الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَهُوَ مَوضِع آخر وَالله أعلم لِأَن الْبَدِيِّ الْمَذْكُور فِي الشواهد آهل يسكنهُ النَّاس ويرعونه.
أَقُول: قَول الْهَرَوِيّ: والبدي فِي غير هَذَا الْموضع: بلد يُرِيد: غير مَهْمُوز بِدَلِيل أَن كَلَامه فِي المهموز وَقَول الْبكْرِيّ آهل يسكنهُ النَّاس يُرِيد عَلَيْهِ بَيت هَذِه الْمُعَلقَة.
ورواسياً حَال من اسْم كَانَ لِأَنَّهُ فِي الْمَعْنى مفعول لأشبه وَصَرفه للضَّرُورَة. وأقدامها فَاعل رواسي جمع قدم.)
وَقَوله: أنْكرت باطلها
…
. إِلَخ هَذَا جَوَاب رب. قَالَ الزوزني: بَاء بِكَذَا: أقرّ بِهِ وَمِنْه قَوْلهم فِي الدُّعَاء: أَبُوء لَك بِالنعْمَةِ.
يَقُول: أنْكرت بَاطِل دعاوي تِلْكَ الرِّجَال الغلب وأقررت بِمَا كَانَ حَقًا مِنْهَا عِنْدِي أَي: فِي اعتقادي وَلم تَفْخَر عَليّ كرامها أَي: وَلم يغلبني بالفخر كرامها من قَوْلهم: فاخرته ففخرته أَي: غلبته بالفخر.
وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول: وَلم تفخرني كرامها وَلكنه ألحق عَليّ حملا
على معنى: وَلم تتعال عَليّ وَلم تتكبر عَليّ. قَالَه الزوزني.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد السبعمائة)
الرجز نضرب بِالسَّيْفِ وَنَرْجُو بالفرج
على أَن الْبَاء الثَّانِيَة زَائِدَة فِي المعفول بِهِ سَمَاعا.
قَالَ ابْن عُصْفُور فِي الضرائر: وَزِيَادَة الْبَاء هُنَا ضَرُورَة. قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شرح أدب الْكَاتِب: إِنَّمَا عدى الرَّجَاء بِالْبَاء لِأَنَّهُ بِمَعْنى الطمع والطمع يتَعَدَّى بِالْبَاء كَقَوْلِك: طمعت بِكَذَا.
قَالَ الشَّاعِر: الطَّوِيل
(طمعت بليلى أَن تجود وَإِنَّمَا
…
تقطع أَعْنَاق الرِّجَال المطامع)
وَقَالَ فِي شرح أبياته:
وَزَاد يَعْقُوب قبله: نَحن بني جعدة أَرْبَاب الفلج وَنحن: مُبْتَدأ وأرباب: خَبره وَبني جعدة: مَنْصُوب على الِاخْتِصَاص وَرُوِيَ بِالرَّفْع أَيْضا.
والفلج بِفَتْح الْفَاء وَاللَّام. قَالَ أَبُو عبيد فِي مُعْجم مَا استعجم: مَوضِع لبني قيس وَهُوَ فِي أَعلَى بِلَاد قيس.
قَالَ الراجز:
(نَحن بَنو جعدة أَرْبَاب الفلج
…
نضرب بالبيض وَنَرْجُو بالفرج)
وَأَصله النَّهر الصَّغِير. انْتهى.)
وَالْبيض بِالْكَسْرِ: السيوف أَي: نُقَاتِل بِالسُّيُوفِ. وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الْبلدَانِ: الفلج مَدِينَة بِأَرْض الْيَمَامَة لبني جعدة وقشير ابْني كَعْب بن ربيعَة بن عَامر بن صعصة كَمَا أَن حجرا مَدِينَة بني ربيعَة بن نزار بن معد بن عدنان.
قَالَ الْجَعْدِي:
…
(نَحن بَنو جعدة أَرْبَاب الفلج
…
نَحن منعنَا سبله حَتَّى اعتلج)
وَقَالَ ابْن السَّيِّد: الفلج الْجَارِي من الْعين. والفلج: الْبِئْر الْكَبِير عَن ابْن كناسَة.
-
وَمَاء فلج: جَار قَالَ عبيد: مخلع الْبَسِيط
(أَو فلج مَا بِبَطن وَاد
…
للْمَاء من تَحْتَهُ قسيب)
انْتهى.
وتوهم الدماميني فِي شرح الْمُغنِي أَن الفلج هُنَا بِمَعْنى الظفر. قَالَ: وَالظَّاهِر أَن المُرَاد بالفلج: الظفر والفوز لَكِن لم يحك صَاحب الصِّحَاح غير سُكُون اللَّام فَيحْتَمل أَن يكون الشَّاعِر فتحهَا اتبَاعا لفتحة الْفَاء للضَّرُورَة. هَذَا كَلَامه.
وَتَبعهُ الْحلَبِي فِي شَرحه وَنقل كَلَامه وَزَاد عَلَيْهِ بِأَن صَنِيع صَاحب الْقَامُوس أَيْضا يَقْتَضِي سُكُون اللَّام. وَتَبعهُ شَيخنَا الشهَاب الخفاجي أَيْضا فِي شرح درة الغواص وَتعقبه: بِأَن فتح اللَّام لُغَة أَصْلِيَّة فِيهِ وتوقفه من عدم الإطلاع. ثمَّ نقل من شرح مقامات الزَّمَخْشَرِيّ لَهُ مَا يُؤَيّد كَونه بِالْفَتْح.
وَالْمَشْهُور: نَحن بَنو ضبة وَهُوَ من تَغْيِير النساخ وَالَّذِي فِيهِ ضبة قافية لامية وَهُوَ: الرجز نَحن بَنو ضبة أَصْحَاب الْجمل وَآخره: