الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ من بني سليم بِضَم السِّين: صَحَابِيّ رضي الله عنه. وَقد تقدّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد السَّابِع عشر من أَوَائِل الْكتاب.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الستمائة)
وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ: الطَّوِيل
(إذما تريني الْيَوْم أزجي ظعينتي
…
أصعد سيراً فِي الْبِلَاد وأفرع)
ف تريني مجزوم ب إذما بِحَذْف النُّون وَالْأَصْل ترينني فحذفت الأولى للجزم وَالثَّانيَِة نون الْوِقَايَة وَالْيَاء ضمير الْمُتَكَلّم وَجَزَاء الشَّرْط هُوَ الثَّانِي.
وَقد أنشدهما سِيبَوَيْهٍ مَعًا فَكَانَ يَنْبَغِي للشَّارِح الْمُحَقق إنشادهما كَذَلِك وَهُوَ: الطَّوِيل.
(فَإِنِّي من قوم سواكم وَإِنَّمَا
…
رجالي فهم بالحجاز وَأَشْجَع)
فجملة إِنِّي من قوم سواكم فِي مَحل جزم جَزَاء الشَّرْط وَالْفَاء للربط.
والبيتان لعبد الله بن همام السَّلُولي.
-
والإزجاء: السُّوق بالزاء الْمُعْجَمَة وَالْجِيم. يُقَال: أزجيت الْإِبِل إِذا سقتها. وظعينتي: مفعول أزجي. والظعينة: الْمَرْأَة مَا دَامَت فِي الهودج. وروى بدله: مطيتي. والمطية: الْبَعِير.
وَزعم بعض فضلاء الْعَجم فِي شرح أَبْيَات الْمفصل أَن ظعينتي منادى ومفعول أزجي مَحْذُوف تَقْدِيره: ركائبي.
وروى سِيبَوَيْهٍ: مزجى ظعينتي بِصِيغَة اسْم الْمَفْعُول فَيكون ظعينتي نَائِب الْفَاعِل وَذكر مزجى وَالْأَصْل مزجاة بِالْهَاءِ قَالَه ابْن المستوفي.
وَجُمْلَة: أزجي حَال من الْيَاء من تريني لَا مفعول ثَان لترى لِأَنَّهَا هُنَا بصرية. وَكَذَلِكَ مزجى حَال.
وَجُمْلَة: أصعد وأفرع تَفْسِير لأزجي وَبَيَان لَهُ. وَقَالَ ابْن المستوفي: أصعد مَوْضِعه النصب على الْحَال وَلَو جعل بَدَلا من مزجى على رِوَايَة من روى مطيتي جَازَ لِأَن معنى يزجي مطيته معنى يصعد فِي الْبِلَاد ويفرع.
قَالَ صَاحب الصِّحَاح: وأصعد فِي الْوَادي وَصعد فِي الْوَادي تصعيداً أَي: انحدر فِيهِ. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت فَيكون أفرع بِفَتْح الْهمزَة مُقَابلا لَهُ. قَالَ صَاحب الصِّحَاح: وفرعت الْجَبَل: صعدته وأفرعت فِي الْجَبَل: انحدرت.
قَالَ رجل من الْعَرَب: لقِيت فلَانا فارعاً مفرعاً يَقُول: أَحَدنَا مصعد وَالْآخر منحدر. وسيراً: مصدر فِي مَوضِع الْحَال.)
وَأنْشد الزَّمَخْشَرِيّ فِي الْمفصل المصراع الأول كَذَا: فَإنَّا تريني الْيَوْم على أَن مَا تزاد بعد إِن للتَّأْكِيد.
وَقَوله: فَإِنِّي من قوم سواكم.
فَإِن قيل: كَيفَ قَالَ سواكم وَهُوَ يُخَاطب امْرَأَة فَالْجَوَاب أَنه للتعظيم وَرُبمَا خوطبت الْمَرْأَة الْوَاحِدَة بخطاب جمَاعَة الذُّكُور مُبَالغَة فِي سترهَا فيعدل عَن الْإِفْرَاد والتأنيث إِلَى الْجمع والتذكير فيبعد عَن الضَّمِير لَهَا بمرتبتين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى حِكَايَة عَن مُوسَى: فَقَالَ لأَهله وَقَالَ
عمر بن أبي ربيعَة مُخَاطبا لامْرَأَة:
الْبَسِيط
(كم قد ذكرتك ل أجزى بذكركم
…
يَا أشبه النَّاس كل النَّاس بالقمر)
وَفهم بِالْمِيم لَا بالراء وَأَشْجَع: قبيلتان.
قَالَ الأعلم: انْتَمَى الشَّاعِر فِي النّسَب إِلَى فهم وَأَشْجَع وَهُوَ من سلول بن عَامر لأَنهم كلهم من قيس عيلان بن مُضر.
وَقَائِل هذَيْن الْبَيْتَيْنِ كَمَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَغَيره: عبد الله بن همام السَّلُولي.
وَهَذَا نسبه من الجمهرة: عبد الله بن همام بتَشْديد الْمِيم ابْن نُبَيْشَة بِضَم النُّون وَابْن ريَاح بِكَسْر الرَّاء بعْدهَا مثناة تحتية ابْن مَالك بن الهجيم بِالتَّصْغِيرِ ابْن حوزة بِالْحَاء الْمُهْملَة ابْن عُمَيْر بن مرّة بن صعصعة بن مُعَاوِيَة بن بكر بن هوَازن.
وَكَانَ يُقَال لعبد الله من حسن شعره: الْعَطَّار.
وسلول هِيَ بنت ذهل بن شَيبَان بن ثَعْلَبَة كَانَت امْرَأَة مرّة بن صعصة وَأَوْلَادهَا مِنْهُ ينسبون إِلَيْهَا.
وَعبد الله بن همام شَاعِر إسلامي من التَّابِعين. قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب الشُّعَرَاء: هُوَ من بني مرّة بن صعصعة من قيس عيلان.
وَبَنُو مرّة يعْرفُونَ ببني سلول وَهِي أمّهم وَهِي بنت ذهل بن شَيبَان من ثَعْلَبَة وهم رَهْط أبي مَرْيَم السَّلُولي كَانَ لَهُ صُحْبَة.
-
وَعبد الله هُوَ الْقَائِل فِي عريفهم:
المتقارب
(وَلما خشيت أظافيره
…
نجوت وأرهنته مَالِكًا)
(عريفاً مُقيما بدار الهوا
…
ن أَهْون عَليّ بِهِ هَالكا))
وَهُوَ الْقَائِل فِي الفلافس: الطَّوِيل
(أقلي عَليّ اللوم يَا ابْنة مَالك
…
وذمي زَمَانا سَاد فِيهِ الفلافس)
وساع من السُّلْطَان لَيْسَ بناصح ومحترس من مثله وَهُوَ حارس وَكَانَ الفلافس هَذَا على شرطة الْكُوفَة من قبل الْحَارِث بن عبد الله بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي أخي عمر بن أبي ربيعَة. وَخرج الفلافس مَعَ ابْن الْأَشْعَث فَقتله الْحجَّاج.
وَعبد الله هُوَ الْقَائِل ليزِيد بن مُعَاوِيَة يعزيه عَن أَبِيه: الْبَسِيط
(اصبر يزِيد فقد فَارَقت ذَا مقة
…
واشكر حباء الَّذِي بِالْملكِ رداكا)
…
(لَا رزء أعظم بالأقوام قد علمُوا
…
مِمَّا رزئت وَلَا عُقبى كعقباكا)
(أَصبَحت راعي أهل الدَّين كلهم
…
فَأَنت ترعاهم وَالله يرعاكا)
وَأنْشد
بعده: الطَّوِيل كَبِير أنَاس فِي بجاد مزمل على أَن قَوْله: مزمل جر لمجاورته الْمَجْرُور وَهُوَ أنَاس أَو بجاد ولولاه لرفع لِأَنَّهُ صفة لقَوْله: كَبِير.
وَقد تقدم شَرحه مفصل مُسْتَوفى فِي الشَّاهِد الْخمسين بعد الثلثمائة.
وَهُوَ عجز وصدره: كَأَن أَبَانَا فِي عرانين وبله وَالْبَيْت من معلقَة امْرِئ الْقَيْس.
وَأنْشد بعده: الْخَفِيف
(فَمَتَى واغل يزرهم يحيو
…
هـ وَتعطف عَلَيْهِ كأس الساقي)
على أَنه فصل اضطراراً بَين مَتى ومجزومه فعل الشَّرْط بواغل ف واغل: فَاعل فعل مَحْذُوف يفسره الْمَذْكُور أَي: مَتى يزرهم واغل يزرهم. والواغل: الَّذِي يدْخل على من يشرب الْخمر وَلم يدع إِلَيْهَا وَهُوَ فِي الشَّرَاب بِمَنْزِلَة الوارش فِي الطَّعَام وَهُوَ الطفيلي.