الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: ما يُعجِبني. كأنه ذهب إلى التلبية من وراء الجدر.
وقال في رواية المرُّوذي
(1)
: التلبية إذا برز عن البيوت.
فإن كان الإحرام في مسجد في البرِّية أو في قرية
…
(2)
.
الفصل الثالث
أن الإحرام ينعقد بمجرد النية عند أصحابنا
.
قال أحمد في رواية الأثرم
(3)
: الرجل يكون محرمًا بالنية إذا عقد على الإحرام، وحديث قيس بن سعد أنه نظر إلى هَدْيِه مقلَّدًا
(4)
، فقال: ذاك كان قد عقد الإحرام بتقليده الهدي، وكان ابن عمر لا يسمِّي حجًّا ولا عمرة
(5)
. وقد يكون الرجل محرمًا بغير تلبية إذا عزم على الإحرام، وقد يلبّي الرجل ولا يُحرِم ولا يكون عليه شيء وهو يعزم على الإحرام، فإذا انبعثت به راحلته لبَّى.
(1)
المصدر نفسه (1/ 182).
(2)
بياض في النسختين.
(3)
كما في «التعليقة» (1/ 174).
(4)
في النسختين: «مقلد» . والحديث أخرجه البخاري في الجهاد والسير (2976) مختصرًا، وأخرجه البيهقي (6/ 362) بتمامه، ولفظه:«أن قيس بن سعد الأنصاري ــ وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ أراد الحج فرجَّل أحد شقَّي رأسه فقام غلام له فقلَّد هديه فنظر قيس وقد رَجَّل أحدَ شقَّي رأسه فإذا هديُه قد قُلِّد، فأهل بالحج ولم يُرجِّل شقَّ رأسه الآخر» . قال البيهقي: أخرجه البخاري فى «الصحيح» عن ابن أبي مريم عن الليث مختصرًا إلى قوله: «فرجَّل» وكان قصده من الحديث ذكر اللواء.
(5)
أخرجه سعيد بن منصور عن نافع عنه، كما في «القِرى لقاصد أم القُرى» (ص 177). وأخرج ابن أبي شيبة (15069) من رواية نافع أيضًا أنه قال:«تكفيك النية في الحج والعمرة إذا أردت أن تحرم» .
فصل
وقد استحب أصحابنا أن ينطق بما أحرم به، وقد تقدَّم نصه على ذلك في رواية المرُّوذي، فيقول: اللهم إني أريد العمرة فيسِّرْها لي، وتقبَّلْها مني.
لأن في حديث علي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم حين قال له: «كيف قلت حين فرضتَ الحج؟» قال: قلت: اللهم إني أُهِلُّ بما أهلَّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم
(1)
.
وفي حديث عمر
(2)
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أتاني آتٍ من ربي وقال: قل: عمرة في حجة» ، وفي لفظ:«عمرة وحجة»
(3)
. وفي حديث ابن عمر: «أُشهِدكم أني قد أوجبتُ عمرة، ثم قال: أُشهِدكم أني قد جمعتُ حجة مع عمرة»
(4)
.
واستحبوا الاشتراط، وهو منصوصه
(5)
أيضًا
…
(6)
.
وقال ابن أبي موسى
(7)
: يُستحبّ له الاشتراط، وهو أن يقول بعد التلبية: إن حبسني حابسٌ فمحلِّي حيث حبستَني.
وأكثر أصحابنا يقولون: ينطق بالاشتراط قبل التلبية.
(1)
رقم (1218).
(2)
سبق تخريجه، واللفظ الأول عند البخاري (1534، 2337) والثاني عنده (7343).
(3)
«وفي لفظ عمرة في حجة» ساقطة من ق.
(4)
أخرجه البخاري (1640، 1708).
(5)
انظر «التعليقة» (2/ 504).
(6)
بياض في النسختين.
(7)
في «الإرشاد» (ص 158).