الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ملحق (1)
المنتقى من أخبار تناولها المعلمي بالنقد يظهر فيها تميزه عن كثير من المتأخرين
يشتمل ذلك على (22) حديث من أحاديث "الفوائد المجموعة" نقدها الشيخ المعلمي، وناقش فيها غير واحد من الحفاظ.
أكتفي في هذا المنتقى بسرد كلام الشوكاني متخلَّلا بتعليقات المعلمي بين حاجزين []، مع بعض الحواشي التكميلية زيادةً مني، ويُدْرَكُ المرادُ من هذا الملحق بتأمل وتدبر السياق، وبالله التوفيق.
الحديث الأول:
(ص 55): "إذا دخل أحدكم بيته فلا يجلس حتى يركع".
قال الشوكاني:
قال الأزدي: لا أصل له. وقد أخرجه البيهقي من حديث أبي هريرة بلفظ: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين، وإذا دخل بيته فلا يجلس حتى يركع ركعتين، فإن الله جاعل له من ركعتيه في بيته خيرا"(1).
(1) أخرجه: البيهقي في "الشعب"(3/ 125)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 251)، والعقيلي في "الضعفاء"(1/ 72).
جميعًا من حديث سعد بن عبدالحميد، عن إبراهيم بن يزيد بن قديد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
قال البيهقي عقبه: "أنكره البخاري بهذا الإسناد".
وقال العقيلي: "لا أصل له من حديث الأوزاعي".
[قال المعلمي: في سنده إبراهيم بن يزيد بن قديد، رواه سعد بن عبد الحميد عنه، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا.
ذكر البخاري إبراهيم هذا في التاريخ (1/ 1 / 336) وذكر هذا الحديث، ثم قال البخاري: هذا لا أصل له، وفي ترجمة إبراهيم من الميزان (1) ذكر هذا الحديث، وأن ابن عدي قال: هذا منكر بهذا الإسناد عن الأوزاعي.
وفي اللسان (2) أن العقيلي ذكر إبراهيم، وقال: في حديثه وهم وغلط. ثم ساق هذا الحديث.
وذكر ابن الجوزي هذا الحديث في "الموضوعات" عن الأزدي، وأنه قال: إبراهيم ليس حديثه بشيء، روى عن الأوزاعي مناكير، فذكر منها .... فذكر هذا الحديث، ثم قال: لا أصل له.
تعقبه السيوطي في اللآلىء (2/ 24) بقوله: قلت: قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان": إبراهيم هذا ذكره ابن حبان في الثقات انتهى ثم ذكر الشواهد، وكذا صنع شارح الإحياء (3/ 465) مع أن بقية عبارة اللسان: فقال يعني ابن حبان في الثقات (3): يعتبر حديثه من غير رواية سعيد. كذا.
قلت: قد قال ابن عدي: لا يحضرني له غيره، وسعيد بن عبد الجبار الراوي عنه أخرج له ابن ماجه، وقد قال أبو أحمد: إنه يروي الكذب، فالآفة منه، كذا قال: سعيد بن عبد الجبار، وكذلك قال في حكاية عبارة "الميزان"، مع أن الذي في "الميزان" المطبوع: سعد بن عبد الحميد، والتغيير من ابن حجر نفسه؛ فإن الذي
(1)"ميزان الاعتدال" للذهبي (1/ 203).
(2)
"لسان الميزان" لابن حجر (1/ 124).
(3)
"الثقات" لابن حبان (8/ 61).
روى له ابن ماجه وحده وتكلم فيه أبو أحمد الحاكم هو: سعيد بن عبد الجبار الزبيدي، ترجمته في التهذيب (4/ 53) وفيها: قال أبو أحمد الحاكم: يرمى بالكذب.
فأما سعد بن عبد الحميد بن جعفر فروى له الترمذي والنسائي وابن ماجه، وترجمته في التهذيب (3/ 477) وليس فيها عن أبي أحمد شيء، وإنما فيها عن ابن حبان: كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، وممن فحش وهمه، حتى حسن التنكب عن الاحتجاج به.
وقال ابن أبي حاتم في ترجمة إبراهيم (1): كان يسكن الثغر، روى عن الأوزاعي، روى عنه سعد بن عبد الحميد بن جعفر.
والغالب على الظن أن ما وقع في اللسان وهم، وإنما روى عن هذا الرجل: سعد بن عبد الحميد بن جعفر، وعلى كل حال فقد بان أن ابن حبان إنما ذكر إبراهيم في الثقات؛ لأنه يرى الحمل في هذا الحديث على الراوي عنه] اهـ.
قال الشوكاني: وأخرج البزار في مسنده من حديث أبي هريرة: "إذا دخلت منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء، وإذا خرجت من مجلسك فصل ركعتين تمنعانك من مخرج السوء (2).
قال في مجمع الزوائد رجاله موثقون.
(1)"الجرح والتعديل"(2/ 145).
(2)
أخرجه: البزار (746 - كشف)، والبيهقي في "الشعب"(3/ 124).
كلاهما من حديث يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، عن صفوان بن سليم، قال بكر: حسبته عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
قال في "فيض القدير"(1/ 334): "قال ابن حجر: حديث حسن، ولولا شك بكر لكان على شرط الصحيح".
وقال الألباني في "الصحيحة"(1323): "وهذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال البخاري، وفي يحيى ابن أيوب المصري كلام يسير لا يضر".
[قال المعلمي: هو من طريق يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، عن صفوان ابن سليم، وقد أخرجه البيهقي في "الشعب" من هذا الوجه، وفيه: قال بكر: حسبته عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. كذا في شرح الإحياء، ووقع في اللآلىء: قال بكر: حسبته عن أبي هريرة.
فأما البزار فلا أدري وقع عنده هكذا أم وقع: صفوان بن سليم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وفي شرح الإحياء عن ابن حجر: هو حديث حسن، ولولا شك بكر لكان على شرط الصحيح.
أقول: بكر لم يوثقه أحد، وليس له في البخاري إلا حديث واحد متابعة، وقد أخرجه البخاري من طريق أخرى.
كذا قال ابن حجر نفسه في مقدمة الفتح ص (391) وليس له عند مسلم إلا حديث واحد، وهو حديث أبي ذر: قلت يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: يا أبا ذر إنك ضعيف إلخ.
ثم أخرجه مسلم من وجه آخر، فروايته عن بكر في معنى المتابعة، وليس له عند مسلم غيره، كما يعلم من الجمع بين رجال الصحيحين.
ففي تحسين حديثه نظر، كيف وقد شك فيه، مع أن الراوي عنه يحيى بن أيوب هو الغافقي، راجع ترجمته في مقدمة الفتح].
قال الشوكاني: وأخرج سعيد بن منصور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صلاة الأوابين صلاة الأبرار، وصلاة الأبرار ركعتان إذا دخلت بيتك وركعتان إذا خرجت (1).
(1) أخرجه: ابن المبارك في "الزهد"(1279) من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عثمان بن أبي سودة مرسلًا به.