الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحسن بن صالح بن حي
(ت 169 هـ)
هو الحسن بن صالح بن صالح بن حيّ أبو عبد الله الهمداني الثوري الكوفي الفقيه العابد.
قال السمعاني في "الأنساب"(2/ 74) في نسبه: البَتْري:
"هذه النسبة لجماعة من الشيعة من الفرقة الزيدية، وهي إحدى الفرق الثلاث من الزيدية وهي (1) الجارودية والسليمانية والبترية.
أما البترية فهم أصحاب كثير النواء والحسن بن صالح بن حي. وقولهم كقول السليمانية، غير أنهم توقفوا في عثمان وأمره وحاله، وأضللنا هذه الطائفة لأنهم شكوا في إيمان عثمان، وأجازوا كونه كافرًا من أهل النار، ومن شك في إيمان من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة فقد شك في صحة خبره، والشاكُّ في خبره كافر.
وهذه الفرق الثلاثة من الزيدية يكفر بعضهم بعضًا؛ لأن الجارودية أكفرت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، والسليمانية والبترية كفرت من أكفرهما". اهـ.
فعلَّق الشيخ المعلمي بقوله:
"لا يصدق هذا على الزيدية المعروفين باليمين وأسلافهم من أئمة أهل البيت النبوي، والحسن بن صالح بن حي إمام من أئمة المسلمين (2)، إنما أنكر عليه بعض معاصريه من الأئمة تحبيذه الخروج على خلفاء الجور؛ رأى المنكرون عليه أن الخروج في زمنهم لا يؤدي إلا إلى ما هو أعظم شرًّا، ويخشون أن يعمل بعض أهل الخير والصلاح برأي الحسن فيخرجوا، فيشتد الشر على المسلمن جميعًا، فشددوا النكير عليه؛ ليكفوا الناس عن التسرع في العمل برأيه.
(1) في "الأنساب": "وفي" خطأ.
(2)
وثقه جمهور الأئمة: أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي.
ويجب التثبت فيما يحكيه العالم عن الفرق المخالفة لفرقته؛ فربما اغتر بحكاية من لا يوثق به، وربما حكى عنهم ما لم يقله إلا بعض من ينتسب إليهم، وربما حكى عنهم ما يعلم أخهم لا يقولون به. ولكنه يراه لازمًا لهم، وكتب الزيدية موجودة، فمن أحب أن يعرف مقالاتهم فلينظرها في كتبهم والله المستعان". اهـ. (1).
* * *
(1) قال الذهبي في "السير"(7/ 361): "هو من أئمة الإسلام، لولا تلبسه ببدعة"، وقال (ص 371):"كان يرى الخروج على أمراء زمانه لظلمهم وجورهم، ولكن ما قاتل أبدًا، وكان لا يرى الجمعة خلف الفاسق".
وقال في "الميزان"(2/ 19): "فيه بدعة تشيع قليل".