الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مدحه آل جَفْنَة ثمَّ كرّ معتذراً عَن زلته فَقَالَ: وَلست بمستبق أَخا إِلَخ يَقُول: أَي الرِّجَال يكون مبراً من الْعُيُوب فَإِن قطعت إخوانك بذنب لم يبْق لَك أَخ. وتلمه: تصلحه وَتصْلح مَا تشعث من أمره وَفَسَد.
وَالْبَيْت اسْتشْهد بِهِ عُلَمَاء الْبَيَان للتذييل وَهُوَ تعقيب الْكَلَام بجملة تشْتَمل على مَعْنَاهُ للتوكيد.
وَقَوله: فَإِن أك مَظْلُوما أَي: باستمرار غضبك عَليّ. جعل غَضَبه ظلما
لَهُ لِأَنَّهُ عَن غير مُوجب. فَأَنت إِنَّمَا ظلمت عبدا من عبيدك وَلَيْسَ لأحد اعْتِرَاض فِيهِ.
وَقَوله: وَإِن تَكُ غضباناً
…
إِلَخ رُوِيَ أَيْضا: وَإِن تَكُ ذَا عتبى فمثلك يعتب بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي: يرجع لَهُ إِلَى مَا يحب. وَيُقَال: لَك العتبى أَي: الرُّجُوع إِلَى مَا تحب. وَقيل: يعتب بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل أَي: يُعْطي العتبى يُقَال: أعتبه إِذا أعطَاهُ الرِّضَا وَهُوَ العتبى.
وترجمة النَّابِغَة تقدّمت فِي الشَّاهِد الرَّابِع بعد الْمِائَة.
(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)
الطَّوِيل
(وَإِن يلتق الْحَيّ الْجَمِيع تلاقني
…
الى ذرْوَة الْبَيْت الْكَرِيم المصمد)
على أَن إِلَى فِيهِ على أَصْلهَا وَهِي مَعَ مجرورها حَال من الْيَاء فِي تلاقني مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف تَقْدِيره: تلاقني منتسباً إِلَى ذرْوَة الْبَيْت
…
إِلَخ.
وَلَيْسَت هُنَا بِمَعْنى فِي كَمَا قيل حَكَاهُ ابْن السراج قَالَ فِي الْأُصُول: وَقَالُوا فِي قَول طرفَة:
وَإِن يلتق الْحَيّ الْجَمِيع تلاقني إِلَخ إِن إِلَى بِمَعْنى فِي.
-
وَمَا ذهب إِلَيْهِ الشَّارِح الْمُحَقق هُوَ قَول الزوزني شَارِح المعلقات فِي شرح هَذَا الْبَيْت يَقُول: وَإِن اجْتمع الْحَيّ للافتخار تلاقني أَنْتَهِي إِلَى ذرْوَة الْبَيْت الشريف أَي: إِلَى أَعلَى الشّرف. يُرِيد أَنه أوفاهم حظاً من الْحسب وَأَعْلَاهُمْ سَهْما من النّسَب.
وَقَوله: تلاقني إِلَى يُرِيد: أعتزي إِلَى ذرْوَة فَحذف الْفِعْل لدلَالَة الْحَرْف عَلَيْهِ. اه.
وَكَذَا فِي شرح أدب الْكَاتِب لِابْنِ السَّيِّد البطليوسي قَالَ: قيل مَعْنَاهُ فِي ذرْوَة. وَهَذَا لَا يلْزم لِأَنَّهُ يُمكن أَن يُرِيد آوياً إِلَى ذرْوَة كَمَا قَالَ تَعَالَى: سآوي إِلَى جبل يعصمني من المَاء فَلَا حجَّة فِيهِ.
وَقَالَ الأعلم الشنتمري فِي شرح الْمُعَلقَة: يَقُول: إِذا التقى الْحَيّ الْجَمِيع بعد افتراقهم وجدتني فِي مَوضِع الشّرف مِنْهُم وعلو الْمنزلَة.
وَقَوله: إِلَى ذرْوَة أَي: فِي ذرْوَة الْبَيْت. وذروة كل شَيْء: أَعْلَاهُ. والمصمد: الَّذِي يصمد إِلَيْهِ النَّاس لشرفه ويلجؤون إِلَيْهِ فِي حوائجهم. والصمد: الْقَصْد. اه.
وَقَالَ ابْن السّكيت فِي شرح ديوَان طرفَة أَي: إِذا التقى الْحَيّ الْجَمِيع الَّذين كَانُوا مُتَفَرّقين وجدتني فِي الشّرف.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَر النّحاس والخطيب التبريزي: يُرِيد: وَإِن يلتق
الْحَيّ للمفاخرة وَذكر الْمَعَالِي تجدني مَعَهم.
قَالَ أَبُو الْحسن: معنى إِلَى ذرْوَة أَي: مَعَ ذرْوَة وَهُوَ تَمْثِيل. وَإِنَّمَا يُرِيد بِالْبَيْتِ هَاهُنَا الْأَشْرَاف الَّذين يقصدون فشبههم هَاهُنَا بِالْبَيْتِ الرفيع. اه.
)
فَهَذَا معنى ثَالِث لإلى فِي الْبَيْت.
وَهُوَ من معلقَة طرفَة بن العَبْد. وَقَبله: الطَّوِيل
(فَإِن تبغني فِي حَلقَة الْقَوْم تلقني
…
وَإِن تقتنصني فِي الحوانيت تصطد)
(مَتى تأتني أصبحك كأساً روية
…
وَإِن كنت عَنْهَا ذَا غنى فاغن وازدد)
وَإِن يلتق الْحَيّ الْجَمِيع تلاقني
…
...
…
...
…
... الْبَيْت
(نداماي بيض كَالنُّجُومِ وقينة
…
تروح علينا بني برد ومجسد)
(رحيب قطاب الجيب مِنْهَا رَفِيقَة
…
بجس الندامى بضة المتجرد)
قَوْله: وَلست بحلال التلاع
…
إِلَخ تقدم شَرحه مَعَ الَّذِي بعده فِي الشَّاهِد السَّادِس وَالتسْعين بعد الستمائة.
وَكَذَلِكَ تقدم شرح قَوْله: نداماي