الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعج على دير متى ثم حي به ال
…
ربان بطرس، فالربان رباني
فهمت منه إشاراتٍ فهمت بها
…
وصنت منشورها في طي كتمان
واعبر بدير حنينا وانتهز فرص ال
…
لذات ما بين قسيسٍ ومطران
واستجل راحاً بها تحيا النفوس إذا
…
دارت براح شماميس ورهبان
حمراء صفراء بعد المزج كم قذفت
…
بشهبها من همومي كل شيطان
كم رحت في الليل أسقيها وأشربها
…
حتى انقضى ونديمي غير ندمان
سألت توماس عن من كان عاصرها
…
أجاب رمزاً ولم يسمح بتبيان
وقال: أخبرني شمعون ينقله
…
عن ابن مريم عن موسى بن عمران
بأنها سفرت بالطور مشرقةً
…
أنوارها فكنوا عنها بنيران
وهي المدام التي كانت معتقة
…
من عهد هرمس من قبل ابن كنعان
وهي التي عبدتها فارس فكنى
…
عنها بشمس الضحى في قومه ماني
سكرت منها فلا صحو وجدت بها
…
على الندامى وليس الشح من شاني
وسوف أمنحها أهلاً وأنشده
…
ما قيل فيها بترجيع وألحان
؟؟ حتى تميل لها أعطافه طرباً
…
وينتشي الكون من أوصاف نشوان
خير الملوك صلاح الدين ليس له
…
في الجود ثان ولا عن جوده ثاني 176 (1)
سليمان ابن عبد الملك الخليفة
سليمان بن عبد الملك بن مروان؛ كان من خيار ملوك بني أمية، ولي الخلافة في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين بعد الوليد، بالعهد من أبيه، وكانت
(1) أخباره في المصادر التاريخية المشهورة؛ وقد ترجم له ابن خلكان 2: 420 وهي مما انفردت به إحدى النسخ، وليست من شرط المؤلف.
داره موضع سقاية جيرون، وكان فصيحاً مفوهاً، مؤثر العدل، يحب الغزو؛ ومولده سنة ستين، وتوفي عاشر صفر سنة تسع وتسعين بمرج دابق عرضت عليه سعلة وهو يخطب، فنزل وهو محموم، فما جاءت الجمعة الأخرى حتى مات، وولي عمر بن عبد العزيز.
وكان جميل الوجه، وعزل عمال الحجاج، وأخرج من في سجون العراق، وهم بالإقامة في القدس، وحج سنة سبع وتسعين، وقال لعمر بن عبد العزيز لما رأى الناس في الموسم: أما ترى هذا الخلق الذي لا يحصى عددهم إلا الله تعالى، ولا يسع رزقهم غيره؟ فقال: يا أمير المؤمنين، هؤلاء اليوم رعيتك وغداً خصماؤك، فبكى بكاء شديداً ثم قال: بالله أستعين.
وكان من الأكلة، قال ابنه: أكل أبي أربعين دجاجة تشوى على النار، وأكل أربعاً وثمانين (1) كلوة بشحمها وثمانين جرذقة، وأكل سبعين رمانة وخروفاً وأتى بمكوك زبيب طائفي فأكله أجمع.
وقيل إنه جلس في بيت أخضر، وتحته وطاء أخضر، عليه ثياب خضر، ثم نظر في المرآة فأعجبته نفسه وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم نبياً، وكان أبو بكر صديقاً، وكان عمر فاروقاً، وكان عثمان حيياً، وكان معاوية حليماً، وكان يزيد صبوراً، وكان عبد الملك سائساً، وكان الوليد جباراً، وأنا الملك الشاب، فما دار عليه الشهر حتى مات.
وقال سعيد بن عبد العزيز: إن سليمان ولي وهو إلى الشباب والترف ما هو، فقال لعمر بن عبد العزيز: يا أبا حفص إنا قد ولينا ماترى، ولم يكن لنا بتدبيره علم، فما رأيت من مصلحة العامة فمر به يكتب، فكان من ذلك عزل عمال الحجاج، وإخراج من في سجون العراق، وكان يسمع من عمر بن عبد العزيز جميع ما يأمر به.
(1) ص: أربعة وثمانون.