الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشمَال فَهِيَ آيَة الشتَاء. وَمعنى تناوح تقَابل يُقَال: تناوح الشّجر إِذا قَابل بعضه بَعْضًا. وَزعم الْأَصْمَعِي أَن النائحة بِهَذَا سميت لِأَنَّهَا تقَابل صاحبتها. اه.
وَيُرِيد ذُو الرمة أَنه يُعْطي فِي هَذَا الْوَقْت الَّذِي هُوَ الجدب والقحط ويبس وَجه الأَرْض.
وَقَوله: ندى وتكرماً تَمْيِيز لقَوْله: خير فَتى. وحصلت بِمَعْنى ميزت الشريف من الوضيع.)
والمسافة: الْغَايَة. وعال: غلب. وَذُو الشُّبُهَات: مَا اشبته وَلَا يهتدى لَهُ.
وترجمة ذِي الرمة تقدّمت فِي الشَّاهِد الثَّامِن من أول الْكتاب.
-
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الْعشْرُونَ بعد السبعمائة)
المتقارب إِذا أَقبلت قلت دباءة على أَن دباءة لَيست وَحدهَا محكية بالْقَوْل بل هِيَ خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي: هِيَ دباءة وَالْمَجْمُوع هُوَ المحكي.
وَهَذَا صدر وعجزه: وَالْبَيْت من قصيدة لامرئ الْقَيْس فِي وصف فرس.
وَقَبله:
(لَهَا حافر مثل قَعْب الْوَلِيّ
…
د ركب فِيهِ وظيف عجر)
…
(لَهَا ثنن كخوافي العقا
…
ب سود يفين إِذا تزبئر)
(لَهَا ذَنْب مثل ذيل الْعَرُوس
…
تسد بِهِ فرجهَا من دبر)
(لَهَا متنتان خظاتا كَمَا
…
أكب على ساعديه النمر
)
(لَهَا كفل كصفاة المسي
…
ل أبرز عَنْهَا حجاف مُضر)
(لَهَا منخر كوجار السبَاع
…
فَمِنْهُ تريح إِذا تنبهر)
(وَعين لَهَا حدرة بدرة
…
وَشقت مآقيهما من أخر)
(وَإِن أَدْبَرت قلت أثفية
…
ململمة لَيْسَ فِيهَا أثر)
(وَإِن أَعرَضت قلت سرعوفة
…
لَهَا ذَنْب خلفهَا مسبطر)
قَوْله: مثل قَعْب الْوَلِيد
…
إِلَخ الْعقب بِفَتْح الْقَاف: قدح من خشب مقعر. وحافر مقعب مشبه بِهِ. والوليد: الصَّبِي. يُرِيد أَن جَوف حافرها وَاسع. وَبَينه عَوْف بن عَطِيَّة بقوله: المتقارب والمغار: بِالْفَتْح الْمسكن. والوظيف من الْحَيَوَان: مَا فَوق الرسغ إِلَى السَّاق وَبَعْضهمْ يَقُول: مقدم السَّاق.)
وعجر بِفَتْح المهلة وَكسر الْجِيم قَالَ فِي الصِّحَاح: ووظيف عجر بِكَسْر الْجِيم وَضمّهَا أَي: غليظ.
-
وَقَوله: لَهَا ثنن
…
. إِلَخ هُوَ جمع ثنة بِضَم الْمُثَلَّثَة وَتَشْديد النُّون وَهِي الشعرات الَّتِي فِي مُؤخر رسغ الدَّابَّة. ويفين غير مَهْمُوز أَي: يكثرن. يُقَال: وَفِي شعره إِذا كثر. يَقُول: لَيست بمنجردة لَا شعر عَلَيْهَا. وتزبئر: تنتفش. والخوافي: مَا دون الريشات الْعشْر من مقدم الْجنَاح.
وَقَوله: لَهَا ذَنْب مثل ذيل
…
. إِلَخ دبر كل شَيْء: خَلفه وَهُوَ هُنَا حَشْو بغني عَنهُ ذكر الْفرج.
وَقَالَ الْآمِدِيّ عِنْد قَول البحتري: الْكَامِل
(ذَنْب كَمَا سحب الرِّدَاء يذب عَن
…
عرف وَعرف كالقناع المسبل)
هَذَا خطأ من الْوَصْف لِأَن ذَنْب الْفرس إِذا مس الأَرْض كَانَ عَيْبا فَكيف إِذا سحبه. وَإِنَّمَا الممدوح من الأذناب مَا قرب من الأَرْض وَلم يَمَسهَا كَمَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: الطَّوِيل
(كميت إِذا استدبرته سد فرجه
…
بضاف فويق الأَرْض لَيْسَ بأعزل)
والأعزل من الْخَيل: الَّذِي يَقع ذَنبه فِي جَانب وَهُوَ عَادَة لَا خلقَة وَقد عيب قَول امْرِئ الْقَيْس: وَمَا أرى الْعَيْب يلْحقهُ لِأَن الْعَرُوس وَإِن كَانَت تسحب أذيالها وَكَانَ ذَنْب الْفرس إِذا مس الأَرْض عَيْبا فَلَيْسَ بمنكر أَن يشبه بِهِ الذَّنب وَإِن لم يبلغ إِلَى أَن يمس الأَرْض لِأَن الشَّيْء إِنَّمَا يشبه الشَّيْء إِذا
قاربه فَإِذا أشبهه فِي أَكثر أَحْوَاله فقد صَحَّ التَّشْبِيه.
وامرؤ الْقَيْس لم يقْصد أَن يشبه طول الذَّنب بطول ذيل الْعَرُوس فَقَط وَإِنَّمَا أَرَادَ السبوغ وَالْكَثْرَة والكثافة.
-
أَلا ترى أَنه قَالَ: تسد بِهِ فرجهَا من دبر. وَقد يكون الذَّنب طَويلا يكَاد يمس الأَرْض وَلَا يكون كثيفاً فَلَا يسد فرج الْفرس. فَلَمَّا قَالَ تسد بِهِ فرجهَا علمنَا أَنه أَرَادَ الكثافة والسبوغ مَعَ الطول.
فَإِذا أشبه الذَّنب الذيل من هَذِه الْجِهَة وَكَانَ فِي الطول قَرِيبا مِنْهُ فالتشبيه صَحِيح وَلَيْسَ ذَلِك بِمُوجب للعيب وَإِنَّمَا الْعَيْب فِي قَول البحتري: ذَنْب كَمَا سحب الرِّدَاء. فأفصح بِأَن الْفرس يسحب ذَنبه.
وَمثل قَول امْرِئ الْقَيْس قَول خِدَاش بن زُهَيْر: المتقارب
(لَهَا ذَنْب مثل ذيل الْهَدْي
…
إِلَى جؤجؤ أيد الزافر)
وَالْهَدْي: الْعَرُوس الَّتِي تهدى إِلَى زَوجهَا. والأيد: الشَّديد. والزافر: الصَّدْر لِأَنَّهَا تزفر مِنْهُ)
فَشبه الذَّنب الطَّوِيل السابغ بذيل الْهَدْي وَإِن لم يبلغ فِي الطول إِلَى أَن يمس الأَرْض. اه.
(ومتنان خظاتان
…
كزحلوف من الهضب)
يُقَال: لَحْمه خظا بظا إِذا كن كثير اللَّحْم صلبه. والزحلوف: الْحجر الأملس.
قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: لَهَا متنتان خظاتا الْبَيْت. يُقَال: هُوَ خاظي البضيع إِذا كَانَ كثير اللَّحْم مكتنزه. وَقَوله: خظاتا فِيهِ قَولَانِ:
أَحدهمَا: أَنه أَرَادَ خظاتان كَمَا قَالَ أَبُو دواد فَحذف نون التَّثْنِيَة. يُقَال: متن خظاة ومتنة خظاة.
وَالْآخر: أَنه أَرَادَ خظتا أَي: ارتفعتا فاضطر فَزَاد ألفا. وَالْقَوْل الأول أَجود.
وَقَوله: كَمَا أكب على ساعديه النمر أَرَادَ: كَأَن فَوق متنها نمراً باركاً لِكَثْرَة لحم الْمَتْن. اه.
وَلَا يخفى أَن هَذَا لَا وَجه لَهُ وَالصَّوَاب مَا قَالَه ثَعْلَب أَي: فِي صلابة ساعد النمر إِذا اعْتمد على يَده.
وَقَوله: لَهَا كفل
…
إِلَخ الصفاة بِالْفَتْح: الصَّخْرَة الملساء. والمسيل: مجْرى السَّيْل شبه كفلها فِي ملاسته بصفاة فِي مسيل أبرزها السَّيْل وكشف مَا كَانَ عَلَيْهَا من التُّرَاب.
والجحاف بِضَم الْجِيم بعْدهَا مُهْملَة: السَّيْل الشَّديد. والمضر: الَّذِي يضر بِكُل شَيْء يمر عَلَيْهِ أَي: يهدمه ويقلعه.
وَقَوله: لَهَا منخر كوجار
…
إِلَخ الوجار بِفَتْح الْوَاو وَكسرهَا بعْدهَا جِيم: جُحر الضَّب شبه بِهِ منخرها لسعته.
وتريح: تسنتشق الرّيح تَارَة وترسلها من أراح. والبهر بِالضَّمِّ: ضيق النَّفس عِنْد الجري والتعب.
وَقَوله: وَعين لَهَا حدرة
…
إِلَخ بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ فِي الصِّحَاح: وَعين حدرة أَي: مكتنزة صلبة. وَعين بدرة أَي: تبدر النّظر وَيُقَال: تَامَّة كالبدر.
وَآخر بِضَمَّتَيْنِ فِي الصِّحَاح: وشق ثَوْبه أخراً وَمن أخر أَي: من مؤخره. وَأنْشد الْبَيْت.
وَقَوله: إِذا أَقبلت قلت دباءة هِيَ بِضَم الدَّال وَتَشْديد الْمُوَحدَة بعْدهَا ألف ممدودة.
قَالَ أَبُو حنيفَة فِي كتاب النَّبَات: الدُّبَّاء: القرع واحده دباءة وقرعة. وَأنْشد الْبَيْت ثمَّ قَالَ: وَإِنَّمَا شبهها بالدباءة لدقة مقدمها وفعامة مؤخرها.)
وَقيل كَذَلِك خلق الْإِنَاث من الْخَيل. وَهَذَا فِي الْإِنَاث والذكور سَوَاء يسْتَحبّ
من الْخَيل أَن تطول وَتَكون مآخيرها أعظم من مقاديمها. وامرؤ الْقَيْس وَإِن كَانَ وصف فرسا أُنْثَى هَذَا الْوَصْف فقد وصف ابْن مقبل ذكرا من الْخَيل. اه.
وَقَالَ المرزوقي فِي شرح الفصيح: يشبهون إناث الْخَيل بالدباء وَهِي القرع والسلاء وَهُوَ الشوك وَأنْشد الْبَيْت ثمَّ قَالَ: وَيسْتَحب من الذُّكُور غلظ الْمُقدم ودقة الْمُؤخر وَلِهَذَا يشبهونها بالذئاب لكَونهَا زلاً جمع أزل. اه.
وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي أَبْيَات الْمعَانِي: يَقُول: كَأَنَّهَا من بريقها قرعَة وَلَيْسَ يُرِيد أَنَّهَا مغموسة فِي المَاء وَلكنه أَرَادَ أَنَّهَا فِي ري فَهُوَ أَشد لملاستها. وَهَذَا كَقَوْلِك: فلَان مغموس فِي الْخَيْر.
وَقَالَ بَعضهم: إناث الْخَيل تكون فِي الْخلقَة كالقرعة يدق مقدمها ويعظم مؤخرها. اه.
وَقَالَ العسكري فِي كتاب التَّصْحِيف عِنْد قَول امْرِئ الْقَيْس: الطَّوِيل مداك عروس أَو صراية حنظل
رَوَاهُ الْأَصْمَعِي: صراية الصَّاد مَفْتُوحَة غير مُعْجمَة وَتَحْت الْيَاء نقطتان وَهِي الحنظلة الخضراء وَقيل: هِيَ الَّتِي اصْفَرَّتْ لِأَنَّهَا إِذا اصْفَرَّتْ برقتْ وَهِي قبل أَن تصفر مُغيرَة. قَالَ: وَمثله: إِذا أَقبلت قلت دباءة
أَي: من بريقها كَأَنَّهَا قرعَة. اه.
والأثفية: الْحجر الَّذِي ينصب عَلَيْهِ الْقدر. والسرعوفة بِضَم الْمُهْمَلَتَيْنِ قَالَ الصَّاغَانِي فِي الْعباب: هِيَ الجرادة وَيُشبه بهَا الْفرس. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت.
وَقد أورد ابْن رَشِيق فِي الْعُمْدَة هَذِه الأبيات الثَّلَاثَة الْأَخِيرَة فِي بَاب التَّقْسِيم قَالَ: زعم الْحَاتِمِي أَن أصح تَقْسِيم وَقع لشاعر قَول الأسعر الْجعْفِيّ يصف فرسا: الْكَامِل
(أما إِذا استقبلته فَكَأَنَّهُ
…
باز يكفكف أَن يطير وَقد رأى)
(أما إِذا استدبرته فتسوقه
…
سَاق قموص الوقع عَارِية النسا)
(أما إِذا استعرضته متمطراً
…
فَتَقول: هَذَا مثل سرحان الغضا)