الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ليَأْخُذ الْكُمَيْت.
وَزعم أَن الْكُمَيْت كَانَ لَهُ دون بجير فَقَالَ فِي ذَلِك قصيدة: أَلا بكرت عرسي وأجابه زيد الْخَيل: أَفِي كل عَام مأتم فزعموا أَن زهيراً قَالَ لكعب: هجوت امْرأ غير مفحم وَإنَّهُ لخليق أَن يظْهر عَلَيْك.
ثمَّ نقل أَبُو الْعَبَّاس أَرْبَعَة أَبْيَات للحطيئة مدح بهَا زيد الْخَيل. وَالله أعلم أَي ذَلِك قد كَانَ.)
وَزيد الْخَيل وَكَعب صحابيان تقدّمت ترجمتهما.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)
الطَّوِيل
(نحابي بهَا أكفاءنا ونهينها
…
وَنَشْرَب فِي أثمانها ونقامر)
على أَن فِي قيل: إِنَّهَا بِمَعْنى الْبَاء فِي الْبَيْت أَي: وَنَشْرَب بأثمانها. وَالْأولَى أَيْضا أَن تكون على مَعْنَاهَا بِجعْل أثمانها ظرفا للشراب والقمار مجَازًا.
وَالْبَيْت آخر أَبْيَات أَرْبَعَة لسبرة بن عَمْرو الفقعسي أوردهَا أَبُو تَمام فِي الحماسة.
وَهِي:
(أتنسى دفاعي عَنْك إِذْ أَنْت مُسلم
…
وَقد سَالَ من نصر عَلَيْك قراقر)
.
(أعيرتنا أَلْبَانهَا ولحومها
…
وَذَلِكَ عَار يَا ابْن ريطة ظَاهر)
تحابي بهَا أكفاءنا
…
...
…
...
…
. . الْبَيْت قَوْله: أتنسى دفاعي
…
إِلَخ اسْتِفْهَام توبيخي يُخَاطب ضَمرَة بن ضَمرَة النَّهْشَلِي. وَإِذ: ظرف لدفاعي أَي: لم تنس مدافعتي عَنْك حِين كنت مخذولاً لَا نَاصِر مَعَك.
وَمُسلم: اسْم مفعول من أسلمته بِمَعْنى خذلته وَهُوَ أَن تخلي بَينه وَبَين من يُرِيد النكاية فِيهِ.
قَوْله: وَقد سَالَ من نصر
…
إِلَخ رَوَاهُ شرَّاح الحماسة: وَقد سَالَ من ذل قَالَ المرزوقي وَغَيره: قُراقر بِضَم الْقَاف الأولى: اسْم وَاد وَيكون ذكره مثلا.
وَمن كَلَامهم: سَالَ عَلَيْهِ الذل كَمَا يسيل السَّيْل. وَلَا يمْتَنع أَن يكون لحقه مَا لحقه من الذل من نَاحيَة قراقر فَلذَلِك خصّه وَالْجُمْلَة حَال. انْتهى.
وَأول من حرفه أول شَارِح للحماسة وَهُوَ أَبُو عبد الله النمري قَالَ: يَقُول: سَالَ هَذَا الْوَادي عَلَيْك فَلم تستطع الِانْتِقَال عَنهُ ذلاً وضعفاً.
ورد عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد الْأسود الْأَعرَابِي فِيمَا كتبه على شرح النمري وَقَالَ: الصَّوَاب: وَقد سَالَ من نصر يَعْنِي نصر بن قعين بن الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بن دودان بن أَسد بن خُزَيْمَة.
-
يَقُول: دافعتهم عَنْك حِين سَالَ الْوَادي بهم عَلَيْك. كَمَا قَالَ الآخر: الطَّوِيل يَعْنِي: أَنهم أسالوه بِالرِّجَالِ. ولبيت سُبْرَة قصَّة طَوِيلَة الذيل ذكرتها فِي كتاب السلَّة وَالسَّرِقَة.
انْتهى.)
أَقُول: قد ذكرهَا فِي ضَالَّة الأديب أَيْضا وَنحن نذكرها. إِن شَاءَ الله بعد الأبيات.
وَقَوله: ونسوتكم فِي الروع
…
إِلَخ هَذِه الْجُمْلَة معطوفة على جملَة الْحَال السَّابِقَة. قَالَ المرزوقي: وصف الْحَال الَّتِي مني بهَا حِين نَصره مخاطبه. وَالْمرَاد: وَنِسَاؤُكُمْ تشبهن بالإماء مَخَافَة السَّبي حَتَّى تبرجن وبرزن مكشوفات ناسيات للحياء وَإِن كن حرائر.
وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لأَنهم كَانُوا يقصدون بسبي من يسبون من النِّسَاء إِلْحَاق الْعَار لَا اغتنام الْفِدَاء وَالْمَال. وَلما كَانَ الْأَمر على هَذَا فالحرة كَانَت فِي مثل ذَلِك الْوَقْت تتشبه بالأمة لكَي يزهد فِي سبيهَا. وَمعنى وَالْإِمَاء حرائر: واللاتي يَحسبن إِمَاء حرائر.
وَلَو قَالَ: يخلن إِمَاء وَهن حرائر لَكَانَ مَأْخَذ الْكَلَام أقرب لكنه عدل إِلَى: وَالْإِمَاء حرائر ليَكُون الذّكر أفخم.
وَقَوله: أعيرتنا أَلْبَانهَا
…
. إِلَخ اسْتِفْهَام للإنكار والتقريع أَي: لم عيرتنا ألبان الْإِبِل ولحومها واقتناء الْإِبِل مُبَاح وَالِانْتِفَاع بلحمها وَأَلْبَانهَا جَائِز دينا وعقلاً.
-
وَقَوله: وَذَلِكَ عَار ظَاهر أَي: زائل.
(وعيرها الواشون أَنِّي أحبها
…
وَتلك شكاة ظَاهر عَنْك عارها)
وَيُقَال: عيرته كَذَا وَهُوَ الْأَفْصَح وعيرته بِكَذَا.
قَالَ عدي:
أَيهَا الشامت الْمُعير بالدهر وَالْوَاو للْحَال أَي: أتعيرنا ذَلِك وَالْحَال ذَلِك.
وَقَوله: نحابي بهَا
…
إِلَخ قَالَ المرزوقي: بَين وُجُوه تصرفهم فِيمَا عيرهم بِهِ فَقَالَ: نَجْعَلهَا حباء لنظرائنا فنتهادى بهَا ونسهل تمكن الزوار والعفاة مِنْهَا بابتذالها وإهانتها وَحذف ذكر من أهينت لَهُ لِأَن المُرَاد مَفْهُوم ونبيعها فنصرف أثمانها إِلَى الْخمر والإنفاق ونضرب بِالْقداحِ عَلَيْهَا فِي الميسر عِنْد اشتداد الزَّمَان فنفرقها فِي الضُّعَفَاء والمحتاجين.
وَفِي تعداد هَذِه الْوُجُوه إبِْطَال لكل مَا أوهم أَن يلْحق من الْعَار فِي اقتنائها وادخارها. انْتهى.
-
قَالَ ابْن الشجري فِي أَمَالِيهِ: حابى: بارى يُقَال: حابيت فلَانا أَي: باريته فِي الحباء مثل باهيته فِي الْعَطاء كَمَا يُقَال: كارمته أَي: باريته فِي الْكَرم.
فَقَوله: تحابي بهَا أكفاءنا لَا يكون إِلَّا بِمَعْنى نباريهم فِي الحباء. وَقد ورد أحابي فِي شعر زُهَيْر)
(أحابي بِهِ مَيتا بِنَخْل وأبتغي
…
إخاءك بالقيل الَّذِي أَنا قَائِل)
قَالُوا: أَرَادَ أحابي بِهَذَا الشّعْر مَيتا بِنَخْل يَعْنِي بِالْمَيتِ أَبَا الممدوح أَي: أخصه بِهِ. ونخل: أَرض بهَا قَبره.
وَذهب ابْن جني فِي قَول المتنبي:
الطَّوِيل
(وَإِن الَّذِي حابى جديلة طَيئ
…
بِهِ الله يُعْطي من يَشَاء وَيمْنَع)
إِلَى أَن حابى بِمَعْنى حبا مَأْخُوذ من الحباء وَهُوَ الْعَطِيَّة وَاسم الله مُرْتَفع بِهِ أَي: إِن الَّذِي حبا الله بِهِ جديلة يُعْطي فالجملة الَّتِي هِيَ يُعْطي وفاعله خبر إِن. وخولف فِي هَذَا القَوْل: على أَن عَلَيْهِ أَكثر مفسري شعر المتنبي.
وَالَّذِي رد عَلَيْهِ قَالَ: إِن حابيته بِكَذَا بِمَعْنى حبوته بِهِ لَيْسَ بِمَعْرُوف. فعلى هَذَا القَوْل يكون فَاعل حبا مضمراً فِيهِ يعود على الَّذِي وَاسم الله مَرْفُوعا بِالِابْتِدَاءِ وَخَبره الْجُمْلَة الَّتِي هِيَ يُعْطي وفاعله ومفعوله.
أَي: إِن الَّذِي بارى جديلة فِي الحباء الله يُعْطي بِهِ من يَشَاء. ومفعول بِمَنْع مَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ مفعول يُعْطي ومفعول يَشَاء الْمَذْكُور ويشاء الْمَحْذُوف محذوفان.
فالتقدير: يُعْطي الله بِهِ من يَشَاء أَن يُعْطِيهِ. وَيمْنَع بِهِ من يَشَاء أَن يمنعهُ. على أَن المضمرين فِي وَالْمعْنَى أَنه ملك قد فوض الله إِلَيْهِ أَمر الْخلق فِي الْإِعْطَاء وَالْمَنْع. فالمدح على هَذَا
يتَوَجَّه إِلَيْهِ وَإِلَى عشيرته: لِأَن المباراة فِي الْعَطاء أَنهم يُعْطون فيعطي مباهياً لَهُم بعطائهم.
وَالْمعْنَى فِي قَول ابْن جني أَن الَّذِي حبا الله بِهِ جديلة بِأَن جعله مِنْهُم يُعْطي من يَشَاء إعطاءه وَيمْنَع من يَشَاء مَنعه لِأَنَّهُ يُعْطي تكرماً لَا قهرا وَيمْنَع عزة لَا بخلا.
وَأَقُول: إِن أصل فاعلته أَن يكون من اثْنَيْنِ فَصَاعِدا وَإِن فَاعله مفعول فِي الْمَعْنى ومفعوله فَاعل فِي الْمَعْنى كخاصمته وسابقته. وَلم يَأْتِ
من وَاحِد إِلَّا فِي أحرف نَوَادِر كطارقت النَّعْل وعاقبت اللص وعافاك الله وَقَاتلهمْ الله.
فَابْن جني ذهب بقَوْلهمْ: حابيت زيدا مَذْهَب هَذِه الْأَلْفَاظ الْخَارِجَة عَن الْقيَاس. وَقد جَاءَ حابى بِمَعْنى حبا فِي قَول أَشْجَع بن عَمْرو السّلمِيّ يمدح جَعْفَر بن يحيى الْبَرْمَكِي حِين ولاه الرشيد خُرَاسَان: السَّرِيع
(إِن خُرَاسَان وَإِن أَصبَحت
…
ترفع من ذِي الهمة الشانا))
(لم يحب هَارُون بهَا جعفراً
…
لكنه حابى خراسانا)
أَي: لم يحب جعفراً بخراسان وَلَكِن حبا خُرَاسَان بِجَعْفَر. فَهَذَا يعضد قَول ابْن جني.
وَهَذِه قصَّة سُبْرَة الفقعسي مَعَ ضَمرَة بن ضَمرَة من ضَالَّة الأديب لأبي مُحَمَّد الْأَعرَابِي قَالَ: إِن ضَمرَة بن ضَمرَة بن جَابر بن قطن بن نهشل وَكَانَ جاراً لنوفل بن جَابر بن شجنة بن حبيب بن مَالك بن نصر وَأم نَوْفَل عَاتِكَة بنت الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عَمْرو بن قعين.
وَكَانَ ضَمرَة كثير المقامرة فَنحر نَوْفَل جزوراً فَدَعَا الْحَيّ فَأَكَلُوا فَدَعَا ضَمرَة
فَقَالَ: يَا معشر بني قعين هَذَا جاركم وَأَنا مِنْهُ خلو. ثمَّ إِن ضَمرَة قامر فقمر مَاله كُله وانتجعت أَسد نَحْو أَرض بني تَمِيم وهم مقحمون مضعفون فَأرْسل ضَمرَة إِلَى من يليهم من بني تَمِيم أَن ميلوا عَلَيْهِم فَإِنَّهُم لأوّل من أَتَاهُم.
فَأتى بني نصر الْخَبَر فانصرفوا وأتمروا بضمرة أَن يأكلوه حِين ينزلون فَأمر نسوته سرا
أَن يتأخرن ويلحقن بظعن بني فقعس وَسَار هُوَ فِي سلف بني نصر وَقد علم أَنهم آكلوه إِذا نزلُوا فَلَمَّا نزلُوا ركض نَحْو بني فقعس فَقَالَ: أَنا جَار لكم: فَقَالُوا: إِنَّك لست بجار وَلَك أَمَان العائذ الغادر ومنعوه من بني نصر وَإِذا مَاله فِي بني نصر قد أحرزوه.
فَلَمَّا جَاءَت ظعن بني فقعس إِذا نسوته فِيهِنَّ فَعدل لَهُ بَنو فقعس خمسين شَائِلَة ونحروا الْجَزُور وَكَانَ فيهم زَمَانا ثمَّ لحق بقَوْمه.
فنافر معبد بن نَضْلَة بن الأشتر بن حجوان خَالِد بن وهب الصَّيْدَاوِيُّ وجمعهما وضمرة مجْلِس النُّعْمَان فَأرْسل ضَمرَة إِلَى خَالِد: نافره واجعلني الْكَفِيل وَهُوَ بيني وَبَيْنك نِصْفَيْنِ فَإِنَّهُ لَا يخافني واجعلهما مائَة فِي مائَة فِي خفرة النُّعْمَان وَاجعَل بَيْنكُمَا بهَا رهنا فَإِنَّهُ لَا بُد من أَدَائِهَا إِذا كنت أَنا الْكَفِيل.
فَلَمَّا راحوا إِلَى النُّعْمَان سبّ خَالِد معبدًا فَقَالَ: أتسابني وَلم تنافرني. قَالَ: أنافرك. قَالَ: مَا بدا لَك. قَالَ خَالِد: إِنِّي أجعَل الْكَفِيل من شِئْت وَإِن شِئْت ولي نعمتكم هَذَا. قَالَ معبد: فَإِنِّي قد فعلت. واعتقد عَلَيْهِ بِمَا أمره بِهِ ضَمرَة ثمَّ تغاديا على ضَمرَة فَقَالَ ضَمرَة: وَالله إِن بني طريف لمن أكْرم النَّاس وَمَا رَأينَا قطّ أكْرم من خَالِد.
فنفره على معبد فِي مَجْلِسه فحبس قيس بن معبد عِنْد النُّعْمَان رهينة بِمِائَة من الْإِبِل فَقَالَ معبد لبني جَابر بن شجنة: اكفلوني يَا بني عمي فَإِنِّي لم يشني غدر
ضَمرَة وَلَا كذبه. قَالَ بَنو)
جَابر: ترى بني فقعس مقرين بِهَذَا قَالَ: نعم يرَوْنَ أَنَّهَا خِيَانَة
وَلَا تَضُرهُمْ.
فكفل بَنو جَابر الْإِبِل فَلَمَّا أَتَى معبد بني فقعس قَالَ بَنو دثار وَبَنُو نَوْفَل بن فقعس: وَالله مَا نرضى بِهَذَا أبدا مَا بَقِي منا إِنْسَان. فَنَهَضت بَنو فقعس إِلَى النُّعْمَان فوجدوا عِنْده ضَمرَة فَقَالَ سُبْرَة بن عَمْرو بن الْحَارِث بن دثار ابْن فقعس بن طريف: الرجز
(إِنِّي لمن أنكر وَجْهي سُبْرَة
…
الرجل الأشم فِيهِ الزعره)
كالميسم الحامي عَلَيْهِ الغبره
(وَالله مَا نعقل مِنْهَا بكره
…
أَو يَأْمر النُّعْمَان فِيهَا أمره)
فَأَمرهمْ النُّعْمَان أَن يقاضوا إِلَى الْعُزَّى: صنم كَانَ بنخلة. فَعندهَا قَالَ سُبْرَة: الطَّوِيل
(أضمر بن ضمر أبلق الاست والقفا
…
وَهل مثلنَا فِي مثلهَا لَك غَافِر)
(أتنسى دفاعي عَنْك إِذْ أَنْت مُسلم
…
وَإِذ سَالَ من نصر عَلَيْك قراقر)
(ونسوتكم فِي الروع باد وجوهها
…
يخلن إِمَاء وَالْإِمَاء حرائر)
(يسلخن بِاللَّيْلِ الشوي بأذرع
…
كأيدي السبَاع والرؤوس حواسر)
(وعيرتنا أَلْبَانهَا ولحومها
…
وَذَلِكَ عَار يَا بن ريطة ظَاهر)
(وَإِنَّا لتغشانا حُقُوق وَلم تكن
…
تقربنا للمخزيات الأباعر)
…