الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ} هي الشعلة المضيئة. قرأ الكوفيون، ويعقوب:(بِشِهَابٍ) بالتنوين، جعلوا القبس نعتًا للشهاب، وقرأ الباقون: بغير تنوين على الإضافة (1).
{قَبَسٍ} هو العود الذي في أحد طرفيه نار، قال في (طه):{فَلَمَّا قَضَى} [الآية: 10] ترجِّيًا، وهنا (سَآتِيكُمْ) إخبارًا؛ لأن الراجي إذا قوي ترجيه، ربما حكم بوقوع الفعل، المعنى: أن موسى قال لزوجته لما ضربها الطلق، ورأى النار: اثبتوا مكانكم، سآتيكم بجزء منها.
{لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} تستدفئون من البرد، وكان ذلك في شدة الشتاء.
…
{فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
(8)}
.
[8]
{فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ} أي: بورك على من في طلب النار، وهو موسى عليه السلام {وَمَنْ حَوْلَهَا} وهم الملائكة، والمراد بالنار: النور؛ لأن موسى حسبه نارًا، وهذا تحية من الله عز وجل لموسى عليه السلام بالبركة؛ كما حيا إبراهيم على ألسنة الملائكة حين دخلوا عليه فقالوا:{قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} [هود: 73]، ثم نزه تعالى نفسه فقال:
(1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 478)، و"التيسير" للداني (ص: 167)، و"تفسير البغوي"(3/ 384)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 337)، و"معجم القراءات القرآنية"(4/ 336).