الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هنيئاً فإن السعد راح مخلداً
…
وقد أنجز الرحمن بالنصر موعدا
حبانا إله العرش فتحاً بدا لنا
…
مبيناً وإنعاماً وعزاً مؤيدا
تهلل وجه الدهر بعد قطوبه
…
وأصبح وجه الشرك بالظلم أسودا
ولما طغى البحر الخضم بأهله ال
…
طغاة وأضحى بالمراكب مزبدا
أقام لهذا الدين من سل سيفه
…
صقيلاً كما سل الحسام مجردا
فلم ينج إلا كل شلوٍ مجدل
…
ثوى منهم أو من تراه مقيدا
ونادى لسان الكون في الأرض رافعاً
…
عقيرته في الخافقين ومنشدا
أعباد عيسى إن عيسى وحزبه
…
وموسى جميعاً يخدمون محمدا وله غير ذلك، وشعره كله جيد، وكانت وفاته بدمشق في شهور سنة سبع وعشرين وستمائة - كما ذكرنا ودفن خارج باب الصغير جوار قبة القلندرية (1) ، رحمه الله تعالى.
152 -
(2)
أبو حكيمة الكاتب
راشد بن إسحاق بن راشد أبو محمد الكاتب الأنباري، يلقب أبا حكيمة - بضم الحاء - شاعر أديب أفنى عامة شعره في مراثي متاعه.
قال ابن المرزبان: يقال إنما كان يقول ذلك لتهمة لحقته من عبد الله بن طاهر أيام خدمته له في خادم لعبد الله؛ ومن شعره:
ولي خادم يرنو بطرف غزال
…
يدل بحسنٍ فائقٍ وجمال
(1) ص: القلقندرية؛ والقلندرية: طائفة من الصوفية.
(2)
معجم الأدباء 11: 122 والزركشي: 117 وطبقات ابن المعتز: 389.
دعاني إلى ما يستحل ابن أكثم
…
وقد يستحل الشيخ غير حلال
ولما بدا لي ما يريد اجتنبته
…
وقلت له إني لذلك قالي
وقلت له: حاولت ما لست قادراً
…
عليه ولو غاليت فيه بمالي
بليت بأير لا يخف إلى الوغى
…
إذا ما التقى الزحفان يوم قتال
ويجبن عن حل الإزار وتحته
…
مواضع مستنٍ له ومجالي (1)
فأصبح لا تسمو إلى اللهو نفسه
…
ولا تخطر اللذات منه ببال
تدلدل فوق الخصيتين كأنه
…
رشاء على رأس الركية بالي
ولو قام لم أسعفك فيما طلبته
…
أحق بأيري منك أم عيالي وقال أيضاً في المعنى:
أيا أير قد صرت أحدوثةً
…
لمن في البلاد من العالم
ألم تك فيما مضى منعظاً
…
تشبه بالوتد القائم
وقد كنت تملأ كف الفتاة
…
فأصبحت تدخل في خاتم وقال في المعنى:
دعيت إلى شادنٍ أدعج
…
يشبه بالقمر الأبلج
فألفيت أيرك مستحذراً
…
وقد يحرم المرء ما يرتجي
ترى تركه أيما حسرة
…
وأنت به مستهام شجي
وصرت تحرج من نيكه
…
ولو قام أيرك لم تحرج (2)
سواء عليك إذا ما رنوت
…
إلى مثله جئت أو لم تجي وقال أيضاً:
نام أيري والنوم ذل وهون
…
واعتراه بعد الحراك سكون
(1) ص: ومجال.
(2)
ص: تخرج
…
تخرج.
بات نضواً وبت أبكي عليه
…
إن همي بهمه مقرون
كيف يلتذ عيشه آدمي
…
بين رجليه صاحب محزون
دب فيه البلى فماتت قواه
…
وهو حي لم تخترمه المنون
أيها الأير لم تخني ولكن
…
غالني فيك ريب دهرٍ خؤون
طالما قمت كالمنارة تهتز
…
اهتزازاً تسمو إليه العيون
رب يومٍ رفعت فيه قميصي
…
فكأني في مشيتي مجنون
سلبتك الأيام لذة عيشٍ
…
يقصر الوصف دونها والظنون
كانت الحادثات تنكل منه
…
وخطوب الزمان فيها تهون
فتخليت من مجون التصابي
…
وتخلى منك الصبا والمجون
أين إقدامك الشديد إذا ما
…
شمرت بالكماة حرب زبون
فقت أبطالها طعناً وضرباً
…
ولكل الأشياء فوق ودون
كم صدوق اللقاء دارت عليه
…
في غمار الوغى رحاك الطحون
وحصون لما وردت عليها
…
أيقنت بالبلاء تلك الحصون
وصريع أبحت منه مكاناً
…
كان يحميه مرةً ويصون
وشديد المراس أنفذت فيه
…
طعنةً يستلذها المطعون
تركته بعد المخافة منها
…
وهو صب بحسنها مفتون
فحنى قوسك الزمان وأفنت
…
ك خطوب تفنى عليها القرون
لم يدع منك حادث الدهر إلا
…
جلدةً كالرشاء فيها غصون
يتثنى كانه صولجان
…
أو كما عوجت من الخط نون
فإذا أبصرت خزاياك عيني
…
شرقت بالدموع مني الجفون
فمتى أنت مفلح بعد هذا
…
أترى ذاك في حياتي يكون وقال أيضاً في المعنى:
إذا وصفت من كل أير شجاعة
…
أبى جبن ايري أن يحيط به وصف
يفر حذار الزحف من رأس فرسخٍ
…
فكيف تراه حين يقرب بي (1) الزحف
ويكسل بين الغانيات عن الذي
…
يتم لإخوان السرور به القصف
ينام على كف الفتاة وتارةً
…
له حركات ما تحس به الكف
كما يرفع الفرخ ابن يومين رأسه
…
إلى أبويه ثم يدركه الضعف
تطوق فوق الخصيتين كأنه
…
رشاء على رأس الركية ملتف
تقول سليمى حين غيره البلى
…
وأعقبه من صرف أيامه صرف
لئن دق واسترخى لقد كان مرةً
…
له مقبض في كف لامسه يجفو (2)
صبيحة يغدو للنطاح بهامةٍ
…
من الصخر لا قرنان فيها ولا قحف
إذا شئت لاقاني بمتنٍ مقومٍ
…
ومشحوذة مثل السنان لها حرف
فمالي أراه ضارباً بجرانه
…
كذي سكرة مالت به الخمرة الصرف
يعز عليه أن يقوم لحاجة
…
ولو قام لم يتبعه عضو ولا عطف
تكرد عيشي مذ رأيت انحناءه
…
وللدهر أحداث تكدر ما يصفو وقال:
ومنتبهٍ بين الندامى رأيته
…
وقد رقد الندمان دب إلى الساقي
فأولج فيه مثل أسود سالخٍ
…
أصم من الحيات ليس له راقي
فلما انتحى فيه تحرك واتكا
…
وأطرق عند الرهز أحسن إطراق
فقلت له لا تلفين مقصراً
…
ولا مشفقاً في غير موضع إشفاق
أجد تحت (3) خصييه فإن سكوته
…
سكوت فتىً صب إلى النيك مشتاق
فلو لم يكن يقظان ما قام أيره
…
ولا لف عند النيك ساقاً إلى ساق وقال:
(1) ص: في.
(2)
ص: تخفو.
(3)
ص: نحت.