الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سقى عهدها صوب العهاد بجوده
…
ملث كتيار الفرات سكوب
وليتنا والغرب ملق جرانه
…
وعود الهوى داني القطوف رطيب
ونحن كأمثال الثريا يضمنا
…
رداء (1) على ضيق المكان رحيب
إلى أن تقضى الليل وامتد فجره
…
وعاود قلبي للفراق وجيب
فيا ليت دهري كان ليلاً جميعه
…
وإن لم يكن لي فيه منك نصيب
أحبك حتى يبعث الله خلقه
…
ولي منك في يوم الحساب حسيب
وألهج بالتذكار باسمك دائماً
…
وإني إذا سميت لي لطروب
فلو كان ذنبي أن أديم لودكم
…
حياتي بذكراكم فلست أتوب
إذا حضرت هاجت وساوس مهجتي
…
وتزداد بي الأشواق حين تغيب
فوا أسفا لا في الدنو ولا النوى
…
أرى عيشتي يا عتب منك تطيب
بقلبي من حبيبك نار وجنة
…
ولي منك داء قاتل وطبيب
فأنت التي لولاك ما بت ساهراً
…
ولا عاودتني زفرة ونحيب ومنه:
لنا صديق يغر الأصدقاء ولا
…
نراه مذ كان في ود له صدقا
كأنه البحر طول الدهر تركبه
…
وليس تأمن منه الخوف والغرقا 329 (2)
العمي الشاعر
عكاشة بن عبد الصمد العمي؛ كان من فحول الشعراء، وكان يهوى جارية
(1) ص: ودار.
(2)
الزركشي: 209 والأغاني 3: 242، والعمي نسبة إلى بني العم وهم قوم نزلوا ببني تميم بالبصرة أيام عمر فأسلموا وحسن بلاؤهم فقيل لهم أنتم إخواننا وأهلنا وبنو العم، فلقبوا بذلك وصاروا في جملة العرب.
لبعض الهاشمين تدعى نعيماً، وكان لا يراها إلا في الأحيان، وربما اجتمع بها مع صديقه حميد بن سعيد فيشربون وتغنيهم وتنصرف، إلى أن قدم قادم من بغداد فاشتراها ورحل بها عن البصرة إلى بغداد، فعظم أسف عكاشة وجزعه عليها، واستحالت صورته وطبعه، وكان ينوح عليها بأشعاره ويبكي.
ومن شعره:
ألا ليت شعري هل يعودن ما مضى
…
وهل راجع ما فات من صلة الحبل
وهل أجلسن في مثل مجلسنا الذي
…
نعمنا به يوم السعادة بالوصل
عشية صبت لذة الوصل طيبها
…
علينا وأفنان الحياة جنى النحل (1)
وقد دار ساقينا بكأس رويةٍ
…
ترحل أحزان الكئيب مع العقل
وشجت شمول (2) بالمزاج فطيرت
…
كألسنة الحيات خافت من القتل
فبتنا وعين الكاس سح دموعها
…
بكل فتىً يهتز للمجد كالنصل
وقينتنا كالظبي تحتج (3) للهوى
…
وبث تباريح الفؤاد على رسل
إذا ما حكت بالعود رجع لسانها
…
رأيت لسان العود من كفها يملي
فلم أر كاللذات أمطرت الهوى
…
ولا مثل يومي ذاك صادفه مثلي ومن شعره:
وجاءوا إليه بالتعاويذ والرقى
…
وصبوا عليه الماء من ألم النكس
وقالوا به من أعين الجن نظرة
…
ولو صدقوا قالوا به أعين الإنس وقال من قصيدة طويلة (4) :
هذا وكم من مجلسٍ لي مونقٍ
…
بين النعيم وبين عيشٍ دان
(1) الأغاني: البذل.
(2)
الأغاني: وشج شمولا.
(3)
الأغاني: تسمح؛ واقرأ ((تجنح)) .
(4)
من هنا حتى آخر الترجمة لم يرد في المطبوعة.
نازعته أردانه فلبستها
…
مع ظبية في (1) عيشنا الفينان
تنسي الحليم من الرجال معاده
…
بين الغناء وعودها الحنان
حتى يعود كأن حبة قلبه
…
مشدودة بمثالث ومثاني
ظلت تغنيني وتعطف كفها
…
بالعود بين الراح والريحان
فسمعت ما أبكى وأضحك سامعاً
…
فسكرت من طرب ومن أشجان
ومشيت في لجج الهوى متبختراً
…
ومشى إلي الموت (2) في ألوان
فعلمت أن قد عاد قلبي عائد
…
من بين عودٍ مطرب وبنان ومنه:
إذ نحن نسقاها شمولاً قرقفاً
…
تدع الصحيح بعقله مرتابا
حمراء مثل دم الغزال وتارةً
…
بعد المزاج تخالها زريابا
من كف جارية كأن بنانها
…
من فضةٍ قد قمعت عنابا
تزداد (3) حسناً كاسها في كفها
…
ويطيب منها نشرها أحقابا
وإذا المزاج علا فشج جبينها
…
بقيت بألسنة المزاج حبابا
وتخال ما جمعت فأحدق سمطه
…
بالطوق ريق جنادبٍ (4) ورضابا
والعود متبع غناء خريدة
…
غرداً (5) يقول كما تقول صوابا
وكأن يمناها إذا نطقت به
…
تلقي على يدها الشمال حسابا وكانت وفاته بعد المائتين، رحمه الله تعالى.
(1) ص: طيبة في؛ ر: طيبة من.
(2)
الأغاني: اللهو.
(3)
ص: يزداد.
(4)
الأغاني: حبائب.
(5)
غزراً؛ ر: عرراً، والتصويب عن الأغاني.