الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَائِل هَذِه الأبيات شَاعِر جاهلي وَهُوَ فِي بعض نسخ الحماسة: قسام بن رَوَاحَة وَفِي بعض آخر مِنْهَا: قسَامَة بن رَوَاحَة بِزِيَادَة الْهَاء. وَهُوَ بِفَتْح الْقَاف وَتَخْفِيف السِّين الْمُهْملَة. وَفِي كل مِنْهُمَا رُوِيَ ابْن رَوَاحَة السنبسي والعنبسي.
وَقد أوردهُ الْآمِدِيّ فِي المؤتلف والمختلف فِيمَن يُقَال لَهُ ابْن رَوَاحَة قَالَ: وَمِنْهُم قسام بن رَوَاحَة العنبسي لَيْسَ لَهُ عِنْدِي فِي شعراء طَيئ ذكر. وَأنْشد لَهُ الطَّائِي فِي الحماسة: لبئس نصيب الْقَوْم الأبيات الْأَرْبَعَة. هَذَا مَا ذكره وَلم يرفع نسبه.
وَهَذَا نسبه من جمهرة الْأَنْسَاب وَقَالَ: قسَامَة الشَّاعِر ابْن رَوَاحَة بن جلّ بِضَم الْجِيم وَتَشْديد اللَّام ابْن حق بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْقَاف ابْن ربيعَة ابْن عبد رضى بِضَم الرَّاء الْمُهْملَة وَفتح الضَّاد الْمُعْجَمَة بعْدهَا ألف مَقْصُورَة ابْن ود بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الدَّال ابْن ود بضبط مَا قبله أَيْضا ابْن معن بن عتود بِفَتْح الْمُهْملَة بعْدهَا مثناة فوقية مَضْمُومَة ابْن عنين بِضَم الْمُهْملَة وَبَين النونين مثناة تحتية ابْن سلامان ابْن ثعل بِضَم الْمُثَلَّثَة وَفتح الْعين الْمُهْملَة ابْن عَمْرو بن وَلم أر فِي نسبه لَا سنبسا وَلَا عنبسا وَالله أعلم.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)
الوافر
(فعادى بَين هاديتين مِنْهَا
…
وَأولى أَن يزِيد على الثَّلَاث)
على أَن أولى من مرادفات كَاد وَلَا تسْتَعْمل إِلَّا مَعَ أَن.
كَذَا قَالَ ابْن مَالك فِي التسهيل وَمثل لَهُ شراحه بِهَذَا الْبَيْت.
قَالَ ابْن عقيل: عادى من العداء بِكَسْر الْعين وَهُوَ الْمُوَالَاة بَين الصيدين بصرع أَحدهمَا على أثر الآخر فِي طلق وَاحِد وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس: الطَّوِيل
(فَعَاد عداء بَين ثَوْر ونعجة
…
داركاً وَلم ينضح بِمَاء فَيغسل)
والهادية: أول الْوَحْش وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس:
(كَأَن دِمَاء الهاديات بنحره
…
عصارة حناء بشيب مرجل)
وَقَالَ صَاحب الصِّحَاح: أنْشد الْأَصْمَعِي هَذَا الْبَيْت وَقَالَ: أَي قَارب أَن يزِيد. قَالَ ثَعْلَب: وَلم وَاسْتظْهر الشَّارِح الْمُحَقق أَن يكون أولى الْمُسْتَعْمل مَعَ أَن فعلا تَاما مُتَعَدِّيا وَأَن مَعَ منصوبه مَفْعُولا لأولى فَإِنَّهُ بِمَعْنى قَارب وَهُوَ فعل مُتَعَدٍّ. وَإِنَّمَا اسْتَظْهرهُ للُزُوم أَن مَعَ الْفِعْل وَهَذَا خلاف شَأْن أَفعَال المقاربة.
وَأما أولى الْمُسْتَعْمل مَعَ اللَّام فِي قَوْلهم: أولى لَك وَأولى لَهُ وَأولى لي فَهُوَ اسْم للوعيد غير منصرف للعلمية وَوزن الْفِعْل. لَا أفعل تَفْضِيل لأَفْعَل بِدَلِيل
قَوْلهم: أولاة الْآن. وَهُوَ من الْوَلِيّ وَهُوَ الْقرب. قَالَ الْمبرد فِي الْكَامِل عِنْد إنشاد قَول الخنساء:
المتقارب
(هَمَمْت بنفسي كل الهموم
…
فَأولى لنَفْسي أولى لَهَا)
يَقُول الرجل إِذا حاول شَيْئا فأفلته من بعد مَا كَاد يُصِيبهُ: أولى لَهُ. وَإِذا أفلت من عَظِيمَة قَالَ: أولى لي.
ويروى عَن ابْن الْحَنَفِيَّة رَحْمَة الله عَلَيْهِ أَنه كَانَ يَقُول: إِذا مَاتَ ميت فِي جواره أَو فِي دَاره: أولى لي كدت أكون السوَاد المخترم. وَأنْشد لرجل يقتنص الصَّيْد فَإِذا أفلته الصَّيْد قَالَ: أولى لَك.
فَكثر ذَلِك مِنْهُ فَقَالَ: الطَّوِيل
(فَلَو كَانَ أولى يطعم الْقَوْم صدتهم
…
وَلَكِن أولى يترق الْقَوْم جوعا)
اه.)
وَقَالَ الْفَارِسِي فِي كتاب الشّعْر: أولى: اسْم مُبْتَدأ وَلَك: الْخَبَر. وَلَا يجوز أَن يكون أفعل من كَذَا لِأَن أَبَا زيد حكى أَنهم يَقُولُونَ: أولاة الْآن إِذا أوعدوا.
فدخول عَلامَة التَّأْنِيث على أفعل يدلك على أَنه لَيْسَ بأفعل من كَذَا وَأَنه مثل أرملة وأضحاة فِي أَنه على أفعل لَا يُرَاد بِهِ اتِّصَال الْجَار بِهِ إِلَّا أَنهم جعلُوا الْمُؤَنَّث فِيهِ أَيْضا معرفَة كَمَا جعلُوا الْمُذكر كَذَلِك فَصَارَ بِمَنْزِلَة شَيْء سمي بأضحاة فَلم ينْصَرف.
فَأَما فِي قَوْله: أولى فَأولى يَا امْرِئ الْقَيْس فَالْخَبَر مِنْهُ مَحْذُوف للْعلم بِهِ. أَلا ترى أَن الْكَلِمَة اسْتعْملت كثيرا فِي الْوَعيد حَتَّى صَارَت علما لَهُ فَحذف الْخَبَر لذَلِك.
فَإِن قلت: أَيجوزُ أَن يكون أولى اسْما للْفِعْل وَفِيه ضمير الْمُخَاطب كأف ووشكان وَيكون لَك فِي أولى لَك لَا يكون الْخَبَر وَلكنه