الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمر الثالث
في ذكر بعض عادات ابن حبان في إيراد الرواة في كتاب "الثقات
"
أولًا: يذكر الرجل في "الثقات" بناء على أنه يروي المناكير التى رويت من طريقه أنَّ الحمل فيها على غيره:
(1)
في "الفوائد"(ص 350) حديث أسماء بنت عميس: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوحَى إليه ورأسُه في حِجْرِ عَلِيٍّ، فلم يُصَلِّ العصر حتى غربت الشمس
…
" وهو حديث ردّ الشمس لعلي ليدرك صلاة العصر.
فَوَهَّنَهُ الشيخ المعلمي وحكى استنكار أكثر أهل العلم له، وبيَّن وجوه هذا الاستنكار.
وذكر مِنْ طُرقه: ما رواه فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن (1)، عن فاطمة بنت الحسن، عن أسماء بنت عميس. وقيل: عن فضيل عن إبراهيم عن فاطمة بنت علي عن أسماء.
وقال الشيخ المعلمي في التعليق على هذا الإسناد:
"إبراهيم لا يكاد يُعرف بالرواية، إنما يُذكر عنه هذا الخبر، وخبرٌ آخر رواه عن أبيه، عن جدِّه، عن عليٍّ مرفوغا: "يظهر في آخر الزمان قومٌ يُسَمَّوْن الرافضة، يرفضون الإسلام" أُخرج في "زوائد مسند أحمد"، الحديث (808)، وذكره البخاري
(1) هو إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أخو عبد الله بن الحسن الهاشمي.
في "التاريخ" في ترجمة إبراهيم (1)، وفي ذلك إشارة إلى أن الحمل فيه عليه، وذكره الذهبي في "الضعفاء"(2).
وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" كأنه بنى على أن هذين الخبرين لا يثبتان عنه فبقي عنده على أصل العدالة بحسب قاعدته". اهـ.
(2)
في "الفوائد"(ص 55 - 56) حديث أبي هريرة: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين، وإذا دخل بيته فلا يجلس حتى يركع ركعتين، فإن الله جاعلٌ له من ركعتيه في بيته خيرًا".
قال الشيخ المعلمي في تعليقه:
"في سنده: إبراهيم بن يزيد بن قديد، رواه سعد بن عبد الحميد عنه، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا.
ذكر البخاري إبراهيم هذا في "التاريخ"(1/ 1 / 336) وذكر هذا الحديث، ثم قال: هذا لا أصل له.
وفي ترجمة إبراهيم من "الميزان"(3) ذكر هذا الحديث، وأن ابن عدي (4)، قال: هذا منكر بهذا الإسناد عن الأوزاعي.
(1)(1 / ت 897).
(2)
"ديوان الضعفاء"(ص 9)، وهو مترجم أيضا في "اللسان"(1/ 47)، و"تعجيل المنفعة"(1/ 256) وغيرهما.
(3)
(748).
(4)
"الكامل"(1/ 252).
وفي "اللسان" أن العقيلي (1) ذكر إبراهيم وقال: في حديثه وهم وغلط. ثم ساق هذا الحديث.
وذكر ابن الجوزي هذا الحديث في "الموضوعات"(2) عن الأزدي، وأنه قال في إبراهيم: ليس حديثه بشيء، روى عن الأوزاعي مناكير، منها
…
فذكر هذا الحديث ثم قال: لا أصل له.
تعقَّبَهُ السيوطي في "اللآلىء"(2/ 24) بقوله؛ قلت: قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"(3): إبراهيم هذا ذكره ابن حبان في "الثقات"(4). اهـ.
ثم ذكر الشواهد، وكذا صنع "شارح الإحياء" (3/ 465) مع أن بقية عبارة "اللسان": فقال -يعني: ابن حبان: يعتبر حديثه من غير رواية سعد (5)
…
(و) سعد بن عبد الحميد بن جعفر
…
ترجمته في "التهذيب"(3/ 477)، وفيها عن ابن حبان: كان ممن يروي المنكير عن المشاهير، وممن فحش وهمه حتى حسن التنكب عن الاحتجاج به.
وعلى كل حال فقد بان أن ابن حبان إنما ذكر إبراهيم في "الثقات"؛ لأنه يرى الحمل في هذا الحديث على الراوي عنه. اهـ.
(1)(1/ 72).
(2)
(3/ 75).
(3)
(1/ 125).
(4)
(8/ 61).
(5)
ذكره الشيخ المعلمي نقلا عن "اللسان": "سعيد" ونبَّه المعلمي على خطأ الحافظ ابن حجر في ذلك بالدلائل، وقد أوردته كاملا في ترجمة إبراهيم من قسم التراجم رقم (28) ولا حاجة بنا هنا إلى ذلك فاكتفيت بما نحن بصدده منه، والله تعالى الموفق.