الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - الوصف بالصلاح والفضل لا يقتضي التوثيق المطلق، بل يُثبت الصدق، ويبقى النظر في ثبوت الضبط:
• قال الشيخ المعلمي في حاشية "الفوائد المجموعة"(ص: 98):
"محمد بن ذكوان الأزدي الطاحي، منكر الحديث، قاله البخاري وأبو حاتم.
وقال النسائي: "ليس بثقة ولا يكتب حديثه"، وقال أبو داود الطيالسي عن شعبة:"حدثني محمد بن ذكوان، وكان كخير الرجال".
ثم قال أبو داود: ولم يرو شعبة عن محمد بن ذكوان إلا هذا الحديث (1).
وقد روى شعبة عن آخر يقال له: محمد بن ذكوان، فإن كان أراد صاحبنا، فقول شعبة:"كخير الرجال" ليس بتوثيق، وقد يكون الرجلُ صالحًا في نفسه، وليس بشيء في الرواية، واقتصارُ شعبة على حديثٍ واحدٍ يُشعر بما ذكرت.
وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: "محمد بن ذكوان الذي روى عنه شعبة ثقة"، فإن كان أراد هذا، فكأنه لم يخبره، بل بنى على الغالب أن شعبة لا يروي إلا عن ثقة، وقوى عنده ذلك بقول شعبة:"كان كخير الرجال". اهـ.
• وفي ترجمة: موسى بن المساور أبي الهيثم الضبي من "التنكيل"(252):
قال الكوثري ص 136: "من رجال "الحلية"، مجهول الحال، ولم أر من وثقه".
فقال الشيخ المعلمي:
"قال أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين": "روى عن سفيان بن عيينة وعبيد الله ابن معاذ ووكيع والناس، وكان خيرًا فاضلًا، ترك ما ورثه من أبيه لأخوته، ولم يأخذ منه شيئًا؛ لأن أباه كان يتولى للسلطان
…
"، ونحو ذلك في "تاريخ أصبهان" لأبي نعيم.
(1) يعني حديث: "من وسع على عياله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سَنَتِه".
وبذا يثبتُ أن الرجل عدلٌ صدوقٌ، ويبقى النظر في ضبطه، وسكوتُ هذين الحافظين وغيرهما من حفاظ أصبهان وغيرهم عن الكلام في روايته، يدل أنه لم يكن به بأس". اهـ.
• وفي حاشية "الفوائد المجموعة"(ص 304):
"الخليل بن مُرَّة صالح متعبد، فَمِنْ ثَمَّ أثنى بعضهم عليه، فأما في الحديث، فقد قال البخاري: "منكر الحديث" وقال أيضًا: "فيه نظر"، وهاتان من أشد صيغ الجرح عند البخاري. وقال أبو الوليد الطيالسي: "ضال مضل" (1). اهـ.
وقال المعلمي أيضًا في "الفوائد"(ص 401): "ضعيف". اهـ.
(1) علقتُ على ترجمة الخليل في القسم الأول من هذا الكتاب رقم (254) بقولي: "وقال ابن معين والنسائي: "ضعيف".
وقال أبو حاتم: "ليس بقوي في الحديث، هو شيخ صالح، بابة بكر بن خنيس، وإسماعيل بن رافع".
وقال أبو زرعة: "شيخ صالح".
وقال ابن حبان في المجروحين: "منكر الحديث عن المشاهير، كثير الرواية عن المجاهيل".
وقال ابن عدي -وذكر له جملة من المناكير-: "للخليل أحاديث غرائب، وقد حدث عنه الليث وأهل الفضل، ولم أر في حديثه حديثًا منكرًا قد جاوز الحدَّ، وهو في جُمْلة مَنْ يكتب حديثه، وليس هو متروك الحديث".
وأغرب ابن شاهين، فقال في ثقاته:"الخليل بن مرّة ثقة، قال أحمد بن صالح: ما رأيت أحدًا يتكلم فيه، ورأيت أحاديثه عن قتادة، ويحيى بن أبي كثير صحاحا، وإنما استغنى عنه البصريون؛ لأنه كان خاملًا، ولم أر أحدًا تركه، وهو ثقة".
فَبَيَّن ابن شاهين وأحمد بن صالح مفاوز، فلا يدرى من أين أخذ هذا النقل؟ ولا يُعلم أنه التزم الصحة فيما ينقله عن الأئمة، وانظر ترجمته في القسم الثاني الخاص بمناهج الأئمة والمصنفين من هذا الكتاب.
وانظر: التاريخ الكبير (3/ 199)، وجامع الترمذي:(5/ 39) عقب حديث (2666)، (5/ 515): عقب حديث (3473)، وضعفاء النسائي (178)، والجرح (3/ 379)، والمجروحين (1/ 286)، والكامل (3/ 58)، وثقات ابن شاهين (332)، وتهذيب الكمال (8/ 342)، والميزان (1/ 667) وتهذيب التهذيب (3/ 169) وغيرها.