الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنا وابن شيث والرشيد (1) ثلاثة
…
لا يرتجى فينا لخلقٍ فائده
من كل من قصرت يداه عن الندى
…
يوم الندى وتطول عند المائدة
فكأننا واو بعمرٍو ألحقت
…
أو إصبع بين الأصابع زائدة ومن شعر ابن شيث:
وشمعةٍ في المنجني
…
ق وهي فيه تشرق
كأنها من تحته
…
شمس علاها شفق ومنه فيها:
وأنيسة باتت تساهر مقلتي
…
تبكي وتوري فعل صبٍ عاشق
سرقت دموعي والتهاب جوانحي
…
فغدا لها بالقط قطع السارق 273 (2)
الدخوار الطبيب
عبد الرحيم بن علي بن حامد الشيخ مهذب الدين الطبيب الدخوار، شيخ الأطباء ورئيسهم بدمشق؛ وقف داره بالصاغة العتيقة مدرسةً للطب (3) ، ومولده سنة خمس وستين وخمسمائة، وتوفي سنة سبع وعشرين وستمائة (4) ، ودفن بتربته بقاسيون فوق الميطور.
(1) يعني رشيد الدين عبد الرحمن النابلسي، وقد تقدمت ترجمته.
(2)
ابن أبي أصيبعة 2: 239 وذيل الروضتين: 159 والنجوم الزاهرة 6: 277 والبداية والنهاية 13: 130 والدارس 2: 127 والشذرات 5: 127 وعبر الذهبي 5: 111.
(3)
سميت المدرسة الدخوارية (الدارس 2: 127) .
(4)
عند الذهبي أنه توفي سنة 627.
وكان أعرج، روى عنه القوصي شعراً، وتخرج به جماعة كثيرة من الأطباء، وصنف كتباً منها اختصار الحاوي ومقالة في الاستفراغ (1) ، وتعاليق، ومسائل في الطب، وشكوك وأجوبة، ورد على شرح ابن أبي صادق لمسائل حنين، ورسالة يرد بها على يوسف الاسرائيلي في ترتيب الأغذية اللطيفة والكثيفة، ونسخ كتباً كثيرة بخطه المنسوب أكثر من مائة مجلد في الطب، واختصر الأغاني الكبير، وقرأ العربية على تاج الدين الكندي، وقرأ الطب على الرضي الرحبي (2) ، ثم لازم ابن المطران، وأخذ عن الفخر المارديني وخدم العادل، ولازم ابن شكر، وكانت جامكيته جامكية الموفق عبد العزيز فإنه نزل عليها بعده مائة دينار في الشهر، ومرض الكامل فحصل له من جهته اثنا عشر ألف دينار وأربع عشرة (3) بغلة بأطواق ذهب، وخلع أطلس، وغير ذلك، وولاه السلطان رياسة الأطباء في ذلك الوقت بمصر والشام.
وكان خبيراً بكل ما يقرأ عليه، ولازم السيف الآمدي وحصل معظم مصنفاته، ونظر في الهيئة والنجوم، ثم طلبه الأشرف فتوجه إليه، فأقطعه ما يغل في السنة ألفاً (4) وخمسمائة دينار، ثم عرض له ثقل في لسانه واسترخاء، فجاء إلى دمشق لما ملكها الأشرف فولاه رياسة الطب بها، وزاد ثقل لسانه حتى إنه لم يفهم كلامه، وكان الجماعة يبحثون بين يديه ويجيب هو، وربما كتب لهم ما أشكل في اللوح، واجتهد في علاج نفسه واستفرغ مرات واستعمل المعاجين الحارة
(1) ألفها بدمشق في شهر ربيع الأول سنة 622.
(2)
كذا سماه أيضاً في عيون الانباه، وذكر صاحب الشذرات (5: 147) أنه ((الرخي)) نسبة إلى الرخ ناحية بنيسابور؛ وهذا وهم من صاحب الشذرات تابعه عليه محقق العبر الذهبي فغير ((الرحبي)) إلى ((الرخي)) . وقد ترجم ابن أبي أصيبعة له (2: 192) وقال إنه ولد بجزيرة ابن عمر ونشأ بها وأقام أيضاً بنصيبين وبالرحبة سنين، وقال أيضاً إن والده من بلد الرحبة؛ وابن أبي أصيبعة أعرف بذلك لأنه لقي الرحبي وعرفه وتحدث إليه، وأخذ عنه.
(3)
ص: وأربع عشر.
(4)
ص: ألف.
فعرضت له حمى قوية فأضعفت قوته، وظهرت به أمراض قوية كثيرة، وأسكت، وسالت عينيه.
واتفق له في مبادي خدمته للعادل أشياء قربته من خاطره وأعلت محله عنده، منها: أنه اتفق له مرض شديد، وعالجه الأطباء وهو معهم فقال يوماً لابد من الفصد فلم ير (1) الأطباء به، فقال: والله لئن لم يخرج دماً ليخرجن بغير اختياره، فاتفق أن رعف السلطان وبرئ؛ ومنها: أنه كان يوماً على باب دور السلطان، فخرج إليهم خادم ومعه قارورة، فرأوها ووصفوا لها علاجاً، فأنكر هو ذلك العلاج وقال: ليس هذا داء، يوشك (2) أن يكون هذا من حناء اختضبت به، فاعترف الخادم لهم بذلك.
ومن شعره ما كتب به إلى الحكيم رشيد الدين أبي خليفة (3) في مرضةٍ مرضها شعراً:
حوشيت من مرض تعاد لأجله
…
وبقيت ما بقيت لنا أعراض
إنا نعدك جوهراً في عصرنا
…
وسواك إن عدوا فهم أعراض وقال ابن خروف يهجو الدخوار:
لا ترجون من الدخوار منفعةً
…
فلو شفى علتيه العجب والعرجا
طبيب إذا رأى المطبوب طلعته
…
لا يرتجي صحة منها ولا فرجا
إذا تأمل في دستوره سحراً
…
وقال: أين فلان؟ قيل: قد درجا
فشربة دخلت مما يركبه
…
جسم العليل وروح منه قد خرجا وقال فيه:
إن الأعيرج حاز الطب أجمعه
…
أستغفر الله، إلا العلم والعملا
(1) ص: يرى.
(2)
ر: ويوشك.
(3)
ص ر: حليقة؛ ورشيد الدين هذا هو عم مؤلف عيون الأنباء (2: 246) .