الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رزين بن معاوية العبدري
أبو الحسن الأندلسي السَّرَقُسْطِيّ
(ت 525 أو 535 هـ)
قال الشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 49):
"ولقد أدخل -يعني رزين- في كتابه الذي جمع فيه بين دواوين الإسلام بلايا وموضوعات لا تعرف، ولا يكرى مِنْ أين جاء بها، وذلك خيانة للمسلمين، وقد أخطأ ابن الأثير خطًا بينًا بذكر ما زاده رزين في "جامع الأصول"، ولم ينبه على عدم صحته في نفسه إلا نادرًا، كقوله بعد ذكر هذه الصلاة -يعني: صلاة الرغائب- ما لفظه:
"هذا الحديث مما وجدته في كتاب رزين، ولم أجده في واحدٍ من الكتب الستة، والحديث مطعون فيه".
فعلق الشيخ المعلمي هاهنا بقوله:
"رزين معروف وكتابه مشهور، ولم أقف عليه ولا على طريقته وشرطه فيه، غير أنه سماه فيما ذكر صاحب "كشف الظنون" (1): تجريد الصحاح الستة هي: الموطأ، والصحيحان، وسنن أبي داود، والنسائي، والترمذي.
ويظهر من "خطبة جامع الأصول"(2) لابن الأثير أن رزينًا لم يلتزم نسبة الأحاديث إلى تلك الكتب، بل يسوق الحديث الذي هو فيها كلها والحديث الذي في واحد منها كـ "جامع الترمذي" مُغْفِلا النسبة في كل منها، فعلى هذا لا يستفاد من كتابه في الحديث، إلا أنه في تلك الكتب أو بعضها، ومع ذلك زاد أحاديث ليست فيها ولا في واحد منها.
فإذا كانا الواقع هكذا ومع ذلك لم ينبه في خطبة كتابه أو خاتمته على هذه الزيادات فقد أساء، ومع ذلك فالخطب سهل؛ فإن أحاديث غير الصحيحين من تلك الكتب ليست كلها صحاحًا. فصنيع رزين -وإنْ أَوْهَمَ في تلك الزيادات أنها في بعض تلك
(1)(1/ 345).
(2)
(1/ 48).
الكتب، فلم يوهم أنه صحيح ولا حسن، وأحسب الأحاديث التي زادها كانت وقعت له بأسانيده؛ فإنها أحاديث معروفة في الجملة؛ ومنها: حديث صلاة الرغائب، فإنه مختصر الخبر المتقدم (1)، والخبر المتقدم حدث به علي بن عبد الله بن جهضم المتوفى سنة (414)، وكان ابن جهضم شيخًا لحرم مكة، وإماما به، وجاء بعده رزين، فإن وفاته سنة (535) وكان بمكة. فالظاهر أنه وقع له الحديث بسنده إلى ابن جهضم، ولم يكن رزين من أهل النقد فلم يعرف حال الحديث.
ورزين لم يُذْكَرْ في "الميزان"، ولا فيما استدرك عليه، وذكره الذهبي عند ذكر المتوفن سنة (535) في "تذكرة الحفاظ"(2)، وذلك في ترجمة إسماعيل التيمي قال: "والمحدث أبو الحسن رزين
…
مؤلف "جامع الصحاح"، جاور بمكة وسمع عن الطبري وابن أبي ذر" (3).
وذكره الفاسي في "العقد الثمين"(4)، فقال:"إمام المالكية بالحرم" ونقل عن السلفي أنه ذكر رزينًا فقال: "شيخ علام لكنه نازل الإسناد"، وذكر أنه توفي سنة (525) وله ترجمة في "الديباج المذهب"(ص 188)(5)، وذكر الفاسي وصاحب "الديباج" أن كتابه جمع فيه بين الصحاح الخمسة والموطأ، وفي "الديباج": توفي بمكة سنة خمس وعشرين، وقيل: خمس وثلاثين وخمسمائة" (6). اهـ.
(1) خبر: رجب شهر الله وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي.
(2)
(4/ 1281).
(3)
وفي "السير"(20/ 86): "وفيها مات الامام الكبير المحدث أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي المجاور" اهـ.
(4)
(4/ 398).
(5)
(1/ 366) طبعة دار التراث.
(6)
وله ترجمة أيضًا في "الصلة" لابن بشكوال (1/ 186)، وبغية الملتمس للضبي (ص 293)، وسير النبلاء (20/ 204)، والعبر (2/ 447)، وتاريخ الإسلام (الطبقة 40)، ومرآة الجنان (3/ 263)، =
قال أبو أنس:
ترجمه السمعاني في "التحبير"(214) فقال:
"أبو الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري المالكي الأندلسي الفقيه السرقسطي، فقيه فاضل من أصحاب مالك
…
وكان إمام المالكية بحرم الله تعالى، والمصلي بهم إمامًا في المسجد الجامع، سمع الفقيه أبا الحسن علي بن عبد الله الصقلي، وأبا العباس أحمد بن الشاطبي، وغيرهما، كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته من مكة حرسها الله". اهـ.
وترجمه الذهبي في "السير"(20/ 204) فقال:
"رزين بن معاوية بن عمار الإمام المحدث الشهير أبو الحسن العبدري الأندلسي السرقسطي صاحب كتاب "تجريد الصحاح".
جاور بمكة دهرا، وسمع بها:"صحيح البخاري" من عيسى بن أبي ذر، و"صحيح مسلم" من أبي عبد الله الطبري.
أدخل كتابه زياداتٍ واهيةً، لو تنزه عنها لأجاد. اهـ.
* * *
= والنجوم الزاهرة (5/ 267)، وشذرات الذهب (4/ 106)، وروضات الجنات للموسوي (3 / رقم 303)، و"الرسالة المستطرفة"(130)، وشجرة النور الزكية (1/ 133)، وتاريخ الأدب العربي (6/ 266)، وهدية العارفين (1/ 367)، ومعجم المؤلفين (4/ 155).
قلت: له كتاب آخر في "أخبار مكة"، ذكره السلفي، لكن قال الفاسي: قد رأيته وهو ملخص من كتاب الأزرقي.