الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَهَذَا الْبَيْت شَبيه بِشعرِهِ لكني لم أَقف عَلَيْهِ منسوبة إِلَى المَاء. وماوية: اسْم امْرَأَة.
قَالَ طرفَة: الرمل
لَيْسَ هَذَا مِنْك ماوي بَحر وَاسم امْرَأَة حَاتِم طَيئ وتصغيرها: موية. قَالَ حَاتِم يخاطبها: الوافر
(فضارته موي وَلم تضرني
…
وَلم يعرق موي لَهَا جبيني)
يَعْنِي: الْكَلِمَة العوراء. انْتهى.
ومهمن: اسْم شَرط يجْزم فعلين الأول: يسمعن وَالنُّون هِيَ نون التوكيد الْخَفِيفَة. وَرُوِيَ: يستمع بدله يفتعل من السماع. وَالثَّانِي: ينْدَم وَكسر للقافية. وماوي الثَّانِي منادى وحرف النداء مَحْذُوف وَكرر المنادى للتلذذ بِهِ.
وَرُوِيَ المصراع الثَّانِي هَكَذَا أَيْضا: فَيكون يصرم جَزَاء الشَّرْط. والصرم: الهجر وَالْقطع.
وَرَأَيْت فِي قصيدة لذِي الرمة هَذَا الْمَعْنى مَعَ المصراع الثَّانِي بِعَيْنِه وَهُوَ قَوْله: الطَّوِيل
(وَمن يَك ذَا وصل فَيسمع بوصله
…
أقاويل هَذَا النَّاس يصرمْ ويصرمِ))
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)
السَّرِيع
(
مهما لي اللَّيْلَة مهما ليه
…
أودى بنعلي وسرباليه)
على أَن مهما فِيهِ بِمَعْنى الِاسْتِفْهَام.
قَالَ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي فِي تَذكرته: هَذَا عِنْدِي مثل قَول الْخَلِيل فِي مهما فِي الْجَزَاء: إِنَّه مَا مَا فَقلب الْألف هَاء. وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يُرِيد: مَالِي اللَّيْلَة. وَمَا تسْتَعْمل فِي الِاسْتِفْهَام على حد اسْتِعْمَالهَا فِي الْجَزَاء أَي: غير مَوْصُولَة فيهمَا. وَإِنَّمَا غير كَرَاهِيَة التقاء الْأَمْثَال.
أَلا ترى أَن قَوْله تَعَالَى: فِي مَا إِن مكناكم فِيهِ وَلم يقل: مَا مامكناكم فِيهِ فَعدل إِلَى إِن لِئَلَّا تلتقي الْأَمْثَال فِي اللَّفْظ. وَمن قَالَ مهما هِيَ مَه مَا غير مُغيرَة فَإِن كَانَ يُرِيد أَنَّهَا مَه الَّتِي لِلْأَمْرِ فَلَيْسَ يَخْلُو من أَن يجْزم بهَا أَو لَا يجْزم. فَإِن كَانَ يجْزم فَإِنَّمَا قَالَ: مَه ثمَّ اسْتَأْنف فَقَالَ: مَا تفعل أفعل لم يجز.
أَلا ترى أَن قَوْله: الطَّوِيل وَإنَّك مهما تأمري الْقلب يفعل لَيْسَ يُرِيد بِهِ: وَأَنَّك اكففي مَا تأمري الْقلب يفعل وَإِن كَانَ لَا يجْزم الْفِعْل بهَا كَأَنَّهُ قَالَ: لتكفف افْعَل لم يكن لذكر فعل الشَّرْط وَجه. وَإِن كَانَ لَا يُرِيد الْأَمر بهَا وَلكنهَا حرف يُوَافق الَّتِي لِلْأَمْرِ فِي اللَّفْظ وَيُخَالِفهُ فِي الْمَعْنى فَيكون حرفا للشّرط يجْزم بِمَنْزِلَة إِن جَازَ ذَلِك. انْتهى.
-
وَقَالَ ابْن الْحَاجِب فِي أَمَالِيهِ: إِنَّه يجوز أَن يكون مَه فِي مهما لي اللَّيْلَة اسْم فعل بِمَعْنى اسْكُتْ واكفف عَمَّا أَنْت فِيهِ من اللوم كَأَنَّهُ
يُخَاطب لائماً على مَا يرَاهُ من الوله. ثمَّ قَالَ: مَالِي اللَّيْلَة تَعْظِيمًا للْحَال الَّتِي أَصَابَته والشدة الَّتِي أَدْرَكته.
ثمَّ ذكر الْأَمر الَّذِي يُحَقّق تَعْظِيم الْأَمر فَقَالَ: السَّرِيع أودى بنعلي وسرباليه يَعْنِي ذهب بنعلي وسرباليه كَقَوْلِه تَعَالَى: هلك عني سلطانيه. وَإِذا ذهب عَنهُ نَعله وسرباله دلّ على أَن حَاله بلغت مبلغا أذهلته عَمَّا لَا يذهل متيقظ عَن مثله.
وَصُورَة الِاسْتِفْهَام للتعظيم ثمَّ مَجِيء مَا يُحَقّق ذَلِك التَّعْظِيم بجملة أخدى بعد ذَلِك من فصيح)
كَلَام الْعَرَب وبديعه. قَالَ تَعَالَى: الحاقة مَا الحاقة وَمَا أَدْرَاك مَا الحاقة ثمَّ قَالَ: كذبت ثَمُود.
وَيجوز أَن يكون مهما أَصله مَا مَا كررت مَا الاستفهامية للتَّأْكِيد اللَّفْظِيّ فقلبت الْألف الأولى هَاء كَمَا قلبت ألف الشّرطِيَّة فِي قَوْلهم: مهما. وَهِي عِنْد الْأَكْثَرين: مَا مَا.
وَلَيْسَ ذَلِك بِقِيَاس وَإِنَّمَا هُوَ حمل لفظ الْعَرَبِيّ على مَا يحْتَملهُ مِمَّا هُوَ من جنس كَلَامهم وَلَيْسَ من الْقيَاس الْمُخْتَلف فِيهِ فِي شَيْء.
وَيجوز أَن تكون مَا الأولى قدر الْوَقْف عَلَيْهَا فقلبت ألفها هَاء ثمَّ أجري الْوَصْل مجْرى الْوَقْف. وَالْوَجْه الأول أوجه وأوضح. انْتهى.
وَاخْتَارَ ابْن هِشَام التَّوْجِيه الأول فِي الْمُغنِي فِي رد مَا قَالَه الشَّارِح الْمُحَقق. قَالَ: ذكر جمَاعَة مِنْهُم ابْن مَالك أَن مهما تَأتي للاستفهام وَاسْتَدَلُّوا بِهَذَا الْبَيْت وَلَا دَلِيل فِيهِ لاحْتِمَال أَن التَّقْدِير: مَه اسْم فعل
بِمَعْنى: اكفف ثمَّ اسْتَأْنف استفهاماً بِمَا وَحدهَا. هَذَا كَلَامه.
-
وَكَأَنَّهُ يُرِيد بِهِ تقليل الْأَقْسَام مهما أمكن. وعَلى أَي تَقْدِير كَانَ مهما: هَاهُنَا مُبْتَدأ ولي: هِيَ الْخَبَر وَاللَّيْلَة: ظرف مَعْمُول إِمَّا لمتعلق الْجَار فِي لي وَالتَّقْدِير: مَا حصل لي وَإِمَّا بِمَا تضمنه معنى الْجُمْلَة الْكُبْرَى لِأَن مَعْنَاهَا مَا أصنع وَمَا ألبس. وأودى: هلك وَتلف.
والنعلان: مثنى نعل وَهُوَ مَا وقيت بِهِ الرجل من الأَرْض. والسربال بِالْكَسْرِ: الْقَمِيص وَقيل الدرْع وَقيل: كل مَا لَيْسَ على الْبدن. وَالْبَاء فِي قَوْله بنعلي: زَائِدَة فِي الْفَاعِل.
قَالَ أَبُو عَليّ فِي كتاب الشّعْر: يجوز أَن تكون الْبَاء زَائِدَة كَأَنَّهُ قَالَ أودى نعلاي فلحقت الْبَاء كَمَا لحقت فِي: كفى بِاللَّه. فَإِن قلت: فَلم لَا تجْعَل الْبَاء زَائِدَة فِي الْمَفْعُول بِهِ وَيكون الْفَاعِل مضمراً كَأَنَّهُ قَالَ: أودى مود بنعلي فتضمره للدلالة عَلَيْهِ كَمَا أضمر فِي قَوْله تَعَالَى: ثمَّ بدا لَهُم فَالْقَوْل أَن هَذَا أَضْعَف لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي مود الَّذِي تضمره زِيَادَة على مَا استفدته فِي قَوْله أودى وَلَيْسَ قَوْله سُبْحَانَهُ: ثمَّ بدا لَهُم كَذَلِك لِأَن البدا والبداء قد صَارا بِمَنْزِلَة الْمَذْهَب فِي قَوْلك: ذهب بِهِ مَذْهَب وسلك بِهِ مَسْلَك.
فَإِن قلت: فَلم لَا تجْعَل فَاعل أودى ذكرا يعود إِلَى مَا فِي قَوْله: مهما لي اللَّيْلَة فَإِن ذَلِك أَيْضا لَيْسَ بِالْقَوِيّ لِأَن الْمَعْنى يصير: كَأَنَّهُ أودى شَيْء بنعلي.
فَإِذا جعلت الْبَاء لاحقة للْفَاعِل كَانَ أشبه وَلَا تزيد مَعَ الْفَاعِل من الْحُرُوف الجارة غير الْبَاء فِي)
قَول سِيبَوَيْهٍ فِي الْإِيجَاب كَمَا لم تزد فِيهِ غير الْبَاء فِي الْمُبْتَدَأ. انْتهى كَلَام أبي عَليّ.
وَذهب ابْن الْحَاجِب فِي أَمَالِيهِ إِلَى أَن الْبَاء للتعدية. قَالَ: وَالْبَاء
بَاء التَّعْدِيَة يَعْنِي: أذهبهما وَاخْتَارَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي مَذْهَب أبي عَليّ لكنه جعل زِيَادَة الْبَاء فِي الْفَاعِل مُخْتَصًّا بِالضَّرُورَةِ تبعا لِابْنِ عُصْفُور فِي كتاب الضرائر.
ثمَّ نقل كَلَام ابْن الْحَاجِب وَتعقبه بقوله: وَلم يتَعَرَّض لشرح الْفَاعِل وعلام يعود إِذا قدر ضميراً فِي أودى. وَيصِح أَن يكون التَّقْدِير: أودى هُوَ أَي: مود أَي: ذهب ذَاهِب.
وَلَا يخفى عَلَيْك أَن هَذَا التَّوْجِيه قد رده أَبُو عَليّ وَبَين ضعفه.
وَهَذَا الْبَيْت مطلع قصيدة لعَمْرو بن ملقط الطَّائِي عدتهَا اثْنَا عشر بَيْتا أوردهَا أَبُو زيد وَابْن الْأَعرَابِي فِي نوادريهما.
وَمَا بعده على رِوَايَة أبي زيد: السَّرِيع
(إِنَّك قد يَكْفِيك بغي الْفَتى
…
ودرأه أَن تركض العاليه)
(بطعنة يجْرِي لَهَا عاند
…
كَالْمَاءِ من غائلة الجابيه)
(يَا أَوْس لَو نالتك أرماحنا
…
كنت كمن تهوي بِهِ الهاويه)
(ألفيتا عَيْنَاك عِنْد الْقَفَا
…
أولى فَأولى لَك ذَا واقيه)
(ذَاك سِنَان محلب نَصره
…
كَالْجمَلِ الأوطف بالروايه)
(يَا أَيهَا النَّاصِر أَخْوَاله
…
أَأَنْت خير أم بَنو جاريه)
(وَالْخَيْل قد تجشم أَرْبَابهَا ال
…
شقّ وَقد تعتسف الداويه)
(يَأْبَى لي الثعلبتان الَّذِي
…
قَالَ ضراط الْأمة الراعيه)
…
(ظلت بواد تجتني صمغة
…
واحتبلت لقحتها الآنيه)
(ثمَّ غَدَتْ تنبذ أحرادها
…
إِن متغناة وَإِن حاديه
)
قَوْله: أَن تركض الْعَالِيَة فِي تَأْوِيل مصدر مَرْفُوع فَاعل يَكْفِيك أَي: يقيك وبغي الْفَتى: مَفْعُوله الثَّانِي ودرأه: مَعْطُوف على بغي. وَالْبَغي: التَّعَدِّي والدرء: العوج. يُقَال: أَقمت دَرْء فلَان أَي: اعوجاجه.
وَرُوِيَ بدله: وشغبه بِالسُّكُونِ وَهُوَ تهييج الشَّرّ. والعالية بِالْعينِ الْمُهْملَة: اسْم فرس الشَّاعِر وَهُوَ عَمْرو بن ملقط كَذَا قَالَ أَبُو زيد.)
وَزعم ابْن الْأَعرَابِي: أَنه أَرَادَ عالية الرمْح وغلطه أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي فِيمَا كتب على نوادره.
وَقد خَاطب الشَّاعِر نَفسه فِي هَذَا الْبَيْت. وَأَرَادَ بالفتى: أَوْس بن حَارِثَة بن لأم الطَّائِي كَمَا يَأْتِي.
وَقَوله: بطعنة
…
إِلَخ مُتَعَلق بيكفيك. والعاند بِالْمُهْمَلَةِ وَالنُّون: هُوَ الْعرق الَّذِي لَا يخرج دَمه على جِهَة وَاحِدَة. قَالَه أَبُو زيد.
وَقَوله: يَا أَوْس هُوَ أَوْس الْمَذْكُور وَهُوَ جاهلي. وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي:
يَا عَمْرو وغلطه أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي. وتهوي: تقع من فَوق إِلَى أَسْفَل. والهاوية: المهواة.
وَقَوله: ألفيتا عَيْنَاك
…
. إِلَخ ألفيتا بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي: وجدتا. وَهَذَا على لُغَة أكلوني البراغيث.
وَأوردهُ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي وَفِي شرح الألفية على أَن الْألف فِيهِ عَلامَة لاثْنَيْنِ.
وَكَذَا أوردهُ ابْن الْأَعرَابِي وَقد غلطه أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ: أفلتتا عَيْنَاك عِنْد الْقَفَا. وَلم يظْهر لي مَعْنَاهُ مَعَ أَنه وَافق أَبَا زيد فِي الرِّوَايَة.
-
وَالْعجب من شَارِحه ابْن الملا لقَوْله هُنَا: إِن هَذَا الْبَيْت لم يسم قَائِله مَعَ أَن هَذِه القصيدة بِتَمَامِهَا فِي شَوَاهِد الْعَيْنِيّ فِي بَاب الْفَاعِل وَلم يتَذَكَّر مَا أسلفه فِي شرح قَوْله: مهما لي اللَّيْلَة مهما ليه فِي حرف الْبَاء من الْمُغنِي من قَوْله: هَذَا الْبَيْت مطلع قصيدة لعَمْرو بن ملقط الطَّائِي وسيورده المُصَنّف فِي الْكَلَام على مهما. وَاسْتشْهدَ بَيت من أبياتها أَيْضا فِي الْحَرْف الهاوي. وَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ هُنَاكَ. آه.
وَقَالَ أَيْضا عِنْد الْكَلَام على مَتى: تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ مُسْتَوفى فِي الْبَاء الْمُوَحدَة.
وَقَوله: أولى لَك كلمة وَعِيد وتهديد قد شرحها الشَّارِح الْمُحَقق فِي أَفعَال المقاربة. وَقَوله: ذَا واقية حَال من الْكَاف فِي عَيْنَاك وَصَحَّ مَجِيء الْحَال من الْمُضَاف إِلَيْهِ لَكِن الْمُضَاف جُزْءا مِنْهُ.
والواقية: مصدر بِمَعْنى الْوِقَايَة
كالكاذبة بِمَعْنى الْكَذِب. يصفه بالهروب وَيَقُول: أَنْت ذُو وقاية من عَيْنَيْك عِنْد فرارك تحترس بهما ولكثرة تلفتك إِلَى خَلفك حِينَئِذٍ صَارَت عَيْنَاك كَأَنَّهُمَا فِي قفاك.
وَقَوله: ذَاك سِنَان
…
إِلَخ قَالَ أَبُو زيد: سِنَان: اسْم رجل. والمحلب بِضَم الْمِيم وَسُكُون)
الْمُهْملَة وَكسر اللَّام: الْمعِين من الْإِعَانَة. والأوطف: الْكثير شعر الْأُذُنَيْنِ وهدب الْعَينَيْنِ. آه.
والراوية: الْبَعِير أَو الْبَغْل أَو الْحمار الَّذِي يستقى عَلَيْهِ. وَنَصره: مُبْتَدأ ومحلب: خَيره. ووانية من الوني وَهُوَ الفتور والإبطاء.
وَقَوله: وَالْخَيْل قد تجشم
…
إِلَخ الإجشام بِالْجِيم: التَّكْلِيف وفاعله ضمير الْخَيل وأربابها: مَفْعُوله الأول.
-
والشق بِفَتْح الشين وَكسرهَا: بِمَعْنى الْمَشَقَّة مَفْعُوله الثَّانِي.
والاعتساف: الْمَشْي على غير الطَّرِيق المسلوكة وفاعله ضمير الْخَيل. والداوية: الْمَفَازَة وخففت الْيَاء للضَّرُورَة.
قَالَ صَاحب الصِّحَاح: الثعلبتان: ثَعْلَبَة بن جدعَان بن ذهل بن رُومَان بن جُنْدُب بن خَارِجَة بن سعد بن فطْرَة بن طَيئ وثعلبة بن رُومَان ابْن جُنْدُب. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت.
وَالَّذِي: مفعول يَأْبَى وَقَالَ: صلَة الَّذِي والعائد مَحْذُوف أَي: قَالَه. وضراط: فَاعل قَالَ: وَأَرَادَ بِهِ: أَوْسًا الْمَذْكُور سَمَّاهُ بِهِ استهانة بِهِ وتحقيراً لَهُ.
وَرُوِيَ: خباج بدل ضراط بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة بعْدهَا مُوَحدَة ثمَّ جِيم وَهُوَ بِمَعْنى الضراط.
وَقَوله: ظلت أَي: استمرت. واللقحة بِالْكَسْرِ: النَّاقة ذَات اللَّبن.
والآنية قَالَ أَبُو زيد: هِيَ المبطئة بلبنها. وفسرها بَعضهم على هَامِش النَّوَادِر بالمدركة.
وَقَوله: تنبذ أحرادها
…
إِلَخ تنبذ: تطرح وفاعله ضمير الْأمة. والأحراد: جمع حرد بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ قَالَ أَبُو زيد: هُوَ الغيظ وَالْغَضَب.
وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: ثمَّ غَدَتْ تنبض أحرادها وَقَالَ: تنبض: تضطرب وأحرادها: أمعاؤها. قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي: الصَّوَاب ثمَّ غَدَتْ تبنذ أحرادها أَي: تضرط يدلك على هَذَا قَوْله سَابِقًا: ضراط الْأمة الراعية. آه.
وروى الْعَيْنِيّ: تحرد أحرادها وَمَا أَدْرِي من أَيْن نقلهَا.
-
وَقَوله: إِن متغناة
…
إِلَخ قَالَ أَبُو الْحسن فِي شَرحه: أَرَادَ: متغنية يقلبون الْيَاء ألفا. وحادية من حداء الْإِبِل وَهُوَ سوقها بِالْغنَاءِ. وَإِن هُنَا للتقسيم بِمَعْنى: إِمَّا الْمَكْسُورَة.
قَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: إِمَّا الْمَكْسُورَة الْمُشَدّدَة مركبة عِنْد سِيبَوَيْهٍ من إِن وَمَا. وَقد تحذف)
مَا كَقَوْلِه: المتقارب
(
سقته الرواعد من صيف
…
وَإِن من خريف فَلَنْ يعدما)
أَي: إِمَّا من خريف وَإِمَّا من صيف. وَيدل لما قُلْنَاهُ رِوَايَة الْجرْمِي وَأبي حَاتِم: إِمَّا مغناة وَإِن حاديه وَعَمْرو بن ملقط الطَّائِي شَاعِر جاهلي. وملقط بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون اللَّام وَفتح الْقَاف. آه.
وَالله أعلم.