الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم قال الشيخ المعلمي في الموضع السابق من ترجمة مؤمل بن إهاب:
"وإنما قال: "كأنه يغير الألفاظ" لأحد أمرين:
الأول: أن يكون أحمد جَوَّز أن تكون العبارة التي ساقها إبراهيم هي عبارة ابن عيينة نفسه قبل ذلك المجلس، وأن تكون عبارة إبراهيم نفسه بأن غير ألفاظ ابن عيينة وعبر عن المعنى، وكانت نَفْسُ أحمد مائلةً إلى هذا الاحتمال الثاني، فقال:"كأنه يغير الألفاظ"، أي من عنده.
الأمر الثاني: أن يكون أحمد قد علم جملةً حين سمع في ذاك المجلس عبارةَ سفيان، ثم عبارة إبراهيم: اختلاف العبارتين، ولم يُحقق حينئذٍ وجهَ الاختلاف، ثم لمّا أُخبر بذلك مال إلى أن الوجه هو تغيير الألفاظ، وعلى كلا الأمرين فأحمد مُحَقِّقٌ لاختلاف العبارتين جازمٌ به، وعلى ذلك بَنَى اللومَ والذمَّ، لا على مجرد احتمال أن إبراهيم يغير الألفاظ.
فإن قيل: اختلافُ العبارتين مستلزمٌ لتغيير الألفاظ؟
قلت: إن صَحَّ هذا، استعملَ أحمد:"كأن" في التحقيق بدليل ما قبلها، وذلك خلاف المعنى المتبادر منها.
وليس في نقل ابن الجنيد ما يوجب صرفَها عن أصل معناها الذي تقدم بيانه.
وإذا اشتبه الأمر في المنقول عن إمام، وجب الرجوع إلى المنقول عن غيره، وقد ذكرت في "الطليعة" توثيق الأئمة لمؤمل، وبذلك يرجح رجحانًا ظاهرًا أن ابن معين لم يضعفه. والله المستعان". اهـ.
27 - قولهم: "تكلموا فيه" في مقابل التوثيق:
• في ترجمة: أحمد بن محمد بن عبد الكريم أبي طلحة الفزاري الوساوسي من "التنكيل"(35):
"سئل عنه الدارقطني فقال: "تكلموا فيه" (1)، وقال الخطيب في "التاريخ" (ج 5 ص 58): "سألت البرقاني عن أبي طلحة الفزاري فقال: ثقة".
فكلمة "تكلموا فيه" ليست بجرح؛ إذ لا يُدرى من المتكلم وما الكلام؟ والتوثيق صريحٌ، فالعمل عليه". اهـ.
• وفي ترجمة محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي أبي إسماعيل الترمذي (193).
قال ابن أبي حاتم: "تكلموا فيه".
فقال الشيخ المعلمي: لا يُدرى من المتكلم ولا الكلام، وقد وثقه النسائي ومَسْلمة والدارقطني، وغيرهم، فهو ثقة حتمًا (2). اهـ.
(1)"سؤالات السهمي": ترجمة (171)، و"تاريخ بغداد"(5/ 58)، و"تاريخ دمشق" المطبوع (7/ 346)، و"المغني في الضعفاء" للذهبي. ت (431)، وفيها جميعًا عن الدارقطنى:"تكلموا فيه" فقط، وزاد الذهبي في "الميزان" (1/ 145):"ضعفه الدارقطني"، بينما أهمل قولَ الدارقطني في "تاريخ الإسلام" الطبقة (33) واكتفى بنقل توثيق البرقانى. وذكر ابن عساكر والذهبي روايةَ الدارقطني عنه.
(2)
علقت على هذه الترجمة في القسم الأول من هذا الكتاب بقولي:
"قال عنه أبو بكر الخلال: "صاحبنا، وقد سمعنا منه حديثًا كثيرًا، وكان عنده عن أبي عبد الله مسائل صالحة حسان، وفيها ما أغرب به على أصحاب أبي عبد الله، وهو رجل معروف، ثقة، كثير العلم، يتفقه". "طبقات الحنابلة" للقاضي أبي يعلى:(1/ 279).
ونقل الخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 44) توثيقه عن النسائي وغيره، وقال الخطيب:"كان فهمًا، متقنًا، مشهورًا بمذهب السنة، وسكن بغداد، وحدث بها"، ولم ينقل قول ابن أبي حاتم المذكور.
وقال الذهبي في "السير"(13/ 242): "الإمام الحافظ الثقة .. ولد بعد التسعين ومائة .. وعُني بهذا الشأن، وجمع وصنف، وطال عمره، ورحل الناس إليه .. ، حدث عنه أبو داود، والترمذي، والنسائي،
…
وخلق كثير".
ونقل الذهبي قول ابن أبي حاتم، ثم قال:"انبرم الحال على توثيقه وإمامته". اهـ.
تنبيه: في "تهذيب التهذيب" لابن حجر (9/ 63): "قال الحاكم عن الدارقطني: "ثقة صدوق، وتكلم فيه أبو حاتم" وكذا هو في نقل الذهبي، وابن عساكر عن "سؤالات الحاكم".
لكن الذي في "سؤالات الحاكم" المطبوع (526): "قال الحاكم عن الدارقطني: ثقة صدوق. قلت: بلغني أن أبا حاتم الرازي تكلم فيه. فقال: هو ثقة.
وفي (175) زيادة: قال الحاكم: لم يتكلم فيه أبو حاتم. اهـ.