الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مضى مفرداً في فضله وعلومه
…
وعدت فريد الوجد والهم والحزن
فيا عين سحي بالدموع لفقده
…
فما حسن صبري اليوم من بعده حسن
تلقته أصناف الملائك بهجةً
…
بمقدمه الأسى على ذلك السنن
تقول له أهلاً وسهلاً ومرحباً
…
بخير فتىً وافى إلى ذلك الوطن 246 (1)
عز الدين ابن أبي الحديد
عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي الحديد، عز الدين المدائني المعتزلي الفقيه الشاعر أخو موفق الدين، ولد سنة ست وثمانين وخمسمائة، وتوفي سنة خمس وخمسين وستمائة، وهو معدود في أعيان الشعراء، وله ديوان مشهور، وروى عنه الدمياطي، ومن تصانيفه الفلك الدائر على المثل السائر صنفه في ثلاثة عشر يوماً، وكتب إليه أخوه موفق الدين:
المثل السائر يا سيدي
…
صنفت فيه الفلك الدائر
لكن هذا فلك دائر
…
أصبحت فيه المثل الثائر ونظم فصيح ثعلب في يوم وليلة، وشرح نهج البلاغة في عشرين مجلد (2) ، وله تعليقات على كتاب المحصل والمحصول للإمام فخر الدين.
(1) الزركشي: 163 وذيل مرآة الزمان 1: 62 وابن الشعار 4: 213 وابن خلكان 5: 392 والبداية والنهاية 13: 199 وقال فيه ابن الشعار: ((خدم في عدة أعمال سواداص وحضرة آخرها كتابة ديوان الزمام، تأدب على الشيخ أبي البقاء العكبري ثم على أبي الخير مصدق ابن شبيب الواسطي، واستغل بفقه الإمام الشافعي وقرأ الأصول، وكان أبوه يتقلد قضاء المدائن)) قلت: راجع أيضاص صفحات متفرقة من الحوادث الجامعة ومقدمة شرح نهج البلاغة (تحقيق الأستاذ أبو الفضل إبراهيم) .
(2)
كذا في ص ر.
ومن شعره:
وحقك لو أدخلتني النار قلت لل
…
ذين بها قد كنت ممن يحبه
وأفنيت عمري في دقيقق علومه
…
وما بغيتي إلا رضاه وقربه
هبوني مسيئاً أوتغ الحلم جهله
…
وأوبقه دون البرية ذنبه
أما يقتضي شرع التكرم عفوه
…
أيحسن أن ينسى هواه وحبه
أما رد زيغ ابن الخطيب وشكه
…
وتمويهه في الدين إذ عز خطبه
أما كان ينوي الحق فيما يقوله
…
ألم تنصر التوحيد والعدل كتبه
وغاية صدق الصب أن يعذب الأسى
…
إذا كان من يهوى عليه يصبه فرد عليه الشيخ صلاح الدين الصفدي حرسه الله تعالى بقوله:
علمنا بهذا القول أنك آخذ
…
بقول اعتزال جل في الدين خطبه
فتزعم أن الله في الحشر ما يرى
…
وذاك اعتقاد سوف يرديك غبه
وتنفي صفات الله وهي قديمة
…
وقد أثبتتها عن إلاهك كتبه
وتعتقد القرآن خلقاً ومحدثاً
…
وذلك داء عز في الناس طبه
وتثبت للعبد الضعيف مشيئةً
…
يكون بها ما لم يقدره ربه
وأشياء من هذه الفضائح جمة
…
فأيكما داعي الضلال وحزبه
ومن ذا الذي أضحى قريباً إلى الهدى
…
وحامى عن الدين الحنيفي ذبه
وما ضر فخر الدين قول (1) نظمته
…
وفيه شناع مفرط إذ تسبه
وقد كان ذا نور يقود إلى الهدى
…
إذا طلعت في حندس الشك شهبه
ولو كنت تعطي قدر نفسك حقه (2)
…
لأخمدت جمراً بالمحال تشبه
وما أنت من أقرانه يوم معركٍ
…
وما لك يوماً بالإمام تشبه ومن شعره:
(1) ص ر: قولا.
(2)
ص: حقها.
لولا ثلاث لم أخف صرعتي
…
ليست كما قال فتى العبد
أن أنصر التوحيد والعدل في
…
كل مكان باذلاً جهدي
وأن أناجي الله مستمتعاً
…
بخلوةٍ (1) أحلى من الشهد
وأن أتيه الدهر كبراً على
…
كل لئيم أصعر الخد
لذاك لا أهوى فتاةً ولا
…
خمراً (2) ولا ذا (3) ميعة نهد قوله ليست كما قال فتى العبد هو طرفة بن العبد حيث يقول وقد سئل عن لذات الدنيا، فقال: مركب وطي، وثوب بهي، ومطعم شهي، فسئل امرؤ القيس فقال: بيضاء رعبوبة، بالشحم مكروبة، بالمسك مشبوبة، وسئل الأعشى فقال: صهباء صافية، تمزجها ساقية، من صوب غادية، قال العكوك: فحدثت بذلك أبا دلف فقال:
أطيب الطيبات قتل الأعادي
…
واختيالي على متون الجياد
ورسول يأتي بوعد حبيب
…
وحبيب يأتي بلا ميعاد وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي حرسه الله تعالى يعارض ابن أبي الحديد (4) :
لولا ثلاث هن أقصى المنى
…
لم أهب الموت الذي يردي
تكميل ذاتي بالعلوم التي
…
تنفعني إن صرت في لحدي
والسعي في رد الحقوق التي
…
لصاحبٍ نلت به قصدي
وأن أرى الأعداء في صرعةٍ
…
لقيتها من جمعهم وحدي
فبعدها اليوم (5) الذي حم لي
…
قد استوى في القرب والبعد
(1) ص: بجلوة.
(2)
ص ر: خمر.
(3)
ص ر: ذي.
(4)
وقعت هذه القطعة في آخر الترجمة في ر.
(5)
ص: لليوم.
وقال حميد الطوسي (1) :
ولولا ثلاث هن من لذة الفتى
…
وحقك لم أحفل متى قام عودي
فمنهن سبقي العاذلات بشربةٍ
…
كميتٍ متى ما تعل بالماء تزبد
وكري إذا نادى المضاف محنباً (2)
…
كسيد الغضا نبهته المتورد
وتقصير يوم الدجن والدجن ممكن
…
ببهكنةٍ تحت الخباء المعمد رجعنا إلى حديث ابن أبي الحديد:
وقال:
عن ريقها يتحدث المسواك
…
أرجاً فهل شجر الأراك أراك
ولطرفها خنث الجبان فإن رنت
…
باللحظ فهي الضيغم الفتاك
شرك القلوب ولم أخل من قبلها
…
أن القلوب تصيدها الأشراك (3)
يا وجهها المصقول ماء شبابه
…
ما الحتف لولا طرفك الفتاك
أم هل أتاك حديث وقفتها ضحىً
…
وقلوبنا بشبا الفراق تشاك
لا شيء أفظع من نوى الأحباب أو
…
سيف الوصي كلاهما سفاك
(1) ر: وحدثت بذلك حميد الطوسي فقال؛ والمعروف أن هذه الأبيات من معلقة طرفة. انظر السبع الطوال: 194، وديوانه:28.
(2)
ص: المصاف مجانباً؛ والمضاف: الذي أدرك وتم اللحاق به؛ محنباً، فرساً ناتئ العظام؛ والسيد: الذئب، وذئب الغضا أخبث الذئاب.
(3)
ص: الأتراك.