الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ» . فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ «لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ» .
93 - باب الاِلْتِفَاتِ فِي الصَّلَاةِ
751 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ قَالَ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الاِلْتِفَاتِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ «هُوَ اخْتِلَاسٌ
ــ
(قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم) زاد مسلم "عند الدعاء" وإذا كُره عند الدعاء ففي غيره أولى.
قوله "ما بال أقوام" على دأبه في المواعظ لم يعين المخاطب؛ لئلا يخجل بين الناس مع كونه أعم فائدة.
(فاشتد في ذلك قوله) لم ينقل مقالته إما لأنه لم يحفظها؛ أو نبه بلفظ اشتد على أنه بالغ في الإنكار (حتى قال: لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم) على بناء المجهول، هذا كلام على سبيل منع الخلق؛ أي أحد الأمرين لازم، إما الانتهاء أو الخطف، ولا تخفى دلالته، على شدة الكراهة في الصلاة.
وأمّا الدعاء خارج الصلاة فالجمهور على أن رفع البصر مستحب فيها؛ لأن السماء قبلة الدّعاء، كما أن الكعبة قبلة الصلاة، وذلك لقوله تعالى:{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)} [الذاريات: 22].
باب الالتفات في الصلاة
751 -
(مسدد) بضم الميم وتشديد الدال المفتوحة (أبو الأحوص) -بالصاد المهملة- سلام بن سليم -بتشديد اللام في الأول والثاني- مصغر (أشعث بن سليم) -بفتح الهمزة آخره ثاء مثلثة- وسليم مصغر.
(سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة) أي: عن حكمه (فقال: هو اختلاس
يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ الْعَبْدِ». طرفه 3291
752 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ فَقَالَ «شَغَلَتْنِى أَعْلَامُ هَذِهِ، اذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِى جَهْمٍ وَأْتُونِى بِأَنْبِجَانِيَّةٍ» . طرفه 373
ــ
يختلسه الشيطان من صلاة العبد) افتعال من الخلسة -بضم الخاء- وهي خطف الشيء خفية ومكابرة.
فإن قلت: هذا بيان السبب الموجب وكان السؤال عن الحكم؛ قلت: يعلم منه الحكم، وهو عدم الإثم؛ لأنه لم يقصد، بل نشأ عن عدم السقط والحذر من الشيطان، هذا إذا وقع منه من غير قصد، وأما إذا كان ذاكرًا أنه في الصلاة والتفت قصدًا وذلك مكروه، إلا أن يكون لأمر نزل، كالتفات أبي بكر حين صَفَّق الناس لمجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن قلت: روى أبو داود والنسائي والحاكم عن أبي ذر مرفوعًا: "لا يزال الله مقبلًا على العبد في صلاته ما لم يلتفت؛ فإذا التفت انصرف عنه"؟ قلت: محمول على الالتفات من غير ضرورة قصدًا، جمعًا بين الأدلة.
752 -
(قتيبة) بضم القاف على وزن المصغر.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام) الخميصة -بفتح الخاء المعجمة- كساء أسود لها أعلام.
(شغلتني أعلام هذه) كان ذلك من غير قصد، فخاف بمرور الزمان أن يعتاد النظر إليها (أذهبوا بها إلى أبي جهم) بفتح الجيم وسكون الهاء.
(وأتوني بأنبجانية) -بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الموحدة والجيم وتشديد