الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(تدب دبيباً فِي الْعِظَام كَأَنَّهُ
…
دَبِيب نمال فِي نقاً يتهيل))
(فَقلت اقتلوها عَنْكُم بمزاجها
…
وَأطيب بهَا مقتولة حِين تقتل)
وبيسان هِيَ بَلْدَة بغور الشَّام تنْسب إِلَيْهَا الْخمر. والعلل: الشّرْب الثَّانِي. والشواء: الكباب.
والمرعبل: المقطع. والمراح بِالْكَسْرِ: السرُور. والأخيل: الْخُيَلَاء وَالْعجب.
ونشوتها: رائحتها. والنشوة: السكر أَيْضا. وتوابعها: مَا لحق من سكرها. والنهل: الشّرْب الأول. كَذَا فِي شرح ديوانه.
ونمال بِالْكَسْرِ: جمع نمل. والنقا: الْكَثِيب من الرمل. ويتهيل: يتصبب.
وترجمة الأخطل تقدّمت فِي الشَّاهِد الثَّامِن وَالسبْعين.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)
الْبَسِيط على أَن حسن يه للمدح والتعجب وَيجوز فِي مثله أَن تنقل ضمة الْعين إِلَى الْفَاء كَمَا فعل الشَّاعِر وَأَن تحذف وَتبقى الْفَاء على فتحهَا.
وَالْبَيْت أنْشدهُ الْجَوْهَرِي قَالَ: وَقد حسن الشَّيْء وَإِن شِئْت خففت الضَّم فَقلت: حسن الشَّيْء وَلَا يجوز أَن تنقل الضَّم إِلَى الْحَاء لِأَنَّهُ
خبر وَإِنَّمَا يجوز النَّقْل إِذا كَانَ بِمَعْنى الْمَدْح أَو الذَّم لِأَنَّهُ يشبه فِي جَوَاز النَّقْل بنعم وَبئسَ وَذَلِكَ أَن الأَصْل فيهمَا نعم وَبئسَ فسكن ثَانِيهمَا ونقلت حركته إِلَى مَا قبله. وَكَذَلِكَ كل مَا كَانَ فِي مَعْنَاهُمَا.
قَالَ الشَّاعِر: لم يمْنَع النَّاس مني مَا أردْت
…
...
…
...
…
الْبَيْت
أَرَادَ: حسن هَذَا أدباً فَخفف وَنقل. انْتهى كَلَامه.
وَقَالَ ابْن السيرافي: يُرِيد أَن يقهر النَّاس فيمنعهم مَا يُرِيدُونَ مِنْهُ وَلَا يمنعونه مِمَّا يُرِيد مِنْهُم لعزه وقهره. وَاسْتحْسن هُوَ هَذَا وَجعله أدباً حسنا. وَذَا: فَاعل حسن وأدباً مَنْصُوب على التَّمْيِيز.
انْتهى.
وَقَالَ الجواليقي فِي شرح أدب الْكَاتِب: الْأَدَب الَّذِي كَانَت الْعَرَب تعرفه هُوَ مَا يحسن من الْأَخْلَاق وَفعل المكارم مثل ترك السَّفه وَبِذَلِك المجهود وَحسن اللِّقَاء.
لم يمْنَع النَّاس مني مَا أدرت
…
...
…
... . الْبَيْت)
كَأَنَّهُ يُنكر على نَفسه أَن يُعْطِيهِ النَّاس وَلَا يعطيهم. واصطلح النَّاس بعد الْإِسْلَام بِمدَّة طَوِيلَة على أَن يسموا الْعَالم بالنحو وَالشعر وعلوم الْعَرَب أديباً ويسمون هَذِه الْعُلُوم الْأَدَب وَذَلِكَ كَلَام مولد لِأَن هَذِه الْعُلُوم حدثت فِي الْإِسْلَام.
واشتقاقه من شَيْئَيْنِ: يجوز أَن يكون من الْأَدَب وَهُوَ الْعجب وَمن الْأَدَب مصدر قَوْلك: أدب فلَان الْقَوْم يأدبهم أدباً إِذا دعاهم قَالَ طرفَة: الرمل
(نَحن فِي المشتاة نَدْعُو الجفلى
…
لَا ترى الآدب فِينَا ينتقر)
فَإِذا كَانَ من الْأَدَب الَّذِي هُوَ الْعجب فَكَأَنَّهُ الشَّيْء الَّذِي يعجب مِنْهُ لحسنه لِأَن صَاحبه الرجل الَّذِي يعجب مِنْهُ لفضله.
وَإِذا كَانَ من الْأَدَب الَّذِي هُوَ الدُّعَاء فَكَأَنَّهُ الشَّيْء الَّذِي يَدْعُو النَّاس إِلَى المحامد
وَالْفضل فينهاهم عَن المقابح وَالْجهل. وَالْفِعْل مِنْهُ أدبي آدب أدباً من بَاب فَرح فَأَنا أديب.
والمتأدب: الَّذِي قد أَخذ من الْأَدَب بحظ وَهُوَ متفعل من الْأَدَب يُقَال مِنْهُ أدب الرجل يأدب إِذا صَار أديباً مثل كرم إِذا صَار كَرِيمًا. انْتهى.
وَالْبَيْت من قصيدة لسهم بن حَنْظَلَة الغنوي أورد بَعْضهَا أَبُو تَمام فِي كتاب مُخْتَار أشعار الْقَبَائِل. وَهَذَا مَا أوردهُ:
(إِذا افْتَقَرت نأى وَاشْتَدَّ جَانِبه
…
وَإِن رآك غَنِيا لَان واقتربا)
(وَإِن أَتَاك لمَال أَو لتنصره
…
أثنى عَلَيْك الَّذِي تهوى وَإِن كذبا)
(مدلى الْقَرَابَة عِنْد النّيل يَطْلُبهُ
…
وَهُوَ الْبعيد إِذا نَالَ الَّذِي طلبا)
(حُلْو اللِّسَان بعيد الْقلب مُشْتَمل
…
على الْعَدَاوَة لِابْنِ الْعم مَا اصْطَحَبَا)
(الله مخلف مَا أنفقت محتسباً
…
إِذا شكرت ومؤتيك الَّذِي كتبا)
…
(لَا بل سل الله مَا ضنوا عَلَيْك بِهِ
…
وَلَا يمن عَلَيْك الله مَا وهبا)
(يَا للرِّجَال لأقوام أجاورهم
…
مستقبسين وَلما يقبسوا لهبا)
(يصلونَ نَارِي وأحميها لغَيرهم
…
وَلَو أَشَاء لقد كَانُوا لَهَا حطبا)
(من الرِّجَال رجال لَا أعاتبهم
…
وَلَا تفزع مِنْهُم هامتي رعْبًا)
(من لَا يزل غَرضا أرمي مقاتله
…
لَا يَتَّقِي وَهُوَ مني وَاقِف كثبا))
(وَلَا أسب امْرأ إِلَّا رفعت لَهُ
…
عاراً يسب بِهِ الأقوام أَو لقبا)
(قد يعلم النَّاس أَنِّي من خيارهم
…
فِي الدَّين دينا وَفِي أحسابهم حسبا)
قَالَ التبريزي فِي شرح إصْلَاح الْمنطق لِابْنِ السّكيت: يُرِيد أَنه يقهر النَّاس فيمنعهم مَا يُرِيدُونَ مِنْهُ وَلَا يمنعونه مَا يُرِيد مِنْهُم لعزته. وَجعله أدباً حسنا. هَذَا تَفْسِير أبي مُحَمَّد.
وَقَالَ أَبُو الْعَلَاء فِي معنى هَذَا الْبَيْت: كَأَنَّهُ يُنكر على نَفسه أَن يُعْطِيهِ النَّاس وَلَا يعطيهم ويمنعهم. وَهُوَ الصَّوَاب لِأَن مَا قبله يدل عَلَيْهِ. وَذَا: فَاعل حسن. وأدباً تَمْيِيز. وَأَرَادَ حسن فَخفف وَنقل لِأَن
هَذَا مَذْهَب التَّعَجُّب.
وَقَالَ الصفار: إِن الشَّاعِر أنكر على نَفسه بِأَن النَّاس يعطونه ويمنعهم ثمَّ قَالَ: حسن ذَا أدباً أَي: مَا أحسن هَذَا الْأَدَب على سَبِيل الْإِنْكَار والتهكم.
انْتهى.
وَسَهْم بن حَنْظَلَة: شَاعِر مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام. ذكره ابْن حجر فِي قسم الخضرمين من الْإِصَابَة عَن المرزباني.
وَقَالَ الْآمِدِيّ فِي المؤتلف والمختلف: سهم بن حَنْظَلَة بن جأوان بن خويلد أحد بني شبيبة بن غَنِي بن أعصر فَارس مَشْهُور وشاعر محسن وَهُوَ الْقَائِل: الْكَامِل
(كم من عَدو قد رماني كاشح
…
ونجوت من أَمر أغر مشهر)
(وحذرت من أَمر فَمر بجانبي
…
لم يبكني وَلَقِيت مَا لم أحذر)
(تدني الْفَتى فِي الْغنى للراغبين إِذا
…
ليل التَّمام أهم المقتر العزبا)
(حَتَّى تمول يَوْمًا أَو يُقَال فَتى
…
لَاقَى الَّتِي تشعب الأقوام فانشعبا)
انْتهى.
وَقد أَخطَأ فِي هَذَا فَإِن صَاحب القصيدة هُوَ سهم الَّذِي ذكره أَولا والبيتان من تِلْكَ القصيدة وَقد نَسَبهَا إِلَيْهِ أَبُو تَمام وَغَيره. وَقد اشْتبهَ على الْآمِدِيّ فَظن سَهْما اثْنَيْنِ وَأَن صَاحب القصيدة غير سهم الغنوي وَالصَّوَاب مَا ذكرنَا. وَسَهْم الَّذِي ذكره ثَانِيًا مَجْهُول وَلِهَذَا لم يرفع نسبه لَا إِلَى أَب وَلَا إِلَى جد. وَلم يذكرهُ غير الْآمِدِيّ أحد. وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.