الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال الشيخ المعلمي في ترجمة القاسم من "التنكيل"(178):
"كلمة ابن معين تحتمل أوجهًا:
الأول: أن يكون قوله: "الذي
…
" قصد به تمييز هذا الرجل عن آخر يقال له: القاسم بن حبيب أيضًا.
وهذا بعيدٌ؛ لأننا لا نعرف آخر يقال له: "القاسم بن حبيب".
الثاني: أن يكون أراد بقوله "الذي": الحديثَ، كأنه قال: "حديثه الذي يحدث به
…
"، وهذا كأن فيه بُعْدًا عن الظاهر.
الثالث: أن يكون ذلك إيحاء (1) إلى العلة؛ كأنه قال: "لا شيء لأجل حديثه الذي حدث به عن نزار".
وأيًّا ما كان، فالمدار على ذاك الحديث، فإذا تبين أن القاسم بريء من عهدته، أو معذور فيه، تبين أنه لا مطعن فيه؛ فإنه يروي عن جماعةٍ، منهم: عكرمة، ومحمد بن كعب القرظي، وسلمة بن كهيل، وغيرهم، ولم يُنْكَر عليه خبرٌ واحدٌ، إلا ذاك الخبر الذي رواه عن نزار، وحينئذٍ يصفو له توثيق ابن حبان. اهـ.
ثم نظر المعلمي في ذلك الحديث، وخلص إلى أن الحمل فيه يتجه اتجاهًا واضحًا على "نزار"؛ وأن "القاسم بن حبيب" بريء من تبعته، فارتفع بذلك عنه قول ابن معين، وصَفَا له توثيق ابن حبان (2).
19 - قولهم: "سيء الحفظ
":
• في ترجمة: جرير بن عبد الحميد من "التنكيل"(63):
قال الكوثري: " .. وكان سيء الحفظ .. ".
(1) هكذا في "التنكيل"، ولعلها تحرفت من "إيماء"، والله تعالى أعلم.
(2)
راجع لتفصيل ذلك ترجمة "نزار بن حيان الأسدي مولى بني هاشم" من القسم الأول من هذا الكتاب.
فقال الشيخ المعلمي:
" .. وقول الأستاذ: "كان سيء الحفظ" لم يقلها أحد قبله، وإنما المعروف أن جريرًا كان لا يحدث من حفظه إلا نادرًا، وإنما يحدث من كتبه، ولم ينكروا عليه شيئًا حدث به من حفظه، وأثنوا على كتبه بالصحة.
فأما ما حكاه العقيلي عن أحمد أنه قال: "لم يكن بالذكي؛ اختلط عليه حديثُ أشعث وعاصم الأحول، حتى قدم عليه بَهْز فعرفه" فقد ذُكر هذا لابن معين، فقال:"ألا تراه قد بيَّنَها"؛ يعني أن جريرًا بيَّن لِمَنْ يروي عنه أن حديث أشعث وعاصم اختلط عليه حتى مَيَّز له بهز ذلك، وعلى هذا فلم يحدث عنهما حتى مَيَّز له بهز، فكان يحدث عنهما ويبين الحال، وهذا هو محض الصدق والنصيحة والضبط والاتقان، فإنه لا يُطلب من المحدث أن لا يشك في شيء، وإنما المطلوب منه أن لا يحدث إلا بما يتقنه، فإن حدث بما لا يتقنه بيَّن الحال، فإذا فعل ذلك فقد أَمنّا من غلطه، وحصل بذلك المقصود من الضبط.
فإن قيل: فإنه يؤخذ من كلامهم أنه لم يكن يحفظ، وإنما اعتماده على كتبه.
قلت: هذا لا يعطي ما زعمه الأستاذ: "أنه كان سيء الحفظ"؛ فإن هذه الكلمة إنما تطلق في صدد القدح فيمن لا يكون جيد الحفظ، ومع ذلك يحدث من حفظه فيخطىء، فأما من لا يحدث من حِفْظِهِ إلا بما أجاد حِفْظَهُ، كجرير، فلا معنى للقدح فيه بأنه لم يكن جيد الحفظ.
…
وأما الأستاذ -الكوثري- فلم يُبْقِ إلا كلامَ الموثقين.
قال الإمام أحمد: "جرير أقلّ سقطًا من شريك، وشريك كان يخطىء".
وقال ابن معين نحوه.
وقال العجلي والنسائي: "ثقة".