الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدُّ لِلشَّبَهِ. وَتَصِيرُ أُمَّ وَلَدٍ لَهُ، وَلَيْسَ لِلِابْنِ مُطَالَبَتُهُ بِشَيْءٍ مِنْ قِيمَتِهَا، وَلَا قِيمَةِ وَلَدِهَا وَلَا مَهْرِهَا. اهـ
مسألة [12]: الهبة في مرض الموت، هل تنفذ
؟
قال أبو محمد بن قدامة رحمه الله (8/ 271): الْعَطَايَا فِي مَرَضِ المَوْتِ بِمَنْزِلَةِ الْوَصِيَّةِ فِي أَنَّهَا تُعْتَبَرُ مِنْ الثُّلُثِ إذَا كَانَتْ لِأَجْنَبِيٍّ إجْمَاعًا، فَكَذَلِكَ لَا تَنْفُذُ فِي حَقِّ الْوَارِثِ. قَالَ ابْنُ المُنْذِرِ: أَجْمَعَ كُلُّ مَنْ أَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ حُكْمَ الْهِبَاتِ فِي المَرَضِ الَّذِي يَمُوتُ فِيهِ الْوَاهِبُ حُكْمُ الْوَصَايَا، هَذَا مَذْهَبُ المَدَنِي، وَالشَّافِعِيِّ وَالْكُوفِيِّ. انتهى المراد.
قال أبو عبد الله غفر الله له: ودليل المسألة حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما، أن رجلا أعتق ستة مملوكين له عند موته، لم يكن له مال غيرهم، فدعا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجزأهم أثلاثا، ثم أقرع بينهم، فأعتق اثنين، وأرق أربعة، وقال له قولا شديدا. أخرجه مسلم برقم (1668).
(1)
(1)
وانظر «الإشراف» (7/ 87).
924 -
وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ، وَيُثِيبُ عَلَيْهَا. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
(1)
925 -
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: وَهَبَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاقَةً، فَأَثَابَهُ عَلَيْهَا، فَقَالَ:«رَضِيت؟» قَالَ: لَا، فَزَادَهُ، فَقَالَ:«رَضِيت؟» قَالَ: لَا، فَزَادَهُ، فَقَالَ:«رَضِيت؟» قَالَ: نَعَمْ. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
(2)
(1)
أخرجه البخاري برقم (2585). من طريق عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة به.
ثم قال البخاري: لم يذكر وكيع ومحاضر .. عن عائشة.
وقال أبوداود: تفرد بوصله عيسى بن يونس، وهو عند الناس مرسل.
وقال أحمد: كان عيسى بن يونس يسند حديث الهدية، والناس يرسلونه.
وكذلك قال يحيى بن معين. وذكره الدارقطني في «التتبع» . انظر: «الفتح» (2585)، و «التهذيب» ترجمة عيسى بن يونس.
(2)
حسن لغيره. أخرجه أحمد (1/ 295)، وابن حبان (6384)، من طريق يونس المؤدب عن حماد ابن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس به. وفي آخره: فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لقد هممت أَنْ لَا أَتَّهِبَ هِبَةً إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي» .
وهذا الإسناد ظاهره الصحة، ولكنه معل، فقد رواه جماعة من أصحاب حماد عن حماد بإسناده بدون ذكر (ابن عباس) قال الدارقطني في «العلل» (11/ 33) وهو الأصح.
قلت: ويؤيده أن ابن عيينة تابع حماد بن زيد على رواية الإرسال. أخرجه البزار كما في «كشف الأستار» (1939)، والحميدي (1052).
ويؤيده أيضًا أن ابن طاوس تابع عمرو بن دينار، فرواه عن طاوس مرسلا. أخرجه عبدالرزاق (16521). فالصحيح أن الحديث من مراسيل طاوس، والله أعلم.
وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
أخرجه عبدالرزاق (16522)، وأحمد (7363)، والحميدي (1051) من طريق ابن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة به. ولفظ أحمد وعبدالرزاق مختصر.
وهذا الإسناد فيه ضعف بسبب رواية ابن عجلان عن المقبري، وقد ضعفها القطان والنسائي. ولكن ابن عجلان قد توبع. فقد رواه أبومعشر نجيح بن عبدالرحمن عن سعيد المقبري عن أبي هريرة بنحوه، وليس فيه تكرار الإثابة ثلاث مرات، بل فيه أنه أثابه (ست بكرات) أخرجه أحمد (7918)، عن يزيد بن هارون عن أبي معشر به. وأبومعشر ضعيف. وتابعه أيضًا أيوب بن أبي مسكين أبوالعلاء فرواه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، كما رواه أبومعشر. وأيوب بن أبي مسكين صدوق له أوهام.
قال أبوعبدالله: الحديث حسن عن أبي هريرة بهذه الطرق، ويزداد قوة بمرسل طاوس المتقدم، والله أعلم.