الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمر الثالث
كشف ما في كلامه في الخطيب من التجني والتحامل
نقل الشيخ المعلمي في ترجمة مهنأ بن يحيى الشامي من "التنكيل" رقم (255) قولَ الكوثري في مهنأ: "قال أبو الفتح الأزدي
…
منكر الحديث، وتابعه الخطيب".
فقال المعلمي: "الأزدي نفسه متكلم فيه (1)
…
وقول الكوثري: "وتابعه الخطيب" باطل، فقد روى ابن الآبنوسي عن الخطيب:"كُلُّ من ذكرت فيه أقاويل الناس من جرح أو تعديل فالتعويل على ما أَخَّرْتُ". كما في "تذكرة الحفاظ"(3/ 315).
وهاهنا بدأ الخطيب في ترجمة مهنأ بحكاية قول الأزدي، ثم أتبعها برواية السلمي عن الدارقطني:"ثقة نبيل"، ثم ذكر مكانة مهنأ عند أحمد وثناء أصحابه عليه، فعُلِم بذلك أن التعويل عنده على التوثيق.
وبهذا يُعلم ما في عبارة ابن الجوزي في "المنتظم"(8/ 368) في تجنياته على الخطيب: "ذكر مهنأ بن يحيى وكان من كبار أصحاب أحمد وذكر عن الدارقطني أنه قال: مهنأ ثقة نبيل، وحكى بعد ذلك عن أبي الفتح الأزدي
…
وهو يعلم أن الأزدي مطعون فيه عند الكُلّ
…
فلا يستحي الخطيب أن يقابل قول الدارقطني في مهنأ بقول هذا ثم لا يتكلم عليه؟ ".
(1) انظر: ترجمة الأزدي في هذا القسم من الكتاب.
أقول: عفا الله عنك يا أبا الفرج، ما أرى الباعث لك على التجني على الخطيب إلا ما قدمته في ترجمته (1).
وعليك في كلامك هذا مؤاخذات:
الأولى: أن الموجود في "تاريخ الخطيب" تعقيبُ كلمة الأزدي بحكاية السلمي عن الدارقطني كما مَرَّ.
الثانية: أن هذا مع ذكر مكانة مهنأ عند أحمد وثناء أصحابه عليه في قوة الردّ على كلمة الأزدي كما مَرَّ. اهـ.
* * *
(1) يعني ترجمة الخطيب وانظرها في هذا القسم.