الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يدر أني لو أشاء حويتها
…
ولكن صرفت (1) النفس عنها تكرما
أبى الله أن ألقى بخيلاً بمدحه
…
وقد جعل الشكوى إلى المدح سلما
إذا المرء لم يحكم على النفس قادراً
…
يمت غير مأجورٍ ويحيى مذمما
سلام على الماء الذي طاب مورداً
…
وإن صيرته وقفة الذل علقما
فقد كنت لا أبغي سوى العز مطعماً
…
ولا أرتضي ماءً ولو بلغ الظما
وكنت متى مثلت للنفس حاجةً
…
أرى وجه إعراضي ولو كان أينما
وأحسب أن الشيب غير حالتي
…
وصير حلي الغانيات محرما 332 (2)
ابن سعد الخير
علي بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن سعد الخير، أبو الحسن الأنصاري البلنسي؛ كان مع تقدمه في العربية وتفننه في الآداب منسوباً إلى غفلة تغلب عليه، وله رسائل بديعة وتواليف: منها كتاب الحلل في شرح الجمل للزجاجي، وكتاب جذوة البيان وفريدة العقيان وكتاب القرط على الكامل؛ وتوفي سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
ومن شعره (3) :
ألا سائل الركبان هل ظل لعلع
…
كما كان مطول الصائل سجسجا
وهل وردوا ماء العذيب مناهلاً
…
اذا صافحت كف النسيم تأرجا
(1) ر: صدفت.
(2)
الزركشي: 230 وزاد المسافر: 103 والمقتضب من التحفة: 51 والتكملة رقم: 1867 والذيل والتكملة 5: 187 والمغرب 2: 317 ونفح الطيب 3: 602، 604.
(3)
لم ترد هذه القطعة في المطبوعة.
وعن جزعات الحي مالي وما لها
…
تجدد لي شوقاً إذا الركب عرجا
وعن أثلات الجزع هل مال ظلها
…
وهل تخذت ريح الصبا منه مدرجا
لئن ظمئت نفسي إليها فطالما
…
وردت بمغناهن أشنب أفلجا
بحيث يشف الستر عن ماء مبسمٍ
…
أرى باب صبري عنه أبهم مرتجا وقال:
بأبي من بني الملوك غرير (1)
…
قد ترديت فيه برد التصابي
ضاعفت حسنه ضفيرة شعرٍ
…
هي منه طراز برد الشباب
تتلوى على الرداء مراحاً
…
كحبابٍ ينساب فوق حباب وقال في سحابة:
وساريةٍ سحبت ذيلها
…
وهزت على الأفق أعطافها
تسل البروق بأرجائها
…
كما سلت الزنج أسيافها وقال:
بدا البدر في أفقه لابساً
…
ثياباً من الشفق الأحمر
فشبهته والدجى حائل
…
عروساً تزف إلى أسمر وقال في رمانة مفتحة:
وساكنة من ظلال الغصون
…
بخدر تروق أفنانه
تضاحك أترابها عندما
…
غدا الجو تدمع أجفانه
كما فتح الليث فاه وقد
…
تضرج (2) بالدم أسنانه وقال في إبرة في لباد أحمر:
(1) ص: غزيز؛ ر: غزير.
(2)
ص: تضرم.
ومخيطٍ ضاق عنه وصفي
…
يعجز عن فعله اليماني
يكمن في لبدة ويبدو
…
كالعرق في باطن اللسان وقال في حقلة كتان اصطفت بها غربان (1) :
ومخضرة الأرجاء قد طلها الندى
…
وقابلها أنف الصبا بتنفس (2)
تبدى بها سطراً دقيقاً (3) كما بدت
…
ضفيرة شعرٍ (4) فوق بردة سندس وقال:
لله دولاب يفيض بسلسلٍ
…
في روضة قد أينعت أفنانا
قد طارحته بها الحمائم شجوها
…
فيجيبها ويرجع الألحانا
فكأنه دنف يدور بمعهدٍ
…
يبكي ويسأل فيه عن من كانا
ضاقت مجاري جفنه عن دمعه
…
فتفتحت أضلاعه أجفانا وقال في مليح أرمد، وقد لبس ثياباً حمراً (5) :
ومهفهفٍ يجري بصفحة خده
…
ولماه من ماء الحياة عبابه
ما زال يهتك باللحاظ قلوبنا
…
حتى تضرج طرفه وثيابه
فبدا بحمرة ذا وحمرة هذه
…
كالسيف يدمى حده وقرابه
(1) ر: غزلان.
(2)
ص: يتنفس.
(3)
دقيقاً: سقطت من ر ص.
(4)
ص: ظفيرة شعره.
(5)
ص: حمر.