الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَلَا أرى أَن ذَنبا بَالغ أحدا
…
م النَّاس شركا إِذا مَا وحدوا الصمدا)
(لَا نسفك الدَّم إِلَّا أَن يُرَاد بِنَا
…
سفك الدِّمَاء طَرِيقا وَاحِدًا جددا)
(من يتق الله فِي الدُّنْيَا فَإِن لَهُ
…
أجر التقي إِذا وفى الْحساب غَدا)
(وَمَا قضى الله من أَمر فَلَيْسَ لَهُ
…
رد وَمَا يقْض من شَيْء يكن رشدا)
(كل الْخَوَارِج مخط فِي مقَالَته
…
وَلَو تعبد فِيمَا قَالَ واجتهدا)
(وَكَانَ بَينهمَا شغب وَقد شَهدا
…
شقّ الْعَصَا وبعين الله مَا شَهدا)
(يجزى عَليّ وَعُثْمَان بسعيهما
…
وَلست أَدْرِي بِحَق أَيَّة وردا)
(الله يعلم مَاذَا يحْضرَانِ بِهِ
…
وكل عبد سيلقى الله مُنْفَردا)
وَأطَال الْأَصْبَهَانِيّ تَرْجَمته وَفِيمَا أوردنا كِفَايَة.
وَأنْشد بعده: يَا رب هيجا هِيَ خير من دَعه وَتقدم شَرحه قبل بَيْتَيْنِ.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)
الْخَفِيف
(رُبمَا ضَرْبَة بِسيف صقيل
…
بَين بصرى وطعنة نجلاء)
على أَن مَا الْمُتَّصِلَة ب رب فِيهِ زَائِدَة لَا كَافَّة وَلذَا عملت رب الْجَرّ فِي ضربةٍ.
وَمن الْعَجَائِب قَول الْعَيْنِيّ: كلمة رب دخلت عَلَيْهَا مَا الكافة وَلَكِن مَا كفتها عَن الْعَمَل هَاهُنَا وَقَوله: بِسيف مُتَعَلق بضربة. صقيل بِمَعْنى مصقول أَي: مجلو صفة لسيف.
وطعنة بِالْجَرِّ مَعْطُوف على ضَرْبَة. ونجلاء: بالنُّون وَالْجِيم. والنجلاء: الواسعة الْبَيِّنَة الاتساع من قَوْلهم: عين نجلاء أَي: وَاسِعَة. وَهِي صفة طعنة وجرها بالكسرة للضَّرُورَة.
وَقَوله: بَين بصرى ظرف مُتَعَلق بضربة وَيقدر مثله لطعنة. وَبصرى بِضَم الْمُوَحدَة وَسُكُون الصَّاد الْمُهْملَة وَالْقصر: بلد قرب الشَّام هِيَ كرْسِي حوران كَانَ يقوم فِيهَا سوق للجاهلية.
وَقد قدمهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ مرَّتَيْنِ: مرّة مَعَ عَمه أبي طَالب وَأُخْرَى فِي تِجَارَة لسيدتنا خَدِيجَة أم الْمُؤمنِينَ رضي الله عنها.
وَإِنَّمَا صَحَّ إِضَافَة بَين إِلَى بصرى لاشتمالها على مُتَعَدد من الْأَمْكِنَة أَي: بَين أَمَاكِن بصرى ونواحيها.
وروى الشريف الْحُسَيْنِي فِي حماسته: دون بصرى. وَدون هُنَا بِمَعْنى قبل أَو بِمَعْنى خلف.
وَقَالَ الْعَيْنِيّ: بِمَعْنى عِنْد.
وَالْبَيْت أول أَبْيَات سِتّ لعدي بن الرعلاء الغساني أوردهَا الأعلم والشريف
الْحُسَيْنِي فِي حماستيهما. وَبعده:
(وغموس تضل فِيهَا يَد الآ
…
سي ويعيا طبيبها بالدواء)
(فصبرنا النُّفُوس لِلطَّعْنِ حَتَّى
…
جرت الْخَيل بَيْننَا فِي الدِّمَاء)
(لَيْسَ من مَاتَ فاستراح بميت
…
إِنَّمَا الْمَيِّت ميت الْأَحْيَاء)
(إِنَّمَا الْمَيِّت من يعِيش كئيباً
…
كاسفاً باله قَلِيل الرخَاء)
وَقَوله: وغموس بِالْجَرِّ عطف على نجلاء يُقَال: طعنة غموس: نَافِذَة. وَقَوله: تضل فِيهَا
…
إِلَخ صفة كاشفة لغموس أَشَارَ بِهِ إِلَى سَعَة الطعنة وَبعد غورها.
والآسي: المعالج الْجراح. ويعيا من عيي بِالْأَمر من بَاب تَعب: أَي: عجز عَنهُ وَلم يهتد)
لوجهه. وَفِيه إِشَارَة إِلَى إِصَابَة الطعنة المقتل واليأس من علاجها.
وَقَوله: رفعوا راية الضراب
…
إِلَخ الرَّايَة: علم الْجَيْش قيل: أَصْلهَا الْهَمْز لَكِن الْعَرَب آثرت تَركه تَخْفِيفًا. وَقد أنكر هَذَا القَوْل بِأَنَّهُ لم يسمع الْهَمْز أصلا. والضراب: مصدر ضاربه بِالسَّيْفِ وَغَيره مُضَارَبَة وضراباً.
-
وَقَوله: وأعلوا مَعْطُوف على رفعوا وَإِنَّمَا رفعوا الرَّايَة وأعلوها تَأْكِيدًا للضراب وتشديداً.
ويذودون: يطردون وَيمْنَعُونَ. والسامر: اسْم جمع بِمَعْنى السمار وهم الْقَوْم يتحدثون بِاللَّيْلِ.
والملحاء بِفَتْح الْمِيم والحاء الْمُهْملَة: مَوضِع يدْفع فِيهِ وَادي ذِي الحليفة. كَذَا قَالَ الْبكْرِيّ فِي المعجم. وَهَذَا المصراع هُوَ معنى قَوْله: رفعوا راية الضراب.
وَقَوله: إِنَّمَا الْمَيِّت
…
إِلَخ الْمَيِّت بِسُكُون الْيَاء: مخفف ميت بتشديدها. وَفرق بَعضهم بِأَن الأول من وَقع عَلَيْهِ الْمَوْت وَالثَّانِي هُوَ الْحَيّ الَّذِي سيموت. وَقد ضمن البحتري هَذَا الْبَيْت فِي أَمْرَد طلعت لحيته فَقَالَ: الْخَفِيف
(يَا قَتِيلا باللحية السَّوْدَاء
…
آفَة المرد فِي خُرُوج اللحاء)
…
(شَاهِدي فِي ادِّعَاء موتك بَيت
…
قَالَه شَاعِر من الشُّعَرَاء)
(لَيْسَ من مَاتَ فاستراح بميت
…
إِنَّمَا الْمَيِّت ميت الْأَحْيَاء)
والكئيب: الحزين. وكاسفاً وقليلاً منصوبان من كسفت حَال الرجل من بَاب ضرب إِذا ساءت.
والبال: الْحَال فَاعل كاسفاً. والرخاء الْمُعْجَمَة: اسْم من رخي الْعَيْش ورخو من بَابي تَعب وَقرب إِذا اتَّسع فَهُوَ رخي على فعيل.
وَهَذَا الْبَيْت أوردهُ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي على أَن الْحَال قد يتَوَقَّف معنى الْكَلَام عَلَيْهَا كَمَا هُنَا فَإِن كئيباً حَال وَلَا معنى لما قبله بِدُونِهِ.
-
وَهَذِه الأبيات من قصيدة أوردا مِنْهَا هَذَا الْمِقْدَار.
وَبعد السَّادِس: وَمِنْهَا:
(كم تركنَا مِنْكُم بِعَين أباغ
…
من مُلُوك وسوقة ألقاء)
(فرقت بَينهم وَبَين نعيم
…
ضَرْبَة فِي صفيحة نجلاء))
والعشار: جمع عشراء وَهِي النَّاقة. وأباغ بِضَم الْهمزَة وَفتحهَا بعْدهَا
مُوَحدَة ثمَّ غين: مَوضِع بِطرف الشَّام. وهنالك أوقع الْحَارِث الغساني الحراب وَهُوَ يدين لقيصر بالمنذر بن الْمُنْذر وبعرب الْعرَاق وهم يدينون لكسرى وَقتل الْمُنْذر يَوْمئِذٍ قَتله شمر بن عَمْرو من بني حنيفَة.
كَذَا فِي المعجم للبكري.
وعدي بن الرعلاء شَاعِر جاهلي. والرعلاء اسْم أمه اشْتهر بهَا. وَهِي بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ بعْدهَا لَام فألف ممدودة. كَذَا ضَبطه العسكري فِي كتاب التَّصْحِيف.
وَأنْشد بعده:
ماوي يَا ربتما غَارة وَتقدم شَرحه قَرِيبا وَأنْشد بعده الْخَفِيف
(وَرُبمَا الجامل المؤبل فيهم
…
وعناجيج بَينهُنَّ المهار)
على أَن رب المكفوفة بِمَا لَا تدخل على الْفِعْل عِنْد سِيبَوَيْهٍ. وَهَذَا الْبَيْت شَاذ عِنْده لدُخُول رب المكفوفة فِيهِ على الْجُمْلَة الاسمية فَإِن الجامل مُبْتَدأ والمؤبل صفته وَفِيهِمْ هُوَ الْخَبَر وَتَكون رب كَمَا قَالَ أَبُو حَيَّان من حُرُوف الِابْتِدَاء تدخل على الْجمل فعلية كَانَت أَو اسمية للقصد إِلَى تقليل النِّسْبَة المفهومة من الْجُمْلَة.
فَإِذا قلت: رُبمَا قَامَ زيد كَأَنَّك قللت النِّسْبَة المفهومة من قيام زيد. وَكَذَلِكَ إِذا قلت: رُبمَا زيد
شَاعِر قللت نِسْبَة شعر زيد.
وَنقل التبريزي عَن المُصَنّف فِي شرح هَذِه الْمُقدمَة أَن رب المكفوفة نقلت من معنى التقليل إِلَى معنى التَّحْقِيق كَمَا نقلت قد الدَّاخِلَة على الْمُضَارع فِي نَحْو قَوْله تَعَالَى: قد يعلم مَا أَنْتُم عَلَيْهِ من معنى التقليل إِلَى معنى التَّحْقِيق. ودخولها على الْجُمْلَة الاسمية مَذْهَب الْمبرد والزمخشري وَابْن مَالك.
-
قَالَ فِي التسهيل: وَإِن ولي رُبمَا اسْم مَرْفُوع فَهُوَ مُبْتَدأ بعده خبر لَا خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف. وَمَا نكرَة مَوْصُوفَة خلافًا لأبي عَليّ. انْتهى.
فَمَا عِنْد أبي عَليّ بِمَعْنى شَيْء والجامل خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي: هُوَ الجامل وَالْجُمْلَة الاسمية)
صفة لَهُ فَيكون كَقَوْلِه: يَا رب هيجا هِيَ خير من دَعه وَقد تطلق على ذَوي الْعلم. حكى أَبُو زيد: سُبْحَانَ مَا سخركن لنا.
وَقَالَ تَعَالَى: وَالسَّمَاء وَمَا بناها.
وَقَالَ الشّعْر: الْخَفِيف رُبمَا ظاعن بهَا ومقيم أَي: رب إِنْسَان هُوَ ظاعن بِقَلْبِه مَعَ أحبته الَّذين ظعنوا عَن بلدته. قَالَ الْمرَادِي فِي شرح التسهيل: وخرجه ابْن عُصْفُور على تَخْرِيج أبي عَليّ. وَنسبه بَعضهم إِلَى الْجُمْهُور قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيح إِذْ لَو كَانَ مَا اخْتَارَهُ المُصَنّف لسمع من كَلَامهم: رُبمَا زيد قَائِم بتصريح الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر. وَلم يسمع ذَلِك فِيمَا أعلم. انْتهى.
أَقُول: قَائِل هَذَا أَبُو حَيَّان.
فَإِن قلت: أَلَيْسَ الْخَبَر وَهُوَ فيهم مُصَرحًا فِي الْبَيْت فَكيف يَدعِي عدم السماع. قلت: لَهُ أَن يمنعهُ بجعله ظرفا مُسْتَقرًّا على أَنه حَال من الضَّمِير فِي المؤبل. لَكِن مَا
ذهب إِلَيْهِ فَاسد لِأَنَّهُ صحّح مَذْهَب الْفَارِسِي بِمَا أبْطلهُ لِأَنَّهُ هُوَ الْقَائِل بِأَن الْمَرْفُوع بعد رُبمَا خبر مُبْتَدأ أَي: رُبمَا هُوَ الجامل.
فَذهب إِلَى أَنه لَو كَانَ هَذَا التَّقْدِير صَحِيحا لسمع من كَلَامهم: رُبمَا زيد قَائِم لَكِن لم يسمع.
فَيلْزم من هَذَا أَن مَا ذهب إِلَيْهِ الْفَارِسِي بَاطِل من إِضْمَار الْمُبْتَدَأ وَإِظْهَار الْخَبَر إِذْ لَو جَازَ لسمع إِظْهَار الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر فِي كَلَامهم.
على أَن نقُول: قد يُمكن أَن يكون فِي الْبَيْت مَا يُوجب تَصْحِيح مَا يُرِيد إِبْطَاله بِجعْل الجامل مُبْتَدأ وَفِيهِمْ الْخَبَر وَالْجُمْلَة صفة لما وَهِي بِمَعْنى نَاس وَلَا حذف لصِحَّة المعني عَلَيْهِ فَيكون الجزءان قد سمعا بعد رُبمَا. وَهُوَ عين مَا ادّعى عدم سَمَاعه. وَالله أعلم.
وَالْبَيْت من قصيدة طَوِيلَة عدتهَا ثَمَانِيَة وَسَبْعُونَ لأبي دواد الْإِيَادِي. وَهَذِه أَبْيَات من أَولهَا:
(أوحشت من سروب قومِي تعار
…
فأروم فشابة فالستار)
(بعد مَا كَانَ سرب قومِي حينا
…
لَهُم الْخَيل كلهَا والبحار)
(فَإلَى الدّور فالمروراة مِنْهُم
…
فجفير فناعم فالديار))
(فقد امست دِيَارهمْ بطن فلج
…
ومصير لصيفهم تعشار)
(رُبمَا الجامل المؤبل فيهم
…
وعناجيج بَينهُنَّ المهار)
(وجواد جم الندى وضروب
…
برقاق الظبات فِيهِ صعار)
(ذَاك دهر مضى فَهَل لدهور
…
كن فِي سالف الزَّمَان انكرار)
قَالَ شَارِح ديوانه يَعْقُوب بن السّكيت: أوحشت: أقفرت. وسروب: جمع سرب بِفَتْح فَسُكُون: المَال السارح من إبل وخيل وغنم وَغَيرهَا. وتعار وأروم وشابة والستار: مَوَاضِع وَالْأول بِكَسْر الْمُثَنَّاة
الْفَوْقِيَّة بعْدهَا عين مُهْملَة. وَالثَّانِي بِفَتْح الْهمزَة وَضم الرَّاء الْمُهْملَة وَالثَّالِث بالشين الْمُعْجَمَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَالرَّابِع بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة بعْدهَا مثناة فوقية. والبحار: الرِّيف. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَكَذَلِكَ البحور: الرِّيف.
وَقَوله: فَإلَى الدّور
…
إِلَخ قَالَ شَارِحه: الدّور: جوب تنجاب فِي الرمل. وَمَا بعد الدّور فأسماء مَوَاضِع وَالْأول بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء وَالثَّانِي بِفَتْح الْجِيم وَكسر الْفَاء وَالثَّالِث بالنُّون وَكسر الْعين الْمُهْملَة.
وفلج بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون اللَّام بعْدهَا جِيم. وَكَذَلِكَ تعشار بِكَسْر الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة بعْدهَا شين مُعْجمَة. قَالَ شَارِحه: أَي: يحْضرُون فِي الصَّيف تعشاراً.
وَقَوله: رُبمَا الجامل
…
إِلَخ قَالَ شَارِحه: الجامل: الْجَمَاعَة من الْإِبِل لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا.
وَيُقَال: إبل مؤبلة إِذا كَانَت للْقنية. والعناجيج: الْخَيل الطوَال الْأَعْنَاق وَاحِدهَا عنجوج. انْتهى.
فالجامل: اسْم جمع الْجمل كالباقر اسْم جمع الْبَقر. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: الجامل: القطيع من الْإِبِل مَعَ رعاته وأربابه. والمؤبل: اسْم مفعول من أبل الرجل تأبيلاً أَي: اتخذ الْإِبِل واقتناها.
وَضمير فيهم رَاجع لِقَوْمِهِ إِن كَانَت مَا بِمَعْنى شَيْء أَو كَافَّة وَلما إِن كنت بِمَعْنى نَاس وعناجيج بِالرَّفْع مَعْطُوف على الجامل. وَجُمْلَة: بَينهُنَّ المهار صفة لعناجيج
فالرابط مَحْذُوف أَي: فيهم.
والمهار: جمع مهر بِكَسْر الْمِيم فِي الْجمع وَضمّهَا فِي الْمُفْرد وَهُوَ ولد الْفرس وَالْأُنْثَى مهرَة.
قَالَ أَبُو حَيَّان فِي الارتشاف: وَرَوَاهُ بَعضهم: رُبمَا الجامل بجر الجامل على أَنه مجرور بِرَبّ وَمَا زَائِدَة.
وَقَوله: وَرِجَال من الْأَقَارِب
…
إِلَخ بانوا: بعدوا. وحذاق.
مرخم حذاقة فِي غير النداء)
وَهُوَ بِضَم الْمُهْملَة بعْدهَا ذال مُعْجمَة وقاف. قَالَ شَارِحه: حذاقة: بطن من إياد. وَرِجَال بِالرَّفْع مَعْطُوف على الجامل وَمن الْأَقَارِب فِي مَوضِع الصّفة لرجل وبانوا خبر رجال وَمن حذاق مُتَعَلق ببانوا.
وَقَوله: وجواد
…
إِلَخ الْجواد: الْكَرِيم وجم الندى كثير الْمَعْرُوف. والندى: السخاء يُقَال: فلَان أندى من فلَان كفا. والظبات: جمع ظبة وَهِي طرف السَّيْف.
والصعار بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ: العظمة وَالْخُيَلَاء. كَذَا فِي شَرحه. وجواد: مَعْطُوف على الجامل وجم: نَعته وضروب مَعْطُوف على جم وَجُمْلَة: فِيهِ صعار خبر جواد.
وَقَوله: انكرار قَالَ شَارِحه: هُوَ انفعال من كريكر.
وَأَبُو دواد بدالين مهملتين أولاهما مَضْمُومَة بعْدهَا وَاو: شَاعِر جاهلي. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب الشُّعَرَاء قَالَ بَعضهم: اسْمه جَارِيَة بن الْحجَّاج. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ حَنْظَلَة بن الشَّرْقِي. وَكَانَ فِي عصر كَعْب بن مامة الْإِيَادِي الَّذِي أثر بِنَصِيبِهِ من المَاء رَفِيقه النمري فَمَاتَ عطشاً فَضرب بِهِ الْمثل فِي الْجُود. ورثاه أَبُو دَاوُد بقصيدة مِنْهَا:
(لَا أعد الإقتار عدماً وَلَكِن
…
فقد من قد رزئته الإعدام)
…
(من رجال من الْأَقَارِب بادوا
…
من حذاق هم الرؤوس الْعِظَام)
(فيهم للملاينين أَنَاة
…
وعرام إِذا يُرَاد عرام)
(فعلى إثرهم تساقط نَفسِي
…
حسرات وَذكرهمْ لي سقام)
وَكَانَ أجارة بعض الْمُلُوك فَأحْسن إِلَيْهِ. فَضرب الْمثل بجار أبي دواد.
قَالَ طرفَة: الْبَسِيط
(إِنِّي كفاني من أَمر هَمَمْت بِهِ
…
جَار كجار الحذاقي الَّذِي انتصفا)
وَهُوَ أحد نعات الْخَيل المجيدين. قَالَ الْأَصْمَعِي: هم ثَلَاثَة: أَبُو دواد فِي الْجَاهِلِيَّة وطفيل والجعدي. قَالَ: وَالْعرب لَا تروي شعر أبي دواد وعدي لِأَن ألفاظهما لَيست بنجدية.
وَيُقَال: إِنَّمَا أجاره الْحَارِث بن همام بن مرّة بن ذهل بن شَيبَان. وَذَلِكَ أَن قباذ سرح جَيْشًا إِلَى إياد فيهم الْحَارِث بن همام فَاسْتَجَارَ بِهِ قوم من إياد فيهم أَبُو دواد فأجارهم.
قَالَ قيس بن زُهَيْر بن جذيمة: الوافر
(أَطُوف مَا أَطُوف ثمَّ آوي
…
إِلَى جَار كجار أبي دواد))
وَقيل للحطيئة: من أشعر النَّاس قَالَ: الَّذِي يَقُول:
(لَا أعد الإقتار عدماً وَلَكِن
…
فقد من قد رزئته الإعدام)
الأبيات: ويتمثل من شعره: المتقارب
(أكل امْرِئ تحسبين امْرأ
…
ونار تحرق بِاللَّيْلِ نَارا)
وَمِمَّا سبق إِلَيْهِ فَأخذ عَنهُ قَوْله: المتقارب
(نرى جارنا آمنا وَسطنَا
…
يروح بِعقد وثيق السَّبَب)
(إِذا مَا عَقدنَا لَهُ ذمَّة
…
شددنا العناج وَعقد الكرب)
(قوم إِذا عقدوا عقدا لجارهم
…
شدوا العناج وشدوا فَوْقه الكربا)
هَذَا مَا أوردهُ ابْن قُتَيْبَة.
تمّ الْجُزْء التَّاسِع من خزانَة الْأَدَب