الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كأن أيري من رخو مفصله
…
خريطة قد خلت من الكتب
أو حية أرقم مطوقة
…
قد جعلت رأسها إلى الذنب وقال في مرضه الذي مات فيه وهو بطريق مكة:
أطبقت للنوم جفناً ليس ينطبق
…
وبت والدمع في خديك يستبق
لم يسترح من له عين مؤرقة
…
وكيف يعرف طعم الراحة الأرق
وددت لو تم لي حجي ففزت به
…
ما كل ما تشتهيه النفس يتفق وكانت وفاته بطريق مكة بعد الأربعين ومائتين، رحمه الله تعالى.
153 -
(1)
الأقطع أمير العرب
رافع بن حسين ابن حماد بن مقن - بالقاف المفتوحة - أبو المسيب، الأقطع المعروف بظاهر الدولة أمير العرب بنواحي بغداد؛ كان فيه فروسية وأدب، ويقول الشعر؛ وأمه علوية ابنة المقلد بن جعفر بن عمرو؛ كانت فاضلة كريمة معمرة، وكان فيه شح وإمساك، وكانت تعيبه بذلك، وإذا جرى في ضيافاته تقصير تممته من بيوتها، وكانت تقول: واغوثاه، ما عرفت العشرات والخمسات إلا منكم في هذا الزمان، وما كنا نعرف إلا الألوف والمئات، وكان لها رأي جيد في الحروب وغيرها.
وكان سبب قطع يده أنه كان يشرب ومعه بعض أولاد بني عمه، فجرت بين اثنين منهم خصومة، وتجالدا بالسيوف، فخلص بينهما، فضرب أحدهما يده بالسيف قطعها غلظاً فذهبت هدراً، وكان يلبس كفاً يمسك به العنان ويقاتل
(1) الزركشي: 117 وتاريخ ابن الأثير 9: 451.
فلا يثبت له أحد. وكان عظيم الغيرة على حرمه وإمائه. وكانت مملكته البوازيج والسن (1) وتكريت والقادسية. وتوفي سنة سبع وعشرين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
ومن شعره (2) :
لها ريقة أستغفر الله إنها
…
ألذ وأشهى في النفوس من الخمر
وصارم طرفٍ لا يزايل جفنه
…
ولم أر سيفاً قبل في جفنه يبري منها:
فقلت لها والعيس تحدج للنوى
…
أعدي لفقدي ما استطعت من الصبر
سأنفق ريعان الشبيبة آنفاً
…
على طلب العلياء أو طلب الأجر
أليس من الخسران أن ليالياً
…
تمر بلا نفع وتحسب من عمري؟ ومنه:
إن ابن حربٍ ما يحارب مهجةً
…
إلا انتضى من مقلتيه سلاحا
يا دهر إنك أنت نابذ ريقه
…
خمراً وغارس خده تفاحا
وغزلت من غزل شباك جفونه
…
ونصبتها فتقنصت أرواحا
(1) البوازيج: بلد قرب تكريت، والسن على دجلة فوق تكريت (ياقوت) .
(2)
وردت الأبيات (3 - 5) في ابن خلكان 2: 173 منسوبة للوزير المغربي، وكذلك هي في معجم الأدباء 9:88.