الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمر الأول
قول المعلمي فيما وقع لابن القطان من التصحيف في أسماء الرواة
قال العلامة المعلمي في "التنكيل"(1/ 256):
"ابن القطان ربما يأخذ من الصحف فيصحف؛ فقد وقع له في موضعٍ تصحيفٌ ثلاثة أسماء متوالية (1). راجع "لسان الميزان" (2/ 201 - 202).
(1) من ذلك:
1 -
قول ابن حجر في "اللسان"(4/ 188):
"ز صدقة بن عبيد عن عمرو بن عبد الجبار، وعنه داود بن إبراهيم، قال ابن القطان: لا يعرف، وحديثه في ترجمة عمرو بن عبد الجبار من كتاب العقيلي. قلت: وقد انقلب عليه وإنما هو: عبيد بن صدقة، ولا بأس به". اهـ.
وترجمة عمرو بن عبد الجبار -وهو السنجاري- في "ضعفاء العقيلي"(3/ 287)، وفيها: عبيد بن صدقة على الصواب، ونسبه: التغلبي.
ونقل هذا الإسناد كذلك الذهبي في ترجمة: عمرو بن عبد الغفار الفقيمي، من "الميزان"(6403).
لكني مع ذلك لم أقف على ترجمة لـ: عبيد بن صدقة هذا.
2 -
وفي "اللسان"(7/ 231) أيضًا:
"نعيم بن سالم عن أنس، وعنه عمرو بن خليفة.
قال ابن القطان: لا يعرف.
قلت: تصحف عليه اسمه، وإلا فهو معروف، مشهور بالضعف، متروك الحديث، وأول اسمه: ياء مثناة من تحت، ثم غين معجمة، ثم نون، وسيأتي". اهـ.
يعني هو: يغنم بن سالم، "اللسان"(7/ 383).
3 -
وفي "تهذيب التهذيب"(1/ 136):
"س ق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستى العبسي أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة الكوفي
…
وأغرب ابن القطان فزعم أنه ضعيف، وكأنه اشتبه عليه بجده إبراهيم بن عثمان فهو المعروف بأبي شيبة أكثر مما يعرف بها هذا، وهو المضعف كما سيأتي". اهـ. =
قد قال ابن حجر في الموضع المشار إليه من "اللسان" متعقبًا كلمة ابن القطان (1): "ولا يغتر أحدٌ بقولِ ابن القطان، قد جازف بهذه المقالة، وما ضعف زكريا الساجي هذا أحد.
…
وذكره ابن أبي حاتم، فقال: كان ثقة يعرف الحديث والفقه، وله مؤلفات حسان في الرجال واختلاف العلماء وأحكام القرآن. وقال مسلمة بن القاسم: بصري ثقة". اهـ.
* * *
= 4 - وفي "تهذيب التهذيب"(12/ 425):
"د ت ق سلمى أم رافع، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال: مولاة صفية بنت عبد المطلب، وهي زوجة أبي رافع، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن فاطمة الزهراء، وعنها ابن ابنها عبيد الله بن علي بن أبي رافع.
قال ابن عبد البر: كانت قابلة إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي غسلت فاطمة الزهراء.
وقال هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة: جاءت سلمى مولاة صفية امرأة أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعديه على أبي رافع، فذكر حديثًا.
قلت: جزم ابن القطان بأن سلمى مولاة صفية هي والدة أبي رافع، لا زوجته، وأن سلمى زوجة أبي رافع مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأورد لابن السكن من طريق جارية بن محمد، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن جدته سلمى، وكانت خادما للنبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بيت لا تمر فيه كأن ليس فيه طعام"، وأما زوجته فذكر ابن أبي خيثمة أنها شهدت خيبر، وولدت لأبي رافع ابنه عبد الله وغيره.
وتعقب ابنُ المَوَّاق كلامَ ابنِ القطان، ومداره على ثبوت رواية جارية بن محمد، والله تعالى أعلم.
والذي يظهر لي أن الشبهة دخلت على ابن القطان من ظنه أن عبيد الله بن أبي رافع الذي روى عنه جارية ابن عمد هو الكبير، وليس كذلك بل هو الصغير، وهو عبيد الله بن علي بن أبي رافع، نسب إلى جده، فعلى هذا فجدته سلمى هي أم رافع زوج أبي رافع، وأما ابن أبي رافع فلا يعرف اسمه ولا صحبته.
وهذا من المواضع الدقيقة، والعلل الخفية التي ادخرها الله تعالى للمتأخر، لا إله إلا هو، ما أكثر مواهبه، ولا نحصي ثناء عليه، لا إله إلا هو". اهـ.
(1)
يعني كلمته في زكريا بن يحيى الساجي: "مختلف فيه في الحديث، وثقه قوم وضعفه آخرون".