الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الرابع:
(ص 104): "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطب عشية عرفة. فقال: أيها الناس: إن الله قد تطوّل عليكم في مقامكم هذا، فقبل من محسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ووهب مسيئكم لمحسنكم، إلا التبعات فيما بينكم، أفيضوا على اسم الله، وفي اليوم الثاني، قال: والتبعات فيما بينكم ضمن عوضها من عنده".
قال الشوكاني:
رواه أبو نعيم عن ابن عمر مرفوعًا، وقال: غريب، تفرد به عبد العزيز بن أبي روّاد عن نافع ولم يتابع عليه (1).
[قال المعلمي: "عبد العزيز: صدوق فاضل يهم، والخبر لا يثبت عنه، إنما يرويه إسماعيل ابن إبراهيم بن هود (وليس بالقوي كما قال الدارقطني) عن عبد الرحيم بن هارون (وهو متروك الحديث يكذب. قاله الدارقطني أيضًا) عن عبد العزيز. ورُوي بسند آخر، فيه من لم أعرفه، عن بشار بن بكير الحنفي (وهو مجهول البتة) عن عبد العزيز، وقد يفتري رجل فيسرق منه آخر"].
قال الشوكاني:
وقد أخرجه ابن حبان من طريق مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر (2).
[قال المعلمي: "هو من طريق يحيى بن عنبسة، دجال وضاع مكشوف الأمر"].
(1) أخرجه: أبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 199).
(2)
"المجروحين"(3/ 124).
قال الشوكاني:
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند، من حديث العباس بن مرداس السلمي: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعا ربه عشية عرفة بالمغفرة لأمته، فأجيب (1).
[قال المعلمي: "يأتي ما فيه"].
قال الشوكاني:
وأخرجه عبد الرزاق في المصنَّف من حديث عبادة بن الصامت، بنحو اللفظ الأول (2)، وفي إسناد أبي نعيم أيضًا عبد الرحيم. [قال المعلمي:"وقع في الأصلين "عبد الرحمن" خطأ"] بن هارون، متروك، وبشار بن بكير، مجهول، وفي إسناد ابن حبان: يحيى بن عنبسة، وضاع.
وفي إسناد عبد الله بن أحمد: كنانة بن عباس بن مرداس، منكر الحديث جدًّا.
[قال المعلمي: "الخبر رواه عبد القاهر بن السري: قال ابن معين: صالح، وذكره يعقوب ابن سفيان في باب: من يرغب عن (الرواية عنهم) عن عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده -فذكر القصة-. وعباس بن مرداس: صحابي مشهور. فأما ابنه كنانة، وعبد الله بن كنانة فلم يُذكرا إلا برواية عبد القاهر لهذا الخبر، وبذلك ذكرهما البخاري وابن أبي حاتم.
وقال البخاري في عبد الله: "لم يصح حديثه" يعني هذا.
وذكر ابن حبان كنانة في "الضعفاء" لهذا الخبر، وقال:"حديثه منكر جدًّا لا أدري التخليط منه أو من ابنه، ومن أيهما كان فهو ساقط الاحتجاج به".
(1)"المسند"(4/ 14).
(2)
"المصنف"(5/ 17 / ح 8831).
ومع ذلك ذكر كنانة في "الثقات"، كأنه رجح عنده أن التخليط من ابنه، وهو الظاهر"]. وفي إسناد عبد الرزاق: خلاس بن عمرو، وليس بشيء.
[قال المعلمي: "بل هو موثق، ولكن للخبر علتان أخريان: الأولى: أنه من طريق "معمر عمن سمع، قتادة يقول: حدثنا خلاس بن عمرو عن عبادة" هكذا في القول المسدد (ص 41) وكذلك يعلم من نقل كلام ابن حجر في اللآلىء (2/ 41) فبين معمر وقتادة رجل لم يسم، الثانية: أن خلاسًا يرسل عمن أدركهم من الصحابة، ولم يصرح بالسماع من عبادة، والعلة أولى أقدح"].
قال الشوكاني:
وقد حكم ابن الجوزي على هذه الأحاديث بالوضع، ورد عليه ابن حجر في مؤلف (1)، سماه:"قوة الحِجاج في عموم المغفرة للحجّاج"، وعارضه في جرح من جرحه من رواة هذه الأحاديث، وقال: قد أخرج أبو داود في سننه (2) طرفًا من حديث العباس بن مرداس، وسكت عليه، فهو صالح عنده، وقال: إنه يدخل في حد الحسن على رأي الترمذي، وأنه أخرجه ابن ماجه (3)، والضياء في "المختارة"(4)، وما ذكر فيها إلا ما صح، فقد صححه.
[قال المعلمي: "لا يخفى حال هذا الاحتجاج"].
(1) انظر: كلامه باستيعاب في "القول المسدد"(1/ 35) وما بعدها حيث ذهب إلى تقوية الحديث بمجموع طرقه.
والحديث ضعفه البخاري كما في "التاريخ"(7/ 2) وتوقف فيه البيهقي بما يشعر بضعفه كما في "الشعب"(1/ 305).
(2)
"سنن أبي داود"(5234). بطرف منه، وليس فيه موضع الشاهد.
(3)
أخرجه: ابن ماجه مطولًا (3013).
(4)
"المختارة"(8/ 398).
قال الشوكاني:
وقال البيهقي بعد إخراجه في "الشعب"(1)، إن له شواهد كثيرة، وقال: قد جاء من حديث أنس، أخرجه أبو يعلى (2).
[قال المعلمي: "هو من طريق صالح المري عن يزيد الرقاشي، وهما تالفان"].
قال الشوكاني:
وجاء من حديث زيد جد عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد. أخرجه ابن منده في كتاب الصحابة.
[قال المعلمي: "هو من طريق ابن أبي فديك "عن صالح بن عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد، عن أبيه" فذكر الخبر. كذا رواه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن أبي فديك، ورواه أحمد بن طاهر بن السرح عن ابن أبي فديك، فزاد: "عن جده زيد" هكذا يعلم من ترجمة زيد في أسد الغابة، وذكر ابن حجر زيدًا في الإصابة وقال: "قال البخاري: عبد الله بن صالح منكر الحديث" وذكر عبد الرحمن وأباه في "اللسان"، وذكر عن العلائي ما حاصله: أنهما مجهولان"].
قال الشوكاني:
ومن حديث أبي هريرة أخرجه ابن حبان وقال: هو باطل (3). وكذا قال الدارقطني.
[قال المعلمي: "وزاد كما في اللآلىء "وضعه أبو عبد الغني" ومن تدبر أحاديث حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وشدة عناية الصحابة بنقل جزئياتها، قطع أو كاد يقطع بأن هذه القصة لو وقعت كما تحكيه هذه الأخبار لنقلت متواترة.
(1)"شعب الإيمان"(1/ 305 / خ 346).
(2)
"مسند أبي يعلى"(7/ 140 / ح 4106).
(3)
"المجروحين"(1/ 240) بنحوه.