الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رسولَ الله، وما نُقصانُ العَقلِ والدّينِ؟ قال: "أمّا نُقصانُ العَقلِ فشَهادَةُ امرأتَينِ تَعدِلُ شَهادَةَ رَجُلٍ
(1)
، فهَذا نُقصانُ العَقل، وتَمكُثُ اللَّيالِي لا تُصَلِّي، وتُفطِرُ في رَمَضانَ، فهَذا نُقصانُ الدّينِ"
(2)
.
20560 -
وأخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا محمدُ بن يَعقوبَ الحافظُ، حدثنا عليُّ بن إبراهيمَ النَّسَوِيُ، حدثنا محمدُ بن رُمحِ التُّجيبِيُّ، أنبأنا اللَّيثُ بنُ سَعدٍ. فذَكَرَه بإِسنادِه نَحوَه إلَّا أنَّه قال: فقالَتِ امرأةٌ مِنهُنَّ جَزْلَةٌ
(3)
: وما لَنا يا رسولَ اللهِ أكثَرَ أهلِ النّارِ؟
(4)
رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ رُمحٍ
(5)
.
بابٌ: لا يُحيلُ حُكمُ القاضِي على المَقضِيِّ له والمَقضِيِّ عَلَيه، ولا يَجعَلُ الحَلالَ على واحِدٍ مِنهُما حَرامًا، ولا الحَرامَ على واحِدٍ مِنهُما حَلالًا
20561 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّي وأبو بكرٍ أحمدُ بن الحَسَنِ القاضِي قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أنبأنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أنبأنا الشافِعِيُ، أنبأنا مالكٌ، عن هِشامٍ، عن أبيه، عن زَينَبَ بنتِ أبي سَلَمةَ، عن أُمِّ سلمةَ رضي الله عنها، أنَّ
(1)
بعده في س، م:"واحد".
(2)
أخرجه أبو داود (4679) من طريق ابن الهاد به مختصرًا.
(3)
جزلة: أي تامة الخلق. ويجوز أن تكون ذات كلام جزل؛ أي قوى شديد. النهاية 1/ 270.
(4)
أخرجه ابن ماجه (4003) عن محمد بن رمح به.
(5)
مسلم (79/ 132).
رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّما أنا بَشَرٌ، وإِنَّكُم تَختَصِمونَ إلَيَّ، فلعلَّ بَعضَكُم أن يَكونَ ألحَنَ بحُجَّتِه مِن بَعضٍ فأقضِي له على نَحوِ ما أسمَعُ مِنه، فمَن قَضَيتُ له بشَئٍ مِن حَقِّ أخيه فلا يأخُذْ مِنه؛ فإِنَّما أقطَعُ له قِطعَةً مِنَ النّارِ"
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن القَعنَبِيِّ وغَيرِه عن مالكٍ
(2)
.
20562 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا يَحيَى بن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ يَحيَى المُزَكِّي، أنبأنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بن محمدِ بنِ عَبدوسٍ الطَّرائفِيُّ، حدثنا عثمانُ بن سعيدٍ الدارميُّ، حدثنا محمدُ بن كَثيرٍ العَبدِيُّ، أنبأنا سفيانُ الثَّورِيُّ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن عُروةَ، عن زَينَبَ بنتِ أُمِّ سلمةَ، عن أُمِّ سلمةَ رضي الله عنها قالَت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّما أنا بَشَرٌ، وإِنَّكُم تَختَصِمونَ إلَيَّ، ولَعَلَّ بَعضَكُم أن يَكونَ ألحَنَ بحُجَّتِه مِن بَعضٍ فأقضِي له على نَحوِ ما أسمَعُ، فمَن قَضَيتُ له مِن حَقِّ أخيه شَيئًا فلا يأخُذْ
(3)
مِنه شَيئًا؛ فإِنَّما أقطَعُ له قِطعَةً مِنَ النّارِ"
(4)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ كَثيرٍ
(5)
.
20563 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بن إسحاقَ،
(1)
المصنف في المعرفة (5883)، والشافعي 6/ 199،7/ 11، 7/ 40، وتقدم في (20532).
(2)
البخاري (2680، 7169).
(3)
في م: "يأخذن".
(4)
المصنف في الصغرى (4202). وأخرجه أبو داود (3583) عن محمد بن كثير به. وابن حبان (5072) من طريق سفيان به.
(5)
البخاري (6967).
أنبأنا إسماعيلُ بن قُتَيبَةَ، حدثنا يَحيَى بن يَحيَى، أنبأنا أبو مُعاويَةَ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ. فذَكَرَه بإِسنادِه ومَتنِه إلَّا أنه قال:"فمَن قَطَعتُ له مِن حَقِّ أخيه شَيئًا فلا يأخُذْه، فإِنَّما أقطَعُ له به قِطعَةً مِنَ النّارِ"
(1)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ يَحيَى
(2)
.
20564 -
أخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بن عبد اللهِ البِسطامِيُّ، أنبأنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنِي القاسِمُ يَعنى ابنَ زَكَريّا، حدثنا ابنُ إشكابَ (ح) وأخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أنبأنا أبو الفَضلِ ابنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بن سلمةَ، حدثنا محمدُ بن يَحيَى قالا: حدثنا يَعقوبُ بن إبراهيمَ بنِ سَعدٍ، حَدَّثَنِي أبي، عن صالِحٍ، عن ابنِ شِهابٍ قال: أخبرَنِي عُروَةُ بن الزُّبَير، عن زَينَبَ بنتِ أبي سلمةَ، أخبَرَته أنَّ أُمَّ سلمةَ زَوجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَتها عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّه سَمِعَ خُصومَةً ببابِ حُجرَتِه، فخَرَجَ إلَيهِم فقالَ:"إنَّما أنا بَشَرٌ، وإِنَّه يأتينِي الخَصمُ، فلَعَلَّ بَعضَهُم أن يَكونَ أبلَغَ مِن بَعضٍ، فأحسِبُ أنه صادِقٌ فأقضِي له بذَلِكَ، فمَن قَضَيتُ له بحَقِّ مُسلِمٍ فإِنَّما هِي قِطعَةٌ مِنَ النّار، فليأخُذْها أو ليَترُكْها"
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبد العَزيزِ بنِ عبد اللهِ عن إبراهيمَ بنِ سَعدٍ، ورَواه مسلمٌ عن عمرٍو النّاقِدِ عن يَعقوبَ
(4)
.
(1)
المصنف في الشعب (5495)، وأخرجه أحمد (26491)، وأبو عوانة (6375) من طريق أبي معاوية به بنحوه.
(2)
مسلم (1713/ 4).
(3)
أخرجه أحمد (26627) عن يعقوب به بمعناه. والنسائي في الكبرى (5984) من طريق الزهري به.
(4)
البخاري (2458، 7181)، ومسلم (1713/ 6).
20565 -
أخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أنبأنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أنبأنا الفَضلُ بن الحُباب، حدثنا أبو الوَليد، حدثنا لَيثٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُروةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَتِ: اختَصمَ سَعدٌ وعَبدُ بن زَمعَةَ في غُلامٍ، فقالَ سَعدٌ: يا رسولَ الله، هذا ابنُ أخِي عُتبَةَ، عَهِدَ إلَيَّ أنه ابنُه، فانظُرْ إلَى شَبَهِه. قالَ عبدُ بن زَمعَةَ: هذا أخِي يا رسولَ الله، وُلِدَ على فِراشِ أبي مِن وليدَتِه. فنَظَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى شَبَهٍ بَيِّنٍ بعُتبَةَ فقالَ:"هو لَكَ يا عبدُ، الوَلَدُ لِلفِراش، ولِلعاهِرِ الحَجَرُ، واحتَجِبِي مِنه يا سَودَةُ"
(1)
. فَلَم يَرَ سَودَةَ قَطُّ. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي الوَليدِ
(2)
، وأخرَجاه عن قُتَيبَةَ عن اللَّيثِ
(3)
.
20566 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أنبأنا أبو النَّضرِ الفقيهُ، حدثنا محمدُ بن أيّوبَ، حدثنا محمدُ بن سِنانٍ، حدثنا إبراهيمُ بن سَعدٍ، عن أبيه، عن القاسِمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن أحدَثَ في أمرِنا هذا ما لَيسَ مِنه فهو رَدٌّ"
(4)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يَعقوبَ، ورَواه مسلمٌ عن محمدِ بنِ الصَّبّاحِ وغَيرِه، كُلُّهُم عن إبراهيمَ
(5)
.
20567 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بن إسحاقَ الصَّغانِيُّ، حدثنا ابنُ كُناسَةَ، حدثنا
(1)
تقدم تخريجه في (11573، 11576، 15460، 15461)، وسيأتي في (21320).
(2)
البخاري (6817).
(3)
البخاري (2218، 6765)، ومسلم (1457/ 36).
(4)
المصنف في الصغرى (4174). وتقدم في (20397)، وسيأتي في (21238).
(5)
البخاري (2698)، ومسلم (1718/ 17).
جَعفَرُ بن بُرقانَ، عن مَعمَرٍ البَصرِيّ، عن أبي العَوّامِ البَصرِيِّ قال: كَتَبَ عُمَرُ إلَى أبي موسَى الأشعَرِيِّ رضي الله عنهما: إنَّ القَضاءَ فريضَةٌ مُحكَمَةٌ، وسُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ، فافهَمْ إذا أُدلِي إلَيكَ، فإِنَّه لا يَنفَعُ تَكَلُّم بحَقٍّ
(1)
لا نَفاذَ له، وآسِ بَينَ النّاسِ في وجهِكَ ومَجلِسِكَ وقَضائِكَ؛ حَتَّى لا يَطمَعَ شَريفٌ في حَيفِكَ، ولا يَيأسَ ضَعيفٌ مِن عَدلِكَ، البَيِّنَةُ على مَنِ ادَّعَى واليَمينُ على مَن أنكَرَ، والصُّلحُ جائزٌ بَينَ المُسلِمينَ إلَّا صُلحًا أحَلَّ حَرامًا أو حَرَّمَ حَلالًا، ومَنِ ادّعَى حَقًّا غائبًا أو بَيِّنَةً فاضرِبْ له أمَدًا يَنْتَهِي إلَيه، فإِن جاءَ ببَيِّنَةٍ أعطَيتَه بحَقِّه، فإِن أعجَزَه ذَلِكَ استَحلَلتَ عَلَيه القَضيَّةَ؛ فإِنَّ ذَلِكَ أبلَغُ في العُذرِ وأجلَى لِلعَمَى، ولا يَمنَعْكَ مِن قَضاءٍ قَضَيتَه اليَومَ فراجَعتَ فيه لِرأيِكَ وهُديتَ فيه لِرَشَدِكَ أن تُراجِعَ الحَقَّ؛ لأنَّ الحَقَّ قَديمٌ، لا يُبطِلُ الحَقَّ شَيءٌ، ومُراجَعَةُ الحَقِّ خَيرٌ مِنَ التَّمادِي في الباطِل، والمُسلِمونَ عُدولٌ بَعضُهُم على بَعضٍ في الشَّهادَةِ إلَّا مَجلودٌ في حَدٍّ أو مُجَرَّبٌ عَلَيه شَهادَةُ الزّورِ أو ظَنِينٌ
(2)
في ولاءٍ أو قَرابَةٍ، فإِنَّ اللهَ عز وجل تَوَلَّى مِنَ العِبادِ السَّرائرَ وسَتَرَ عَلَيهِمُ الحُدودَ إلَّا بالبَيِّناتِ والأيمان، ثُمَّ الفَهمَ الفَهمَ فيما أُدلِي إلَيكَ مِمّا لَيسَ في قُرآنٍ ولا سُنَّةٍ، ثُمَّ قايِسِ الأُمورَ عِندَ ذَلِكَ، واعرِفِ الأمثالَ والأشباهَ، ثُمَّ اعمِدْ إلَى أحَبِّها إلَى اللهِ فيما تَرَى وأشبَهِها بالحَقّ، وإيّاكَ والغَضَبَ والقَلَقَ والضَّجَرَ والتّأذِّي بالنّاسِ عِندَ الخُصومَةِ والتَّنَكُرَ؛ فإِنَّ القَضاءَ في مَواطِنِ الحَقِّ يوجِبُ اللهُ له
(1)
في م: "حق".
(2)
الظنين: هو الذي ينتمى إلى غير مواليه. غريب الحديث لابن الجوزى 2/ 58.