الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحدث عن أنس بن مالك وأبي صالح لسمان وعطاء بن أبي رباح وطائفة سواهم، وكان رأساً في العلم في أيام الحسن البصري.
قال أبو عبيدة: أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف، ثم تنسك فأحرقها، وكان من أشراف العرب ووجوهها، مدحه الفرزدق وغيره.
وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس به بأس.
وقال الشيخ شمس الدين الذهبي: أبو عمرو قليل الرواية للحديث، وهو صدوق حجة في القراءة، وقد استوفيت أخباره في طبقات القراء، انتهى.
قال الأصمعي: كان لأبي عمرو كل يوم فلسان: فلس يشتري به ريحاناً وفلس يشتري به كوزاً، فيشم الريحان يومه ويشرب من الكوز يومه، فإذا أمسى تصدق بالكوز، وأمر الجارية أن تجفف الريحان وتدقه في الأشنان، ثم يستجد غير ذلك.
وتوفي سنة أربع وخمسين ومائة، رحمه الله تعالى.
157 -
(1)
زياد الأعجم
أبو أمامة زياد الأعجم، مولى عبد القيس، ولقب الأعجم لعجمة كانت في لسانه، أدرك أبا موسى الأشعري وعثمان بن أبي العاص، وشهد معهما فتح اصطخر وحدث عنهما، ووفد على هشام وشهد وفاته بالرصافة. وعده ابن
(1) الأغاني 15: 307 والشعر والشعراء: 343 ومعجم الأدباء 11: 168 والمؤتلف: 131 والخزانة 4: 192 والكامل 2: 226، وانظر معاهد التنصيص 2: 173 وقد أخلت المطبوعة بمعظم هذه الترجمة.
سلام في الطبقة السابعة من شعراء الإسلام، وطال عمره، ودخل على عبد الله بن جعفر يسأله في خمس ديات، فأعطاه، ثم دعا فسأله في عشر ديات فأعطاه، فقال:
سألناه الجزيل فما تلكا
…
وأعطى فوق منيتنا وزادا
وأحسن ثم أحسن ثم عدنا
…
فأحسن ثم عدت له فعادا
مراراً ما أعود إليه إلا
…
تبسم ضاحكاً وثنى الوسادا وكان المغيرة بن المهلب أبرع ولده وأوفاهم وأعفهم وأسخاهم، فلما مات رثاه زياد (1) الأعجم بقصيدته التي يقول فيها (2) :
مات المغيرة بعد طول تعرض
…
للموت بين أسنةٍ وصفائح
إن السماحة والمروءة ضمنا
…
قبراً بمرو على الطريق الواضح
فإذا مررت بقبره فاعقر به
…
كوم الهجان وكل طرف سابح
وانضح جوانب قبره بدمائه
…
فلقد يكون أخا دمٍ وذبائح قال محمد بن عباد المهلبي، قال لي المأمون: أي قصيدة أرق؟ قلت: يا أمير المؤمنين أنت أعلم، قال: قصيدة زياد الأعجم التي قالها في المغيرة بن المهلب؛ ثم قال: أتحفظها؟ فقلت: نعم، فقال: خذها علي، فأنشدنيها حتى أتى على آخرها وترك منها بيتاً، قلت: يا أمير المؤمنين تركت منها بيتاً، قال: وما هو؟ قلت:
هلا أتته وفوقه بزاته
…
يغشى الأسنة فوق نهدٍ قارح فقال: هاه هاه، يتهدد المنية، ألا أتته ذلك الوقت، هذا أجود بيت فيها،
(1) ص: زيادة.
(2)
راجع هذه القصيدة في ذيل الأمالي: 8 وانظر كذلك ترجمة زياد في الأغاني، وفي أمالي اليزيدي: 1 - 7 وابن العديم 8: 38 وابن خلكان 5: 354.