الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطَّوِيل
(فليت لنا من مَاء زَمْزَم شربة
…
مبردة باتت على طهيان)
على أَن من قد تَأتي للبدل. أَي: فليت لنا شربة بدل مَاء زَمْزَم.
-
وطيهان بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة وَالْهَاء والمثناة التَّحْتِيَّة: جبل. وَرَوَاهُ الصَّاغَانِي فِي الْعباب: باتت على الْهِمْيَان وَقَالَ: هَكَذَا الرِّوَايَة والنحاة يَرْوُونَهُ: على طهيان. والهميان: قَوَائِم من صَخْر شاخصة فِي بِلَاد غطفان.
وأنشده فِي مَادَّة برد قَالَ: وَبَردت المَاء تبريداً وَلَا يُقَال: أبردته إِلَّا فِي لُغَة رَدِيئَة. وَنسب الْبَيْت إِلَى الْأَحْوَال الْكِنْدِيّ. وَهَذَا خلاف مَا عَلَيْهِ الروَاة فَإِنَّهُم قَالُوا: إِن الْبَيْت آخر قصيدة ليعلى الْأَزْدِيّ تقدّمت فِي الشَّاهِد الثَّالِث والثمانين بعد الثلثمائة.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد السبعمائة)
(لَا تنتهون وَلنْ ينْهَى ذَوي شطط
…
كالطعن يهْلك فِيهِ الزَّيْت والفتل)
على أَنه لَو صَحَّ قَول المُصَنّف فِي تَوْجِيه كَلَام الْعَرَب: قد كَانَ من مطر بِأَن أَصله: قد كَانَ شَيْء من مطر فَحذف الْفَاعِل الْمَوْصُوف بالظرف لجَاز أَن تكون الْكَاف فِي هَذَا الْبَيْت حرف جر وَيكون الْفَاعِل
محذوفاً وَقد أقيم الظّرْف مقَامه فَلَا يَصح الِاسْتِدْلَال بِالْبَيْتِ على أَن الْكَاف اسْم مَعَ أَنَّهَا اسْم وجوبا فِي الْبَيْت.
وَقد رد ابْن السراج فِي الْأُصُول مَا ذكره المُصَنّف قَالَ: فِي الْكَلَام والأشعار مَا يُوجب للكاف أَنَّهَا اسْم.
-
قَالَ الْأَعْمَش: أتنتهون وَلَا ينْهَى ذَوي شطط
…
...
…
...
…
الْبَيْت فالكاف هِيَ الفاعلة. فَإِن قَالَ الْقَائِل: إِنَّمَا هِيَ نعت لمَحْذُوف أَرَادَ شَيْء كالطعن وَهِي حرف. قيل لَهُ: إِنَّمَا يخلف الِاسْم وَيقوم مقَامه مَا كَانَ اسْما مثله نَحْو: جَاءَنِي عَاقل ومررت بظريف. وَلَيْسَ بالْحسنِ إِلَّا فِيمَا يشكل من النعوت وَلَو كَانَ غير الِاسْم يخلفها لصلح أَن تَقول: جَاءَنِي يقوم وَكلمت يضْرب تُرِيدُ إنْسَانا ورجلاً وَنَحْو ذَلِك. وَكَذَلِكَ يلزمك أَن تَقول: جَاءَنِي)
فِي الدَّار تُرِيدُ: رجل فِي الدَّار. انْتهى.
وَالْبَيْت من قصيدة للأعشى مَيْمُون تقدم بَعْضهَا فِي الشَّاهِد التَّاسِع والثلاثني بعد الستمائة.
وَقَبله: الْبَسِيط
(إِنِّي لعمر الَّذِي حطت مناسمها
…
تخدي وسيق إِلَيْهِ الباقر الغيل)
(لَئِن قتلتم عميداً لم يكن صدداً
…
لَنَقْتُلَنَّ مثله مِنْكُم فنمتثل)
(وَإِن منيت بِنَا عَن غب معركة
…
لَا تلفنا عَن دِمَاء الْقَوْم ننتفل)
(لَا تنتهون وَلنْ ينْهَى ذَوي شطط
…
كالطعن يهْلك فِيهِ الزَّيْت والفتل)
(حَتَّى يظل عميد الْقَوْم مرتفقاً
…
يدْفع بِالرَّاحِ عَنهُ نسْوَة عجل
)
(أَصَابَهُ هندواني فأقصده
…
أوذابل من رماح الْخط معتدل)
قَوْله: إِنِّي لعمر الَّذِي
…
إِلَخ اللَّام للتوكيد وعَمر بِالْفَتْح مُبْتَدأ خَبره مَحْذُوف يقدر بعد تَمام الْبَيْت تَقْدِيره قسمي. وَعمر مُضَاف إِلَى الَّذِي بِتَقْدِير مَوْصُوف أَي: لعمر الله الَّذِي. وَمعنى لعمر الله: أَحْلف بِبَقَاء الله ودوامه.
وَالْبَيْت الَّذِي بعده جَوَاب الْقسم وَالْقسم وَجَوَابه خبر إِنِّي. وحطت بِالْحَاء الْمُهْملَة بِمَعْنى اعتمدت. ومناسمها فَاعله والمناسم: جمع منسم كمجلس وَهُوَ طرف خف الْإِبِل. وَالضَّمِير الْمُؤَنَّث ضمير الْإِبِل وَإِن لم يجر لَهَا ذكر لِأَن المناسم تدل عَلَيْهَا.
والعائد إِلَى الَّذِي مَحْذُوف تَقْدِيره إِلَيْهِ أَي: إِلَى بَيته وَيدل عَلَيْهِ مَا بعده. وتخدي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْملَة أَي: تسير سيراً شَدِيدا وفاعله ضمير المناسم فِيهِ وَالْجُمْلَة حَال من المناسم. وَإسْنَاد الخدي إِلَى المناسم مجَاز عَقْلِي وَفِي الْحَقِيقَة إِنَّمَا هُوَ لِلْإِبِلِ.
وروى أَبُو عُبَيْدَة: لَهُ بدل تخدي فالعائد حِينَئِذٍ مَذْكُور.
وَقَوله: وسيق عطف على حطت أَي: وَعمر الَّذِي سيق إِلَيْهِ. والباقر نَائِب فَاعل سيق وَهُوَ اسْم جمع مَعْنَاهُ جمَاعَة الْبَقر.
والغيل بِضَمَّتَيْنِ: جمع غيل بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة بِمَعْنى الْكثير.
يُرِيد: إِنِّي أقسم بِاللَّه الَّذِي تسرع الْإِبِل إِلَى بَيته ويساق إِلَيْهِ الْهَدْي.
والخطيب التبريزي لم يَأْتِ فِي شرح هَذَا الْبَيْت بِشَيْء مَعَ أَنه اخْتلفت الروَاة فِيهِ وَخطأ الْعلمَاء بَعضهم بَعْضًا فِيهِ.)
وَقد روى أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن حَمْزَة الْبَصْرِيّ فِي أول كِتَابه: التَّنْبِيهَات على
أغلاط الروَاة. مَا وَقع للأئمة الْأَعْلَام من الردود وتخطئة بَعضهم بَعْضًا فَلَا بَأْس بإيراده قَالَ:
وَنقل إِلَيْنَا من غير وَجه أَن أَبَا عَمْرو الشَّيْبَانِيّ قَالَ: روى أَبُو عُبَيْدَة بَيت الْأَعْشَى: وسيق إِلَيْهِ الباقر العَثلُ أَي: بِعَين مُهْملَة وثاء مُثَلّثَة مفتوحتين فَأرْسلت إِلَيْهِ: صحفت إِنَّمَا هُوَ الغيل أَي: وروى عَنهُ أَيْضا أَنه قَالَ: الغيل: السمان من قَوْلهم: ساعد غيلٌ. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يروي هَذَا الْبَيْت.
(إِنِّي لعمر الَّذِي حطت مناسمها
…
تخدي وسيق إِلَيْهِ الباقر العثل)
وَحكى ابْن قُتَيْبَة أَن أَبَا حَاتِم قَالَ: سَأَلت الْأَصْمَعِي عَنهُ فَقَالَ: لم أسمع بالعثل إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْت. وَلم يفسره. قَالَ: وَسَأَلت أَبَا عُبَيْدَة عَنهُ فَقَالَ: العثل: الْكثير.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة: وخبرنا غَيره أَن الْأَصْمَعِي كَانَ يروي: وجد عَلَيْهَا النافر الْعجل يُرِيد: النفار من منى. والنافر لَفظه لفظ وَاحِد وَهُوَ معنى جمع. وَقد اخْتلف عَنهُ فِي الْعجل فَقَالَ بعض: العُجُل بِضَم الْعين وَقَالَ بعض العِجِل أَي: فتح فَكسر وَجعله وَصفا لوَاحِد.
قَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَة: حطت مناسمها بِالْحَاء غير مُعْجمَة وَقَالَ: يَعْنِي حطاطها فِي السّير وَهُوَ الِاعْتِمَاد. وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي: خطت مناسمها بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي: شقَّتْ التُّرَاب.
-
وَأنْشد للنابعة: الْكَامِل فَمَا خططت غباري أَي: شققته. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: حطت خطأ.
فَانْظُر إِلَى اخْتلَافهمْ فِي هَذَا الْبَيْت. ورد بَعضهم على بعض ومراسلة أبي عَمْرو أَبَا عُبَيْدَة فِيهِ.
وَقد أصَاب أَبُو عَمْرو فِي الغيل وصحف أَبُو عُبَيْدَة لِأَن لتفسيري أبي عَمْرو وَجْهَيْن صَحِيحَيْنِ معروفين وَتَفْسِير أبي عُبَيْدَة غير مسموع من غَيره وَلَا مَعْرُوف.
وَلَا تلتفتن إِلَى قَول ابْن دُرَيْد: نعم عَثلٌ وعثِلٌ: كثير وَلَا إِلَى قَوْله: العَثَل: الغلظ والفخامة عَثِلَ يَعثَل عَثلاً. وكل كثير عَثَل. فَكل هَذَا عَن أبي عُبَيْدَة.
وَأصَاب أَبُو عُبَيْدَة فِي حطت لِأَنَّهُ وَجه صَحِيح وَأَخْطَأ الْأَصْمَعِي فِي قَوْله: حطت بِالْمُهْمَلَةِ)
خطأ. وَلِأَن تكون مُعْتَمدَة فِي سَيرهَا بمناسمها خير من أَن تكون خاطة. والحظ بِالْمُهْمَلَةِ: الِاعْتِمَاد يُقَال: حَطَّ يحُطُّ حطَّاً إِذا اعْتمد. وَلما لم يعرفهُ الْأَصْمَعِي رده.
قَالَ عَمْرو بن الْأَهْتَم: الطَّوِيل
(ذَرِينِي فَإِن الشَّيْخ يَا أم هَيْثَم
…
لصالح أَخْلَاق الرِّجَال سروق)
(ذَرِينِي وحطي فِي هواي فإنني
…
على الْحسب الزاكي الرفيع شفيق
)
وَمن هَذَا أَخذ: حط الْأَدِيم وَهُوَ صقله ودلكه وَذَاكَ لِأَن صاقله
يعْتَمد عَلَيْهِ. يُقَال: حطه يحطه حطاً فَهُوَ أَدِيم محطوط. والخشبة الَّتِي يصقل عَلَيْهَا يُقَال لَهَا: المحط.
(كَأَن محطاً فِي يَدي حارثية
…
صناع علت مني بِهِ الْجلد من عل)
شبه برْقَان بدنه لماء الشَّبَاب وترارته بالأديم المصقول. انْتهى مَا أرده أَبُو الْقَاسِم.
وَقَالَ العسكري فِي كتاب التَّصْحِيف: وَقد رووا بَيْتا من شعر الْأَعْشَى على عشرَة أوجه وَهُوَ: إِنِّي لعمر الَّذِي حطت مناسمها
…
...
…
...
…
الْبَيْت وَذكرت الْأَوْجه ليعلم قدر عنايتهم بِالْعلمِ وَصرف اهتمامهم إِلَيْهِ. رَوَاهُ الْأَصْمَعِي: إِنِّي لعمر الَّذِي خطت بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة. وَرِوَايَة عسل عَنهُ بِالْحَاء غير الْمُعْجَمَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: خطت يَعْنِي أَنَّهَا تشق التُّرَاب. قَالَ: وَمثله قَول النَّابِغَة:
(أعلمت يَوْم عكاظ حِين لقيتني
…
تَحت العجاج فَمَا خططت غباري)
أَي: قصرت عَنهُ أَن تُدْرِكهُ. قَالَ: وَلَا يكون حطت لِأَن الحطاط
الِاعْتِمَاد فِي الزِّمَام. وَرَوَاهَا أَبُو عَمْرو: حطت بِالْحَاء وَقَالَ: هُوَ أَن يعْتَمد فِي أحد شقيه. وَرَوَاهُ: تخدي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَقَالَ: الباقر العيل بِعَين غير مُعْجمَة بعْدهَا بَاء تحتهَا نقطتان.
-
وَفِي رِوَايَة الزيَادي عَن الْأَصْمَعِي: الباقر العثل بِعَين وثاء فَوْقهَا ثَلَاث نقط وَفَسرهُ فَقَالَ: العثل والعنج وَاحِد وَهُوَ الْجَمَاعَة.
وَفِي رِوَايَة عسل: حطت بِالْحَاء غير الْمُعْجَمَة وَقَالَ: مَعْنَاهُ أسرعت. قَالَ: والعثل الْكَبِير الثقيل: يُقَال: انْكَسَرت يَده ثمَّ عثلت تثعل أَي: ثقلت عَلَيْهِ. هَذِه رِوَايَة الْأَصْمَعِي. وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَة: حطت بِالْحَاء وَهُوَ الِاعْتِمَاد فِي أحد شقيها إِذا سَارَتْ.
وروى: العثل وَقَالَ: هِيَ القطيع وَالْجَمَاعَات يُقَال: ذَلِك فِي النَّاس وَالْإِبِل. وَكَذَلِكَ العثج وَلم يعرف الغيل.)
وَرَوَاهُ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: الغيل بغين مُعْجمَة وَتَحْت الْيَاء نقطتان وَفَسرهُ بالكثير وَقَالَ: يُقَال: مَاء غيل إِذا كَانَ كثيرا. والغيل أَيْضا السمان. يُقَال: ساعد غيل إِذا كَانَ ممتلئاً رياً.
قَالَ: وروى أَبُو عُبَيْدَة: العثل بالثاء منقوطة بِثَلَاث فَأرْسلت إِلَيْهِ: أَن قد صحفت إِنَّمَا هُوَ الغيل.
وروى بَعضهم عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: الرِّوَايَة: وجد عَلَيْهَا النافر الْعجل بِالْجِيم. والنافر بالنُّون وَالْفَاء. أَي: خطت مناسمها تخدي ذَاهِبَة ثمَّ جدت عَلَيْهَا النفار من منى حَيْثُ نفروا.
وَقَالَ أَبُو الْحباب: قلت لَهُ: إِنَّمَا قَالَ النافر وَهُوَ وَاحِد ثمَّ قَالَ الْعجل فَقَالَ: كَقَوْلِك: يَا أَيهَا الرجل وكلكم ذَلِك الرجل. وَكَثِيرًا مَا يَجِيء الْوَاحِد فِي معنى الْجَمِيع.
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام عَن أَصْحَابه خطت بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَقَالَ: يَعْنِي أَنَّهَا تشق التُّرَاب. قَالَ: فَمَا خططت غباري
يَعْنِي مَا شققته أَي: قصرت عَنهُ وَلم تُدْرِكهُ. وروى بَعضهم حطت مناسمها تحدى بحاء مُهْملَة بَدَلا من تخدي.
فَانْظُر إِلَى هَذَا الْبَيْت وَكم تَعب من الروَاة وَالْعُلَمَاء وَاحْتَمَلُوهُ لطلب الْفَائِدَة فِيهِ. انْتهى كَلَام العسكري.
وَقَوله: لَئِن قتلتم
…
إِلَخ اللَّام هِيَ الموطئة للقسم. وَقَوله: لَنَقْتُلَنَّ جَوَاب الْقسم وَجَوَاب الشَّرْط مَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ جَوَاب الْقسم.
وَقَوله: وَإِن منيت بِنَا
…
. إِلَخ يَأْتِي إِن شَاءَ الله شَرحه فِي الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ بعد التسْعمائَة فِي حُرُوف الشَّرْط. وَالْخطاب ليزِيد بن مسْهر الشَّيْبَانِيّ فَإِنَّهُ كَانَ أغوى بني سيار فِي أَن يقتلُوا سيداً من رَهْط الْأَعْشَى على مَا تقدم سَببه هُنَاكَ.
والعميد: السَّيِّد الَّذِي يعمد أَي: يقْصد. والصدد بقتحتين: المقارب.
وَقَوله: فنمتثل أَي: نقْتل الأمثل. وأماثل الْقَوْم: خيارهم. يَقُول: وَالله إِن قتلتم منا دون السَّيِّد لنقتل أمثلكم.
وَقَوله: لَا تنتهون
…
إِلَخ أَي: لَا تنزجرون.
وَقَوله: وَلنْ ينْهَى
…
إِلَخ الْبَيْت: جملَة مُعْتَرضَة بَين لَا تنتهون وَبَين مُتَعَلّقه وَهُوَ حَتَّى يظل)
الْبَيْت الْآتِي. وَزعم الْعَيْنِيّ أَن الْجُمْلَة حَالية. وعذره أَنه لم ينشد الْبَيْت الَّذِي
بعده.
ويروى: أتنتهون بالاستفهام الإنكاري وَلنْ ينْهَى بِفَتْح الْهَاء وَذَوي مفعول مقدم. يُقَال: ينهاه أَي: يزجره ويمنعه.
والشطط بِفتْحَتَيْنِ: الْجور وَالظُّلم. فِي الْمِصْبَاح: شط فلَان فِي حكمه شطوطاً وشططاً: جَار وظلم. وشط فِي القَوْل شططاً وشطوطاً: أغْلظ فِيهِ. وشط فِي السّوم: أفرط. والجميع من بَابي ضرب وَقتل.
وَالْكَاف من قَوْله كالطعن اسْم فَاعل ينْهَى والطعن مُضَاف إِلَيْهِ وَهُوَ
مصدر طعنه بِالرُّمْحِ طَعنا من بَاب قتل.
وَيهْلك بِكَسْر اللَّام من بَاب ضرب. وَجُمْلَة: يهْلك
…
إِلَخ صفة لِلطَّعْنِ لِأَن اللَّام فِيهِ للْجِنْس. والفتل بِضَمَّتَيْنِ: جمع فَتِيلَة أَرَادَ فَتِيلَة الْجراحَة.
وَالْمعْنَى: لَا ينْهَى أَصْحَاب الْجور مثل طعن جائف أَي: نَافِذ إِلَى الْجوف يغيب فِيهِ الزَّيْت والفتل. يُرِيد أَنه لَا يمْنَع الجائرين من الْجور إِلَّا الْقَتْل.
وَقَوله: حَتَّى يظل
…
إِلَخ حَتَّى جَارة بِمَعْنى إِلَى مُتَعَلقَة بقوله: لَا تنتهون. ويظل بِمَعْنى يسْتَمر والمرتفق: الطَّالِب الرِّفْق والإعانة. والراح: جمع رَاحَة الْيَد. والعجل بِضَمَّتَيْنِ جمع عجول وَهِي الثكلى.
يَقُول: حَتَّى يظل سيد الْحَيّ تدفع عَنهُ النِّسَاء بأكفهن لِئَلَّا يقتل لِأَن من يدْفع عَنهُ من الرِّجَال قتل.
وَقيل الْمَعْنى: يدفعن لِئَلَّا يُوطأ بعد الْقَتْل. وَهُوَ الْمُنَاسب لقَوْله: أَصَابَهُ هندواني أَي: سيف مَنْسُوب إِلَى الْهِنْد.
وأقصده: قَتله مَكَانَهُ. وذابل هُوَ الرمْح. والخط بِالْفَتْح: مَوضِع بِالْيَمَامَةِ تنْسب إِلَيْهِ الرماح وَهِي لَا تنْبت بالخط إِنَّمَا هُوَ سَاحل للسفن الَّتِي تحمل القنا إِلَيْهِ وتعمل بِهِ.