الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَت: أَو تطيعني قَالَ: نعم. قَالَت: أرى أَن ترد عَلَيْهِ مَاله وَتَعْفُو عَنهُ وتحبه وأفعل)
مثل ذَلِك فَإِنَّهُ لَا يغسل هجاءه إِلَّا مدحه.
فَخرج فَقَالَ: إِن أُمِّي سعدى الَّتِي كنت تهجوها قد أمرت فِيك بِكَذَا وَكَذَا فَقَالَ: لَا جرم وَالله لَا مدحت حَتَّى أَمُوت أحدا غَيْرك. فَفِيهِ يَقُول: الوافر
(إِلَى أَوْس بن حَارِثَة بن لأم
…
ليقضي حَاجَتي فِيمَن قَضَاهَا)
(فَمَا وطئ الثرى مثل ابْن سعدى
…
وَلَا لبس النِّعَال وَلَا احتذاها)
وَأنْشد بعده: الوافر
أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا على أَن الْمَوْصُوف مَحْذُوف وَصفته جملَة فعلية وَهِي جلا على أَنه فعل مَاض وفاعله ضمير مستتر فِيهِ وَالتَّقْدِير: أَنا ابْن رجل الْأُمُور وكشفها.
وَهَذَا أحد التخريجين فِي الْبَيْت وَقد ذكرناهما مشروحين فِيمَا لَا ينْصَرف وَفِي النَّعْت.
(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)
الْكَامِل
(نعم الْفَتى فجعت بِهِ إخوانه
…
يَوْم البقيع حوادث الْأَيَّام)
على أَن الْمَخْصُوص بالمدح مَحْذُوف وَهُوَ مَوْصُوف بجملة أُقِيمَت مقَامه تَقْدِيره: نعم الْفَتى فَتى فجعت بِهِ إِلَخ.
قَالَ ابْن جني فِي إِعْرَاب الحماسة: الْهَاء فِي بِهِ عَائِدَة على مَوْصُوف مَحْذُوف أَي: نعم الْفَتى فَتى فجعت بِهِ حوادث الْأَيَّام.
وَيَوْم البقيع ظرف وَيجوز أَن تنصبه على أَنه فِي الْمَعْنى مفعول بِهِ لِأَن الْفِعْل فِي هَذَا النَّحْو يسند إِلَى ظرف الزَّمَان نَحْو قَوْلك: شفني يَوْم كَذَا وسرني وَقت كَذَا فتنسب الْفِعْل إِلَى ذَلِك الْيَوْم وَالْوَقْت. اه.
وَقَالَ الطبرسي فِي شرح الحماسة: جملَة فجعت بِهِ
…
. إِلَخ صفة فَتى مَحْذُوف وَهُوَ الْمَخْصُوص بالمدح خصصته حَتَّى صَار كالمعرفة. والحذف فِي مثل هَذَا إِنَّمَا يصلح إِذا كَانَ الممدوح مَشْهُور الْبَيَان. وَيَوْم البقيع ظرف مَنْصُوب. وحوادث الْأَيَّام فَاعل فجعت. والفجيعة: وَالْبَيْت أول أَبْيَات ثَلَاثَة لمُحَمد بن بشير الْخَارِجِي أوردهَا أَبُو تَمام فِي بَاب المراثي من الحماسة وَبعده:)
(سهل الفناء إِذا حللت بِبَابِهِ
…
طلق الْيَدَيْنِ مؤدب الخدام)
(وَإِذا رَأَيْت صديقه وشقيقه
…
لم تدر أَيهمَا أَخُو الْأَرْحَام)
وَقَالَ الطبرسي: سهل الفناء: خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف وَجعل فناءه سهلاً للزوار والعفاة وَذَلِكَ مثل لِكَثْرَة إحسانه إِلَيْهِم.
وَقَوله: مؤدب الخدام تَنْبِيه على اقتدائهم بمولاهم فِي تفقد الوراد وإكرامهم وَالسَّعْي