الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الْوَاحِد وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)
الطَّوِيل
(أَلا هَل أَتَاهَا والحوادث جمة
…
بِأَن امْرأ الْقَيْس بن تملك بيقرا)
على أَن الْبَاء قد تزاد بقلة مَعَ أَن الْوَاقِعَة مَعَ معموليها فِي تَأْوِيل مصدر مَرْفُوع على أَنه فَاعل أَتَاهَا.
وَقَالَ ابْن السيرافي فِي شرح أَبْيَات الْغَرِيب: فَاعل أَتَاهَا يجوز أَن يكون مضمراً دلّ عَلَيْهِ معنى الْكَلَام كَأَنَّهُ قَالَ: هَل أَتَاهَا الْخَبَر. ولكثرة اسْتِعْمَال الْخَبَر أضمر وَيكون: بِأَن امْرأ الْقَيْس فِي مَوضِع نصب. هَذَا كَلَامه.
وَلَا مَفْهُوم لقَوْله مَعَ أَن فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول وتزاد بقلة فِي الْفَاعِل فِي غير مَا ذكر قِيَاسا. وَهَذَا عِنْد ابْن عُصْفُور وَغَيره ضَرُورَة.
وَمن زيادتها فِي الْفَاعِل ضَرُورَة بِدُونِ أَن قَوْله: الوافر
(
ألم يَأْتِيك والأنباء تنمي
…
بِمَا لاقت لبون بني زِيَاد)
فالباء فِي بِمَا زَائِدَة وَمَا: فَاعل يَأْتِيك. وَقَالَ ابْن الضائع: الْبَاء مُتَعَلقَة ب تنمي وَإِن فَاعل يَأْتِي مُضْمر وَالْمَسْأَلَة من التَّنَازُع. وَمن ذَلِك: السَّرِيع
(مهما لي اللَّيْلَة مهما ليه
…
أودى بنعلي وسرباليه)
التَّقْدِير: أودى نعلاي. وَقَالَ ابْن الْحَاجِب: الْبَاء للتعدية. وَتقدم شرحهما مفصلا.)
وَمن ذَلِك قَول النمر بن تولب: الْكَامِل
(ظَهرت ندامته وَهَان بسخطه
…
شَيْئا على مربوعها وعذارها)
التَّقْدِير: هان سخطه. قَالَ ابْن عُصْفُور: وَبِالْجُمْلَةِ لَا تنقاس زِيَادَة الْبَاء فِي سَعَة الْكَلَام إِلَّا فِي خبر مَا وَخبر لَيْسَ وفاعل كفى ومفعوله وفاعل أفعل بِمَعْنى مَا أَفعلهُ. وَمَا عدا هَذَا الْمَوَاضِع لَا تزاد فِيهِ الْبَاء إِلَّا فِي ضَرُورَة شعر أَو شَاذ من الْكَلَام يحفظ وَلَا يُقَاس عَلَيْهِ. انْتهى.
وَلَقَد أَجَاد ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي فِي تَحْرِير زِيَادَة الْبَاء.
وَالْبَيْت من قصيدة طَوِيلَة لامرئ الْقَيْس قَالَهَا بعد أَن ذهب إِلَى الرّوم مستنجداً بقيصر للأخذ بثأر أَبِيه. وأولها:
(سما لَك شوق بَعْدَمَا كَانَ أقصرا
…
وحلت سليمى بطن ظَبْي فعرعرا
)
إِلَى أَن قَالَ: قَوْله: سما لَك
…
إِلَخ سما: علا وارتفع. وأقصر: كف. وحلت: نزلت. وبطن ظَبْي: مَوضِع وَيُقَال: مَاء من مياه كلب. وعرعر: وَاد.
وَقَوله: أَلا هَل أَتَاهَا الضَّمِير لحبيبته. وَقَوله: والحوادث جمة أَي: كَثِيرَة جملَة اعتراضية بَين الْفِعْل وفاعله.
وَأوردهُ الزَّمَخْشَرِيّ عِنْد قَوْله تَعَالَى: وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا على أَنَّهَا جملَة اعتراضية كَقَوْل امْرِئ الْقَيْس: والحوادث جمة وَفَائِدَة الِاعْتِرَاض الْإِخْبَار بِأَن هجرته عَن بِلَاده حَادِثَة من الْحَوَادِث. وَالْعرب تتمدح بِالْإِقَامَةِ فِي البدو قَالَ أَبُو الْعَلَاء: الْبَسِيط
(ويوقدون بِنَجْد نَار بادية
…
لَا يحْضرُون وفقد الْعِزّ فِي الْحَضَر)
قَالَ أَبُو عبيد فِي الْغَرِيب المُصَنّف: بيقر الرجل بيقرة إِذا هَاجر من أَرض إِلَى أَرض. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت.
وَقَالَ الْجَوْهَرِي: بيقر الرجل: أَقَامَ بالحضر وَترك قومه بالبادية. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: بيقر الرجل إِذا خرج من الشَّام إِلَى الْعرَاق.
وَلم يذكر ابْن جني فِي شرح تصريف الْمَازِني غير هَذَا. وَأنْشد لَهُ الْبَيْت وَالْوَاقِع يُخَالِفهُ.
وتملك بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة: اسْم امْرَأَة لَا ينْصَرف. قَالَ شَارِح ديوانه: تملك: بعض أمهاته.
قَالَ صَاحب الأغاني: أم امْرِئ الْقَيْس فَاطِمَة بنت ربيعَة أُخْت كُلَيْب ومهلهل ابْني ربيعَة. وَأم)
امْرِئ الْقَيْس بن السمط اسْمهَا تملك بنت عَمْرو بن ربيعَة بن زبيد
ابْن مذْحج رَهْط عَمْرو بن معد يكرب. وَقد ذكر ذَلِك امْرُؤ الْقَيْس فَقَالَ: