المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد التاسع والخمسون بعد السبعمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٩

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الجوازم)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد السستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الموفي السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّانِي بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع بعد السبعمائة)

- ‌(بَاب الْأَمر)

- ‌الْبَسِيط

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الْأَفْعَال النَّاقِصَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعِشْرين بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(أَفعَال المقاربة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(فعل التَّعَجُّب)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(أَفعَال الْمَدْح والذم)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السبعون بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(حُرُوف الْجَرّ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسبْعين بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

الفصل: ‌(الشاهد التاسع والخمسون بعد السبعمائة)

(أَفعَال الْمَدْح والذم)

أنْشد فِيهِ

(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

الرمل على أَن طرفَة اسْتعْمل نعم على الأَصْل بِفَتْح النُّون وَكسر الْعين.

قَالَ ابْن جني فِي الْمُحْتَسب عِنْد قِرَاءَة يحيى بن وثاب: فَنعم عَقبي الدَّار: أصل قَوْلنَا: نعم الرجل زيد: نعم كعلم. وكل مَا كَانَ على فعل وثانيه حرف حلقي فَلهم فِيهِ أَربع لُغَات وَذَلِكَ نَحْو: فَخذ ونغر بِفَتْح الأول وَكسر الثَّانِي على الأَصْل.

وَإِن شِئْت أسكنت الثَّانِي وأقررت الأول على فَتحه. وَإِن شِئْت أسكنت ونقلت الكسرة إِلَى الأول. وَإِن شِئْت أتبعت الكسرَ الْكسر. وَكَذَلِكَ الْفِعْل نَحْو: ضَحِك وَإِن شِئْت ضَحْك وَإِن شِئْت ضِحْكَ. وَإِن شِئْت ضِحِك.

فعلى هَذَا القَوْل نَعِم الرجل وَإِن شِئْت نَعْم وَإِن شِئْت نِعْم وَإِن شِئْت نِعِم. فَعَلَيهِ جَاءَ: فَنعم عُقبى الدَّار وأنشدنا أَبُو عَليّ لطرفة:

(ففداء لبني قيس على

مَا أصَاب النَّاس من سر وضر)

(مَا أقلت قدمي إِنَّهُم

نِعَم الساعون فِي الْأَمر المبر)

وروينا عَن قطرب: نَعٍ مَ الرجل زيد بإشباع كسرة الْعين وإنشاء

ص: 376

يَاء بعْدهَا المطافيل والمساجيد. وَلَا بُد من أَن يكون الْأَمر على مَا ذكرنَا لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي أَمْثِلَة الْأَفْعَال فَعِيلَ الْبَتَّةَ.

انْتهى.

وَقد بسط القَوْل على نعم وَبئسَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي مسَائِل الْخلاف وَابْن الشجري فِي الْمجْلس السِّتين من أَمَالِيهِ وَقيد قِرَاءَة يحيى بن وثاب بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الْعين.

وَقَوله: ففداء لبني قيس

إِلَخ قَالَ شرَّاح أَبْيَات الْمفصل وَغَيره: أَي: أَنا فدَاء لهَذِهِ الْقَبِيلَة.

والسر والضر بضمهما: السَّرَّاء وَالضَّرَّاء. وَمَا: دوامية. والإقلال: الرّفْع. وَقدمي: فَاعل أقلت.

وَرُوِيَ: قدمايَ بالتثنية. وَعَلَيْهِمَا فمفعول أقلت مَحْذُوف التَّقْدِير: أقلتني. وَإِنَّهُم تَعْلِيل لقَوْله ففداء.

وَرُوِيَ أَيْضا:)

مَا أقلت قدم ناعلها والناعل: لابس النَّعْل أَي: سَاتِر الْقدَم بالنعل.

وَرُوِيَ أَيْضا: ثمَّ نادوا أَنهم فِي قَومهمْ أَي قَالُوا: هَؤُلَاءِ الْقَوْم هم الَّذين قَالَ النَّاس فِي حَقهم: نعم الساعون هم فِي الْأَمر المبر.

فالمخصوص بالمدح مَحْذُوف. والمبر: اسْم فَاعل من أبر فلَان على أَصْحَابه أَي: غلبهم. أَي: هم نعم الساعون فِي الْأَمر الْغَالِب الَّذِي عجز النَّاس عَن دَفعه. هَذَا مَا قَالُوا، والمروي فِي ديوَان طرفَة فِي عدَّة نسخ الْبَيْت الأول كَمَا رَوَاهُ ابْن جني

وَالْبَيْت الثَّانِي كَذَا:

(خَالَتِي وَالنَّفس قدماً إِنَّهُم

نعم الساعون فِي الْقَوْم الشّطْر)

ص: 377

قَالَ شَارِح ديوانه الأعلم الشنتمري: يَقُول: نَفسِي فدَاء لبني قيس على مَا أصَاب النَّاس من أَمر يسر هم أَو يضرهم. والسر والضر: السَّرَّاء وَالضَّرَّاء.

وَقَوله: فِي الْقَوْم الشّطْر يَعْنِي الْبعدَاء من النَّاس الغرباء. وَوَاحِد الشّطْر شطير. وأصل الشطير: النَّاحِيَة. وكل من بعد عَن أَهله فقد أَخذ فِي نَاحيَة من الأَرْض. يَقُول: سَعْيهمْ فِي الغرباء أحسن سعي. انْتهى.

وَفهم من كَلَامه أَن قَوْله: خَالَتِي مُبْتَدأ وَالنَّفس مَعْطُوف عَلَيْهِ.

وَقَوله: فدَاء خبر لَهما مقدم. لَكِن ينظر: مَا وَجه ذكر الْخَالَة هَاهُنَا وقدماً بِالْكَسْرِ: ظرف مُتَعَلق بنعم وَلَا يمْنَع مِنْهُ ذكر إِن الْمَكْسُورَة لِأَنَّهُ ظرف اغتفر فِيهِ التَّقَدُّم.

وَقيس: أَبُو قَبيلَة الشَّاعِر وَإِنَّمَا جعل نَفسه فدَاء لِبَنِيهِ لأَنهم يتبادرون فِي إغاثة الملهوف.

وَهَذَا نسب طرفَة الشَّاعِر: طرفَة بن العَبْد بن سُفْيَان بن سعد بن مَالك بن ضبيعة ابْن قيس بن ثَعْلَبَة بن عكابة بن صَعب بن عَليّ بن بكر بن وَائِل.

والبيتان من قصيدة طَوِيلَة لطرفة تقدم بعض أَبْيَات مِنْهَا فِي بَاب اسْم الْفَاعِل فِي

الشَّاهِد السَّابِع بعد الستمائة. وَهَذِه أَبْيَات قبل الْبَيْت الشَّاهِد:

ص: 378

(نَحن فِي المشتاة نَدْعُو الجفلى

لَا ترى الآدب فِينَا ينتقر)

(حِين قَالَ النَّاس فِي مجلسهم

أقتار ذَاك أم ريح قطر))

(بجفان تعتري نادينا

من سديف حِين هاج الصنبر)

(كالجوابي لَا تني مترعة

لقرى الأضياف أَو للمحتضر)

(وَلَقَد تعلم بكر أننا

آفَة الجزر مساميح يسر)

(وَلَقَد تعلم بكر أننا

فاضلو الرَّأْي وَفِي الروع وقر)

(يكشفون الضّر عَن ذِي ضرهم

ويبرون على الآبي المبر)

(فضل أحلامهم عَن جارهم

رحب الأذرع بِالْخَيرِ أَمر)

(ذلق فِي غَارة مسفوحة

ولدى الْبَأْس حماة مَا نفر)

(نمسك الْخَيل على مكروهها

حِين لَا يمْسِكهَا إِلَّا الصَّبْر)

(حِين نَادَى الْحَيّ لما فزعوا

ودعا الدَّاعِي وَقد لج الذعر)

(أَيهَا الفتيان فِي مَجْلِسنَا

جردوا مِنْهَا وراداً وشقر)

ثمَّ وصف الْخَيل بِأَبْيَات تِسْعَة، وَقَالَ:

(ففداء لبني قيس على

مَا أصَاب النَّاس من سر وضر)

(خَالَتِي وَالنَّفس قدماً إِنَّهُم

نعم الساعون فِي الْقَوْم الشّطْر)

قَوْله: نَحن فِي المشتاة

إِلَخ قَالَ شَارِحه الأعلم الشنتمري: يُرِيد زمن الشتَاء وَالْبرد وَذَلِكَ أَشد الزَّمَان.

والجفلى: أَن يعم بدعوته إِلَى الطَّعَام وَلَا يخص وَاحِدًا دون آخر. والآدب: الَّذِي يَدْعُو إِلَى المأدبة

ص: 379

وَهِي كل طَعَام يدعى إِلَيْهِ.

والانتقار: أَن يَدْعُو النقرى وَهُوَ أَن يخصهم وَلَا يعمهم. يَقُول: لَا يخص الْأَغْنِيَاء وَمن يطمعون فِي مكافاته وَلَكنهُمْ يعمون طلبا للحمد ولاكتساب الْمجد.

وَقَوله: حِين قَالَ النَّاس

إِلَخ القتار بِالضَّمِّ: رَائِحَة اللَّحْم إِذا شوي.

والقطر بِضَمَّتَيْنِ: الْعود الَّذِي يتبخر بِهِ. يَقُول: نَحن نطعم فِي شدَّة الزَّمَان إِذا كَانَ ريح القتار عِنْد الْقَوْم بِمَنْزِلَة رَائِحَة الْعود لما فِيهِ من الْجهد وَالْحَاجة إِلَى الطَّعَام.

وَقَوله: يجفان تعتري

إِلَخ أَي: ندعوهم إِلَى الجفان. وَمعنى تعتري: تلم بِهِ وتأتيه.

والنادي: مجْلِس الْقَوْم ومتحدثهم. والسديف: قطع السنام. والصنبر أَشد مَا يكون من الْبرد.

قَالَ ابْن جني فِي الخصائص الصنبر بنُون مُشَدّدَة وباء سَاكِنة. وَكَانَ حَقه إِذا نقلت الْحَرَكَة أَن تكون الْبَاء مَضْمُومَة لِأَن الرَّاء مَرْفُوعَة وَلكنه قدر الْإِضَافَة إِلَى الْفِعْل يَعْنِي الْمصدر كَأَنَّهُ قَالَ:)

حِين هيج الصنبر. يَعْنِي: أَنه نقل الكسرة فِي الْوَقْف إِلَى الْبَاء الساكنة وسكنت الرَّاء.

قَالَ الدماميني فِي الْحَاشِيَة الْهِنْدِيَّة بعد أَن نقل الْكَلَام: وَهَذَا من الغرائب فَإِن الصنبر لَا شكّ فِي كَونه فَاعِلا بهاج لكنه أعربه بالكسرة نظرا إِلَى أَن الْفِعْل فِي معنى الْمصدر الْمُضَاف إِلَى هَذَا الْفَاعِل ثمَّ نقل الكسرة. وَقد نظمته لغزاً فَقلت: الطَّوِيل

(أيا عُلَمَاء الْهِنْد إِنِّي سَائل

فمنوا بتحقيق بِهِ يظْهر السِّرّ)

ص: 380

(أرى فَاعِلا بِالْفِعْلِ أعرب لَفظه

بجر وَلَا حرف يكون بِهِ الْجَرّ)

(وَلَيْسَ بمحكي وَلَا بمجاور

لذِي الْخَفْض وَالْإِنْسَان للبحث يضْطَر)

فَهَل من جَوَاب مِنْكُم أستفيده فَمن بحركم مَا زَالَ يستخر الدّرّ وَقد اسْتشْهد الْجَوْهَرِي بِبَيْت طرفَة على أَن الصنبر بِكَسْر الْبَاء: شدَّة الْبرد فَجعل الكسرة أَصْلِيَّة وَجوز أَن تكون الْبَاء سَاكِنة فِي الأَصْل وَلَكِن حركت بِالْكَسْرِ للضَّرُورَة. وعَلى هَذَا لَا يلغز. انْتهى كَلَامه.

قَالَ الشمني: وَقد سبق الدماميني إِلَى اللغز فِي ذَلِك بِأبي سعيد فرج الْمَعْرُوف بِابْن لب النَّحْوِيّ الأندلسي فِي منظومته النونية فِي الألغاز النحوية فَقَالَ: وَفِي شرحها: يَعْنِي الصِّنَبِر من قَول طرفَة. اه.

وَقَوله: كالجوابي لاتني

. إِلَخ الجوابي: جمع جابية وَهُوَ الْحَوْض الْعَظِيم يجبى فِيهِ المَاء أَي: يجمع. شبه الجفان بهَا فِي سعتها وعظمها. والمترعة: المملوءة.

قَوْله: لَا تني أَي: لَا تفتر وَلَا تزَال. والقرى: الْقيام بالضيف. والمحتضر: النَّازِل على المَاء اسْم فَاعل من احْتضرَ. والمحاضر: الْمِيَاه وَاحِدهَا محْضر كجعفر.

يَقُول: لَا تزَال جفاتنا مترعة لم جَاءَنَا ضيفاً أَو لمن كَانَ حَاضرا مَعنا نازلاً على مائنا.

وَقَوله: وَلَقَد تعلم بكر

إِلَخ الجزر: جمع جزور. والمساميح: الأسخياء.

واليسر: الداخلون فِي الْيُسْر. يُرِيد: تفضل اراؤنا وسياستنا

ص: 381

رَأْي غَيرنَا وَلَا نخف عِنْد الروع بل نثبت ونتوقر.

وَقَوله: ويبرون أَي: يغلبُونَ ويظهرون. على الآبي أَي: الْمُمْتَنع. أيك نَحن نغلب الآبي الْغَالِب.

وَقَوله: فضل أحلامهم يَقُول: إِن جهل جارهم حلموا عَنهُ حلماً فَاضلا وَلم يكافئوه على جَهله.)

وَقَوله: رحب الأذرع أَي: واسعو الصَّدْر بِالْمَعْرُوفِ. وَأمر: جمع أُمُور وَهُوَ الْكثير الْأَمر.

وَقَوله: ذلق فِي غَارة أَي: مسرعون إِلَى الْغَارة متقدمون فِيهَا. وَأَصله من ذَلِك السَّيْف إِذا كَانَ والمسفوحة: المصبوبة وَيُقَال: هِيَ الْكَثِيرَة. والحماة: جمع حام وَهُوَ الَّذِي يحمي حريمه وعشيرته.

وَقَوله: نمسك الْخَيل يَقُول: نصبر على ارتباط الْخَيل وَالْقِيَام عَلَيْهَا.

وَقَوله: على مكروهها أَي: نمسكها على شدَّة الزَّمَان وجوع النَّاس ونؤثرها على أَنْفُسنَا.

وَيحْتَمل أَن يُرِيد نمسك الْخَيل على مَا نَلْقَاهُ من شدَّة الْحَرْب وجهدها وَلَا ننهزم.

وَإِنَّمَا ذكر مَكْرُوه الْخَيل لِأَنَّهُ إِذا أَصَابَهَا مَكْرُوه فِي الْحَرْب فهم أَجْدَر أَن يصيبهم. وَالْبَيْت الَّذِي بعده يدل على هَذَا التَّفْسِير الثَّانِي.

وَقَوله: وَقد لج الذعر أَي: دَامَ الذعر فِي الْقلب وَاشْتَدَّ. والذُّعر: الْفَزع وحرك الْعين إتباعاً لحركة الذَّال.

وَقَوله: أَيهَا الفتيان

إِلَخ جردوا مِنْهَا وراداً أَي: ألقوا عَنْهَا جلالها

ص: 382

وأسرجوها للقاء.

وَقيل: الجريدة من الْخَيل وَهِي الَّتِي تخْتَار فتجرد أَي: تكمش فِي مُهِمّ الْأُمُور.

والوراد: جمع ورد. وشقر: جمع أشقر وحرك الثَّانِي إبتاعاً للْأولِ.

وَتَقَدَّمت تَرْجَمَة طرفَة بن العَبْد فِي الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخمسين بعد الْمِائَة.

وَأنْشد بعده: الْكَامِل تقدم شَرحه مُسْتَوْفِي عَلَيْهِ الْكَلَام فِي الشَّاهِد الْحَادِي والثمانين بعد الْمِائَتَيْنِ.

وَأنْشد بعده: الْكَامِل

فمضيت ثمت قلت لَا يعنيني على أَن ثمَّ إِذا لحقتها التَّاء اخْتصّت بعطف قصَّة على قصَّة.

تقدم هَذَا من الشَّارِح الْمُحَقق فِي بَاب الْمُذكر والمؤنث أَيْضا وَهُوَ الْمَشْهُور. وَقد وَقع فِي شعر رؤبة عطف الْمُفْرد بهَا قَالَ: الرجز

(فَإِن تكن سوائق الْحمام

ساقتهم للبلد الشآم)

فبالسلام ثمت السَّلَام

ص: 383

وَقَول الشَّارِح الْمُحَقق: وَقد جوزه ابْن الْأَنْبَارِي وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته أَقُول: تجويزه مَأْخُوذ من)

شعر رؤبة. وَحِينَئِذٍ صِحَّته وَاضِحَة.

وَالْمَذْكُور عجز وصدره: وَلَقَد أَمر على اللَّئِيم يسبني وَتقدم الْكَلَام عَلَيْهِ مرَارًا وَأول مَا ذكر فِي الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخمسين.

وَأنْشد بعده السَّرِيع

(ماوي يَا ربتما غَارة

شعواء كاللذعة بالميسم)

على أَن التَّاء لحقت رب للإيذان بِأَن مجرورها مؤنث وَمَا زَائِدَة بَين رب ومجورها كَمَا قَالَه الشَّارِح الْمُحَقق فِي رب من حُرُوف الْجَرّ.

وَالْبَيْت أول أَبْيَات أَرْبَعَة لضمرة بن ضَمرَة النَّهْشَلِي أوردهَا أَبُو زيد فِي نوادره.

وَبعده:

(ناهبتها الْغنم على طيع

أجرد كالقدح من الساسم)

(ماوي بل لست برعديدة

أبلخ وجاد على المعدم)

(لَا وألت نَفسك خليتها

للعامريين وَلم تكلم)

وماويَّ: منادى مرخم ماوية اسْم امْرَأَة. وَيَا فِي قَوْله: يَا ربتما

ص: 384

للتّنْبِيه لَا للنداء.

وَفِي رِوَايَة أبي زيد: ماوي بل ربتما قَالَ أَبُو زيد: الشعواء: الْغَارة المنتشرة وَهِي بِالْعينِ الْمُهْملَة. والذعة بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة من لذعته النَّار إِذا أحرقته.

هَذَا مَا رَوَاهُ أَبُو زيد قَالَ الْعَيْنِيّ: وَإِنَّمَا اللدغة بِالدَّال المهلمة والغين الْمُعْجَمَة: المكوى. اه.

وَهَذَا مُعَارضَة النَّقْل بِالرَّأْيِ. قَالَ أَبُو زيد: والميسم: مَا يوسم بِهِ الْبَعِير بالنَّار.

وَقَوله: ناهبتها جَوَاب رب أَي: نهبت بالغارة الْغنم بِالضَّمِّ وَهِي الْغَنِيمَة. والغارة: اسْم من أغار الْقَوْم إغارة أَي: أَسْرعُوا فِي السّير.

وَقَوله: على طيع أَي: فرس طيع وَهُوَ فيعل من الطوع وَهُوَ الانقياد.

قَالَ أَبُو زيد: طيع: فرس لين الْعَنَان طوع. وأجرد بِالْجِيم وَالرَّاء قَالَ أَبُو زيد: هُوَ قصير الشّعْر. وَهُوَ صلب كَأَنَّهُ قدح من خشب الساسم الآبنوس وَهُوَ الساسم.

والقدح بِكَسْر الْقَاف: السهْم قبل أَن يراش وينصل. والساسم بسينين مهملتين مفتوحتين قَالَ)

أَبُو الْحسن الْأَخْفَش فِيمَا كتبه هُنَا: وأنشدت عَن ابْن الْأَعرَابِي: ناهبتها الْغنم على صُنْتُع وَزعم أَنه الصلب الشَّديد وَهُوَ بِضَم الصَّاد الْمُهْملَة وَسُكُون النُّون وَضم الْمُثَنَّاة من فَوق بعْدهَا عين مُهْملَة.

قَالَ أَبُو زيد: رجل رعديد ورعديدة إِذا كَانَ يرعد عِنْد الْقِتَال. والأبلخ

ص: 385

بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْخَاء الْمُعْجَمَة صفة رعديدة قَالَ أَبُو زيد: المتكبر الفخور. ووجاد بتَشْديد الْجِيم صفة ثَانِيَة لرعديدة.

قَالَ أَبُو زيد: وجاد: كثير الْغَضَب وَهُوَ مُبَالغَة فَاعل من الوجد وَهُوَ الْغَضَب. وَيُقَال: الموجدة أَيْضا. والمعدم: الْفَقِير وَهُوَ اسْم فَاعل من أعدم فلَان إِذا افْتقر.

وَقَوله: لَا وألت نَفسك

. إِلَخ هَذَا دُعَاء على رجل استأسر لأعدائه دون أَن يجرح. قَالَ أَبُو زيد: وألت: نجت. والموئل: المنجى. وَتكلم: تجرح بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول من الْكَلم وَهُوَ الْجرْح.

وضمرة بن ضَمرَة شَاعِر جاهلي تقدّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد الثَّامِن والثمانين.

وَأنْشد بعده: الرجز

(يَا صاحبا ربت إِنْسَان حسن

يسْأَل عَنْك الْيَوْم أَو يسْأَل عَن)

على أَنه جَاءَ مجرور ربت مذكراً على خلاف الْقيَاس.

وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي بَاب الْمُذكر والمؤنث فِي الشَّاهِد الْوَاحِد وَالْخمسين بعد الْخَمْسمِائَةِ.

وَأنْشد بعده: الْبَسِيط وَالْمُؤمن العائذات الطير على أَن العائذات كَانَ فِي الأَصْل صفة للطير فَقدم عَلَيْهِ وَصَارَ الطير بَدَلا من العائذات.

والعائذات مفعول بِهِ لِلْمُؤمنِ وَالْمُؤمن

ص: 386

مَعْطُوف على مقسم بِهِ مُتَقَدم.

وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ بعد الثلثمائة.

وَأنْشد بعده الطَّوِيل لنعم السيدان وجدتما هُوَ قِطْعَة من بَيت وَهُوَ:

761 -

لنعم السيدان وجدتما هُوَ قِطْعَة من بَيت، وَهُوَ:

(يَمِينا لنعم السيدان وجدتما

على كل حَال من سحيل ومبرم))

على أَنه قد يدْخل الْفِعْل النَّاسِخ على الْمَخْصُوص بالمدح أَو الذَّم سَوَاء تقدم الْمَخْصُوص كَمَا فِي الْمِثَال أَو تَأَخّر كَمَا فِي هَذَا الْبَيْت. وَأَصله لنعم السيدان أَنْتُمَا فَدخل عَلَيْهِ النَّاسِخ فَصَارَ وجدتما فضمير التَّثْنِيَة نَائِب الْفَاعِل لوجد وَهُوَ الْمَفْعُول الأول لَهُ.

وَقَوله: لنعم السيدان جَوَاب الْقسم وَالْقسم وَجَوَابه فِي مَوضِع الْمَفْعُول الثَّانِي لوجد.

وَكَذَا إعرابه على مُقْتَضى مُخْتَار الشَّارِح الْمُحَقق فِي جعل الْمَخْصُوص مُبْتَدأ وَجُمْلَة الْمَدْح أَو الذَّم خَبره.

والسحيل بالمهملتين: الْخَيط الَّذِي لم يحكم فتله. والمبرم: الْخَيط الَّذِي أحكم فتله. وَأَرَادَ بِالْأولِ: الْأَمر السهل وَبِالثَّانِي: الْأَمر الشَّديد.

وَالْبَيْت من معلقَة زُهَيْر بن أبي سلمى وَقد شرحناه مَعَ أَبْيَات مِنْهَا فِي الشَّاهِد السَّادِس وَالْخمسين بعد الْمِائَة من بَاب الِاشْتِغَال.

ص: 387