الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
187 -
(1)
سبط ابن عبد الظاهر
شافع بن علي بن عباس بن إسماعيل بن عساكر الكناني العسقلاني المصري، سبط القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر، الإمام الأديب ناصر الدين؛ ولد سنة تسع وأربعين وستمائة، وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة.
كان يباشر الإنشاء بمصر زماناً إلى أن أضر، لأنه أصابه سهم في نوبة حمص الكبرى سنة ثمانين وستمائة في صدغه، فعمي وبقي ملازم بيته إلى أن توفي، رحمه الله.
روى عن الشيخ جمال الدين بن مالك وغيره، وروى عنه الشيخ أثير الدين أبو حيان والشيخ علم الدين البرزالي وغيره من الطلبة، وله النظم الكثير والنثر الكثير، وكتب االمنسوب، وكان جماعة للكتب، خلف ثمانية عشر خزانة مملوءة كتباً نفيسة أدبية، وكانت زوجته تعرف ثمن كل كتاب، وبقيت تبيع منها إلى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة. وكان إذا لمس الكتاب وجسه قال: هذا الكتاب الفلاني وملكته في الوقت الفلاني، وكان إذا أراد أي مجلد كان قام إلى خزانته، وتناوله كأنه الآن وضعه بيده.
ومن شعره:
قال لي من رأى صباح مشيبي
…
عن شمالي من لمتي ويميني
(1) الزركشي: 130 والدرر الكامنة 2: 281 ونكت الهميان: 163 والسلوك 2: 327 والنجوم الزاهرة 9: 285 وحسن المحاضرة 1: 571 وبحث لمصطفى جواد في مجلة المجمع العلمي العراقي 2: 116 - 125؛ وقد أبقيت في هذه الترجمة كل ما هو مخالف للأعراب على حاله إلا أن يكون في الشعر.
أي شيء هذا؟ فقلت مجيباً:
…
ليل شك محاه صبح يقين وقال:
تعجبت من أمر القرافة إذ غدت
…
على وحشة الموتى لها قلبنا يصبو
فألفيتها مأوى الأحبة كلهم
…
ومستوطن الأحباب يصبو له القلب وقال:
شكا لي صديقي حب سوداء أغريت
…
بمص لسانٍ لا تمل له وردا
فقلت له دعها تلازم مصه
…
فماء لسان الثور يصلح للسودا وقال في مليح وسطه مشدود ببند (1) أحمر:
وبي قامة كالغصن حين تمايلت
…
وكالرمح في طعنٍ تقد وفي قد
جرى من دمي بحر (2) بسهم فراقه
…
فخضب منه ما على الخصر من بند أحسن منه قول ابن قرناص المعروف بالدوباش:
من مجيري من شادن بهواه
…
لي شغل عن حاجرٍ والعقيق
خصره تحت أحمرالبند يحكي
…
خنصراً (3) فيه خاتم من عقيق وقال شافع:
لقد فاز بالأموال قوم تحكموا
…
وكان لهم مأمورها وأميرها
تقاسمهم أكياسها شر قسمةٍ
…
ففينا غواشيها وفيهم صدورها وقال في سجادة خضراء:
عجبوا إذا رأوا بديع اخضرارٍ
…
ضمن سجادةٍ بظل مديد
ثم قالوا: من أي ماء تروى؟
…
قلت: ماء الوجوه عند السجود
(1) البند: الشريط او الزنار.
(2)
ص: بحراً.
(3)
س: خنصر.
وقال في ممسحة القلم:
وممسحةٍ تناهى الحسن فيها
…
فأضحت في الملاحة لا تبارى
ولا نكر على القلم الموافي
…
إذا في ضمنها (1) خلع العذارا وكتب إليه السراج الوراق يستشفع به عند فتح الدين ابن عبد الظاهر:
أيا ناصر الدين انتصر لي فطالما
…
ظفرت بنصر منك في الجاه والمال
وكن شافعي (2) فالله سماك شافعاً
…
وطابقت أسماء بأحسن أفعال
وقدرك لم تجهله عند محمدٍ
…
لأن ابن عباس من الصحب والآل وكتب إليه أيضاً في المعنى:
سيدي اليوم أنت ضيف كريم
…
فاق معناً (3) في جوده بمعان
لو رأى الفتح سؤدد الفتح هذا
…
ما انتمى بعده إلى خاقان
أو رآه فتح المغارب حلى
…
بعلاه قلائد العقيان
وكأني أراكما في مجارا
…
ة المعاني بحرين يلتقيان
وتطارحتما مذاكرةً يف
…
تن منها أزاهر الأفنان
فإذا مر للصنائع ذكر
…
" فاجعلاني من بعض من تذكران "(4)
(1) في المطبوعة ((ضمها)) وهي قراءة جيدة.
(2)
ص: شافع.
(3)
ص: معن.
(4)
عجز بيت للمعري، وصدره:((أن تذكرتما وداد أناس)) .