الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان فقيهاً حافظاً عالماً بالحديث وعلله ورجاله، موصوفاً بالخير والصلاح والزهد والورع والتقلل من الدنيا، مشاركاً في الأدب وقول الشعر، وصنف في الأحكام نسختين كبرى وصغرى، وجمع بين الصحيحين وبوبه، وجمع الكتب الستة، وله كتاب في المعتل من الحديث وله كتاب الزهد وكتاب العاقبة في ذكر الموت وكتاب الرقائق ومصنفات أخر، وله كتاب حافل في اللغة ضاهى به كتاب الهروي، وتوفي بعد محنة نالته من قبل الولاية؛ روى عنه أبو الحسن المعافري، وكانت وفاته سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
ومن شعره:
إن في الموت والمعاد لشغلاً
…
وادكاراً لذي النهى وبلاغا
فاغتنم خطتين قبل المنايا
…
صحة الجسم يا أخي والفراغا 245 (1)
شمس الدين الخسروشاهي
عبد الحميد بن عيسى بن عمويه (2) بن يونس بن خليل، الشيخ الإمام العلامة شمس الدين أبو محمد الخسروشاهي (3) ؛ ولد سنة ثمانين وخمسمائة بخسروشاه، وتوفي بدمشق سنة اثنتين وخمسين وستمائة (4) . اشتغل بالعقليات على الإمام
(1) طبقات السبكي 5: 60 وابن أبي أصيبعة 2: 173 وعبر الذهبي 5: 211 والشذرات 5: 255 والنجوم الزاهرة 7: 32 والأسنوي 1: 503 وقال أن الذهبي ذكره في التاريخ؛ وهذه الترجمة لم ترد في المطبوعة.
(2)
الأسنوي: عمر.
(3)
نسبة إلى خسروشاه وهي قرية قريبة من تبريز.
(4)
قال ابن أبي أصيبعة: ولما وصل إلى دمشق اجتمعت به فوجدته شيخاً حسن السمت مليح الكلام قوي الذكاء محصلاً للعلوم.
فخر الدين بن خطيب الري، وسمع من المؤيد الطوسي، وبرع في الكلام وتفنن في العلوم ودرس وأقرأ، واشتغل عليه زين الدين ابن المرحل خطيب دمشق والد الشيخ صدر الدين وغيره، ودفن بقاسيون، واختصر المهذب لأبي إسحاق، واختصر الشفا لابن سينا، وتمم الآيات البينات التي للإمام فخر الدين الرازي، وهذه الآيات البينات غير النسخة الصغيرة التي هي عشرة أبواب.
وكتب إليه سعد الدين محمد بن عربي:
يميناً لقد أحييت علم أفاضلٍ
…
مضوا فرأيناه لديك جميعا
ولو لم أكذب قلت إنك منهم
…
فليت لقولي سامعاً ومطيعا
لأنك أنت الشمس والشمس إن تغب
…
فإن لها بعد المغيب طلوعا ورثاه عز الدين الضرير الاربلي الغنوي (1) بقوله:
بموتك شمس الدين مات الفضائل
…
وأقفر في ذكر العلوم المحافل
أصاب الردى شمس الورى عندما استوت
…
وأودى ببدر الفضل والبدر كامل
فتىً عالم بالحق، بالخير عامل
…
وما كل ذي علمٍ من الناس عامل
فتى بذ كل العالمين (2) بصمته
…
فكيف إذا وافيته وهو قائل
فربع الحجى من بعده اليوم قد خلا
…
وجيد المعالي من حلى الفضل عاطل
أتدري المنايا من رمت بسهامها
…
وأي فتى أودى وغال الغوائل
رمت أوحد الدنيا وبحر علومها
…
ومن قصرت في الفضل عنه الأوائل ورثاه الصاحب نجم الدين ابن (3) اللبودي بأبيات منها:
أيا ناعياً عبد الحميد تصبرن (4)
…
علي فإن العلم أدرج في كفن
(1) ص: العنوى.
(2)
ابن أبي أصيبعة: القائلين.
(3)
ابن: لم ترد في عيون الأنباء.
(4)
ص: تصبراً.