِمّا يَكونُ أمرًا بمَعروفٍ أو نَهيًا عن مُنكَرٍ مِن فُروضِ الكِفاياتِ

20202 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ الجَهمِ، حدثنا يَزيدُ بن هارونَ، عن حُمَيدٍ الطَّويلِ، عن أنَسٍ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"انصُرْ أخاكَ ظالمًا أو مَظلومًا". قالوا: يا رسولَ اللهِ، هذا نَنصُرُه مَظلومًا، فكَيفَ نَنصُرُه ظالمًا؟ قال:"تَمنَعُه مِنَ الظُّلمِ"

(2)

. أخرَجَه البخارىُّ في "الصحيح" مِن وجهَينِ آخَرَينِ عن حُمَيدٍ

(3)

.

ورُوّينا عن البَراءِ بنِ عازِبٍ قال: أمَرَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسَبعٍ. فذَكَرَهُنَّ وفيهِنَّ: ونَصرِ المَظلومِ

(4)

.

20203 -

أخبرَنا عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ

(1)

الطيالسى (1305). وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (5649) عن عبد الله بن جعفر به.

والمصنف في الشعب (4228)، والحارث بن أبى أسامة (619 - بغية) من طريق شعبة به.

(2)

أخرجه أحمد (13079)، والحارث بن أبى أسامة (761 - بغية) من طريق يزيد بن هارون به. وتقدم في (11620، 11621).

(3)

البخارى (2443، 2444).

(4)

تقدم في (5912، 6135، 6651، 11619، 14643، 19893، 19916).

ص: 250

الصَّفّارُ، حدثنا تَمتامٌ، حدثنا يَحيَى بنُ عبدِ الحَميدِ، حدثنا إبراهيمُ بنُ سَعدٍ، عن صالِحِ بنِ كَيسانَ، عن الحارِثِ يَعنِى ابنَ فُضَيلٍ الخَطمِىَّ، عن جَعفَرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحَكَمِ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ المِسوَرِ، عن أبى رافِعٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما مِن نَبِىٍّ بَعَثَه اللهُ في أُمَّةٍ قَبلِى إلّا كان له مِن أُمّتِه حَوارِىٌّ وأصحابٌ يأخُذونَ بسُنَنِه ويَقتَدونَ بها، ثُمَّ يَخلُفُ مِن بَعدِهِم خُلوفٌ يَقولونَ ما لا يَفعَلونَ، ويَفعَلونَ ما لا يُؤمَرونَ، فمَن جاهَدَهُم بيَدِه فهو مُؤمِنٌ، ومَن جاهَدَهُم بلِسانِه فهو مُؤمِنٌ، ومَن جاهَدَهُم بقَلبِه فهو مُؤمِنٌ، ولَيسَ وراءَ ذلِكَ مِنَ الإيمانِ حَبَّةُ خَردَلٍ"

(1)

. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن وجهٍ آخَرَ عن إبراهيمَ

(2)

.

وحَديثُ أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ في مَعناه قَد مَضَى بتَمامِه في كِتابِ صَلاةِ العيدَينِ

(3)

.

20204 -

وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الفَضلِ الفَحّامُ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى الذُّهلِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا الأعمَشُ، عن إسماعيلَ بنِ رَجاءٍ، عن أبيه، عن أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَن رأى مِنكُم مُنكَرًا فإِنِ استَطاعَ أن يُغَيِّرَه بيَدِه فليُغَيِّرْه بيَدِه، فإِن لَم يَستَطِعْ فبِلِسانِه، فإِن لَم يَستَطِعْ فبِقَلبِه، وذَلِكَ أضعَفُ

(1)

المصنف في الاعتقاد ص 326. وأخرجه أحمد (4379) من طريق صالح بن كيسان به. والطبرانى (9784)، وابن حبان (6193) من طريق الحارث بن فضيل به.

(2)

مسلم (50/ 80).

(3)

تقدم في (6271).

ص: 251

الإيمانِ"

(1)

. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح"

(2)

.

20205 -

حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ إملاءً، أنبأنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ القَطّانُ، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحارِثِ البَغدادِىُّ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى بُكَيرٍ، حدثنا شُعبَةُ، عن قَتادَةَ قال: سَمِعتُ أبا نَضرَةَ

(3)

عن (ح) وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو بكرٍ الفَحّامُ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى، حدثنا وهبُ بنُ جَريرٍ وعَبدُ الصَّمَدِ قالا: حدثنا شُعبَةُ، عن قَتادَةَ، عن أبى نَضرَةَ، عن أبى سعيدٍ الخُدرِيِّ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَمنَعَنَّ أحَدَكُم مَخافَةُ النّاسِ أن يَتَكَلَّمَ بحَقٍّ إذا عَلِمَه". قال أبو سعيدٍ: فما زالَ بنا البَلاءُ حَتَّى قَصَّرنا، وإِنّا لَنُبَلِّغُ في السِّرِّ

(4)

.

20206 -

وحَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، أنبأنا أبو بكرٍ القَطّانُ، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحارِثِ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى بُكَيرٍ، حدثنا شُعبَةُ، عن أبى مَسلَمَةَ قال: سَمِعتُ أبا نَضرَةَ يُحَدِّثُ عن أبى سعيدٍ الخُدرِيِّ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَه. قال أبو سعيدٍ الخُدرِىُّ: وذاكَ الَّذِى حَمَلَنِى على أن رَحَلتُ إلَى مُعاويَةَ، فمَلأتُ مَسامِعَه ثُمَّ رَجَعتُ

(5)

.

(1)

أخرجه أحمد (11073)، وأبو داود (1140، 4340)، وابن ماجه (1275، 4013)، وابن حبان (307) من طريق الأعمش به.

(2)

مسلم (49/ 79).

(3)

بعده في م: "يحدث".

(4)

أخرجه أحمد (11869)، وابن حبان (278) من طريق شعبة به.

(5)

أخرجه أحمد (11403)، وابن عساكر في تاريخه 20/ 377 من طريق شعبة به.

ص: 252

20207 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو بكرٍ الفَحّامُ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أنبأنا سفيانُ، عن زُبَيدٍ، عن الشَّعبِىِّ، عن أبى جُحَيفَةَ، عن علىٍّ رضي الله عنه قال: كان الجِهادُ ثَلاثَةً؛ فأوَّلُ ما يُغلَبُ عَلَيه اليَدُ، ثُمَّ اللِّسانُ، ثُمَّ القَلبُ، فإِذا كان القَلبُ لا يَعرِفُ حَقًّا ولا يُنكِرُ مُنكَرًا نُكِسَ، فجُعِلَ أعلاه أسفَلَه. هَذا مَوقوفٌ.

20208 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ الفقيهُ، أنبأنا بشرُ بنُ موسَى، حدثنا الحُمَيدِىُّ، حدثنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، حدثنا يَحيَى بنُ سعيدٍ، عن أبى طُوالَةَ، عن نَهارٍ العَبدِىِّ، عن أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ اللهَ لَيَسألُ العَبدَ يَومَ القيامَةِ عن كُلِّ شَئٍ، حَتَّى يَسألُه ما مَنَعَكَ إذا رأيتَ مُنكَرًا أن تُنكِرَه؟ فإِذا لَقَّى اللهُ العَبدَ حُجَّتَه قال: يا رَبِّ رَجَوتُكَ وخِفتُ النّاسَ"

(1)

.

20209 -

وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو بكرٍ الفَحّامُ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى إجازَةً، حدثنا محمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا الأعمَشُ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، عن أبى البَختَرِىِّ، عن أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَحقِرَنَّ أحَدُكُم نَفسَه أن يَرَى أمرًا للهِ عَلَيه فيه مَقالٌ لا يَقومُ به، فيَلقَى اللهَ فيَقولُ: ما مَنَعَكَ أن تَقولَ يَومَ كَذا كَذا؟ قال: يارَبِّ

(2)

(1)

الحميدى (739). وأخرجه أحمد (11735)، وابن ماجه (4017) من طريق يحيى بن سعيد به. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (3244).

(2)

بعده في س، م:"إنى".

ص: 253

خَشِيتُ النّاسَ". قال: "قال: إيّاىَ أحَقُّ أن تَخشَى"

(1)

.

وتابَعَه زُبَيدٌ وشُعبَةُ عن عمرِو بنِ مُرَّةَ

(2)

.

20210 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو بكرٍ الفَحّامُ، حدثنا محمدُ ابنُ يَحيَى، حدثنا عبدُ السَّلامِ بنُ مُطَهَّرٍ، حدثنا جَعفَرُ بنُ سُلَيمانَ، عن المُعَلَّى بنِ زيادٍ، عن أبى غالِبٍ، عن أبى أُمامَةَ قال: سُئلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ رَمَى الجَمرَةَ قيلَ: يا رسولَ اللهِ، أىُّ الجِهادِ أحَبُّ إلَى اللهِ؟ قال:"كَلِمَةُ حَقٍّ تُقالُ لإمامٍ جائرٍ". قال المُعَلَّى: وكانَ الحَسَنُ يقولُ: "لإمامٍ ظالِمٍ"

(3)

.

20211 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو بكرٍ الفَحّامُ، حدثنا محمدُ ابنُ يَحيَى، حدثنا عَفّانُ بنُ مُسلِمٍ، حدثنا سَلَّامُ بنُ سُلَيمانَ قارِئُ أهلِ البَصرَةِ (ح) وأخبرَنا أبو طاهِرٍ قال: أنبأنا أبو طاهِرٍ المُحَمَّداباذِىُّ، حدثنا العباسُ الدُّورِىُّ، حدثنا يَزيدُ بنُ عُمَرَ بنِ جَنْزَةَ المدائنِىُّ، حدثنا سَلَّامٌ أبو المُنذِرِ المُقرِئُ البَصرِىُّ، عن محمدِ بنِ واسِعٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ الصّامِتِ، عن أبى ذَزٍّ قال: أوصانِى خَليلِى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسَبعٍ؛ أمَرَنِى أن أنظُرَ إلَى مَن هو

(1)

أخرجه عبد بن حميد (971 - منتخب) عن محمد بن عبيد به. وأحمد (11255)، وابن ماجه (4008) من طريق الأعمش به. والطبرانى في الأوسط (5199) من طريق عمرو بن مرة به. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه (868).

(2)

أخرجه أحمد (11440)، وعبد بن حميد (972 - منتخب) من طريق زبيد به.

(3)

أخرجه أحمد (22158)، والطبرانى (8080) من طريق جعفر بن سليمان به. وابن ماجه (4012) من طريق أبى غالب به. وقال الألباني في صحيح ابن ماجه (3241): حسن صحيح.

ص: 254

دونِى ولا أنظُرَ إلَى مَن هو فوقِى، وأمَرَنِى بحُبِّ المَساكينِ والدُّنوِّ مِنهُم، وأمَرَنِى ألا أسألَ أحَدًا شَيئًا، وأمَرَنِى أن أصِلَ الرَّحِمَ وإِن أدبَرَت، وأمَرَنِى أن أقولَ الحَقَّ وإِن كان مُرًّا، وأمَرَنِى ألا يأخُذَنِى في اللهِ لَومَةُ لائمٍ، وأمَرَنِى أن أُكثِرَ مِن قَولِ: لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ. فإِنَّها مِن كَنزِ الجَنَّةِ

(1)

. لَفظُ حَديثِه عن المُحَمَّداباذِىِّ.

20212 -

وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أنبأنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرِو بنِ البَختَرِىِّ، حدثنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الفَسَوِىُّ، حدثنا مَكِّىُّ بنُ إبراهيمَ، حدثنا هِشامُ بنُ حَسّانَ والحَسَنُ بنُ دينارٍ، عن محمدِ بنِ واسِعِ. فذَكَرَه بإِسنادِه نَحوَه في التّاسِعِ مِنَ الإملاءِ

(2)

.

20213 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّى قالا: أنبأنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو أحمدَ محمدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أنبأنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ، أنبأنا الأعمَشُ، عن الشَّعبِىِّ، عن النُّعمانِ ابنِ بَشيرٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الواقِعِ في حُدودِ اللهِ والمُداهِنِ فيها كَمَثَلِ قَومٍ استَهَموا على سَفينَةٍ، فأصابَ بَعضَهُم سُفلٌ وأصابَ بَعضَهُم عُلوٌ، فكانَ الَّذينَ في السُّفلِ يَستَقونَ مِنَ العُلوِ فيَمُرّونَ عَلَيهِم فيُؤذونَهُم، فقالَ الّذينَ في العُلوِ: قَد آذَيتُمونا، تَصُبّونَ عَلَينا الماءَ". قال: "فأخَذوا فأسًا -يَعنِى الَّذينَ في السُّفلِ-

(1)

المصنف في الشعب (3429). وأخرجه أحمد (21415) من طريق سلام أبى المنذر به. والنسائي في الكبرى (10186)، وابن حبان (449) من طريق محمد بن واسع به.

(2)

ذكره الدارقطني في العلل عقب (1117). وقال الذهبى 8/ 4072: إسناده صالح ولم يخرجوه.

ص: 255

فجَعَلوا يَحفِرونَ في السَّفينَةِ، فقالَ لَهمُ الَّذينَ في العُلوِ: ما تَصنَعونَ؟ فإِن تَرَكوهُم وما يُريدونَ هَلكوا جَميعًا، وإِن أخَذوا على أيديهِم نَجَوا جَميعًا"

(1)

. أخرَجَه البخارىُّ في "الصحيح" مِن حَديثِ الأعمَشِ

(2)

.

20214 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو بكرٍ الفَحّامُ، حدثنا محمدُ ابنُ يَحيَى الذُّهلِىُّ، حدثنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أنبأنا إسماعيلُ بنُ أبى خالِدٍ، عن قَيسِ بنِ أبى حازِمٍ قال: قامَ أبو بكرٍ الصِّدّيقُ رضي الله عنه فحَمِدَ اللهَ وأثنَى عَلَيه، ثُمَّ قال: أيُّها النّاسُ، إنَّكُم تَقرَءونَ هذه الآيَةَ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] وإِنِّى سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ النّاسَ إذا رأوُا الظّالِمَ ثُمَّ لَم يأخُذوا على يَدَيه، أوشَكوا أن يَعُمَّهُمُ اللهُ بعِقابٍ"

(3)

.

20215 -

ورَواه خالِدُ بنُ عبدِ اللهِ الواسِطىُّ عن إسماعيلَ بمَعناه. زادَ فيه: إنَّكُم تَقرَءونَ هذه الآيَةَ وتَضَعونَها على غَيرِ مَوضِعِها. أخبَرَناه أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أنبأنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا وهبُ بنُ بَقيَّةَ، عن خالِدٍ. فذَكَرَه

(4)

.

(1)

أخرجه أحمد (18361)، والترمذى (2173) من طريق الأعمش به. وابن حبان (297) من طريق عامر الشعبى به.

(2)

البخارى (2686).

(3)

المصنف في الشعب (7550). وأخرجه أحمد (30)، والترمذى (2168، 3057) من طريق يزيد ابن هارون به. والنسائي في الكبرى (1157)، وابن ماجه (4005)، وابن حبان (304) من طريق إسماعيل بن أبى خالد به.

(4)

أبو داود (4338). وصححه الألبانى في صحيح أبى داود (3644).

ص: 256

20216 -

ورَواه هُشَيمٌ عن إسماعيلَ بزيادَتِه، إلَّا أنَّه قال: وإِنِّى سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ما مِن قَومٍ يُعمَلُ فيهِم بالمَعاصِى يَقدِرونَ على أن يُغَيِّروا فلا يُغَيِّروا، إلّا أوشَكَ أن يَعُمَّهُمُ اللهُ مِنه بعِقابٍ". أخبَرَناه أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أنبأنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ مَهرُويَه بنِ عباسِ بنِ سِنانٍ الرّازِىُّ، حدثنا أبو حاتِمٍ الرّازِىُّ، حدثنا عمرُو بنُ عَونٍ الواسِطىُّ، أنبأنا هُشَيمٌ، عن إسماعيلَ. فذَكَرَه

(1)

.

20217 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو بكرٍ الفَحّامُ، حدثنا محمدُ ابنُ يَحيَى، حدثنا وهبُ بنُ جَريرٍ (ح) وأخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحُسَينِ العَلَوِىُّ، أنبأنا أبو الفَضلِ عَبدوسُ بنُ الحُسَينِ السِّمسارُ، حدثنا أبو حاتِمٍ الرّازِىُّ، حدثنا عمرُو بنُ مَرزوقٍ قالا: أنبأنا شُعبَةُ، عن أبى إسحاقَ، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ جَريرٍ، عن أبيه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما مِن قَومٍ يُعمَلُ فيهِم بالمَعاصِى هُم أكثَرُ وأعَزُّ ممَّن يَعمَلُ بها، ثُمَّ لا يُغَيِّرونَه إلّا يوشِكُ أن يَعُمَّهُم اللهُ بعِقابٍ". وفِى حَديثِ وهبٍ: "إلّا عَمَّهُم"

(2)

.

20218 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ القاضِى وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أنبأنا العباسُ بنُ الوَليدِ بنِ مَزيَدٍ، أنبأنا محمدُ بنُ شُعَيبٍ، أنبأنا عُتبَةُ بنُ أبى حَكيمٍ الهَمْدانِىُّ

(1)

أخرجه أبو داود (4338) من طريق عمرو بن عون الواسطى به.

(2)

أخرجه أحمد (19230) من طريق شعبة به. وأبو داود (4339)، وابن ماجه (4009)، وابن حبان (300، 302) من طريق أبى إسحاق السبيعى به. وقال الذهبى 8/ 4073: تابعه إسرائيل. وحسنه الألباني في صحيح أبى داود (3646).

ص: 257

(ح) وأنبأنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أنبأنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا أبو الرَّبيعِ سُلَيمانُ بنُ داودَ العَتَكِىُّ، حدثنا ابنُ المُبارَكِ، عن عُتبَةَ بنِ أبى حَكيمٍ، حَدَّثَنِى عمرُو بنُ جاريَةَ اللَّخمِىُّ، حَدَّثَنِى أبو أُمَيَّةَ الشَّعبانِىُّ -وفِى رِوايَةِ ابنِ شُعَيبٍ: عن أبى أُمَيَّةَ الشَّعبانِىِّ- قال: أتَيتُ أبا ثَعلَبَةَ الخُشَنِىَّ فقُلتُ: كَيفَ تَصنَعُ بهَذِه الآيَةِ؟ قال: أيَّةُ آيَةٍ؟ قال: قُلتُ: قَولُه تَعالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} . قال: أما واللهِ، لَقَد سألتَ عَنها خَبيرًا؛ سألتُ عَنها رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"بَل ائتَمِروا بالمَعروفِ وتَناهَوا عن المُنكَرِ، حتَّى إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا، وهَوًى مُتَّبَعًا، ودُنيا مُؤثَرَةً، وإِعجابَ كُلِّ ذِى رأْيٍ برأيِه، ورأيتَ أمرًا لا يَدانِ لَكَ به، فعَلَيكَ نَفسَكَ ودَعْ عَنكَ أمرَ العَوامِّ، فإِنَّ مِن ورائكَ أيّامَ الصَّبرِ؛ الصَّبرُ فيهِنَّ مِثلُ قَبضٍ على الجَمرِ، لِلعامِلِ فيهِنَّ كأجرِ خَمسينَ رَجُلًا يَعمَلونَ مِثلَ عَمَلِه". لَفظُ حَديثِ ابنِ شُعَيبٍ. زادَ ابنُ المُبارَكِ في رِوايَتِه قال: وزادَنِى غَيرُه: قالوا: يا رسولَ اللهِ، أجرُ خَمسينَ مِنهُم؟ قال:"أجرُ خَمسينَ مِنكُم"

(1)

.

20219 -

أخبرَنا أبو محمدٍ جَناحُ بنُ نَذيرِ بنِ جَناحٍ القاضِى بالكوفَةِ، أنبانا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ علىِّ بنِ دُحَيمٍ، حدثنا أحمدُ بنُ حازِمِ بنِ أبى غَرَزَةَ،

(1)

المصنف في الشعب (7554)، وفي الآداب (202) وفي الاعتقاد ص 338، والحاكم 4/ 322 وصححه ووافقه الذهبى، وأبو داود (4341). وأخرجه الترمذى (3058)، وابن حبان (385) من طريق عبد الله بن المبارك به، وقال الترمذي: حسن غريب. وابن ماجه (4014) من طريق عتبة بن أبى حكيم به. وضعفه الألباني في ضعيف أبى داود (934).

ص: 258

أنبأنا عُبَيدُ اللهِ بنُ موسَى، حدثنا أبو جَعفَرٍ الرّازِىُّ، عن الرَّبيعِ بنِ أنَسٍ، عن أبى العاليَةِ قال: كانوا عِندَ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، فوَقَعَ بَينَ رَجُلَينِ ما يَقَعُ بَينَ النّاسِ، فوَثَبَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما إلَى صاحِبِه، فقالَ بَعضُهُم: ألا أقومُ فآمُرَهُما بالمَعروفِ وأنهاهُما عن المُنكَرِ؟ فقالَ بَعضُهُم: عَلَيكَ نَفسَكَ، إنَّ اللهَ قال:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فسَمِعَها ابنُ مَسعودٍ فقالَ: لَم يَجِئْ تأويلُ هذه الآيَةِ بَعدُ، إنَّ القُرآنَ أُنزِلَ حينَ أُنزِلَ وكانَ مِنه آىٌ مَضى تأويلُه قبلَ أن تَنزِلَ، وكانَ مِنه آىٌ وقَعَ تأويلُه بعدَ [رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسنينَ، ومنه آىٌ يقعُ تأويلُه بعدَ]

(1)

اليَومِ، ومِنه آىٌ يَقَعُ تأويلُه عِندَ السّاعَةِ وما ذُكِر مِن أمرِ السّاعَةِ، ومِنه آىٌ يَقَعُ تأويلُه بعدَ يَومِ الحِسابِ والجَنَّةِ والنّارِ، فما دامَت قُلوبُكُم واحِدَةً، وأهواؤُكُم واحِدَةً، ولَم تُلبَسوا شيَعًا، ولَم يُذَقْ بَعضُكُم بأسَ بَعضٍ، فمُروا وانهَوا، فإِذا اختَلَفَتِ القُلوبُ والأهواءُ وأُلبِستُم شيَعًا وذاقَ بَعضُكُم بأسَ بَعضٍ، فامرُؤٌ ونَفسُه، فعِندَ ذَلِكَ جاءَ تأويلُها

(2)

.

20220 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أنبأنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أنبأنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنِى يَحيَى بنُ سُلَيمٍ، حدثنا ابنُ جُرَيجٍ، عن عِكرِمَةَ قال: دَخَلتُ على ابنِ عباسٍ وهو يَقرأُ في المُصحَفِ قبلَ أن يَذهَبَ بَصَرُه وهو يَبكِى، فقُلتُ: ما يُبكيكَ يا ابنَ عباسٍ،

(1)

ليس في: م.

(2)

أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (38)، وابن جرير في تفسيره 9/ 47، وابن أبى حاتم في تفسيره (6922) من طريق أبى جعفر الرازى به.

ص: 259

جَعَلَنِى اللهُ فِداءَكَ؟ فقالَ لِى: هَل تَعرِفُ أيلَةَ؟ فقُلتُ: وما أيلَةُ؟ قال: قَريَةٌ كان بها ناسٌ مِنَ اليَهودِ، فحَرَّمَ اللهُ عَلَيهِمُ الحيتانَ يَومَ السَّبتِ، فكانَت حيتانُهُم تأتيهِم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعًا، بيضٌ سِمانٌ كأمثالِ المَخاضِ

(1)

بأفنياتِهِم

(2)

وأبنياتِهِم، فإِذا كان في غَيرِ يَومِ السَّبتِ لَم يَجِدوها ولَم يُدرِكوها إلَّا في مَشَقَّةٍ ومُؤنَةٍ شَديدَةٍ، فقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ، أو مَن قال ذَلِكَ مِنهُم: لَعَلَّنا لَو أخَذناها يَومَ السَّبتِ وأكَلناها في غَيرِ يَومِ السَّبتِ. ففَعَلَ ذَلِكَ أهلُ بَيتٍ مِنهُم، فأخَذوا فشَوَوا، فوَجَدَ جيرانُهُم ريحَ الشِّواءِ فقالوا: واللهِ ما نَرَى أصابَ بَنِى فُلانٍ شَئٌ. فأخَذَها آخَرونَ، حَتَّى فشا ذَلِكَ فيهِم وكَثُرَ، فافتَرَقوا فِرَقًا ثَلاثَةً؛ فِرقَةٌ أكَلَت، وفِرقَةٌ نَهَت، وفِرقَةٌ قالَت:{لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} [الأعراف: 164]. فقالَتِ الفِرقَةُ التى نَهَت: إنّا نُحَذِّرُكُم غَضَبَ اللهِ وعِقابَه أن يُصيبَكُمُ اللهُ بخَسفٍ أو قَذفٍ أو ببَعضِ ما عِندَه مِنَ العَذابِ، واللهِ لا نُبايِتُكُم في مَكانٍ وأنتُم فيه. قال: فخَرَجوا مِنَ السُّورِ، فغَدَوا عَلَيه مِنَ الغَدِ فضَرَبوا بابَ السُّورِ، فلَم يُجِبهُم أحَدٌ، فأتَوا بسُلَّمٍ فأسنَدوه إلَى السُّورِ، ثُمَّ رَقِىَ مِنهُم راقٍ على السُّورِ فقالَ: يا عِبادَ اللهِ، قِرَدَةٌ واللهِ لها أذنابٌ تَعاوَى

(3)

. ثَلاثَ مَرّاتٍ. ثُمَّ نَزَلَ مِنَ السُّورِ ففَتَحَ السُّورَ، فدَخَلَ النّاسُ عَلَيهِم، فعَرَفَتِ القُرودُ أنسابَها مِنَ الإنسِ، ولَم تَعرِفِ الإنسُ أنسابَها مِنَ القُرودِ.

(1)

المخاض: اسم للنوق الحوامل، واحدتها خلفة، وهو نادر على غير قياس. النهاية 4/ 306، والتاج 19/ 48 (م خ ض).

(2)

في س، م:"بأفنيائهم".

(3)

في م: "تعادى".

ص: 260

قال: فيأتِى القِردُ إلَى نَسيبِه وقَريبِه مِنَ الإنسِ فيَحتَكُّ به ويَلصَقُ، ويَقولُ الإنسانُ: أنتَ فُلانٌ؟ فيُشيرُ برأسِه، أى نَعَم. ويَبكِى، وتأتِى القِردَةُ إلَى نَسيبِها وقَريبِها مِنَ الإنسِ فيَقولُ لها الانسانُ: أنتِ فُلانَةُ؟ فتُشيرُ برأسِها؛ أى نَعَم. وتَبكِى، فيَقولُ لَهم الإنسُ: إنّا حَذَّرناكُم غَضَبَ اللهِ وعِقابَه أن يُصيبَكُم بخَسفٍ أو مَسخٍ أو ببَعضِ ما عِندَه مِنَ العَذابِ. قال ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما: فأسمَعُ اللهَ تَعالَى يقولُ: {أَنْجَيْنَا

(1)

الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف: 165]. فلا أدرِى ما فعَلَتِ الفِرقَةُ الثّالِثَةُ. قال ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما: فكَم قَد رأينا من

(2)

مُنكَرٍ فلَم نَنهَ عنه. قال عِكرِمَةُ: فقُلتُ: ألا تَرَى -جَعَلَنِى اللهُ فِداءَكَ- أنَّهُم قَد أنكَروا وكَرِهوا حينَ قالوا: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} فأعجَبَه قَولِى ذَلِكَ، وأمَرَ لِى ببُردَينِ غَليظَينِ فكَسانيهِما

(3)

.

20221 -

أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أنبأنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ النُّفَيلِىُّ، حدثنا يونُسُ بنُ راشِدٍ، عن علىِّ بنِ بَذيمَةَ، عن أبى عُبَيدَةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ

(1)

في النسخ: "فأنجينا" بالفاء، وفي حاشية الأصل:"كذا، أنجينا، التلاوة بغير فاء".

(2)

ليس في: س، م.

(3)

المصنف في المعرفة (6140)، والحاكم 2/ 323، 324 وصححه ووافقه الذهبى. وأخرجه ابن أبى الدنيا في العقوبات (226)، وابن جرير في تفسيره 10/ 507 من طريق يحيى بن سليم به. وابن أبى حاتم في تفسيره (8455)، وأبو نعيم في الحلية 3/ 330 من طريق ابن جريج به.

ص: 261

أوَّلَ ما دَخَلَ النَّقصُ على بَنِى إسرائيلَ كان الرَّجُلُ يَلقَى الرَّجُلَ، فيَقولُ: يا هذا اتَّقِ اللهَ ودَعْ ما تَصنَعُ؛ فإِنَّه لا يَحِلُّ لَكَ. ثُمَّ يَلقاه مِنَ الغَدِ فلا يَمنَعُه ذَلِكَ أن يَكونَ أكيلَه وشَريبَه وقَعيدَه، فلَمّا فعَلوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللهُ قُلوبَ بَعضِهِم ببَعضٍ". ثُمَّ قال:{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79]. ثُمَّ قال: "كَلَّا واللهِ لَتأمُرُنَّ بالمَعروفِ، ولَتَنهَوُنَّ عن المُنكَرِ، ولَتأخُذُنَّ على يَدِ الظّالِمِ ولَتأطُرُنَّه على الحَقِّ أطرًا، ولَتَقصرُنَّه على الحَقِّ قَصرًا"

(1)

.

20222 -

أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ إملاءً، أنبأنا أبو سعيدٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ زيادٍ البَصرِىُّ بمَكَّةَ، حدثنا محمدُ بنُ سعيدِ بنِ غالِبٍ، حدثنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، عن الزُّهرِىِّ، عن عُروةَ، عن أربَعِ نِسوَةٍ بَعضُهُنَّ أسفَلُ مِن بَعضٍ، فقيلَ: يا أبا محمدٍ مَن ذَكَرتَ؟ قال: الزُّهرِىَّ، عن عُروةَ، عن أربَعِ نِسوَةٍ بَعضُهُنَّ أسفَلُ مِن بَعضٍ. قيلَ: يا أبا محمدٍ ما اسمُهُنَّ؟ فقالَ: الزُّهرِىُّ، عن عُروةَ، عن زَينَبَ بنتِ أبى سلمةَ، عن حَبيبَةَ، عن أُمِّها أمِّ حَبيبَةَ، عن زَينَبَ بنتِ جَحشٍ قالَت: استَيقَظَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن نَومٍ وهو مُحمَرٌّ وجهُه فقالَ: "لا إلَهَ إلّا اللهُ، ويلٌ لِلعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقتَرَبَ، فُتِحَ اليَومَ مِن رَدمِ

(1)

أبو داود (4336). وأخرجه أحمد (3713)، والترمذى (3047)، وابن ماجه عقب (4007)، والطبرانى (10264 - 10266) من طريق على بن بذيمة به. وقال الترمذى: حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف أبى داود (932).

ص: 262

يأجوجَ ومأجوجَ". وعَقَدَ تِسعينَ

(1)

فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أنَهلِكُ وفينا الصّالِحونَ؟ فقالَ:"نَعَم إذا كَثُرَ الخَبَثُ"

(2)

.

20223 -

وحَدَّثَنا عبدُ اللهِ، أنبأنا أبو سعيدٍ، حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا سفيانُ، عن الزُّهرِىِّ، عن عُروةَ، عن زَينَبَ بنتِ أبى سلمةَ، عن حَبيبَةَ، عن أُمِّها أُمِّ حَبيبَةَ، عن زَينَبَ زَوجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَه بنَحوِه إلَّا أنَّه قال: وهو يقولُ: "لا إلَهَ إلّا اللهُ". ثَلاثَ مَرّاتٍ. وقالَ: وحَلَّقَ حَلْقَةً بإِصبَعِهِ

(3)

. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن مالكِ بنِ إسماعيلَ عن سُفيانَ، ورَواه مسلمٌ عن أبى بكرِ ابنِ أبى شَيبَةَ وغَيرِه عن سُفيانَ

(4)

.

20224 -

أخبَرنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أنبأنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ القاضِى، حدثنا أبو الرَّبيعِ، حدثنا إسماعيلُ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا عمرُو بنُ أبى عمرٍو، عن عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ الأشهَلِىِّ، عن حُذَيفَةَ بنِ اليَمانِ، أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قال:"لَتأمُرُنَّ بالمَعروفِ ولَتَنهَوُنَّ عن المُنكَرِ، أو لَيوشِكَنَّ اللهُ أن يَبعَثَ عَلَيكُم عِقابًا مِن عِندِه، ثُمَّ لَتَدعوُنَّه فلا يَستَجيبُ لَكُم"

(5)

.

(1)

عقد التسعين: من مواضعات الحُسَّاب، وهو أن تجعل رأس الأصبع السبابة في أصل الإبهام وتضمها حتى لا يبين بينهما إلا خلل يسير. النهاية 2/ 216.

(2)

المصنف في الاعتقاد ص 281. وأخرجه أحمد (27413) عن سفيان به.

(3)

أخرجه الترمذي (2187)، والنسائي في الكبرى (11311)، وابن ماجه (3953)، وابن حبان (6831) من طريق سفيان بن عيينة به.

(4)

البخارى (7059)، ومسلم (2880) عقب (1).

(5)

أخرجه أحمد (23301) من طريق إسماعيل بن جعفر به. والترمذى (2169) من طريق عمرو بن أبى عمرو به، وقال: حديث حسن.

ص: 263

20225 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا محمدُ بنُ إبراهيمَ أبو بكرٍ الفَحّامُ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى، حدثنا أبو هَمّامٍ الدَّلَّالُ، حدثنا هِشامٌ يَعنِى ابنَ سَعدٍ، عن عمرِو بنِ عثمانَ بنِ هانِئٍ، عن عاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ عثمانَ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: دَخَلَ علىَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَومًا فعَرَفتُ في وجهِه أنْ قَد حَضَرَه

(1)

شَئٌ، فتَوَضّأَ وخَرَجَ وما يُكَلِّمُ أحَدًا، فلَصِقتُ بالحُجُراتِ أسمَعُ ما يقولُ، فقَعَدَ على المِنبَرِ ثُمَّ قال:"أيُّها النّاسُ، إنَّ اللهَ عز وجل يقولُ: مُروا بالمعروفِ وانهَوا عن المُنكَرِ، مِن قَبلِ أن تَدعونِى فلا أُجيبَكُم، وتَسألونِى فلا أُعطيَكُم، وتَستَنصِرونِى فلا أنصُرَكُم"

(2)

.

20226 -

حدثنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو العباسِ محمدُ بنُ أحمدَ المَحبوبِىُّ بمَروَ، حدثنا أحمدُ بنُ سَيّارٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عثمانَ بنِ جَبَلَةَ، أخبرَنِى أبى، حدثنا شُعبَةُ، عن سِماكٍ قال: كُنّا مَعَ مُدرِكِ بنِ المُهَلَّبِ بسِجِستانَ في سُرادِقِه، فسَمِعتُ شَيخًا يُحَدِّثُ عن أبى سُفيانَ بنِ الحارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ لا يُقَدِّسُ أُمَّةً لا يأخُذُ الضَّعيفُ حَقَّه مِنَ القَوِىِّ وهو غَيرُ مُتَعتَعٍ

(3)

".

(1)

في الأصل: "حفزه".

(2)

أخرجه أحمد (25255)، وابن ماجه (4004) من طريق هشام بن سعد به. وابن حبان (290)، والطبرانى في الأوسط (6665) من طريق عمرو بن عثمان بن هانئ به. وقال الذهبى 8/ 4076: عاصم مجهول.

(3)

غير متعتع: من غير أن يصيبه أذى يقلقله ويزعجه. النهاية 1/ 190. والحديث عند الحاكم 3/ 256. وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 187 من طريق عبد الله بن عثمان بن جبلة به.

ص: 264

20227 -

وحَدَّثَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا محمدُ بنُ صالِحِ بنِ هانِئٍ، حدثنا إبراهيمُ بنُ أبى طالِبٍ، حدثنا أبو موسَى وبُندارٌ قالا: حدثنا محمدُ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا شُعبَةُ، عن سِماكِ بنِ حَربٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبى سُفيانَ بنِ الحارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ قال: كان لِرَجُلٍ على النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم تَمرٌ فأتاه يَتَقاضاه، فاستَقْرَضَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِن خَولَةَ بنتِ حَكيمٍ تَمرًا، وأعطاه إيّاه وقالَ:"أما إنَّه قَد كان عِندِى تَمرٌ ولَكِنَّه كان غُبْرًا"

(1)

. ثُمَّ قال: "كَذَلِكَ يَفعَلُ عِبادُ اللهِ المُؤمِنونَ، إنَّ اللهَ لا يَتَرَحَّمُ على أُمَّةٍ لا يأخُذُ الضَّعيفُ فيهِم حَقَّه غَيرَ مُتَعتَعٍ"

(2)

. هذا مُرسَلٌ، وهو الصحيحُ.

20228 -

أخبرَنا علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا مُعاذُ بنُ المُثَنَّى، حدثنا سعيدُ بنُ سُلَيمانَ، عن مَنصورٍ يَعنِى ابنَ أبى الأسوَدِ، عن عَطاءِ بنِ السّائبِ، عن مُحارِبِ بنِ دِثارٍ، عن ابنِ بُرَيدَةَ، عن أبيه قال: لما قَدِمَ جَعفَرٌ مِنَ الحَبَشَةِ قال له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما أعجَبُ شَئٍ رأيتَ؟ ". قال: رأيتُ امرأةً على رأسِها مِكتَلٌ مِن طَعامٍ، فمَرَّ فارِسٌ يَركُضُ فأذراه، فجَعَلَت تَجمَعُ طَعامَها وقالَت: ويلٌ لَكَ يَومَ يَضَعُ المَلِكُ كُرسيَّه، فيأخُذُ لِلمَظلومِ مِنَ الظّالِمِ. فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم تَصديقًا لِقَولِها: "لا

(1)

في حاشية الأصل: "قلت: لعله من قولهم: غُبْر اللبن. أى بقيته، والبقية تكون في الغالب مختلطة، والله أعلم". وينظر غريب الحديث للخطابى 2/ 528.

(2)

الحاكم 3/ 256. وأخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد 4/ 140. والمصنف في الشعب (11230) من طريق شعبة به.

ص: 265

قُدِّسَت أُمَّةٌ -أو:- كَيفَ قُدِّسَت لا يُؤخَذُ لِضَعيفِها مِن شَديدِها وهو غَيرُ مُتَعتَعٍ"

(1)

.

20229 -

وأخبرَنا عليٌّ، حدثنا أحمدُ، حدثنا الأسفاطِىُّ وهو العباسُ ابنُ الفَضلِ، حدثنا سعيدُ بنُ سُلَيمانَ سَعدُويَه، حدثنا مَنصورُ بنُ أبى الأسوَدِ، عن عَطاءِ بنِ السّائبِ، عن مُحارِبِ بنِ دِثارٍ، عن ابنِ بُرَيدَةَ، عن أبيه بذَلِكَ. وقَد مَضَى في كِتابِ الغَصبِ عن عمرِو بنِ أبى قَيسٍ عن عَطاءِ بنِ السّائبِ بنَحوِه

(2)

.

ورُوِىَ مِن وجهٍ آخَرَ عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ

(3)

.

20230 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو طاهِرٍ المُحَمَّداباذِىُّ، حدثنا أبو قِلابَةَ، حدثنا أبو عامِرٍ، حدثنا زُهَيرُ بنُ محمدٍ (ح) وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو بكرٍ الفَحّامُ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى، حدثنا موسَى بنُ مَسعودٍ، حدثنا زُهَيرٌ هو ابنُ محمدٍ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، عن أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إيّاكُم والجُلوسَ بالطُّرُقاتِ". قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما لَنا مِن مَجالِسِنا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فيها. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إذا أبَيتُم إلّا المَجلِسَ فأعطُوا الطَّريقَ حَقَّه". قالوا: وما حَقُّ الطَّريقِ؟ قال: "غَضُّ البَصَرِ، وكَفُّ الأذَى، ورَدُّ السَّلامِ، والأمرُ بالمَعروفِ، والنَّهىُ عن المُنكَرِ"

(4)

.

(1)

تقدم تخريجه في (11626). وقال الذهبى 8/ 4077: إسناده صالح.

(2)

تقدم تخريجه في (11625).

(3)

ينظر الأوسط للطبرانى (6559)، والشعب للمصنف (7549).

(4)

المصنف في الشعب (9086)، والآداب (245)، وفي الأربعين (12). وأخرجه ابن حبان (595) من طريق أبى عامر به. وأحمد (11309) من طريق زهير بن محمد به. وتقدم في (11625).

ص: 266

أخرَجَه البخارىُّ في "الصحيح" عن عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ عن أبى عامِرٍ

(1)

، وأخرَجاه مِن حَديثِ حَفصِ بنِ مَيسَرَةَ عن زَيدِ بنِ أسلَمَ

(2)

.

20231 -

حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُورَكَ رحمه الله، أنبأنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ الطَّيالِسِىُّ، حدثنا شُعبَةُ، أخبرَنِى سِماكُ بنُ حَربٍ قال: سَمِعتُ عبدَ الرَّحمَنِ بنَ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ يُحَدِّثُ عن أبيه أنَّه سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّكُم مُصيبونَ ومَنصورونَ ومَفتوحٌ لَكُم، فمَن أدرَكَ ذَلِكَ مِنكُم فليَتَّقِ اللهَ، وليأمُرْ بالمعروفِ، وليَنهَ عن المُنكَرِ"

(3)

.

20232 -

أخبرَنا عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أبو مُسلِمٍ إبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ حَربٍ، حدثنا شُعبَةُ (ح) وأخبرَنا أبو بكرِ ابنُ فُورَكَ، أنبأنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا شُعبَةُ، عن سعيدِ بنِ أبى بُردَةَ، عن أبيه، عن أبى موسَى الأشعَرِىِّ، أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قال:"على كُلِّ مُسلِمٍ صَدَقَةٌ في كُلِّ يَومٍ". قالوا: يا رسولَ اللهِ، فإِن لَم يَجِدْ؟ قال:"يَعتَمِلُ بيَدِه فيَنفَعُ نَفسَه ويَتَصَدَّقُ". قالوا: يا رسولَ اللهِ، فإِن لَم يَفعَلْ؟ قال:"يُعينُ ذا الحاجَةِ المَلهوفَ". قالوا: فإِن لَم يَستَطِعْ؟ قال: "يأمُرُ بالمعروفِ ويَنهَى عن المُنكَرِ".

(1)

البخارى (6229).

(2)

البخاري (2465)، ومسلم (2121/ 114، 2161/ 3).

(3)

الطيالسى (335)، ومن طريقه الترمذى (2257)، وقال: حسن صحيح. وأخرجه أحمد (4156) من طريق شعبة به. وتقدم في (5685).

ص: 267

قالوا: فإِن لَم يَستَطِعْ؟ قال: "ليُمسِكْ عن الشَّرِّ؛ فإِنَّ ذَلِكَ له صَدَقَةٌ". لَفظُ حَديثِ أبى داودَ، ولَيسَ في رِوايَةِ سُلَيمانَ:"في كُلِّ يَومٍ". ولا قَولُه: "ويَنهَى عن المُنكَرِ"

(1)

. أخرَجاه في "الصحيح" كما مَضَى

(2)

.

20233 -

أخبرَنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ علىٍّ المُقرِئُ، أنبأنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ القاضِى، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أسماءَ، حدثنا مَهدِىُّ بنُ مَيمونٍ، حدثنا واصِلٌ مَولَى أبى عُيَينَةَ، عن يَحيَى بنِ عُقيلٍ، عن يَحيَى بنِ يَعمَرَ، عن أبى الأسوَدِ الدّيلِىِّ، عن أبى ذَرٍّ قال: قال النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: "يُصبحُ

(3)

، على كُلِّ سُلَامَى

(4)

مِنكُم صَدَقَةٌ؛ فكُلُّ تَسبيحَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَحميدَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَهليلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكبيرَةٍ صَدَقَةٌ، وأمرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، ونَهىٌ عن المُنكَرِ صَدَقَةٌ، ويُجزِئُ مِن

(5)

ذَلِكَ رَكعَتانِ يَركَعُهُما مِنَ الضُّحَى"

(6)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن عبدِ اللهِ ابنِ محمدٍ

(7)

.

وفِى هذا الكَلامِ كالدِّلالَةِ على أنَّهُما مِن فُروضِ الكِفاياتِ، واللهُ أعلَمُ.

(1)

الطيالسى (497). وتقدم في (7897).

(2)

البخاري (6022)، ومسلم (1008). وتقدم عقب (7897).

(3)

سقط من: م.

(4)

في م: "مسلم".

(5)

في م: "عن".

(6)

تقدم في (4961، 7899).

(7)

مسلم (720/ 84، 1006/ 53).

ص: 268

20234 -

أخبرَنا أبو محمدٍ الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ المُؤَمَّلِ، حدثنا أبو عثمانَ عمرُو بنُ عبدِ اللهِ البَصرِيُّ، حدثنا أبو أحمدَ محمدُ بنُ عبد الوَهّابِ، أنبأنا يَعلَى بنُ عُبَيدٍ، حدثنا الأعمَشُ، عن شَقيقٍ، عن أُسامَةَ ابنِ زَيدٍ قال: واللهِ لا أقولُ لِرَجُلٍ: إنَّكَ خَيرُ النّاسِ. وإِن كان عليَّ أميرًا بعدَ إذ سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ. قالوا: وما سَمِعتَه يقولُ؟ قال: سَمِعتُه يقولُ: "يُجاءُ بالرَّجُلِ يَومَ القيامَةِ فيُلقَى في النّارِ، فتَندَلِقُ أقتابُه

(1)

، فيَدورُ بها في النّارِ كما يَدورُ الحِمارُ برَحاه، فيُطيفُ به أهلُ النّارِ فيَقولونَ: يا فُلانُ ما لَكَ! ما أصابَكَ؟ ألَم تَكُنْ تأمُرُنا بالمعروفِ وتَنهانا عن المُنكَرِ؟ فيقولُ: كُنتُ آمُرُكُم بالمَعروفِ ولا آتيه، وأنهاكُم عن المُنكَرِ وآتيه"

(2)

. أخرَجَه البخاريُّ ومُسلِمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ الأعمَشِ

(3)

.

20235 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، حدثنا أبو عمرِو ابنُ السَّمّاكِ، حدثنا حَنبَلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا مُسلِمُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، حدثنا أبو جَعفَرٍ الخَطمِيُّ أن جَدَّه عُمَيرَ بنَ حَبيبٍ -وكانَ قَد بايَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم- أوصَى بَنيه قال لَهُم: أىْ بَنِيَّ، إيّاكُم ومُخالَطَةَ السُّفَهاءِ، فإِنَّ مُجالَسَتَهُم داءٌ، وإِنَّه مَن يَحلُمْ عن السَّفيهِ يُسَرَّ بحِلمِه، ومَن يُجِبْه يَندَمْ، ومَن لا يُقِرَّ بقَليلِ ما يأتِي به السَّفيهُ يُقِرَّ بالكَثيرِ، وإِذا أرادَ أحَدُكُم أن يأمُرَ بالمعروفِ أو يَنهَى عن

(1)

الأقتاب: الأمعاء. غريب الحديث لابن الجوزى 2/ 30.

(2)

أخرجه أحمد (21784) من طريق يعلى بن عبيد به. وابن أبي شيبة في مسنده (152).

(3)

البخاري (3267)، ومسلم (2989).

ص: 269