الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1)
318
عبيد الله الوزير
عبيد الله بن سليمان بن وهب، أبو القاسم الكاتب الوزير، وزير المعتضد، مولده سنة ست وعشرين ومائتين، ووفاته سنة ثمان وثمانين ومائتين، وكانت مدة وزارته للمعتضد عشر سنين، وهو الذي قال فيه ابن المعتز:
قد استوى الناس ومات الكمال
…
وقال صرف الدهر: أين الرجال
هذا أبو العباس (2) في نعشه
…
قوموا انظروا كيف تسير الجبال ولما دخل ابن المعتز على ابنه القاسم بن عبيد الله قال (3) :
إني معزيك لا أني على ثقة
…
من الخلود ولكن سنة الدين
فما المعزى بباقٍ بعد صاحبه
…
ولا المعزي ولو عاشا إلى حين ولما حمل على أعناق الرجال قال ابن المعتز (4) :
وما كان ريح المسك ريح حنوطه
…
ولكنه هذا الثناء المخلف
وليس صرير النعش ما تسمعونهل
…
ولكنه أصلاب قومٍ تقصف ولما تقدم القاسم للصلاة عليه قال ابن المعتز:
قضوا ما قضوا من أمره ثم قدموا
…
إماماً لهم والنعش بين يديه
(1) الوزراء والكتاب: 252 وابن خلكان 3: 121، 122 (في ترجمة عبيد الله بن عبد الله ابن طاهر) والفخري: 230 وتاريخ ابن الأثير (ج؟: 7) وصفحات كثيرة من الوزراء للصابي ومن نشوار المحاضرة للتنوخي.
(2)
كذا في ص، وكنية المرثي أبو القاسم، انظر الديوان 4:163.
(3)
لم ترد هذه القطعة والتي تليها في الديوان.
(4)
الديوان: 182.
فصلوا عليه خاشعين كأنهم
…
وقوف (1) خضوع للسلام عليه ولما استتر عند ابن أبي عون التاجر دخل عليه يوماً فقام له، فقال له ابن أبي عون: يا سيدي اخبأ لي هذا القيام إلى وقت أنتفع به، فما كان إلا قليل حتى ولي الوزارة، فاستدعاه، فصار إليه وهو في مجلسه بخلعته والناس عنده، فقام إليه وعانقه وقال: هذا وقت ينتفع بقيامي، وأجلسه معه على طرف الدست، فما مضت ساعة حتى استدعاه المعتضد، فدخل عليه وغاب، ثم حضر وأخذ بيده إلى مكان خلوة وقال له: الخليفة طلبني بسببك، لأنه كوتب بخبرنا وأنكر علي وقال: تبذل مجلس الوزراء لتاجر، ولو كان ملك أو ولي عهد كان كثيراً، فقلت: يا أمير المؤمنين لم يذهب علي حق المجلس ولكن لي عذر، وأخبرته خبري معك فقال: أما الأن فقد عذرتك، ثم قال لي إني قد شهرتك شهرة أن لم يكن معك مائة ألف دينار معدة للنكبة هلكت، فيجب أن نحصلها لك لهذه الحالة فقط، ثم نحصل لك نعمة بعدها، ثم قال: هاتم فلاناً (2) الكاتب، فجاء، فقال: أحضر الساعة التجار وسعر مائة ألف كر من غلات السلطان بالسواد عليهم، فخرج وعاد وقال: قد قررت معهم ذلك، فقال: بع على أبي عبد الله هذه الغلة بنقصان دينار مما (3) قررت السعر مع التجار، وبعه له عليهم بالسعر الذي قررته معهم، وطالبهم الساعة بفضل ما بين السعرين، وأخرهم بالثمن إلى أن يتسلموا الغلال، واكتب إلى النواحي بتقبيضهم ذلك، فقام ابن أبي عون من المجلس وقد حصل له مائة ألف دينار، فقال له الوزير: اجعل هذه أصلاً لنعمتك، ولا يسألنك أحد من الخلق شيئاً إلا أخذت رقعته ووافقته على أجرة ذلك، وخاطبني فيه. وكان يعرض عليه في كل يوم ما يصل إليه بما فيه ألوف دنانير ويدخل في المكاسب الجليلة، وكان
(1) الديوان: قيام.
(2)
ص: فلان.
(3)
ص: بما.