الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هو خير منه أو مثله من الصحابة، فلو شهد أبو بكر وحده، أو عمر أو عثمان أو علي أو أُبيُّ بن كعب رضي الله عنهم لكان أولى بالحكم بشهادته وحده. والأمر الذي لأجله جعل شهادته بشهادتين
(1)
موجود في غيره، ولكنه أقام الشهادة وأمسك عنها غيره، وبادر هو إلى وجوب الأداء، إذ ذلك من موجبات تصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم
شهادة الأعرابي وحده على رؤية هلال رمضان
(2)
، وتسمية بعض الفقهاء
(3)
ذلك إخبارًا، لا شهادة: أمر لفظي لا يقدح في الاستدلال، ولفظ الحديث يرد قوله
(4)
.
وأجاز الشاهد الواحد في قصة السلب، ولم يطالب القاتل بشاهد آخر، ولا استحلفه، وهذه القصة صريحة في ذلك.
ففي "الصحيحين"
(5)
عن أبي قتادة قال: "خَرَجْنا مع رَسُولِ الله
(1)
وفي "د": "بشاهدين".
(2)
رواه أبو داود (2340)، والترمذي (691)، والنسائي (2112)، وابن ماجه (1652)، وابن خزيمة (3/ 208)(1923)(1924)، وابن حبان (8/ 229)(3446)، والحاكم (1/ 424)، من طرق عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا. وصححه ابن جرير في تهذيب الآثار (2/ 756 - مسند ابن عباس)، والحاكم ولم يتعقبه الذهبي، ورجح ابن حبان إرساله.
(3)
انظر: المبسوط (10/ 168)، الدر المختار مع حاشية ابن عابدين (2/ 409)، الإنصاف (7/ 339)، كشاف القناع (4/ 304).
(4)
في "ب": "يرد على قوله".
(5)
البخاري (6/ 284) رقم (3142)، ومسلم (12/ 301) رقم (1751).
- صلى الله عليه وسلم في عام خيبر
(1)
، فلمَّا التَقَيْنَا كانت للمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ، قال: فَرَأَيْتُ رجُلًا من المُشْرِكِينَ قد عَلَا رَجُلًا
(2)
من المسلمين، فَاسْتَدَرْتُ له حتَّى أَتَيْتُهُ مِن وَرائِهِ، فضَرَبْتُهُ بالسَّيْفِ على حبل عاتِقِه
(3)
، فَأَقْبَلَ عَليَّ، فَضَمَّني ضَمَّةً وَجَدْتُ منها رِيْحَ المَوْتِ، ثُمَّ أَدْركَهُ المَوْتُ، فَأرْسَلَنِي. فَلَحِقْتُ عُمر بن الخطاب، فقُلْتُ: ما بالُ النَّاسِ؟ قال: أَمْرُ اللهِ، ثم إِن النَّاسَ رَجَعوا، وجَلَسَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"مَنْ قَتَلَ قتيلًا له عليه بَيِّنةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ"، قال: فقُمْتُ، ثم قُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثم قال: الثانية
(4)
مثلَهُ، فَقُمْتُ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"ما لَكَ يا أَبا قَتَادَة"؟ فَقَصَصْتُ علَيهِ القِصَّةَ، فقال رَجُلٌ
(5)
من القَوْمِ: صَدَقَ يا رسولَ اللهِ، وسَلَبُ ذلك القَتِيلِ عِنْدي فَأَرْضِهِ عنِّي، فقال أبو بكرٍ الصدِّيق: لاها اللهِ
(6)
لا يَعْمِدُ إلى أَسَدٍ مِن أُسْدِ اللهِ يُقاتِلُ عن اللهِ ورسولِهِ فَيُعْطِيكَ سَلَبَهُ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ، فَأَعْطِهِ إِيَّاهُ". قال أبو قتادة: فَأَعْطَانِيهِ، فَبِعْتُ الدِّرْعَ، فَابْتَعْتُ بِه مَخْرفًا
(7)
في بني
(1)
هكذا في جميع النسخ، والصواب:"حنين" كما في الصحيحين وكما سيذكره المؤلف في الطريق السادس.
(2)
قال الحافظ ابن حجر: "لم أقف على اسمهما" ا. هـ. الفتح (7/ 632).
(3)
حبل العاتق: عصبه والعاتق موضع الرداء من المنكب. فتح الباري (7/ 632).
(4)
هكذا في جميع النسخ: "الثانية"، والصواب:"الثالثة" كما في الصحيحين.
(5)
قال الحافظ: "لم أقف على اسمه" ا. هـ. الفتح (6/ 287).
(6)
لاها الله إذا أي لا والله يكون ذا. فتح الباري (7/ 633)"نقلًا عن الخطابي" وقد أطال الحافظ في بيان معناها.
(7)
مخرفًا: بفتح الميم والراء ويجوز كسر الراء أي: بستانًا سمي بذلك لأنه =