المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الخامس والثمانون بعد السبعمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٩

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الجوازم)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد السستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الموفي السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّانِي بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع بعد السبعمائة)

- ‌(بَاب الْأَمر)

- ‌الْبَسِيط

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الْأَفْعَال النَّاقِصَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعِشْرين بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(أَفعَال المقاربة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(فعل التَّعَجُّب)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(أَفعَال الْمَدْح والذم)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السبعون بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(حُرُوف الْجَرّ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسبْعين بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

الفصل: ‌(الشاهد الخامس والثمانون بعد السبعمائة)

وَأنْشد بعده

(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

الطَّوِيل

(ويركب يَوْم الروع فِيهَا فوارس

بصيرون فِي طعن الأباهر والكلى)

على أَنه قيل إِن فِي بِمَعْنى الْبَاء أَي: بصيرون بطعن الأباهر. وَالْأولَى أَن

تكون بمعناها أَي: لَهُم بصارة وحذق فِي هَذَا الشَّأْن.

قَالَ ابْن عُصْفُور فِي الضرائر: إِنَّمَا عدي بَصِير بَقِي لِأَن قَوْلك: هُوَ بَصِير بِكَذَا يرجع إِلَى معنى وَالْبَيْت من أَبْيَات تِسْعَة لزيد الْخَيل الطَّائِي رَوَاهَا أَبُو زيد فِي نوادره وَأَبُو الْعَبَّاس الْأَحول فِي شرح ديوَان كَعْب بن زُهَيْر وَأَبُو عَليّ القالي فِي ذيل الأمالي وَهِي: الطَّوِيل

(أَفِي كل عَام مأتم تبعثونه

على محمر عود أثيب وَمَا رضَا)

(تَجِدُونَ خمشاً بعد خَمش كَأَنَّهُ

على فاجع من خير قومكم نعا)

(تحضض جباراً عَليّ ورهطه

وَمَا صرمتي مِنْهُم لأوّل من سعى)

ص: 493

(ترعى بأذناب الشعاب ودونها

رجال يردون الظلوم عَن الْهوى)

(ويركب يَوْم الروع فِيهَا فوارس

بصيرون فِي طعن الأباهر والكلى)

(فلولا زُهَيْر أَن أكدر نعْمَة

لقاذعت كَعْبًا مَا بقيت وَمَا بقا)

(قد انبعثت عرسي بلَيْل تلومني

وَأقرب بأحلام النِّسَاء من الردى)

(تَقول: أرى زيدا وَقد كَانَ مقتراً

أرَاهُ لعمري قد تمول واقتنى)

(وَذَاكَ عَطاء الله فِي كل غَارة

مشمرة يَوْمًا إِذا قلص الخصى)

وَقَوله: أَفِي كل عَام

إِلَخ اسْتِفْهَام توبيخي. والمأتم مَهْمُوز وَهُوَ الْجَمَاعَة من النِّسَاء يجتمعن لحزن أَو فَرح وَالْمرَاد هُنَا الْحزن وَلِهَذَا أعَاد الضَّمِير إِلَيْهِ من تبعثونه مذكراً.

-

وَقَالَ شرَّاح أَبْيَات الْكتاب: الضَّمِير عَائِد على مَحْذُوف أَي: أَفِي كل عَام اجْتِمَاع مأتم فَيكون وَلِهَذَا قَالَ أَبُو زيد: أَرَادَ: أَفِي كل عَام حُدُوث مأتم فَحذف الْمُضَاف وَأقَام الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه. اه

ص: 494

وَإِنَّمَا قَالَ كَذَا لِئَلَّا يَقع ظرف الزَّمَان خَبرا عَن الجثة. وتبعثونه: تهيجونه وتحركونه. وَرُوِيَ بدله: تجمعونه.

والمحمر بِكَسْر الْمِيم الأولى وَفتح الثَّانِيَة وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة بَينهمَا قَالَ أَبُو زيد: هُوَ الْفرس)

الَّذِي يشبه الْحمار وَهُوَ أَيْضا اللَّئِيم من الرِّجَال أَرَادَ هُنَا أَنه فرس هجين أخلاقه كأخلاق الْحمير بطيء الْحَرَكَة.

وعَلى هُنَا تعليلية. وَالْعود بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة قَالَ أَبُو زيد: هُوَ المسن. وأثيب: جعل لنا ثَوابًا.

وَالثَّوَاب: الْجَزَاء.

وروى الْجرْمِي: على محمر ثوبتموه وَمَا رضَا يُقَال: أثابه وثوبه أَي: أعطَاهُ الثَّوَاب. ورضا بِضَم الرَّاء بِمَعْنى رَضِي فعل مَجْهُول وَهُوَ لُغَة طَيئ يكْرهُونَ مَجِيء الْيَاء المتحركة بعد الكسرة فيفتحون مَا قبلهَا لتنقلب إِلَى الْألف لخفتها.

يَقُولُونَ فِي بَقِي: بقا وَفِي نعي: نعا كَمَا هُنَا.

يَقُول: إِنَّكُم تجمعون نسَاء ليبكين على فقد هَذَا الْفرس الَّذِي جعلتموه جَزَاء لنا على جميل فَعَلْنَاهُ بكم وَالْحَال أننا لم نرض بِهَذَا الْفرس الَّذِي يشبه الْحمار.

وَقَوله: تَجِدُونَ خمشاً

إِلَخ يُقَال: أجد فلَان الشَّيْء واستجده إِذا أحدثه فتجدد.

والخمش: مصدر خمشت الْمَرْأَة وَجههَا بظفرها من بَاب ضرب

أَي: جرحت ظَاهر الْبشرَة.

وفاجع: الَّذِي فجعهم بِنَفسِهِ. يُقَال: فجعته الْمُصِيبَة أَي: أوجعته.

وروى بدله: على سيد. ونعا أَصله نعي يُقَال: نعيت الْمَيِّت نعياً من بَاب نفع إِذا أخْبرت بِمَوْتِهِ. يَقُول: إِنَّكُم تخمشون وُجُوهكُم مرّة بعد مرّة على هَذَا البرذون كأنكم فقدتم خير قومكم.

ص: 495

وَقَوله: تحضض جباراً

إِلَخ هَذَا خطاب لكعب بن زُهَيْر. قَالَ الجواليقي فِي شرح أدب الْكَاتِب: يُقَال حضضت الرجل إِذا حثثته على الْخَيْر وَالشَّر جَمِيعًا وحضضته بِالتَّخْفِيفِ إِذا حثثته على الْخَيْر. وحثثته: إِذا حرضته على سوق أَو سير. وَلَا يكون الحض فِي السّير والسوق.

وجبار بِفَتْح الْجِيم وَالْمُوَحَّدَة الْمُشَدّدَة: اسْم رجل. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْأَحول: هُوَ رجل من فَزَارَة. والصرمة يكسر الصَّاد الْمُهْملَة: الْقطعَة من الْإِبِل مَا بَين الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعين.

والهط: النَّفر وهم مادون الْعشْرَة من الرِّجَال. يَقُول: تغري هَذَا الرجل ليغير على إبلي وَلَيْسَت وَقَوله: ترعى بأذناب

إِلَخ أَصله تترعى بتاءين فَهُوَ مضارع. وَقَالَ الجواليقي: أَي: ترعي يُرِيد أَنه مُبَالغَة ترعى بِالتَّخْفِيفِ. والأذناب: جمع ذَنْب بِفتْحَتَيْنِ. وروى بدله: بأطراف.)

قَالَ الجواليقي: والشعاب: جمع شعب وَهُوَ الْموضع المنفرج بَين جبلين وَهُوَ جمع نَادِر كقدح وقداح. ودونها أَي: دون هَذِه الصرمة رجال يردون الظَّالِم عَن هَوَاهُ.

وَقَوله: ويركب يَوْم الروع بِفَتْح الرَّاء هُوَ الْفَزع. وفيهَا أَي: من أجل الصرمة. قَالَ الْأَحول: الأباهر والكلى مقتلان وَالْأَبْهَر: عرق فِي الْمَتْن. وَقَالَ الجواليقي: أَي هم بصراء عالمون بمواضع الطعْن. والأباهر: جمع أبهر وَهُوَ عرق مستبطن الصلب.

-

والكلى: جمع كُلية. وللإنسان وَالْحَيَوَان كليتان وهما لحمتان حمراوان منتبرتان لازقتان بِعظم

ص: 496

الصلب. اه.

وَكَذَا قَالَ ابْن السَّيِّد. وَصفهم بالحذق فِي الطعْن فهم يتعمدون الْمقَاتل. وَالْأَبْهَر: عرق مستبطن الْمَتْن مُتَّصِل بِالْقَلْبِ.

وَقَوله: فلولا زُهَيْر أَن أكدر نعْمَة

. إِلَخ هَذَا الْبَيْت فِي رِوَايَة الْأَحول وَفِي رِوَايَة القالي آخر الأبيات. والملاصق لقَوْله: ويركب يَوْم الروع عِنْدهمَا.

تَقول: أرى زيدا الْبَيْت. وَلَيْسَ عِنْدهمَا قد انبعثت عرسي بلَيْل تلومني الْبَيْت.

وَهَذَا هُوَ الْمُنَاسب لسياق الْكَلَام. وَبَيت: قد انبعثت عرسي إِنَّمَا هُوَ من شعر كَعْب كَمَا سَيَأْتِي لَكِن كتبنَا الأبيات كَمَا وجدناها ثَابِتَة فِي نسختين صحيحتين من نَوَادِر أبي زيد.

وَقَوله: فلولا زُهَيْر وَهُوَ وَالِد كَعْب. وَقَوله: أَن أكدر نعْمَة هُوَ بدل اشْتِمَال من زُهَيْر بِتَقْدِير الرابط وَالتَّقْدِير: فلولا تكدير نعْمَة لزهير.

وَقَوله: لقاذعت جَوَاب لَوْلَا. والقذع بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة: الْفُحْش والخنى. يُقَال: قذعته إِذا رميته بالفحش وشتمته.

وَقَوله: قد انبعثت عرسي

إِلَخ هَذَا الْبَيْت أول أَبْيَات كَعْب بن زُهَيْر الْآتِيَة وَلَا مُنَاسبَة لَهُ هُنَا.

والمصراع الأول فِي رِوَايَة الْأَحول: أَلا بكرت عرسي توائم من لحا قَالَ الْأَحول: توائم: تعَارض وَتفعل مَا يَفْعَلُونَ. وأصل المواءمة المباراة فِي الطَّعَام.

-

وَقَوله: وَأقرب بأحلام

إِلَخ هُوَ صِيغَة تعجب.

ص: 497

والأحلام: الْعُقُول. قَالَ الْأَحول: هُوَ من مثل تضربه الْعَرَب لب النِّسَاء إِلَى حمق.)

وَقَوله: تَقول أرى زيدا

. إِلَخ هَذَا خطاب لكعب لَا حِكَايَة قَول عرسه وَإِن كَانَ ظَاهرا.

وروى بدله: مصرماً من أَصْرَم الرجل إِذا صَار ذَا صرمة. وتمول: صَار ذَا مَال. وَالْمَال عِنْد الْعَرَب: الْإِبِل والماشية.

واقتنى هُوَ من قنيت الشَّيْء إِذا اتخذته لنَفسك لَا للتِّجَارَة. ويروى بدله: وافتلى أَي: صَار ذَا فَلَو وَهُوَ الْمهْر. والفلو كفعول وَيُقَال: فَلَو بِكَسْر الْفَاء وَسُكُون اللَّام. وَيُقَال: افتلى بِمَعْنى ربى أَيْضا وَبِمَعْنى فطم الصَّغِير عَن اللَّبن.

وَقَوله: وَذَاكَ عَطاء الله

إِلَخ الْإِشَارَة للتمول والاقتناء. والغارة: الْغُزَاة. ومشمرة من شمر إزَاره تشميراً إِذا رَفعه. ويروى: قلص الخصى بتَخْفِيف اللَّام وتشديدها بِمَعْنى انضمت وانزوت. وتقلص الخصى يكون عِنْد الرعب والفزع.

وَسبب هَذِه الأبيات مَا رَوَاهُ القالي فِي ذيل الأمالي قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر قَالَ: أخبرنَا أَبُو حَاتِم عَن أبي عُبَيْدَة عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء قَالَ: خرج بجير بن زُهَيْر بن أبي سلمى فِي غلمة يجتنون جنى الأَرْض فَانْطَلق الغلمة وَتركُوا ابْن زُهَيْر فَمر بِهِ زيد الْخَيل الطَّائِي فَأَخذه وَدَار طَيئ متاحمة لدور بني عبد الله بن غطفان فَسَأَلَ الْغُلَام: من أَنْت فَقَالَ: أَنا بجير بن زُهَيْر.

فَحَمله على نَاقَة ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى أَبِيه

ص: 498

فَلَمَّا أَتَى الْغُلَام أخبرهُ أَن زيدا أَخذه ثمَّ خلاه وَحمله وَكَانَ لكعب بن زُهَيْر فرس من جِيَاد خيل الْعَرَب وَكَانَ كَعْب جسيماً وَكَانَ زيد الْخَيل من أعظم النَّاس وأجسمهم وَكَانَ لَا يركب دَابَّة إِلَّا أَصَابَت إبهامه الأَرْض فَقَالَ زُهَيْر: مَا أَدْرِي مَا أثيب بِهِ زيدا إِلَّا فرس كَعْب. فَأرْسل بِهِ إِلَيْهِ وَكَعب غَائِب فجَاء كَعْب فَسَأَلَ عَن الْفرس فَقيل لَهُ: قد أرسل بِهِ أَبوك إِلَى زيد.

-

فَقَالَ كَعْب لِأَبِيهِ: كَأَنَّك أردْت أَن تقَوِّي زيدا على قتال غطفان. فَقَالَ زُهَيْر لَهُ: هَذِه إبلي فَخذ ثمن فرسك.

وَكَانَ بَين بني زُهَيْر وَبَين بني ملقط الطائيين إخاء وَكَانَ عَمْرو بن ملقط وفاداً إِلَى الْمُلُوك وَهُوَ الَّذِي أصَاب بني تَمِيم مَعَ عَمْرو بن هِنْد يَوْم أوارة فَقَالَ كَعْب شعرًا يُرِيد أَن يلقِي بِهِ بَين بني ملقط وَبَين رَهْط زيد الْخَيل شرا فَعرف زُهَيْر حِين سمع الشّعْر مَا أَرَادَ بِهِ وَعرف ذَلِك زيد الْخَيل وَبَنُو ملقط فَأرْسلت إِلَيْهِ بَنو ملقط بفرس نَحْو فرسه.)

وَكَانَت عِنْد كَعْب امْرَأَة من غطفان لَهَا حسب فَقلت لَهُ: أما استحيت من أَبِيك لشرفه وسنه أَن تؤبسه فِي هِبته عَن أَخِيك ولامته. وَكَانَ قد نزل بكعب قبل ذَلِك ضيفان فَنحر لَهُم بكرا كَانَ لامْرَأَته فَقَالَ: مَا تلوميني إِلَّا لمَكَان بكرك الَّذِي نحرت فلك بِهِ بكران. وَكَانَ زُهَيْر كثير المَال وَكَانَ كَعْب مجدوداً.

(أَلا بكرت عرسي بلَيْل تلومني

وَأقرب بأحلام النِّسَاء إِلَى الردى)

ص: 499

وَذكر فِيهَا زيدا فَقَالَ زُهَيْر لِابْنِهِ: هجوت رجلا غير مفحم وَإنَّهُ لخليق أَن يظْهر عَلَيْك.

فَأَجَابَهُ زيد فَقَالَ: أَفِي كل عَام مأتم تجمعونه إِلَى آخر الأبيات اه.

وَهَذِه أَبْيَات كَعْب من ديوانه بِرِوَايَة أبي الْعَبَّاس الْأَحول:

(

أَلا بكرت عرسي توائم من لحا

وَأقرب بأحلام النِّسَاء من الردى)

وَتقدم شَرحه.

(أَمن أجل بكر قطعتني ملامة

لعمري لقد كَانَت ملامتها ثنى)

الْبكر بِالْفَتْح: الفتي من الْإِبِل. قَالَ الْأَحول: أَمن أجل بكر نَحرته وَأَطْعَمته أَصْحَابِي بكرت عَليّ باللوم مَعَ من يلوم. وَقَوله: ثنى بِفَتْح النُّون بعْدهَا مُثَلّثَة أَي: مرّة بعد مرّة.

(أَلا لَا تلومي ويب غَيْرك عَارِيا

رأى ثَوْبه يَوْمًا من الدَّهْر فاكتسى)

يَقُول: لَا تلومي فِي أَن نحرت بكرا وكسوت رجلا عَارِيا فاكتسى. وويب: يذهب بِهِ مَذْهَب وَيْح.

ص: 500

(وَقيل رجال لَا يبالون شَأْننَا

غوى أَمر كَعْب مَا أَرَادَ وَمَا ارتأى)

قَالَ الْأَحول: يَقُول لَوْلَا قَول رجال لَا يبالون مَا ذكرُوا من أَمْرِي وأمرك ويثنون عَليّ وَعَلَيْك أمرا لم أرتئه وَلم أَفعلهُ.

(لقد سكنت بيني وَبَيْنك حقبة

بأطلائها الْعين الملمعة الشوى)

قَالَ الْأَحول: ويروى: لقد رتعت بيني وَبَيْنك. وَالْعين: الْوَحْش.

قَالَ الْأَحول: ويروى: لقد رتعت بيني وَبَيْنك. وَالْعين: الْوَحْش.

والشوى: القوائم. يَقُول: يكون بيني وَبَيْنك تفرق دهر لَا نَجْتَمِع على بعد منزل وتنائي مَحل هَذِه صفته تسكنه الْوَحْش.)

وَالْمعْنَى: لفارقتك مُفَارقَة لَا نَجْتَمِع مَعهَا.

(فيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغن

بني ملقط عني إِذا قيل: من عَنى)

(فَلَمَّا خلتكم يَا قوم كُنْتُم أَذِلَّة

وَمَا خلتكم كُنْتُم لمختلس جنى)

(لقد كُنْتُم بالسهل والحزن حَيَّة

إِذا نهشت لم يشف نهشتها الرقى)

(وَإِن تغضبوا أَو تدركوا لي بِذِمَّة

لعمركم أَو مثل سعيكم كفى)

ص: 501

(لقد نَالَ زيد الْخَيل مَال أخيكم

فَأصْبح زيد قد تمول واقتنى)

(وَإِن الْكُمَيْت عِنْد زيد ذمَامَة

وَمَا بالكميت من خَفَاء لمن رأى)

قَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا أَتَى مَا لَا يَشْتَهِي صَاحبه فقد أَذمّ بِهِ. وَقَالَ غَيره: يَقُول: إِن فرسي ذمام عِنْد زيد وَمَا بِهِ خَفَاء لمن رَآهُ.

(يبين لأفيال الرِّجَال وَمثله

يبين إِذا مَا قيد بِالْخَيْلِ أَو جرى)

أفيال الرِّجَال: الَّذين لَا رَأْي لَهُم وَلَا فهم.

يَقُول: إِذا رَآهُ الَّذِي لَا علم لَهُ بِالْخَيْلِ وَلَا بصر يُقَاد أَو يجْرِي علم كرمه وعتقه وَلم يحْتَج إِلَى أَن يسْأَل عَن نسبه. ثمَّ وَصفه ببيتين آخَرين.

قَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْأَحول: وَإِنَّمَا قَالَ كَعْب هَذِه الأبيات وأجابه زيد الْخَيل وَذَلِكَ أَن بجير بن زُهَيْر والحطيئة ورجلاً من بني بدر خَرجُوا يقتنصون الْوَحْش وَلَا سلَاح مَعَهم وَمَعَ زيد الْخَيل عدَّة من أَصْحَابه فَقَالَ: استأسروا فَقَالُوا: لَا غلا على الطَّاقَة. فَأَخذهُم.

فَأَما الحطيئة فخلى سَبيله لخبث لِسَانه وَفَقره وَأَنه لم يكن عِنْده مَا يفْدي بِهِ نَفسه.

-

وَأما بجير ففدى نَفسه بفرس كَانَ يُقَال لَهُ: الْكُمَيْت. وَأما أَخُو بني بدر فَافْتدى نَفسه بِمِائَة من الْإِبِل.

فَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر وبلغه حَدِيث الْقَوْم وَكَانَ نازلاً فِي بني ملقط من طَيئ فَقَالَ يحرضهم على زيد الْخَيل

ص: 502