الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَيجوز أَن يَكُونَا تمييزين أَو حَالين أَي: سَمحا وجواداً. قَالَه ابْن خلف وَلم يذكر ابْن المستوفي غير الْأَخيرينِ.
وَقَالَ ابْن السَّيِّد فِي أَبْيَات الْمعَانِي: وَنصب سماحة على الْمصدر مِمَّا دلّ عَلَيْهِ اختبر لِأَنَّهُ لَا يخْتَار إِلَّا الْكِرَام.
-
وأرد بقوله: وَمنا الَّذِي اختير أَبَاهُ غَالِبا وَكَانَ جواداً.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد التَّاسِع بعد السبعمائة)
الطَّوِيل
(خرجت إِلَى إقطاعه فِي ثِيَابه
…
على طرفه من دَاره بحسامه)
على أَنه يجوز أَن يجْتَمع على فعل وَاحِد عدَّة من حُرُوف الْجَرّ إِذا كَانَت مُخْتَلفَة فَإِن الْفِعْل الْوَاحِد قد يتَعَدَّى بعدة من حُرُوف الْجَرّ على مِقْدَار الْمَعْنى المُرَاد من وُقُوع الْفِعْل لِأَن هَذِه الْمعَانِي كامنة فِي الْفِعْل وَإِنَّمَا يظهرها حُرُوف الْجَرّ فَإنَّك إِذا قلت: خرجت فَأَرَدْت أَن تبين ابْتِدَاء خُرُوجك قلت: خرجت من الدَّار.
فَإِن أردْت أَن تبين انتهاءه قلت: إِلَى الْمَسْجِد: وَإِن أردْت أَن تبين ظرفه قلت: فِي ثِيَابِي. وَإِن أردْت أَن تبين أَنه مُقَارن للاستعلاء قلت: على الْفرس. وَإِن أردْت أَن تبين الملابسة والصحبة قلت: بحسامي. وَيجوز أَن يكون بعض هَذِه المجرورات فِي مَوضِع الْحَال.
وَهَذَا الْبَيْت يُوجد فِي بعض النّسخ قبل قَوْله: وَإِلَى اثْنَيْنِ كأعطى وَعلم بسطر بعد قَوْله: خرجت من الْكُوفَة إِلَى الْبَصْرَة لإكرامك.
وَالْبَيْت من مَقْطُوعَة عدتهَا سِتَّة أَبْيَات للمتنبي قَالَهَا ودع سيف الدولة ابْن حمدَان وَأَرَادَ التَّوَجُّه إِلَى إقطاعه الَّتِي أقطعه إِيَّاهَا.
قَالَ ياقوت الْحَمَوِيّ فِي مُعْجم الْبلدَانِ: السّبْعين هُوَ بِلَفْظ الْعدَد: قَرْيَة
بِبَاب حلب كَانَت إقطاعاً للمتنبي من سيف الدولة.
وَإِيَّاهَا عَنى بقوله:)
أَسِير إِلَى إقطاعه
…
...
…
... الْبَيْت وأوله الثَّابِت فِي جَمِيع نسخ ديوانه هُوَ كَمَا أنْشدهُ ياقوت بِلَفْظ: أَسِير.
(أيا رامياً يصمي فؤاد مرامه
…
تربي عداهُ ريشها لسهامه)
الإصماء: إِصَابَة المقتل فِي الرَّمْي.
وَالْمعْنَى أَنه إِذا طلب شَيْئا أصَاب خَالص مَا طلبه كالرامي يُصِيب فؤاد مَا يَطْلُبهُ برميه.
وَقَوله: تربي عداهُ مثل وَذَلِكَ أَن السِّهَام إِنَّمَا تنفذ بريشها وأعداؤه يجمعُونَ الْعدَد وَالْأَمْوَال لَهُ لِأَنَّهُ يَأْخُذهَا فيتقوى بهَا على قِتَالهمْ فكأنهم يربون الريش لسهامه حَيْثُ يجمعُونَ المَال لَهُ.
فالريش مثل الْأَمْوَال والسهام مثل لَهُ.
أَسِير إِلَى إقطاعه فِي ثِيَابه الْبَيْت يُرِيد أَن جَمِيع مَا يتَصَرَّف فِيهِ من ضروب مملوكاته إِنَّمَا هُوَ من جِهَته وإنعامه. وَكَأن هَذَا تَفْصِيل مَا أجمله النَّابِغَة فِي قَوْله: الوافر
(وَمَا أغفلت شكري فانتصحني
…
وَكَيف وَمن عطائك جلّ مَالِي)
وَقد فَصله النَّابِغَة أَيْضا فَقَالَ: الطَّوِيل
(
وَإِن تلادي إِن نظرت وشكتي
…
ومهري وَمَا ضمت إِلَيْهِ الأنامل)
(حباؤك والعيس الْعتاق كَأَنَّهَا
…
هجان المها تردي عَلَيْهَا الرحائل)
وَهَذَا كَمَا قَالَ أَبُو نواس: الرجز
(وَمَا مطر تنيه من الْبيض والقنا
…
وروم العبدى هاطلات غمامه)
الرّوم: جمع رومي كَمَا يُقَال: زنج وزنجي. والعبدى: العبيد. يَعْنِي وَمَا أنعم عَليّ من أَنْوَاع نعمه من الأسلحة وَالْعَبِيد الرومية.
(فَتى يهب الإقليم بِالْمَالِ والقرى
…
وَمن فِيهِ من فرسانه وكرامه)
(وَيجْعَل مَا خولته من نواله
…
جَزَاء لما خولته من كَلَامه)
أَي: يجازيني بنواله إِذا مدحته بِمَا استفدته من الْأَدَب من كَلَامه.
(فَلَا زَالَت الشَّمْس الَّتِي فِي سمائه
…
مطالعة الشَّمْس الَّتِي فِي لثامه)
أَي: لَا زَالَت شمس السَّمَاء تطالع وَجهه الَّذِي هُوَ كَالشَّمْسِ. وأضاف السَّمَاء إِلَيْهِ مُبَالغَة فِي الْمَدْح كَمَا قَالَ الفرزدق:
الطَّوِيل
)
لنا قمراها والنجوم الطوالع وَقَالَ ابْن جني: أضف السَّمَاء إِلَيْهِ لإشرافها عَلَيْهِ كَمَا قَالَ الآخر: الطَّوِيل
(إِذا كَوْكَب الخرقاء لَاحَ بسحرة
…
سُهَيْل أذاعت غزلها فِي القرائب)
أضَاف الْكَوْكَب إِلَيْهَا لجدها فِي عَملهَا عِنْد طلوعه.
تمّ الْجُزْء الثَّالِث ويله الْجُزْء الرَّابِع أَوله أَفعَال الْقُلُوب.
(
أَفعَال الْقُلُوب)
أنْشد فِيهَا
(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد السبعمائة)
الوافر تعلم أَن بعد الغي رشدا على أَن تعلم الَّتِي بِمَعْنى اعْلَم أمرا لَا تنصب المفعولين بل ترد الاسمية مصدرة ب أَن السَّادة مَعَ معموليها مسد المفعولين. ويقل نصبها للمفعولين كَقَوْل زِيَاد بن سيار الجاهلي: الطَّوِيل
(تعلم شِفَاء النَّفس قهر عدوها
…
فَبَالغ بلطف فِي التحيل وَالْمَكْر)
وَهَذَا المصراع من قصيدة طَوِيلَة جدا للقطامي.
وَقَبله:
(وَأما يَوْم قلت لعبد قيس
…
كلَاما لَا أُرِيد بِهِ خداعا)
(تعلم أَن بعد الغي رشدا
…
وَأَن لهَذِهِ الغبر انقشاعا
)
(وَلَو تستخبر الْعلمَاء عَنَّا
…
وَمن شهد الْمَلَاحِم والوقاعا)
وَتقدم فِي الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ بعد الْمِائَة مَا تقدم من أول القصيدة إِلَى هَذِه الأبيات مَعَ تَرْجَمته.
وَتقدم أَيْضا إِيرَاد أَبْيَات بعد هَذِه الأبيات فِي الشَّاهِد التَّاسِع وَالتسْعين بعد الْخَمْسمِائَةِ.
وَقَوله: وَأما يَوْم قلت لعبد قيس هُوَ أَخُو الْقطَامِي.
وَقَوله: تعلم أَن بعد الغي
…
. إِلَخ الغبر: جمع غبرة وَهِي القتمة يُرِيد مَا أظل من الْأُمُور الشداد الْمظْلمَة. والانقشاع: الانكشاف.
وَأورد اللبلي المصراع الثَّانِي فِي شرح الفصيح: الانكشاف.)
وَأورد اللبلي المصراع الثَّانِي فِي شرح الفصيح بِرِوَايَة: وَأَن لتالك الغبر انقشاعاً وَقَالَ: تالك بِكَسْر اللَّام لُغَة فِي تِلْكَ فِي الْإِشَارَة إِلَى المؤنثة الْبَعِيدَة. وَيُرِيد الْقطَامِي بِهَذَا تَسْلِيَة أَخِيه فَإِن بني أَسد كَانُوا أوقعوا ببني تغلب فِي نواحي الجزيرة والقطامي مِنْهُم فَأسرهُ بَنو أَسد وَأَرَادُوا قَتله فحال زفر بن الْحَارِث الْكلابِي بَينه وَبينهمْ وحماه وكساه وَأَعْطَاهُ مائَة نَاقَة كَمَا تقدم.
وَقَوله: وَلَو تستخبر الْعلمَاء
…
. إِلَخ هُوَ بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول. والملاحم: جمع ملحمة وَهِي وَقَوله: بتغلب أَي: عَن تغلب كَقَوْلِه: الْبَسِيط
واسأل بمصقلة الْبكْرِيّ مَا فعلا أَي: عَن مصقلة. وتغلب: قَبيلَة الْقطَامِي وَهُوَ تغلب بن وَائِل.