المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الرابع عشر بعد السبعمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٩

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الجوازم)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد السستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الموفي السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّانِي بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع بعد السبعمائة)

- ‌(بَاب الْأَمر)

- ‌الْبَسِيط

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الْأَفْعَال النَّاقِصَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعِشْرين بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(أَفعَال المقاربة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(فعل التَّعَجُّب)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(أَفعَال الْمَدْح والذم)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السبعون بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(حُرُوف الْجَرّ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسبْعين بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد السبعمائة)

الفصل: ‌(الشاهد الرابع عشر بعد السبعمائة)

-

قَالَ الْجَوْهَرِي: ملاك الْأَمر وملاكه أَي: بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح: مَا يقوم بِهِ. والشيمة بِالْكَسْرِ: الْخلق.

وَالْأَدب الَّذِي تعرفه الْعَرَب هُوَ مَا يحسن من الْأَخْلَاق وَفعل المكارم مثل ترك السَّفه وَبِذَلِك المجهود وَحسن اللِّقَاء.)

وَالنّصب وَالرَّفْع فِي قافيتي الْبَيْتَيْنِ رَوَاهُمَا ابْن جني والطبرسي من شرَّاح الحماسة.

وَأنْشد بعده

(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد السبعمائة)

الْبَسِيط

(أَرْجُو وآمل أَن تَدْنُو مودتها

وَمَا إخال لدينا مِنْك تنويل)

على أَنه قد ألفى إخال عَن الْعَمَل مَعَ تقدمه.

وَقَالَ ابْن هِشَام فِي شرح بَانَتْ سعاد: وَجه إِلْغَاء إخال هُنَا عدم تصدرها فَإِن حرف النَّفْي لما تقدمها أَزَال عَنْهَا التصدر الْمَحْض فسهل إلغاءها كَمَا سهل إِلْغَاء ظَنَنْت تقدم مَتى وَإِنِّي فِي: مَتى ظَنَنْت زيد منطلق وَقَول الحماسي: إِنِّي وجدت ملاك الشيمة الْأَدَب أَو يكون الإلغاء على تَقْدِير حرف النَّفْي دَاخِلا على الْجُمْلَة الاسمية وَتَقْدِير إخال مُعْتَرضًا بَينهمَا. اه.

ص: 143

وَيجوز أَن يخرج أَيْضا كَالَّذي قبله إِمَّا على تَقْدِير لَام الِابْتِدَاء أَو على تَقْدِير ضمير الشَّأْن فَيكون على الأول مُعَلّقا عَن الْعَمَل فِي اللَّفْظ وَيكون جملَة: لدينا مِنْك تنويل فِي مَوضِع المفعولين.

-

وعَلى الثَّانِي تكون عاملة لفظا وَيكون مفعولها ضمير الشَّأْن الْمَحْذُوف أَي: مَا إخَاله وَجُمْلَة: لدينا مِنْك تنويل فِي مَوضِع الْمَفْعُول الثَّانِي.

وَقد تقدم الْفرق بَين الإلغاء وَالتَّعْلِيق. وَيظْهر كَون التَّعْلِيق هُوَ الْعَمَل فِي مَحل الْجُمْلَة من عطف شَيْء على الْجُمْلَة الْمُعَلقَة فَإِنَّهُ يعرب بإعرابها الْمحلي كَقَوْل كثير: الطَّوِيل

(وَمَا كنت أَدْرِي قبل عزة مَا البكا

وَلَا موجعات الْقلب حَتَّى تولت)

فعطف موجعات بِالنّصب على مَحل مَا البكا وَهَذَا على تَقْدِير اسمية مَا. فَإِن كَانَت حرفا زَائِدا فأدري بِمَعْنى أعرف والبكا: مَفْعُوله وَلَا يكون مِمَّا نَحن فِيهِ.

قَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: رَأَيْت بِخَط الإِمَام بهاء الدَّين بن النّحاس: أَقمت مُدَّة أَقُول: الْقيَاس جَوَاز الْعَطف على مَحل الْجُمْلَة الْمُعَلق عَنْهَا بِالنّصب. ثمَّ رَأَيْته مَنْصُوصا. اه.

وَمِمَّنْ نَص عَلَيْهِ ابْن مَالك وَلَا وَجه للتوقف فِيهِ مَعَ قَوْلهم إِن الْمُعَلق عَامل فِي الْمحل. اه.

حَكَاهُ عَنهُ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحداد البَجلِيّ

ص: 144

الْبَغْدَادِيّ فِي شرح قصيدة بَانَتْ سعاد وَكَانَ)

تَارِيخ شَرحه فِي بَغْدَاد سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة.

قَالَ فِي شَرحه: وَقَالَ ابْن إياز الرُّومِي: يجوز فِيهِ وَجه آخر وَهُوَ أَن تكون مَا مَوْصُولَة وموضعها رفع بِالِابْتِدَاءِ ومفعول إخال الأول مَحْذُوف

وَهُوَ الْعَائِد إِلَى مَا ومنك الْمَفْعُول الثَّانِي وتنويل: خبر الْمُبْتَدَأ. انْتهى كَلَامه.

قلت: ولدينا فِي هَذَا الْوَجْه وَالَّذِي قبله وَهُوَ تَقْدِير ضمير الشَّأْن: ظرف لأخال.

وَمعنى الْبَيْت على هَذَا الْوَجْه: إِن الَّذِي أَظُنهُ وإخاله من وصالها الْمُقدر يجْرِي عِنْدِي مجْرى الْوَصْل الْمُحَقق من فرط الْمحبَّة.

وَقد أبان التهامي عَن هَذَا الْمَعْنى فَبَالغ وَأحسن بقوله: الْبَسِيط

(أهتز عِنْد تمني وَصلهَا طَربا

وَرب أُمْنِية أحلى من الظفر)

وَابْن الْخياط الدِّمَشْقِي عكس هَذَا الْمَعْنى ورده على معتقده بقوله: الوافر

(أمني النَّفس وصلا من سعاد

وَأَيْنَ من المنى دَرك المُرَاد)

وَهَذَا قَول من لَا يقنع بِدُونِ الْوِصَال وَلَا يسوف نَفسه بالمحال. وَأَيْنَ هُوَ من قناعة الآخر بالنير حِين بَالغ بقوله:

ص: 145

الطَّوِيل انْتهى كَلَام الْبَغْدَادِيّ.

وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة بَانَتْ سعاد الْمَشْهُورَة فِي مدح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ.

وَقد أورد الشَّارِح بَيْتا آخر مِنْهَا فِي حُرُوف الشَّرْط فِي أَوَاخِر الْكتاب. وَقد اعتنى بشرحها أجلة الْعلمَاء وَالَّذِي يحضرني من شروحها الْآن شرح أبي الْعَبَّاس الْأَحول مَعَ شرح جَمِيع ديوانه وَهُوَ عني بِخَطِّهِ.

وَشرح أبي عبد الله نفطويه النَّحْوِيّ. وَشرح أبي بكر بن الْأَنْبَارِي وَهُوَ شرح صَغِير قَلِيل الجدوى. وَشرح الْبَغْدَادِيّ الْمَذْكُور وَشرح ابْن هشم الْأنْصَارِيّ وهما

أجل الشُّرُوح.

لَكِن شرح الْبَغْدَادِيّ أَكثر استنباطاً لمعاني الشّعْر وأدق تفتيشاً للمزايا والنكت. وَشرح ابْن هشم أوعى مِنْهُ للمسائل النحوية وَتَفْسِير الْأَلْفَاظ اللُّغَوِيَّة وكل مِنْهُمَا فِي حجم الآخر وعصر تأليفهما مُتَقَارب.

وَهَذَا الْبَيْت لم يرد فِي رِوَايَة نفطويه وَرَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس الْأَحول كَذَا.

(أَرْجُو وآمل أَن يعجلن فِي أَبَد

وَمَا لَهُنَّ طوال الدَّهْر تَعْجِيل))

وَعَلِيهِ لَا شَاهد فِيهِ. قَالَ الْأَحول: فِي أَبَد: فِي دهر.

ويروى: أَي: لَا يعجلن وصلنا فِي الرِّوَايَة الأولى. يَقُول: آمل وَأَرْجُو وَمَا أَظن ذَلِك يكون أبدا. انْتهى كَلَامه.

وَضبط بِخَطِّهِ يعجلن بِفَتْح الْيَاء وَالْجِيم على أَنه مَبْنِيّ للْفَاعِل. وطوال بِفَتْح الطَّاء على أَنه ظرف بِمَعْنى طول الدَّهْر وَلَكِن لم يتَقَدَّم لضمير جمع الْمُؤَنَّث مرجع.

فَإِن قُلْنَا: إِن الْمرجع سعاد وَإِن جمع الضَّمِير

ص: 146

للتعظيم ورد أَن إرجاع ضمير الْجمع إِلَى الْوَاحِد إِنَّمَا هُوَ فِي التَّكَلُّم وَالْخطاب وَقد ورد تَعْظِيم الْغَائِب قَلِيلا.

قَالَ الْبَيْضَاوِيّ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: من فِرْعَوْن وملئهم من سُورَة يُونُس: وَالضَّمِير لفرعون وَجمعه على مَا هُوَ الْمُعْتَاد فِي ضمير العظماء. لَكِن استشكله شراحه.

قَالَ سعدي: أَي قدر لفرعون عِنْد لله حَتَّى يعبر عَنهُ بِصِيغَة التَّعْظِيم. نعم لَو

كن هَذَا من كَلَام من يعظم فِرْعَوْن لَكَانَ لَهُ وَجه.

وَكَذَا قَالَ الكازروني.

وَأورد الْبَغْدَادِيّ هَذِه الرِّوَايَة وَقَالَ: الضَّمِير فِي يعجلن ولهن لمواعيدها فِي الْبَيْت الَّذِي قبله وَهُوَ:

(كَانَت مواعيد عرقوب لَهَا مثلا

وَمَا مواعيدها إِلَّا الأباطيل)

ويعجلن من العجلة وَهُوَ خلاف البطء يُقَال: عاجله وأعجله إِذا سبقه. وَعجل هُوَ يعجل من بَاب فَرح. والأبد: الدَّهْر.

يَقُول: أَرْجُو أَن تسبق مواعيدها ويسرع إنجازها فِي دهر من الدهور وَلَا يحصل ذَلِك.

وَالرِّوَايَة الأولى أشهر. اه.

وَرَوَاهُ ابْن سيد النَّاس فِي سيرته تبعا لسيرة ابْن هِشَام:

(أَرْجُو وآمل أَن يعجلن فِي أمد

وَمَا لَهُنَّ إخال الدَّهْر تَعْجِيل)

وَقَوله: أَرْجُو وآمل

إِلَخ أَرْجُو مَعَ فَاعله الْمُسْتَتر جملَة استئنافية

ص: 147

لَا تعلق لَهَا بِمَا قبلهَا وَهُوَ الْبَيْت الَّذِي نَقَلْنَاهُ.

وآمل مَعْطُوف عله وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَحسن الْعَطف لتغاير اللَّفْظَيْنِ وَعطف المترادفين لَا يكون إِلَّا)

بِالْوَاو.

وَقَالَ الْبَغْدَادِيّ: وَبَعْضهمْ فرق بَينهمَا بِأَن الرَّجَاء توقع حُصُول مَطْلُوب فِي الْمُسْتَقْبل مَعَ خوف عدم وُقُوعه. والأمل: طلب حُصُول مَا يغلب وُقُوعه فِي ظن الطَّالِب لتَعَلُّقه بِهِ وَإِن لم يقارنه خوف عدم الْوُقُوع.

-

وَقَالَ صَاحب الْمِصْبَاح: أملته أملاً من بَاب طلب وَهُوَ ضد الْيَأْس. وَأكْثر مَا يسْتَعْمل الأمل قَالَ: أَرْجُو وآمل أَن تَدْنُو مودتها وَمن عزم على سفر إِلَى بلد بعيد يَقُول: أملت الْوَصْل وَلَا يَقُول: طمعت إِلَّا إِذا قرب مِنْهَا فَإِن الطمع لَا يكون إِلَّا فِيمَا قرب حُصُوله. وَقد يكون الأمل بِمَعْنى الطمع. والرجاء بَين الأمل والطمع فَإِن الراجي قد يخَاف أَن لَا يحصل مأموله فَلهَذَا يسْتَعْمل بِمَعْنى الْخَوْف.

فَإِن قوي الْخَوْف اسْتعْمل اسْتِعْمَال الأمل وَعَلِيهِ بَيت كَعْب وَإِلَّا اسْتعْمل بِمَعْنى الطمع فَأَنا آمل وَهُوَ مأمول. وأملته تأميلاً مُبَالغَة وتكثير وَهُوَ أَكثر اسْتِعْمَالا من المخفف. اه.

وَفِي الْمجْلس الثَّامِن وَالْخمسين من أمالي ابْن الشجري الْبَغْدَادِيّ أَنه استفتي عَن مسَائِل مِنْهَا: هَل يأمل ومأمول وَمَا تصرف مِنْهَا جَائِز فَأجَاب عَنْهَا أَولا الْحسن بن صافي المكنى أَبَا نزار المتلقب بِملك النُّحَاة بِأَن أمل يأمل لَا يجوز لِأَن الْفِعْل الْمُضَارع إِذا كَانَ على يفعل بِضَم الْعين كَانَ بَابه أَن ماضيه على فعل بِفَتْح الْعين وأمل لم أسمعهُ فعلا

ص: 148

مَاضِيا.

فَإِن قيل: فَقدر أَن يأمل مضارع وَلم يَأْتِ ماضيه كَمَا أَن يذر ويدع كَذَلِك.

قلت: قد علم أَن يذر ويدع على هَذَا الْقَضِيَّة قد جَاءَا شاذين فَلَو كَانَ مَعَهُمَا كلم أُخْرَى شَاذَّة لنقلت نقلهما وَلم يجز أَن لَا تنقل.

وَمَا سمعنَا أَن ذَلِك مُلْحق بِمَا ذكرنَا فَلَا يجوز يأمل وَلَا مأمول إِلَّا أَن يسمعني الثِّقَة أمل خَفِيفَة الْمِيم. كتبه أَبُو نزار النَّحْوِيّ.

-

قَالَ ابْن الشجري: وَأجَاب عَنهُ الشَّيْخ أَبُو مَنْصُور موهوب بن أَحْمد: وَأما أمل يأمل فَهُوَ آمل وَالْمَفْعُول مأمول. فَلَا ريب فِي جَوَازه عِنْد الْعلمَاء وَقد حَكَاهُ الثِّقَات مِنْهُم الْخَلِيل وَغَيره وَالشَّاهِد عَلَيْهِ كثير.

قَالَ بعض المعمرين: مجزوء الْكَامِل)

(الْمَرْء يأمل أَن يعي

ش وَطول عَيْش قد يضرّهُ)

وَقَالَ الآخر: المنسرح

(هَا أَنا ذَا آمل الخلود وَقد

أدْرك عَقْلِي ومولدي حجرا)

وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر: وَالْعَفو عِنْد رَسُول الله مأمول وَقَالَ المتنبي وَهُوَ من الْعلمَاء بِالْعَرَبِيَّةِ: حرمُوا الَّذِي أملوا كتبه موهوب بن أَحْمد.

ص: 149

وَكتب على هَامِش الأمالي هُنَا أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ الْبَغْدَادِيّ: قد جَاءَ أمل مخففاً مَاضِيا فِي شعر ذِي الرمة وَهُوَ قَوْله: الطَّوِيل

(إِذا الصَّيف أجلى عَن تشَاء من النَّوَى

أملت اجْتِمَاع الْحَيّ فِي صيف قَابل)

وَلَا غرو أَن لَا يحضر الشَّاهِد للْإنْسَان وَقت طلبه.

-

وَهَذَا الْبَيْت ذكره أَبُو حنيفَة الدينَوَرِي فِي كِتَابه فِي الأنواء وَذكره ابْن جني فِي الخاطريات. وَهُوَ فِي ديوَان ذِي الرمة مَشْهُور. اه.

وَأجَاب ابْن الشجري بقوله: وَأما قَوْله فِي أمل وآمل أَنَّهُمَا لَا يجوزان عِنْده لِأَنَّهُ لم يسمع فِي الْمَاضِي مِنْهُمَا أمل خَفِيف الْمِيم فليت شعري مَا الَّذِي سمع من اللُّغَة ووعاه حَتَّى أنكر أَن يفوتهُ هَذَا الْحَرْف وَإِنَّمَا يُنكر مثل هَذَا من أنعم النّظر فِي كتب اللُّغَة كلهَا ووقف على تركيب أم ل فِي كتاب الْعين للخليل وَكتاب الجمهرة لِابْنِ دُرَيْد والمجمل لِابْنِ فَارس وديوان الْأَدَب للفارابي وَكتاب الصِّحَاح للجوهري وَغير ذَلِك من كتاب اللُّغَة.

فَإِذا وقف على أُمَّهَات كتب هَذَا الْعلم الَّتِي استوعب كل كتاب مِنْهَا اللُّغَة أَو معظمها فَرَأى أَن هَذَا الْحَرْف قد فَاتَ أُولَئِكَ الْأَعْيَان ثمَّ سمع قَول كَعْب بن زُهَيْر:

ص: 150

سلم لكعب وأذعن لَهُ صاغراً فَكيف يَقُول: من لم يتولج سَمعه عشرَة أسطر من هَذِه الْكتب الَّتِي ذكرتها: لم أسمع أمل وَلم أسلم أَن يُقَال: مأمول.

وَأما قَوْله: إِنَّه لَا يجوز يأمل وَلَا مأمول إِلَّا أَن يسمعني الثِّقَة أمل فَقَوْل من لم يعلم بِأَنَّهُم قَالُوا:)

فَقير وَلم يَقُولُوا فِي ماضيه فقر وَلم يَأْتِ فعله إِلَّا بِالزِّيَادَةِ أفتراه يُنكر أَن يُقَال: فَقير لِأَن الثِّقَة لم يسمعهُ فقر وَلَعَلَّه يجْحَد أَن يَكُونُوا نطقوا بفقير وَقد ورد بِهِ الْقُرْآن فِي قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ:

إِنِّي لما أنزلت إِلَيّ من خير فَقير. وَهل إِنْكَار فَقير إِلَّا كإنكار مأمول بل إِنْكَار فَقير عِنْده أوجب لأَنهم لم يَقُولُوا فِي ماضيه إِلَّا افْتقر ومأمول قد نطقوا بماضيه بِغَيْر زِيَادَة. انْتهى كَلَام ابْن الشجري.

وَقد نقل ابْن هِشَام فِي شرح هَذِه القصيدة السُّؤَال والجوابين بِاخْتِصَار ثمَّ قَالَ: وَمن الْغَرِيب أَن هذَيْن الْإِمَامَيْنِ لم يستدلاً على مَجِيء آمل بالبيتين فِي هَذِه القصيدة أَحدهمَا الْبَيْت الشَّاهِد وَثَانِيهمَا قَوْله: وَقَالَ كل خَلِيل كنت آمله بل تكلّف ابْن الجواليقي وَأنْشد قَول شَاعِر آخر.

وَقَول ابْن الشجري إِنَّه لم يسمع فقر اعْتمد فِيهِ على كَلَام سِيبَوَيْهٍ والأكثرين. وَذكر ابْن مَالك أَن جمَاعَة من أَئِمَّة اللُّغَة نقلوا مَجِيء

ص: 151

فقُر وفَقِر بِالضَّمِّ وَالْكَسْر وَأَن قَوْلهم فِي التَّعَجُّب مَا أفقره مَبْنِيّ على ذَلِك وَلَيْسَ بشاذ كَمَا زَعَمُوا. اه.

وَقَوله: أَن تَدْنُو سكنت الْوَاو للضَّرُورَة أَو أهملت أَن حملا على مَا المصدرية وَهِي مَعَ مدخولها فِي تَأْوِيل مُفْرد مَنْصُوب تنازعه الفعلان فأعمل الثَّانِي وَحذف مفعول الأول كَمَا هُوَ الأولى عِنْد الْبَصرِيين. ومودتها: فَاعل تَدْنُو وَالضَّمِير لسعاد. والمودة: مُرَاعَاة الصُّحْبَة.

وَقَوله: وَمَا إخال الْوَاو للاستئناف وَكسر همزَة إخال فصيح اسْتِعْمَالا شَاذ قِيَاسا وَفتحهَا لُغَة أَسد.

وَقَوله: لدينا مِنْك تنويل قَالَ الْبَغْدَادِيّ: تنويل مُبْتَدأ ولدينا خَبره ومنك: حَال من تنويل وَكَانَ صفته فَلَمَّا تقدمه صَار حَالا مِنْهُ.

وَمن فِيهِ لابتداء الْغَايَة. ولدى ظرف مَكَان غير مُتَمَكن بِمَنْزِلَة عِنْد لَا يجر إِلَّا بِمن. وتنويل: تفعيل من النوال وَهُوَ الْعَطاء وَكَأَنَّهُ كنى بِهِ عَن وَصلهَا. وَفِي

مِنْك الْتِفَات من الْغَيْبَة إِلَى الْخطاب. اه.

وَجوز ابْن هِشَام ارْتِفَاع تنويل بِأحد الظرفين لاعتماده على النَّفْي وَتَكون جملَة إخال: مُعْتَرضَة كَقَوْلِه: المنسرح)

وَلم يبين مَا مَوضِع الظّرْف الآخر من الْإِعْرَاب وَجوز أَيْضا أَن يكون كل مِنْهُمَا أَو كِلَاهُمَا خَبرا عَن تنويل والمسوغ إِمَّا تقدم النَّفْي

ص: 152

أَو تقدم الْخَبَر. وَإِذا قدر الظرفان خبرين قدر لكل مِنْهُمَا مُتَعَلق يَخُصُّهُ.

وَإِذا قدر الْخَبَر الأول فالظرف الثَّانِي إِمَّا مُتَعَلق بِهِ أَو بمتعلقه الْمَحْذُوف على الْخلاف الْمَشْهُور فِي أَن الْعَمَل للظرف أَو للاستقرار. وَإِمَّا حَال فَيتَعَلَّق بِمَحْذُوف وَصَاحب الْحَال إِمَّا الضَّمِير الْمُسْتَتر فِي الظّرْف الأول لِأَن الصَّحِيح أَن الظّرْف يتَحَمَّل ضميراً منتقلاً إِلَيْهِ من الِاسْتِقْرَار الْمَحْذُوف.

وَإِمَّا نفس التنويل وعامله على هَذَا الِاسْتِقْرَار الْمُقدر لَا الِابْتِدَاء لِأَن الْحَال إِنَّمَا يعْمل فِيهَا الْفِعْل أَو شبهه أَو مَعْنَاهُ.

وَإِذا قدر الْخَبَر الظّرْف الثَّانِي كَانَ الظّرْف الأول مُتَعَلقا بِهِ وَجَاز تَقْدِيمه عَلَيْهِ للاتساع فِي الظّرْف.

وَكَعب بن زُهَيْر صَحَابِيّ تقدم نسبه فِي تَرْجَمَة وَالِده فِي الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثِينَ بعد الْمِائَة.

وَقَالَ ابْن عبد الْبر فِي الِاسْتِيعَاب: كَانَ كَعْب بن زُهَيْر شَاعِرًا مجوداً كثير الشّعْر مقدما فِي طبقته هُوَ وَأَخُوهُ بجير وَكَعب أشعرهما وأبوهما زُهَيْر فَوْقهمَا.

-

قَالَ خلف الْأَحْمَر: لَوْلَا قصائد لزهير مَا فضلته على ابْنه كَعْب. ولكعب ابْن شَاعِر اسْمه عقبَة ولقبه المضرب لِأَنَّهُ شَبَّبَ بِامْرَأَة فَضَربهُ أَخُوهَا بِالسَّيْفِ ضربات كَثِيرَة فَلم يمت. وَله ابْن أَيْضا يُقَال لَهُ الْعَوام شَاعِر.

وَمِمَّا يستجاد لكعب قَوْله: الْبَسِيط

(لَو كنت أعجب من شَيْء لأعجبني

سعي الْفَتى وَهُوَ مخبوء لَهُ الْقدر)

ص: 153

(يسْعَى الْفَتى لأمور لَيْسَ يُدْرِكهَا

فَالنَّفْس وَاحِدَة والهم منتشر)

(والمرء مَا عَاشَ مَمْدُود لَهُ أمل

لَا تَنْتَهِي الْعين حَتَّى يَنْتَهِي الْأَثر)

وَمِمَّا يستجاد لَهُ أَيْضا: السَّرِيع

(إِن كنت لَا ترهب ذمِّي لما

تعرف من صفحي عَن الْجَاهِل)

(فاخش سكوتي إِذْ أَنا منصت

فِيك لمسموع خنا الْقَائِل)

(وَالسَّامِع الذَّم شريك لَهُ

ومطعم الْمَأْكُول كالآكل)

مقَالَة السوء إِلَى أَهلهَا أسْرع من منحدر سَائل)

(وَمن دَعَا النَّاس إِلَى ذمه

ذموه بِالْحَقِّ وبالباطل)

وَسبب إِسْلَام كَعْب وَخبر هَذِه القصيدة مَذْكُور فِي كتب السّير وَالْأَخْبَار لَا سِيمَا فِي شرحيهما للبغدادي وَابْن هِشَام.

ص: 154

وَمُلَخَّصه على مَا نَقله الْبَغْدَادِيّ عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء: أَن زهيراً قَالَ لِبَنِيهِ:

إِنِّي رَأَيْت فِي مَنَامِي سَببا دُلي من السَّمَاء إِلَى الأَرْض فمددت يَدي لأتناوله ففاتني فَأَوَّلْته بِالنَّبِيِّ الَّذِي يبْعَث فِي هَذَا الزَّمَان وني لَا أدْركهُ فَمن أدْركهُ مِنْكُم فليؤمن بِهِ.

فَلَمَّا بعث الله مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم َ آمن بجير بن زُهَيْر وَأقَام كَعْب على الْكفْر والتشبيب بنساء الْمُسلمين فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ: لَئِن وَقع كَعْب بن زُهَيْر فِي يَدي لأقطعن لِسَانه.

وَكتب كَعْب أبياتاً أرسلها إِلَى بجير يوبخه على إِسْلَامه فَكتب بجير إِلَى كَعْب: إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قد أهْدر دمك فَإِن أسلمت ولقيته مُسلما طمعت لَك فِي النجَاة وَإِلَّا فَإِنِّي أحسبك لَا تنجو فَأسلم كَعْب وَقدم على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فأنشده هَذِه القصيدة فَأَمنهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ وَأَجَازَهُ بردته الشَّرِيفَة الَّتِي بِيعَتْ بِالثّمن الجزيل حَتَّى بِيعَتْ فِي أَيَّام الْمَنْصُور الْخَلِيفَة بمبلغ أَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم.

وَبقيت فِي خَزَائِن بني الْعَبَّاس إِلَى أَن وصل المغول وَجرى مَا جرى. وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال.

وَأنْشد بعده الْخَفِيف على

أَن اسْم إِن ضمير الشَّأْن حذف لضَرُورَة الشّعْر وَالتَّقْدِير: إِنَّه من يدْخل إِلَخ.

وَهَذَا الْبَيْت قد تقدم شَرحه فِي الشَّاهِد الثَّامِن وَالسبْعين.

ص: 155