المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

151 - (1) ‌ ‌راجح الحلي راجح بن إسماعيل بن أبي القاسم الحلي - فوات الوفيات - جـ ٢

[ابن شاكر الكتبي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الراء

- ‌راجح الحلي

- ‌أبو حكيمة الكاتب

- ‌الأقطع أمير العرب

- ‌رتن الهندي

- ‌حرف الزاي

- ‌قتيل الريم

- ‌أبو عمرو بن العلاء

- ‌زياد الأعجم

- ‌زياد بن أبيه

- ‌زيادة الله بن الأغلب

- ‌زيد بن زين العابدين

- ‌حرف السين

- ‌أبو العباس الشاعر الأعمى

- ‌عبد بني الحسحاس

- ‌الظاهر الجزري

- ‌ابن الدجاجي الواعظ

- ‌سعد الدين الفارقي

- ‌سعدون المجنون

- ‌ابن مكي النيلي المؤدب

- ‌الناجم الشاعر

- ‌أبو عثمان الخالدي

- ‌أبو الربيع الأربلي

- ‌سليمان القرمطي

- ‌المستعين الأموي

- ‌أبو الوليد الباجي

- ‌أسد الدين ابن موسك

- ‌عون الدين ابن العجمي

- ‌سليمان ابن عبد الملك الخليفة

- ‌سليمان بن علي الهاشمي

- ‌معين الدين البرواناه

- ‌العفيف التلمساني

- ‌الزين الحافظي

- ‌ابن الطراوة المالقي

- ‌أبو الربيع بن سالم

- ‌أبو الفضل الحوراني

- ‌تقي الدين المقدسي الجماعيلي

- ‌سهل بن هارون

- ‌سلار الصالحي المنصوري

- ‌حرف الشين

- ‌سبط ابن عبد الظاهر

- ‌أبو اليسر كاتب نور الدين

- ‌شبل الطائي

- ‌تقي الدين الطيب

- ‌ابن أسد المصري

- ‌شعيب المغربي

- ‌شقيق البلخي

- ‌أبو الهيجاء بن أبي الفوارس

- ‌ضياء الدين القناوي

- ‌حرف الصاد

- ‌صاعد الطبيب

- ‌صالح ابن عبد القدوس

- ‌أبو البحر صفوان

- ‌حرف الضاد

- ‌وجيه الدين المناوي

- ‌حرف الطاء

- ‌أبو سعيد المستنجدي

- ‌جمال الدين الاربلي

- ‌البديع الدمشقي

- ‌أبو المعالي الواعظ

- ‌طلحة الطلحات

- ‌طلحة النعماني

- ‌طويس المغني

- ‌حرف الظاء

- ‌شرف الدين ابن هبيرة

- ‌حرف العين

- ‌المعتضد عباد

- ‌عبادة بن ماء السماء

- ‌عبادة المخنث

- ‌ابن المؤدب

- ‌ابن الخشاب

- ‌القائم بأمر الله

- ‌موفق الدين ابن قدامة

- ‌ابن البيطار

- ‌تقي الدين ابن تمام الحنبلي

- ‌أبو مسلم الخولاني

- ‌عبد الله بن جعفر

- ‌عبد الله بن الزبير

- ‌أبو القاسم الصقلي

- ‌أبو القاسم الدينوري الكاتب

- ‌محيي الدين بن عبد الظاهر

- ‌عبد الله بن علي العباسي

- ‌صفي الدين بن شكر

- ‌تقي الدين السروجي

- ‌جمال الدين بن غانم

- ‌الورن

- ‌السفاح

- ‌المنصور

- ‌الاحوص

- ‌المقتدي بأمر الله

- ‌الخفاجي

- ‌العطار

- ‌ابن البغدادي المغربي

- ‌ابن أبي الدنيا

- ‌الزوزني

- ‌المستعصم بالله

- ‌أمير المؤمنين المأمون

- ‌ابن المعتز

- ‌تاج الدين اليمني

- ‌ابن وهبون المرسي

- ‌عبد الحق ابن سبعين

- ‌ابن عطية المفسر

- ‌عبد الحق الاشبيلي

- ‌شمس الدين الخسروشاهي

- ‌عز الدين ابن أبي الحديد

- ‌الشيخ تاج الدين الفركاح

- ‌أبو سليمان الداراني

- ‌أبو حبيب المغربي

- ‌الصدفي مؤرخ مصر

- ‌أبو شامة

- ‌وضاح اليمن

- ‌الرشيد النابلسي

- ‌ابن أبي العاص الأموي

- ‌قاضي القضاة ابن بنت الاعز

- ‌ ابن المسجف

- ‌ابن أبي حاتم

- ‌ابن منده

- ‌فخر الدين ابن عساكر

- ‌الفراسي المغربي

- ‌الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر

- ‌أبو البركات ابن الأنباري

- ‌الداوودي

- ‌ابن دوست

- ‌ابن السنينيرة

- ‌ابن المنجم الواعظ المعري

- ‌ملك الأندلس الداخل

- ‌الزكي القوصي

- ‌القاضي نجم الدين ابن البارزي

- ‌ابن الاخوة

- ‌أبو القاسم القشيري

- ‌جمال الدين ابن شيث

- ‌الدخوار الطبيب

- ‌ابن الزويتينة

- ‌ابن الفوطي

- ‌أبو طالب المأموني

- ‌ابن برجان

- ‌مجد الدين ابن تيمية

- ‌عبد السلام الحنبلي

- ‌أبو محمد التكريتي

- ‌الجماهيري

- ‌أمين الدين ابن عساكر

- ‌عبد الصمد ابن المعذل

- ‌سيدوك الواسطي

- ‌الجليس ابن الجباب

- ‌الصفي الحلي

- ‌الشيخ عز الدين ابن عبد السلام

- ‌الرفيع الجيلي

- ‌شيخ الشيوخ عبد العزيز

- ‌ الزكي ابن أبي الإصبع

- ‌الحافظ زكي الدين المنذري

- ‌جمال الدين التبريزي

- ‌أبو بكر الجرجاني

- ‌الاستاذ أبو منصور

- ‌الشيخ عبد القادر الجيلي الحنبلي

- ‌الطائع لله

- ‌الرافعي

- ‌كريم الدين الكبير

- ‌صدر الدين الخجندي

- ‌موفق الدين عبد اللطيف

- ‌ابن عبدون

- ‌ابن حمود الحلبي

- ‌تقي الدين الاسنائي

- ‌عبد الملك ابن صالح

- ‌عبد الملك بن مروان

- ‌أبو الفضل ابن النطروني

- ‌الجلياني

- ‌شرف الدين الدمياطي

- ‌صفي الدين المغني

- ‌ابن الفقيه الموصلي

- ‌ابن برهان النحوي

- ‌أبو الرضى المعري

- ‌مجد الدين ابن سحنون

- ‌القاضي عبد الوهاب

- ‌شرف الدين ابن فضل الله

- ‌المثقال

- ‌أبو الفضل الميكالي

- ‌عبيد الله الوزير

- ‌الوراق التميمي

- ‌ابن خمارتاش الهيتي

- ‌عثمان الطفيلي

- ‌معين الدين ابن تولوا

- ‌ابن أبي عمامة

- ‌أبو الفتح البلطي

- ‌عروة بن حزام

- ‌عروة بن أذينة

- ‌الصاحب علاء الدين الجويني

- ‌المؤيد الآلسي

- ‌العمي الشاعر

- ‌علوان الأسدي

- ‌الباز الأشهب

- ‌ابن سعد الخير

- ‌ابن الثردة الواعظ

الفصل: 151 - (1) ‌ ‌راجح الحلي راجح بن إسماعيل بن أبي القاسم الحلي

151 -

(1)

‌راجح الحلي

راجح بن إسماعيل بن أبي القاسم الحلي الأسدي؛ دخل الشام وجال في بلادها ومدح ملوكها ونادمهم، وكان فاضلاً جيد النظم عذب الألفاظ حسن المعاني، وتوفي بدمشق سنة سبع وعشرين وسبعمائة، ومولده سنة تسعين وخمسمائة؛ ومن شعره:

ألا هبوا فقد أرج الخزامى

وغنى الطير وانتشت (2) النعامى

أتتنا من جبال الثلج سكرى

تنفض عن معاطفها الغماما

كأن مطارح الحانات باتت

تثج (3) على معاطفها المداما

ورب معقرب الأصداغ ألمى

سقيم الجسم ألبسني السقاما

تفرد بالملاحة فاستمدت

سوالف خده ألفاً ولاما

وخط البدر هالته عليه

فأطلعه بها بدراً تماما

يفتت قلب عاشقه إذا ما

زوى جفنيه أو هز القواما

بروحي من تملكني هواه

وأسهرني على ولهي وناما

فيا لله ليلتنا بسلعٍ

وقد أرقت بالنوح الحماما

تجلى بالخيام الزرق وهناً

فبت لأجله أرعى الخياما

(1) بغية الطلب 7: 2 وابن خلكان 4: 10 (في ترجمة ممدوحه الملك الظاهر) والنجوم الزاهرة 6: 275 والشذرات 5: 123 وعبر الذهبي 5: 108 والزركشي: 114؛ وقد أخلت المطبوعة بالقسم الأعظم من هذه الترجمة.

(2)

ص: وانتشب؛ والنعامي: ريح الجنوب، وقد فسر انتشاءها في البيت التالي.

(3)

ص: تبخ.

ص: 7

سقاني الراح من يده وفيه

فما برد الغليل ولا الأواما

عقدت على ذوائبه يميني

وملت إليه ضماً والتزاما ومن شعره يمدح الملك الناصر داود رحمه الله:

أمنكم خطرت مسكية النفس

صباً تلقيت منها برء منتكس

نمت بما استودعت والفجر جمرته (1)

ما دب إيقادها في فحمة الغلس

ردت على مقلتي طيب الرقاد فها (2)

إنسانها بلذيذ النوم في أنس

فيا لها نفحةً خالست نسمتها

لما تيقنت أن العيش في الخلس

وللنسيم إشارات إذا التبست

فسرها عند مثلي غير ملتبس

فما قعودك بي عن بنت دسكرة

يغنيك لألاؤها في الليل عن قبس

يديرها ثمل الأعطاف قامته

لو مثلت لغصون البان لم تمس

سعى بها والدجى من حلي أنجمه

عارٍ ولكن بأنوار الكؤوس كُسي

والسحب تضحك ثغر النور أدمعها

والجو في مأتم والأرض في عرس

ظبي وقائع طرفي في محبته

بين اللمى وفتور الجفن واللعس

نبهته ونجوم الليل تسبح في

بحر الظلام فمن طافٍ ومنغمس

فقام يمسح مافي الجفن من سنةٍ

وقد تمشى الكرى في الأعين النعس

فسكنت سورة الصهباء شرته

واستودعت بعض مافي الخلق من شرس

فما ضممت الذي في العطف من هيفٍ

حتى استكن الذي في الوطف (3) من شوس

فلا عدمت طلا صادته كأس طلى

فما ثنى عطفه عن نيل ملتمس

هذا وركب عفاة قد عدلت بهم

إلى مغاني الغنى عن أربع درس

عافوا ورود وعود الباخلين فما

أجروا مطالبهم منها على يبس

(1) ص: حمرته

(2)

ص: بها.

(3)

ص: العطف.

ص: 8

فقلت نصوا ركاب الحمد واخدةً

إلى مقر العلى في أرض نابلس

إلى مقرٍ تناجيني جلالته

كأنني واقف في حضرة القدس وقال أيضاً:

صاح قد أسفر الصباح المنير

وتغنت على الغصون الطيور

وأعاد النسيم أنفاس روضٍ

كسد المسك عنده والعبير

وبرود الربيع تضفو (1) فتصفو

غدر (2) في خلالها ونهور

وعلى الأرض للرياض سماء

مثل زهر النجوم فيها الزهور

وكأن الغمام والبرق نقع

شهرت فيه مرهفات ذكور

أو ستور ترخى على الأرض دكن

كتبت بالنضار فيها سطور

زمن صح للنديم سرور

فيه واعتل للنسيم مرور

فأجب داعي الصبوح فديك ال؟

صبح يدعو إليه والصع (3)

وشموس المدام في شهب الكا

سات يسعى بها علينا بدور

كل بدرٍ سماؤه من قباء

وعليه من فرعه ديجور

رشأ للعيون منه نعيم

حين يبدو وللقلوب سعير

حاكم جائر الكؤوس عسوف

مستطيل على الندامى أمير

جاءنا بالكبار منها ونادى

إنما يشرب الصغار الصغير

فتناولت من يده عقاراً

تترك الهم وهو منها عقير

بنت دن شمطاء من عهد عيسى

أودعتها كنائس وديور

أكل الدهر ما تكاثف منها

فهي في لطفها تكاد تطير

قد خلعت العذار فيها وإني

في هواها بخلعه لجدير

(1) ص: تصفوا.

(2)

ص: عذر.

(3)

سقط من ص، ولعل الصواب ((والعصفور)) .

ص: 9

وأزلت الوقار والنسك حتى

لا أبالي بما إليه أصير

ودعاني داعي التصابي فلبي؟

ت ونادى فلم اجبه النذير

وحداني على الخلاعة علمي

أن ربي لكل ذنب غفور

فلذا كل حانةٍ أنا ثاوٍ

يزدهيني بم هناك وزير

راكعاً ساجداً إلى بيت حانٍ

لا صلاة فيه ولا تكبير

هاتفاً في الصباح حي على الرا

ح وقد قام للفلاح بشير

قهوة كالحياة في كل يومٍ

لي موت بكاسها ونشور

كم نعتني القيان بين رياضٍ

أنا فيهن ملحد مقبور

أنستني الولدان فيها إذا ما

أوحش الميت منكر ونكير

وإذا أرهق الزمان بنيه

وغدا الخطب وهو صعب عسير

فيغازي ابن يوسف الملك (1) الظا

هر من جور صرفه أستجير (2) وقال أيضاً:

ماء الجمال بوجهه مذ أشرقا

كم ناظرٍ بدموعه قد أشرقا

رشأ يفوق عن قسي حواجب

نبلاً بغير مقاتلي لا يتقى

ثمل المعاطف لم يزر قباؤه

إلا على مثل القضيب وأرشقا

أنا من تمادى هجره في مأتمٍ

فاعجب لخدي بالدموع تخلقا (3)

كالبدر يسري في نجوم قلائد

متبلجاً من فوق غصنٍ في نقا

لم يكف ضعف الخصر عن أردافه

حتى اغتدى بعيوننا متمنطقا

أجرى على عاداته دمعي ولو

كشف الظلامة رد ذاك المطلقا

(1) ص: المال.

(2)

هو صاحب حلب أبو الفتح وأبو منصور غازي السلطان صلاح الدين؛ كان ملكاً مهيباً متيقظاً كثير الإطلاع على أحوال رعيته، توفي سنة 623 (ابن خلكان 4: 6 وفي الحاشية ذكر لمصادر ترجمته وذكر لمصادر أخرى في الملحقات 7: 325)

(3)

يشير إلى أن الذي في مأتم لا يستعمل خلوقاً، لأن الخلوق للزينة.

ص: 10

ورأى دليل جنون قلبي إنه

بسلاسل الأصداغ أضحى موثقا (1)

جعل الغرام قرى ملاحته فكم

ثارٍ أثار وكم دمٍ قد أهرقا

عبثت ثناياه بخمر رضابه

حتى صفا في كأس فيه مروقا

وبدت لنا آيات حسن لم يقم

برهانها إلا وكنت مصدقا

فبلحظه وبوجنتيه وثغره

راح سكرت بنشرها مستنشقا

كتب العذار على صحيفة خده

بالمسك في الكافور سطراً ملحقا

أمعنف العشاق وهو من الهوى

خالي الحشا لا مت حتى تعشقا

فزها بنفسجه الجني وقد غدا

بالورد في روض الملاحة محدقا

إني لأظمأ ما أكون إذا جرى

ماء الحياة بوجهه وترقرقا

قمر سقيم الطرف عقرب صدغه

يثني عزائمنا ويهزأ بالرقى

يا مثرياً من حسنه عطفاً على

قلبٍ يبيت من التصبر مملقا

ها قد رأيت خضوع سائل أدمعي

أفكان عاراً (2) أن ترى متصدقا

سل عن سوى جلدي فإني لم أدع

تعليله حتى قضى، فلك البقا

ما بات قلبي للصبابة ممسكاً

حتى غدا جفني لدمعي منفقا

سكن الضنى جسمي سكون مقيدٍ

ومشى الغرام إلى فؤادي مطلقا

ففداك قلب قد ملكت قياده

لم يرج من رق الصبابة معتقا

لو كان قلبك مثل عطفك لينا

لرثى ورق لفيض دمعٍ ما رقا

ماذا تعد لمن تعاديه إذا

ما طرفك اغتال المحب المشفقا وقال أيضاً:

لمن رسوم ما كدت أعرفها

أوحش محتلها ومألفها

قضت علينا آثار ساكنها

أن المطايا يطول موقفها

(1) كان من عادتهم ربط المجنون بالسلاسل.

(2)

ص: عار.

ص: 11

أنفقت فيها الدموع عن ثقةٍ

أن دواعي الحنين تخلفها

أعباء شوقٍ أعبا تحملها

فابتدرت أدمعي تخففها

سقياً لها والظباء سانحة

بجوها والرماح تكنفها

حيث القدود الرشاق أقتلها

لأنفس (1) العاشقين أهيفها

منعمات الأعطاف ميدها

مختصرات الخصور نحفها

تلك خصور ما زال مختطفاً

لب فؤاد الحليم مخطفها

فمن معيني على غريم هوى

يلوي ديوني ولا يسوفها

نهيت قلبي عن حبه فأبت

أن ترعوي صبوة أعنفها

يظما إلى خمر عذب ريقته

فمي وعود الأراك يرشفها

فآه من زفرةٍ أرددها

فيه ومن عبرةٍ أكفكفها

مرهف قضب العيون أكحلها

مضعف نبل الجفون أوطفها

يا مشرقي بالدموع بل صدى

حشاشة لا يبل مدنفها

دمي على وجنتيك تثبته

شهود دمعٍ ما زلت أقذفها

فكيف ترجى النجاة من مقلٍ

أفتكها بالقلوب أضعفها

والنفس مذ كابدت هواك أبت

عنه انحرافاً فكبف أصرفها

فهات قل لي يا من لواحظه

تشقي قلوباً (2) منا وتشغفها

أهذه قامة يرنحها

تيهك أم صعدة يثقفها

وأعين أم قواضب الملك الظ؟

اهر يوم الهياج يرهفها وقال من أبيات:

لي الله قلباً لا تزال تشوقه

طلائع أحلامٍ تغر وتخدع

إذا صبوة عنها أمالته سلوة

تعرض زور من خيالٍ فترجع

(1) ص: الأنفس.

(2)

ص: تشفي قلوب.

ص: 12

خليلي هبا فانظرا لي جذوةً

سما نحوها طرفي أم البرق يلمع

فإن كان برقاً فاستميحاه وقفةً

لعل شآبيب الحيا منه تهمع

فإن جاد قبل الدمع مدرجة اللوى

فتلك لعمري منة لا تضيع

ولا تبخلا أن تتبعا الظعن نظرةً

فلي خلف تلك العيس قلب مروع

وما أخذوه عنوةً غير أنه

تأخر عني حين راح يودع

وأرقني بالأبرق الفرد بارق

وورق غدت في مورق البان تسجع (1)

ترخم صوتاً أعجمياً ومقلتي

تترجم عنها حين تدمي وتدمع

وعن أيمن السعدي يا سعد أربع

لقلبي إليها لفتة وتطلع

يرنحني تذكرها فكأنما

يدار علي البابلي المشعشع

فيا حبذا ظل النخيل وجرعة

تبل غليلي لا كثيب وأجرع

ليالي أغصان المعاطف تنثني

علي ومن لعس المراشف أكرع وقال من قصيدة:

ولرب ليلة موعدٍ كصدوده

لا تهتدي فيها النجوم لمطلع

نازلتها بالأبلجين: جبينه

وسلاف كاس يمينه المتشعشع

ودعوت حي على الشمول فلم يكن

متأبياً عن شربه لما دعي

فسقيته كاساً توهم أنها

معصورة من خده أو أدمعي

وأخذت في شكوى الغرام مردداً

حرقي فرق لأنتي وتوجعي

واستنزعت منه الكؤوس نزاقة

ما كان لولا نزعها بالطيع

لو كنت شاهد ما نبث من الجوى

لعجبت من مرأىً هناك ومسمع

راضت شمائله الشمول وطالما

قد بت ألقى عزه بتخضعي

فسخا بقبلته (2) وجاد بجيده

لما انتشى وأباح كل ممنع

(1) ص: تشجع.

(2)

ص: بقللته.

ص: 13

وقال يعارض قصيدة ابن زريق:

أخفى الغرام فأبداه توجعه

وترجمت عن مصون الحب أدمعه

صب بعيد مرامي الصبر ما برحت

تحنى على برحاء الشوق أضلعه

به لواعج شوق لو تحملها

رضوى لهدته أو كادت تضعضعه

ما بات أخيب خلق الله منه سوى

مفندٍ ظن أن العذل يخدعه

يا عذب الله قلبي كم يجن هوىً

بجني عليه ويرعى من يروعه

وشى عليه بما أخفاه من شجنٍ

فرط الحنين الذي أمسى يرجعه

وما أعاد الهوى إلا ليخجله

لما توهم أن الصبر ينفعه

واهاً لغرٍ خلا مما يكابده

مسهد الطرف صب القلب موجعه

ظبي توهم نومي حيلةً نصبت

لصيده فهو بالهجران يقطعه

أجرى دماً دمع عيني وهو مورده

وأسكن النار قلبي وهو مرتعه

ويلاه من شرس الأخلاق يعذب لي

فيه العذاب ويحلو لي تمنعه

وليلةٍ بت أسقى من مراشفه

سلاف خمرٍ ثناياه تشعشعه

يرنو ويعلم أن الطرف يصرعني

وقد تيقنت أن السكر يصرعه

حتى إذا أخذت الكؤوس منه ثنى

إلي جيداً يغير الظبي أتلعه

وبات قلبي الذي ما زال يؤيسه (1)

يسمو إلى غاية الآمال مطمعه

ولان بعد شماسٍ كنت أعهده

منه وأصغى إلى شكواي مسمعه

ولا تسل (2) كيف بت الليل من سهري

لما اطمأن بعيد النوم مضجعه ولما تسلم الكامل دمياط وجاءوا الملوك إلى خدمته وهو بالمنصورة، فجلس مجلساً عظيماً، ومد سماطاً عظيماً، وأحضر ملوك الفرنج، ووقف المعظم عيسى والأشرف موسى والملوك في خدمته، فقام راجح الحلي بين السماطين وأنشد:

(1) ص: يؤسيسه.

(2)

ص: تسال.

ص: 14