المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الاقتصاد في الأعمال) - جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - جـ ١

[الروداني، محمد بن سليمان المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ الإيمانِ

- ‌فضلُ الإيمانِ

- ‌تعريف الإيمان والإسلام

- ‌خصال الإيمان وآياته

- ‌أحكام الإيمان وذكر البيعة وغير ذلك

- ‌كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة)

- ‌الاقتصاد في الأعمال)

- ‌كتاب العلم فضله والحث عليه

- ‌آداب العلم والسؤال والقياس والفتيا والكتابة

- ‌رواية الحديث ورواته وكتابته وقبض العلم

- ‌الكذب علي النبي صلى الله عليه وسلم والاحتراز منه والتكذيب بما صح عنه

- ‌كتاب الطهارة

- ‌أحكام المياه

- ‌النجاسات

- ‌قضاء الحاجة

- ‌الاستنجاء

- ‌فضل الوضوء

- ‌صفة الوضوء

- ‌التخليل والسواك وغسل اليدين

- ‌الاستنشاق والاستنثار والإسباغ وغيرها

- ‌نواقض الطهارة

- ‌المسح علي الخفين

- ‌التيمم

- ‌غسل الجنابة

- ‌الحمام وغسل الإسلام والحائض

- ‌الحيض

- ‌كتاب الصلاة

- ‌وجوبُ الصلاةِ: أداءً وقضاءً

- ‌مواقيت الصلاة

- ‌أوقات الكراهة

- ‌فضل الأذان والإقامة

- ‌بدء الأذان والإقامة، وكيفيتهما، وما يتعلق بهما

- ‌المساجد

- ‌شرائط الصلاة من استقبال وطهارة وستر

- ‌كيفيةُ الصلاةِ وأركانُها

- ‌القراءة في الصلوات الخمس

- ‌القنوت والركوع والسجود

- ‌الجلوس والتشهد والسلام

- ‌الأفعال الممتنعة في الصلاة والجائزة

- ‌فضل صلاةِ الجماعة، والمشي إلى المساجدِ، وانتظارِ الصلاةِ

- ‌أحكام الجماعة والإمام والمأموم

- ‌أحكامُ الصفوفِ وشرائطُ الاقتداءِ

- ‌سجودُ السَّهوِ والتلاوةِ والشكرِ

- ‌فضل صلاة الجمعة ووجوبها إلا لعذر وغسلها وغير ذلك

- ‌وقت الجمعة ونداؤها وخطبتها وما يتعلق بذلك

- ‌صلاة المسافر وجمع الصلاة

- ‌صلاة الخوف

- ‌صلاة العيدين

- ‌الكسوف

- ‌الاستسقاء

- ‌الرواتب

- ‌ركعتا الفجر

- ‌راتبة الظهر، والعصر

- ‌راتبة المغرب، والعشاء، وراتبة الجمعة

- ‌صلاة الوتر وصلاة الضحى

- ‌تحية المسجد وصلاة الاستخارة والحاجة والتسبيح والرغائب والمنزل والقدوم

- ‌صلاة الليل

- ‌قيام رمضان والتراويح وغير ذلك

- ‌كتاب الجنائز

- ‌المرض والنوائب، موت الأولاد والطاعون، وغير ذلك

- ‌الصبر على النوائب وتمنى الموت

- ‌عيادة المريض

- ‌نزول الموت وأحواله

- ‌مرض النبي صلى الله عليه وسلم، وموته، وغسله، وكفنه، ودفنه

- ‌البكاء والنوح والحزن

- ‌غسل الميت وكفنه

- ‌الصلاة على الجنازة

- ‌تشييع الجنائز وحملها ودفنها

- ‌التعزية وأحوال القبور وزيارتها

- ‌كتاب الزكاة

- ‌وجوبها، وإثم تاركها

- ‌زكاة النقد والماشية والحرث والشجر

- ‌زكاة الحلي والمعدن والركاز والعسل ومال اليتيم وعروض التجارة

- ‌زكاة الفطر وعامل الزكاة ومصرفها

- ‌فضل الصدقة والنفقة والحث عليهما وما يتعلق بها

- ‌المسألة والقناعة والعطاء

- ‌كتاب: الصومِ

- ‌فضلُ الصومِ وفضلُ رمضانَ

- ‌السحور والإفطار والوصال

- ‌الأيام التى صيامها مستحب أو محرم أو مكروه

- ‌فطر المسافر وغيره والقضاء والكفارة

- ‌الاعتكاف وليلة القدر وغيرهما

- ‌كتاب المناسك

- ‌فضل الحج، ووجوبه، وفضل العمرة وسنيتها، وفضل يوم عرفة

- ‌السفر وآدابه والركوب والارتداف

- ‌مواقيتُ الإحرامِ، وما يحل ويحرم للمحرم

- ‌الإحرام وإفساده وجزاء الصيد

- ‌الإفراد، والقران، والتمتع، وفسخ الحج

- ‌الطَوافُ

- ‌السعي ودخول البيت

الفصل: ‌الاقتصاد في الأعمال)

154 -

أَبَو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ تقَعْ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ وأنتم تَقْتَحِمُونَ فِيهَا)). للشيخين وللترمذي (1).

(1) رواه البخاري (3426)، ومسلم (2284)، والترمذي (2874).

ص: 34

155 -

ابْنِ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً ليكون فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وستفترق أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً)) قَالُوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله قَالَ: من كان على مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي)). للترمذي (1).

(1) رواه الترمذي (2641)، وقال: هذا حديث حسن غريب مُفَسَّرٌ لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه. وقال المناوي في «فيض القدير» 5/ 442: فيه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، قال =الذهبي: ضعفوه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5343) إلا قوله " حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً ليكون فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ".

ص: 34

156 -

مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ فَمَرَّ بِمَكَانٍ فَحَادَ عَنْهُ فَسُئِلَ لِمَ فَعَلْتَ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَعَلَ هَذَا فَفَعَلْتُه. لأحمد والبزار (1).

(1) رواه أحمد 2/ 32، والبزار كما في «كشف الأستار» 1/ 81 (128). وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 174: رواه أحمد ورجاله موثوقون، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (46).

ص: 34

157 -

وله: أنه كان يأتى شجرة بين مكة والمدينة فيقيل تحتها ويخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك (1).

(

(1) رواه البزار كما في «كشف الأستار» 1/ 81 (129)، وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 175: رواه البزار ورجاله موثقون.

ص: 34

‌الاقتصاد في الأعمال)

(1)

(1) من (ب)، و (ج).

ص: 34

158 -

أَنَس: جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَ عَنْ عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تقَالُّوهَا فَقَالُوا: أَيْنَ نَحْنُ مِنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فأُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ الآخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ

⦗ص: 35⦘

وَقَالَ الآخَرُ: وأَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ ولا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ فَقَالَ: ((أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَالله إِنِّي أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ولَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)). للشيخين وللنسائي نحوه (1).

(1) رواه البخاري (5063)، ومسلم (1401)، والنسائي 6/ 60.

ص: 34

159 -

عَائِشَةُ: صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا فَرَخَّصَ فِيهِ فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَ فَحَمِدَ الله ثُمَّ قَالَ: ((مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ فَوَالله إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ (بِالله)(1) وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً)). للشيخين (2).

(1) ساقط من (ب).

(2)

رواه البخاري (7301)، ومسلم (2356).

ص: 35

160 -

وعَنهاْ: بَعَثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ أَرَغِبْتَ عَنْ سُنَّتِي فقَالَ: لَا وَالله يَا رَسُولَ الله وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ قَالَ: ((فَإِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ فَاتَّقِ الله يَا عُثْمَانُ فَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَصَلِّ وَنَمْ)). لأبي داود (1).

(1) رواه أبو داود (1369)، وأحمد (6/ 268)،وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (1239).

ص: 35

161 -

وزاد رزين، قالت: وكان حَلفَ أن يقوم الليلَ كله، ويصوم النهار، ولاينكح النساءَ، فسأل عن يمينه، فنزل:{لايؤاخِذُكُمْ الله باللغوِ في أيمانِكُمْ} .

ص: 35

162 -

وفي رواية: أنه هو الذى سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عما نواه، ولم يحلف. وهذا أصح.

ص: 35

163 -

وله أيضا عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهُمْ من العمل ما يطيقون، قالوا: لسنا كهيئتك، إن الله عز وجل قد غفرَ لك ما تقدمَ من ذنبكَ وما تأخر، فيغضبُ حتى يُعرفَ الغضبُ في وجهه ثم يقول:((إن أتقاكم وأعلَمَكمْ بالله أنا)) (1).

(1) رواه البخاري (20).

ص: 35

164 -

أَبو جُحَيْفَةَ: آخى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ سلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ فقَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فَقَالَ له: كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ فقَالَ: نَمْ فَنَامَ ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ سَلْمَانُ: قُمِ الْآنَ، (فصليا) (1) فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ

⦗ص: 36⦘

لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وإن لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: ((صَدَقَ سَلْمَانُ)) (2). للبخاري، وللترمذى وزاد ولضيفك عليك حقا.

(1) ساقط من (أ).

(2)

رواه البخاري (1968)، والترمذي (2413).

ص: 35

165 -

ابْنُ عَمْرٍو بن العاص أُخْبِرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَقُولُ وَالله لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ فقال: ((أنت الذي تقول ذلك؟)) فَقُلْتُ لَهُ: لقَدْ قُلْتُهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ: ((فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَنُمْ وَقَمْ وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؛ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ)) قُلْتُ فإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ((فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ)) قُلْتُ: فإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ((فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا فَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ عليه السلام وَهُوَ أعدل الصِّيَامِ)) (1).

(1) رواه البخاري (1976).

ص: 36

166 -

وفى رواية: ((أفضل الصيام)). قُلْتُ فإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ((لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ)) (1). للشيخين وأبي داود والنسائي.

(1) رواه البخاري (1976)، ومسلم (1159)، وأبو داود (2427)، والنسائي 4/ 211.

ص: 36

167 -

ومن رواياته: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ؟ َقُلْتُ: بَلَى قال: ((اقرأ القرآن في كُلِّ شَهْرٍ)) قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ((فاقرأه في عشر)) قلت: أطيق أفضل من ذلك. قال: ((في سبع لا تزد على ذلك)). فشددتُ فشدد عليَّ قال: ((إِنَّكَ لَا تَدْرِي لَعَلَّكَ يَطُولُ بِكَ عُمْرٌ)). فَصِرْتُ إِلَى الَّذِي قَالَ فَلَمَّا كَبِرْتُ وَدِدْتُ أَنِّي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النبي صلى الله عليه وسلم (1).

(1) رواه مسلم (1159).

ص: 36

168 -

ومنها: ((إِنَّكَ لتَصُومُ النهارَ وتَقوُمْ اللَّيْلَ؟)). قلت: نعم قال: ((إذا فعلت ذلك هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنُ وَنَفِهَتْ لَهُ النَّفْسُ لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، صومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ صَوْمُ الدَّهْرِ

⦗ص: 37⦘

كُلِّهِ)). قُلْتُ: أُطِيقُ أكثر من ذلك. قَالَ: ((صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى)). قلت: من لي بهذه يا نبى الله (1).

(1) رواه البخاري (1979).

ص: 36

169 -

ومنها قَالَ: أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا فَتَقُولُ له نِعْمَ الرَّجُلُ لم يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا وَلَمْ (يُفَتِّشْ)(1) لَنَا كَنَفًا مذ أَتَيْنَاهُ فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ ذَكَرَه لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ((الْقَنِي بِهِ)) فَلَقِيتُهُ فَقَالَ: ((كَيْفَ تَصُومُ))، فذكر نحوه. وفيه: يا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النبي صلى الله عليه وسلم وَذَاكَ أَنِّي كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ وكَانَ يَقْرَأُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ السُّبْعَ مِنَ الْقُرْآنِ بِالنَّهَارِ وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ يَعْرِضُهُ مِنَ الليل؛ لِيَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَقَوَّى أَفْطَرَ أَيَّامًا وَأَحْصَى وَصَامَ مِثْلَهُنَّ كراهة أَنْ يَتْرُكَ شَيْئًا فَارَقَ عليه النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(2).

(1) في (ب)، و (ج): يفترش.

(2)

رواه البخاري (5052).

ص: 37

170 -

عَائِشَةَ كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حَصِير يحجره بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي فيه، وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إليه يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ حَتَّى كَثُرُوا، فَأَقْبَلَ عليهم، فَقَالَ:((يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ الله تعالى لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى الله مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ)) (1). للستة.

(1) رواه البخاري (5861)، ومسلم (782) بعد حديث (1156).

ص: 37

171 -

وزاد في رواية: ((وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ إِذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوهُ)) (1).

(1) رواه مسلم (782).

ص: 37

172 -

ومن رواياته: ((سَدِّدُوا، وَقَارِبُوا، (واعلموا)(1) أنه لَنْ يُدْخِلَ أَحَدكم عَمَلُهُ الْجَنَّةَ)) قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي الله بمغفرةٍ وَرَحْمَةٍ)) (2).

(1) في (ب)، و (ج): واعملوا.

(2)

رواه البخاري (6467).

ص: 37

173 -

ومنها: سُئلت عائشة كيف كَانَ عمل النبي صلى الله عليه وسلم، هل كان يخص شيئا مِنَ الْأَيَّام، قَالَتْ لَا كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأَيُّكُمْ يَستطِيع مَا كَانَ صلى الله عليه وسلم يستطِيع (1).

(1) رواه البخاري (1987).

ص: 38

174 -

وللبخارى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نحو ذلك، وفيه:((سَدِّدُوا، وَقَارِبُوا، وَاغْدُوا، وَرُوحُوا، وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ، وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا)) (1).

(1) رواه البخاري (6463).

ص: 38

175 -

وله، وللنسائي:((إِنَّ هذا الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ)) (1).

(1) رواه البخاري (39)، والنسائي 8/ 121 - 122.

ص: 38

176 -

أَنَسِ رفعه: ((يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا)). للشيخين (1).

(1) رواه البخاري (69)، ومسلم (1734).

ص: 38

177 -

وعنه قَالَ: دَخَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَقَالَ:((مَا هَذَا؟)) قَالُوا: حَبْلٌ لِزَيْنَبَ إِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ به، قال: لَا حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ. للبخاري والنسائي وأبي داود (1).

(1) رواه البخاري (1150)، وأبو داود (1312)، والنسائي 3/ 218 - 219.

ص: 38

178 -

وله أيضا: حمنة بدل زينب (1).

(1) رواه أبو داود (1312)، وقال الألباني عن هذه الرواية: منكرة؛ لأنه تفرد بها من لا يعرف، مع مخالفته لجمع من الثقات. انظر «صحيح أبي داود» (1185).

ص: 38

179 -

عَائِشَةَ قال: إنَّ الْحَوْلَاءَ بِنْتَ تُوَيْتِ مرت بي وعندي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذه الحولاء بنت تويت، وَزَعَمُوا أَنَّهَا لَا تَنَامُ اللَّيْلَ، فَقَالَ:((لَا تَنَامُ اللَّيْلَ! خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَوَالله لَا يَسْأَمُ الله حَتَّى تَسْأَمُوا)). لمالك والشيخين والنسائي بلفظ مسلم (1).

(1) رواه البخاري (43)، ومسلم (785)، والنسائي 8/ 123.

ص: 38

180 -

أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَإِنْ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ فَارْجُوهُ، وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فَلَا تَعُدُّوهُ. للترمذي (1).

(1) رواه الترمذي (2453)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

ص: 38

181 -

ابن عباس: خبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مولاةً له تقوم الليل، وتصوم النهار، فقال:((لكل عاملٍ شِرةٌ، ولكل شِرة فترة، فمن صارت فترته إلى سنتي، فقد اهتدى، ومن أخطأ فقد ضل)) (1). لرزين

(1) رواه البزار كما في «كشف الأستار» 1/ 347 (724). قال الهيثمي في «المجمع» 2/ 258:رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.

ص: 39

182 -

مالك: بلغنى أن عائشة كانت تُرسل الى أهلها بعد العتمة فتقول: ألا تريحون الكُتَّابَ؟ (1)

(1) رواه مالكُ بلاغًا 2/ 753.

ص: 39

183 -

أبو هريرة رفعه: ((خيرُ الأمورِ أوسطُها)). (1) لرزين.

(1) رواه البيهقي في «الشعب» 5/ 261 (6601). قال الشوكاني في «الفوائد» ص251 (95): رواه البيهقي معضلا.

ص: 39

184 -

جابر رفعه: ((إنّ هذا الدينَ متينٌ، فأوغلوا فيه برفق، فإن المنبتَّ لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى)) (1). للبزار بلين.

(1) رواه البزار كما في «كشف الأستار» 1/ 57 (74)،والبيهقي في الكبرى 3/ 18. وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 62: رواه البزار، وفيه: يحيى بن المتوكل أبو عقيل وهو كذاب، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2022).

ص: 39

185 -

ولأحمد أوله عن أَنَس (1).

(1) رواه أحمد 3/ 199. قال الهيثمي في «المجمع» 1/ 62: رواه أحمد ورجاله موثقون، إلا أن خلف بن مهران لم يدرك أنسًا، والله أعلم.

ص: 39

186 -

سهل بن حنيف رفعه: ((لا تشددوا على أنفسكم، فإنما (أهلَكَ)(1) من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهِمْ، وستجدون (بقاياهم)(2) في الصوامِعِ (والديارات)(3). للكبير والأوسط (4).

(1) في (ب)، و (ج): هلك.

(2)

في (ب)، و (ج): بقاياها.

(3)

في (ب)، (ج): الدارات.

(4)

رواه الطبراني في "الكبير" 6/ 73 (5551)، وفي «الأوسط» 3/ 258 (3078). قال الهيثمي في «المجمع» 1/ 62: رواه الطبراني في «الأوسط» و «الكبير» ، وفيه: عبد الله صالح كاتب الليث وثقه جماعة وضعفه آخرون، وخرجه الألباني في الصحيحة (3124).

ص: 39

187 -

ولأبي داود عنَّ أنس بقصِّة (بعضه)(1)(2).

(1) من (ب)، (ج).

(2)

رواه أبو داود (4904)، وضعفه الألباني في «الضعيفة» (3468).

ص: 39

188 -

ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: إِنَّ الْهَدْيَ الصَّالِحَ وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ وَالِاقْتِصَادَ جُزْءٌ مِنْ أربعة وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ (1). لأبي داود.

(1) رواه أبو داود (4776)،وحسنه الحافظ بن حجر في الفتح 10/ 525 - 526،وحسنه الألباني كما في «الأدب المفرد» (791). وفي «صحيح الجامع» (1993)،وعند أبي داود:"من خمسة وعشرين جزءا".

ص: 39