الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا صاح لو كرهت كفي منادمتي
…
لقلت إذ كرهت كفي لها بيني
لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي
…
ولا أبالي حبيباً لا يباليني وله:
أنست بوحدتي ولزمت بيتي
…
فتم العز لي ونما السرور
وأدبني الزمان فليت أني
…
هجرت فلا أزار ولا أزور
ولست بقائل ما دمت حياً
…
أقام الجند أم نزل الأمير وقال:
لا يعجبنك من يصون ثيابه
…
حذر الغبار وعرضه مبذول
ولربما افتقر الفتى فرأيته
…
دنس الثياب وعرضه مغسول وضربه المهدي بيده بالسيف فجعله نصفين، وعلق ببغداد.
وقال أحمد بن عبد الرحمن: رأيت ابن عبد القدوس في المنام ضاحكاً فقلت له: ما فعل الله بك؟ وكيف نجوت مما كنت ترمى به؟ قال: إني وردت على ربٍ ليس تخفى عليه خافية، وإنه استقبلني برحمته وقال: قد علمت براءتك مما كنت ترمى به، رحمه الله.
198 -
(1)
أبو البحر صفوان
صفوان بن إدريس أبو بحر الكاتب البليغ؛ كان من جلة الأدباء وأعيان
(1) التكملة رقم: 1231 والذيل والتكملة 4: 140 والمغرب 2: 260 ومعجم الأدباء 12: 10 والمقتضب من التحفة: 82 وشرح مقصورة حازم 1: 57 وصفحات متفرقة من نفح الطيب، ومقدمة زاد المسافر والزركشي: 137، وكانت وفاته سنة 598.
الرؤساء، فصيحاً جليل القدر، له رسائل بليغة، وكان من الفضل والدين بمكان، توفي وله سبع وثلاثون سنة، رحمه الله تعالى.
ومن تصانيفه كتاب بداهة المتحفز وعجالة المتوفز وكتاب زاد المسافر الذي عارضه ابن الأبار بكتاب تحفة القادم ومات معتبطاً ولم يبلغ الأربعين، وتولى أبوه الصلاة عليه (1) .
ومن شعره:
يا حسنه والحسن بعض صفاته
…
والسحر مقصور على حركاته
بدر لو أن البدر قيل له اقترح
…
أملاً لقال أكون من هالاته
والخال ينقط في صحيفة خده
…
ما خط حبر الصدغ من نوناته
وإذا هلال الأفق قابل وجهه
…
أبصرته كالشكلفي مرآته
عبثت بقلب محبه لحظاته
…
يا رب لا تعتب على لحظاته
ركب المآثم في انتهاب نفوسنا
…
فالله يجعلهن من حسناته
ما زلت أخطب للزمان وصاله
…
حتى دنا والبعد من عاداته
فغفرت ذنب الدهر منه بليلةٍ
…
غطت على ما كان من زلاته
غفل الرقيب فنلت منه نظرةً
…
يا ليته لو دام في غفلاته
ضاجعته والليل يذكي تحته
…
نارين من نفسي ومن وجناته
بتنا نشعشع والعفاف نديمنا
…
خمرين من غزلي ومن كلماته
حتى إذا ولع الكرى بجفونه
…
وامتد في عضدي طوع سناته
أوثقته في ساعدي لأنه
…
ظبي خشيت عليه من فلتاته
فضممته ضم البخيل لماله
…
يحنو عليه من جميع جهاته
عزم الغرام علي في تقبيله
…
فنقضت أيدي الطوع في عزماته
وأبى عفافي أن يقبل (2) ثغره
…
والقلب مطوي على جمراته
(1) ومن تصانيفه
…
عليه: سقط من المطبوعة.
(2)
التحفة: أقبل.
فاعجب لملتهب الجوانح غلةً
…
يشكو الظما والماء في لهواته وقال من قصيدة:
حكمتم (1) زمناً لولا اعتدالكم
…
في حكمكم لم يكن في الحكم يعتدل
فإنما أنتم في أنفه شمم
…
وإنما أنتم في طرفه كحل منها:
يرى اعتناق العوالي في الوغى غزلاً
…
لأن خرصانها من فوقها مقل وقال أيضاً:
أحمى الهوى قلبه وأوقد
…
فهو على أن يموت أو قد
وقال عنه العزول سالٍ
…
قلده الله ما تقلد
وباللوى شادن عليه
…
جيد غزالٍ ووجه فرقد
علله ريقه بخمر
…
حتى انثنى (2) طرفه وعربد
لا تعجبوا لانهزام صبري
…
فجيش أجفانه مؤيد
أنا له كالذي تمنى
…
عبد، نعم عبده وأزيد
له علي امتثال أمرٍ
…
ولي عليه الجفاء والصد
إن بسملت عينه لقتلي
…
صلى فؤادي على محمد وعارضها شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري - الآتي ذكره في حرف العين إن شاء الله تعالى - بقصيدة بديعة وهي:
ويلاه من غمضي المشرد
…
فيك ومن دمعي المردد
يا كامل الحسن ليس يطفي
…
ناري سوى ريقك المبرد
يا بدر تم إذا تجلى
…
لم يبق عذراً لمن تجلد
(1) ص: حليتم.
(2)
التحفة: انتشى؛ وهو أجود.
أبديت من حالي المورى
…
لما بدا خدك المورد
رفقاً بولهان مستهامٍ
…
أقامه وجده وأقعد
مجتهداً في رضاك عنه
…
وأنت في إثمه المقلد
ليس له منزل بأرضٍ
…
عنك ولا في السماء مصعد
قيدته في الهوى فتمم
…
واكتب على قيده مخلد
بان الصبا عنه فالتصابي
…
أنشأ أطرابه فأنشد
من لي بطفل حديث سحر
…
بابل عن ناظريه يسند
شتت عني نظام عقلي
…
تشتيت ثغرٍ له منضد
لو اهتدى لائمي عليه
…
ناح على نفسه وعدد
أكسبني نشوةً بطرفٍ
…
سكرت من خمره فعربد
لا سهم لي في سديد رأي
…
يحرس من سهمه المسدد
غصن نقاً حل عقد صبري
…
بلين خصرٍ يكاد يعقد
فمن رأى ذلك الوشاح الص
…
ائم صلى على محمد
خير نبي نبيه قدر
…
عودي إلى المدح فيه أحمد ومن ها هنا خلص إلى مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن شعر صفوان:
والسرحة الغناء قد قبضت بها
…
كف النسيم على لواء أخضر
وكأن شكل الغيم منجل فضةٍ
…
يرمي على الآفاق رطب الجوهر وقال:
وكأنما أغصانها أجيادها
…
قد قلدت بلآلئ الأنوار
ما جاءها نفس الصبا مستجدياً
…
إلا رمت بدارهم الأزهار وقال في مليح يرمي نارنجاً في بركة:
وشادنٍ ذي غنجٍ دله
…
يروقنا طوراً وطوراً يروع
يقذف بالنارنج في بركة
…
كلاطخ بالدم سرد الدروع
كأنها أكباد عشاقه
…
يقذفها في لج بحر الدموع وقال:
أولع من طرفه بحتفي
…
هل يعجب السيف للقتيل
تهيبوا بالحسام قتلي
…
فاخترعوا دعوة الرحيل
فراغ